إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

علم اللاهوت الرعوي (2): الممارسات الرعوية في حياة الكنيسة

0 1٬461

الممارسات الرعوية في حياة الكنيسة

لنتاول في هذه المقدمة الخبرة المُعاشة للممارسات الرعوية في حياة الكنيسة اليومية. لنأخذ أمثلة توضح أنه ليس هناك ممارسات رعوية لها هدف وحيد، بل هناك شبكة معقدة من الأهداف المتعددة، المتعارضة أحيانًا، والتي علينا واجب التفريق بينها. فما المقصود بالأهداف الرئيسية والأهداف الثانوية. وما هي العلاقة المتشابكة والمعقدة بين الأهداف الرئيسية والأهداف الثانوية.

  • الأهداف المتعددة للممارسات الرعوية

يصل الأب إسطفانوس إلى رعية في قرية في صعيد مصر. يجد أمامه رعية تقليدية فأفراد الرعية مهتمين للغاية بالألحان الطقسية والاحتقالات الليتورجية المتنوعة. يطلبون في جميع المناسبات، كالعمادات والأفراح والجنازات، الأهتمام بالطقوس والألحان.

أدرك الأب إسطفانوس بعد فترة وجيزة، إنه بعيدًا عن الاحتفالات الليتورجية، لا يلعب الدين المسيحي أهمية في حياتهم اليومية. يترك أفراد الرعية كافة التعاليم المسيحية متى خرجوا من الكنيسة ويتعاملون بقيم وعادات المجتمع التي لا تتفق مع إيمانهم المسيحي. فالإيمان لا يلعب دورًا في حياتهم الأسرية والعملية. شعر الأب إسطفانوس بالاحباط وتملكه شعور بالفشل في رسالته الرعوية، خاصة وإنه كان يأمل في أن تكون مهمته الرعوية الأولى بوابة قيامه بخدمات أكبر على مستوى الإيبارشية.

فتدين أعضاء الكنيسة لا يتفق في كثير من الأحوال مع الإيمان المسيحي والذي يجب التعبير عنه من خلال الأعمال “لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي”{يع 2: 18}. ما هي الممارسات الرعوية التي ينتظرها أهل القرية؟ فأهداف أفراد الرعية مختلفة عن تلك التي يفكر بها الرعاة ويخططون لها.

هنا يجب أن نتسأل عن أهداف الأعمال والممارسات والأنشطة الرعوية؟ كيف نسعى لتحقيق أهداف مشتركة تحقق تناغم بين الأهدف الرئيسية والثانوية المتباينة؟ وما هي علاقة تلك الأهداف بعضها ببعض؟ كما إن تقدير الذات والتقدير الاجتماعي والطموح الشخصي هي احتياجات تتصارع مع الأهداف الرئيسية في العمل الرعوي.

العلاقة بين الأهداف الثانوية بالأهداف الرئيسية للعمل الرعوي تشير إلى مبدأ أساسي يقول عليه اللاهوت الرعوي يُعرف بـ “المعيارية”. فالذي يحدد الأهداف الرئيسية وعلاقتها مع الأهداف الثانوية هو “معيار ممارسات يسوع في حياته الأرضية”، فهو القياس الذي على ضوء يتم اختيار أهداف الممارسات التي تبغي الكنيسة القيام بها وعلاقة هذه الأهداف ببعضها ببعض. فالطقوس والألحان هي أهداف يسعى إليها القائمون على الكنيسة، فالمجمع الفاتيكاني الثاني جددَ في الطقوس لكي تتوائم مع احتياجات العصر الحديث حتى يمكن للشعوب أن تدخل في علاقة أسرارية مع الله بصورة أفضل، وجعل الصلوات باللغات الدارجة لكي يفهمها الناس. ولكن تبقي الأهداف الرئيسية مختلفة وهو أن تعمل الكنيسة لكي يصل الإنسان إلى قصد الله من خلقهِ.

  • هل تتناسب الممارسات الرعوية مع الواقع المعاش

استقبل الأب أسطفانوس عاملاً وزوجته يرغبان في عماد طفله الوليد. لم يمر وقتًا طويلاً على انضمام العائلة إلى الرعية. وفي ذلك الوقت القصير لم يتردد الزوج أبدًا، في حين ترددت المرأة مرات عديدة على صلاة القداس. رغب الراعي في معرفة أحوال الأسرة وعلاقتها بالكنيسة والأسرار وكيف يقيمون إيمانهم المسيحي. أظهر الزوج عدم اهتمام بعماد طفله، في حين كان الأم ترغب في نوال “بركة الله” للطفل من خلال المعمودية.

دارت أسئلة كثيرة في ذهن الراعي، فالزوج فقط يريد ارضاء زوجته فقصداه لعماد الطفل، ولا يخفي تذمره من طلب المعمودية. فكيف له أن يعهد لهذين الزوجين مهمة التنشئة الإيمانية المسيحية للطفل الوليد؟ فكر في تأجل العماد لاتاحة الفرصة لإعداد أفضل للوالدين على الحقائق الإيمانية الأساسية، خاصة سر العماد. لكنه فوجئ بأن الوالدين حددا ميعاد المعمودية وقام بدعوة عائلاتهم للمجئ للاحتفال معهم، والعائلة في طريقها للوصول. عندما أشار الراعي للفترة التكوين للوالدين، عبر الزوج عن رفضه الشديد فكرة التأجيل وقال: “عمدوا ولدي أولاً، وأتركونا في شأننا”.

ما قاله العامل يُلخص ما أل إليه علم اللاهوت الرعوي الأساسي. فقبل التجديد التردينتيني لم يكن هناك إعداد جيد لنوال سر المعمودية. الوضع اليوم مختلف. فالعلاقة بين الكنيسة والرعية اختلفت كثيرًا، وعلاقاتها مع المجتمع وهيئاته مختلفة أيضًا. كيف تقوم الكنيسة “اليوم”، في واقعها “الزمني” الحالي ومحيطها “التاريخي- المعاش” بممارساتها الرعوية؟

تلك هي قضية “الواقعية” السابق الإشارة إليها. هل يتناسب واقعنا الكنسي مع متطلبات البيئة المحيطة؟ هل تعمل الكنيسة بطريقة تتناسب مع الظروف التي تعيش فيها؟ هل لنا تاريخ لتلك الممارسات “بالأمس” و”اليوم” يساعدنا على التخطيط “للمستقبل” القريب والبعيد. فالبيئة المحيطة والظروف التي تعمل فيها الكنيسة ليست عنصرًا خارجيًا في ممارساتها المختلفة ولكنه عنصر “محددًا” لتلك الممارسات، كذلك تعمل تلك الممارسات على التأثير في تلك البيئة المحيطة وتغيرها أحيانًا. فالمشكلة الرعوية للأب أسطفانوس ليست في لاهوت المعمودية ولا فهم طقس العماد ولكن في الحالة الروحية والدينية للزوجين، والدا الطفل. كيف لرجل “ترك” الكنيسة أن يصبح “مسئولاً” عن النمو الروحي لابنه الوليد؟ كيف للطفل أن ينشأ في بيئة بعيدة عن إيمان الكنيسة يرغب في أن ينال المعمودية فيها؟ قضية “الواقعية” هنا تعني توضيح كيفية عماد طفل في ظل الظروف والبيئة المحيطة به.

الممارسات الرعوية في المستقبل القريب

التخطيط للأعمال الرعوية لا يتعلق فقط بالوسط والبيئة التي تعيش فيها الكنيسة في “الزمن الحاضر”، بل “بالزمن الآتي” أيضًا. فالتعرف وقراءة “علامات الأزمنة المستقبلية” أمرٌ ضروريٌ لما سيكون عليه اللاهوت الرعوي في الزمن القريب والبعيد. فالمقصود “بالواقعية” في اللاهوت الرعوي الأساسي، ليست تلك الظروف والبيئة المحية بالممارسات الرعوية اليوم، ولكن بما سيؤول الحال إليه في المستقبل القريب والبعيد.

في الماض كان الراعي، يساعده البعض من خدام الكنيسة، هّم القائمين بالعمل والممارسات الرعوية المختلفة، في حين كان كافة شعب الكنيسة هو مُتلقي لتلك الأنشطة. في حين إن ما تطالب به تعاليم الكنيسة اليوم هو أن يشترك كل شعب الكنيسة معًا في القيام بالعمل الرعوي، ما بين كهنة وعلمانيين. ظهر مصطلح “الجماعة الكنسية” ليدلَ على إن كل فرد منتمي للكنيسة هو مسئول وقائم بالعمل الرعوي ومُشارك فيه.

المشكلة الحقيقة هي إِحداث التوازن في أدوار تلك الجماعة، ما بين الكهنة والعلمانيين!  هناك تخوف من جانب الرعاة على أدوارهم، مع تعليم الكنيسة الجديد بخصوص “الكهنوت العام”. الكثير من العلمانيين لا يملكون تثقيفًا لاهوتيًا كافيًا للمشاركة في التخطيط لتلك الممارسات. ينقسم أيضًا العلمانيون والكهنة في اختلاف التوجهات المختلفة، فالبعض تقليدين متمسكين بما تعلموه وورثوه عن الأجداد، رافضين لكل مبادرات التغيير في البرامج الرعوية، والبعض الأخر إصلاحيون يرغبون في تبنى برامج جديدة، قد لا تتوافق مع التقاليد الكنسية. هنا يظهر التحدي أمام الكنيسة: هل تُقبل على إِحداث تغييرات في برامجها الرعوية للتناسب مع المحيط الثقافي والتكنولوجي المتغيير بصورة سريعة، أم المحافظة على التقليد المتبع منذ عقود زمنية منصرف وقد أثبتت الخبرة نجاح تلك الممارسات؟ هناك الكثيرين يجدون صعوبة في قبول التغييرات في حياتهم، كذلك الحادثة في الكنيسة، فكل تغيير يُهدد بقلق ليس له طاقة في احتماله. بكلمات لاهوتية: هل تحفظ الكنيسة هويتها بالرغم من التغييرات المجتمعية أو من خلال تلك التغييرات؟

“الممارسّة التطبيقية” إذن هي إِحداث التغييرات المطلوبة في البرامج الرعوية للتناسب مع الزمن والبيئة المتغيرة التي تعيش فيها الكنيسة. وفي ذات الوقت الحفاظ على هوية الكنيسة وسط هذه التغييرات ومن خلالها. هل هناك استعداد لتبني خطط جديدة تتناسب مع تحديات الزمن الحاضر والأتي في المستقبل القريب وأيضًا البعيد.

علم اللاهوت الرعوي

يمكن لنا أن نُلخص ما سبق أن تناولناه عن ماهية علم اللاهوت الرعوي، بطريقة علمية، في النقاط التالية:-

ممارسات الكنيسة

يُقصد بممارسات الكنيسة إذن الطريقة التي تتبعها الكنيسة في الأعمال والتنظيمات الرعوية الخاصة بها. لا يجب أن يُفهم مصطلح “ممارسات” بالمعنى الضيق الفعل الذي يقوم به الأسقف، أو الراعي، أو خادم الكنيسة، أو أحد المؤمنين. فكل الأحداث تُولد لوائح للتطبيق يلتزم بها القائم بالعمل متى وجد إنها نافعة. رويدًا رويدًا لا يلتزم بتلك اللوائح الشخص الذي قام بالحدث، بل تُصبح تلك اللوائح “قاعدة” يلتزم بها الآخرين عند الرغبة في القيام بذات الأفعال. فنماذج “التطبيق”، التي فكر بها البعض، تُصبح “قواعد” للآخرين، يمكن أن تورث جيلاً بعد جيل، إلى الدرجة التي نعتبرها “تقليدًا موروثًا” لتلك الممارسات يجبُ الالتزام به، أو “قواعد” للعمل الرعوي على القائمين العمل وفقًا لها.

الأهداف الرئيسية والثانوية

للممارسات أهداف متعددة، البعض منها رئيسية والبعض ثانوية:-

  1. الهدف الرئيسي للممارسات الرعوية هي المهمة التي أَوكلها يسوع لكنيسته. المهمة التي عهدها يسوع للكنيسة لم تكن في شكل برنامج ثابت ومحدد بطريقة معينة ولكنها استلمته في صورة روايات قصصية مفتوحة. ودراسات المقارنة للأناجيل المختلفة تُظهر إن كل جماعة مسيحية طبقت الأهداف الرئيسية بصورة مستقلة عن الجماعة الأخرى وفقا للوسط الثقافي والاجتماعي السائد. فالوسط المحيط، ثقافي واجتماعي، يؤثر بصورة واضحة في تحديد الأهداف. ونظرًا لاختلاف البيئات الثقافية والاجتماعية التي انتشرت فيها المسيحية فإن هناك احتياج مستمر لإعادة صياغة الأهداف الرعوية الرئيسية. أدى كل هذا إلى ضرورة التنسيق المستمر بين التقليد ومتطلبات الوسط المحيط والزمن الذي تمارس فيه الكنيسة أنشطتها الرعوية.
  2. الأهداف الثانوية هي متعددة، البعض منها يخدم الأهداف الرئيسية بصورة تضمن استمرار نهج وفكر يسوع في ممارسات الكنيسة الحالية. والبعض منها يتعلق بشخصية القائم بالعمل الرعوي واحتياجاته الانسانية المختلفة. ففي الأنشطة الرعوية العلمية تتعارض التوجهات العامة للأشخاص القائمين بالعمل الرعوي وتتطلعاتهم الرئيسية للوضع الاجتماعي وتقدير الذات والبحث عن السلطة والنجاح. وواجب تحليل العمل الرعوي يسلتزم أخذ تلك الأهداف الثانوية في الاعتبار لما لها من تأثير بالغ على الأهداف الرئيسية.

الوسط المحيط

لا يعمل الإنسان وفقًا لبرنامجًا جاهزًا مُنذ البداية وما عليه أن يُطبقه ويضعه موضع التنفيذ. الأمر يخضع لمراحل كثيرة متتابعة ولطريق طويل عليه أن يجتازه. وفي الغالب يكتشف الإنسان الممارسات التي يجب أن يقوم بها أثناء مسيرته في سبيل تحقيق أهدافه. ذات الأمر ينطبق على الكنيسة، فممارساتها الرعوية تنضج أثناء العمل ذاته وفقا للمتغييرات الوسط الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي المُحيط بها.

دراسة الوسط المحيط بالكنيسة اليوم هو جزءً مهمًا في مجال اللاهوت الرعوي، بل يمثل هذا العلم السراج الذي يُرشد الطريق أمام الكنيسة لبيان ما يجب أن تفعله، وما يجب أن تمتنع عنه في عالم اليوم. يعمل اللاهوتيين الرعويين مع نظرائهم الاجتماعيين والفلاسفة وعلماء النفس والمعنيين بشئون المستقبل، بالرغم من تعارض الأهداف، إلى ما فيه خير الإنسانية جمعاء.

يقف اللاهوتيين الرعويين موقفًا دفاعيًا رائعًا عن سلطان الله في تاريخ البشرية، وعمله كخالق مستمر في العالم وسيدُ الحياة. فالوسط المحيط هو حقلٌ لأعمال الله الدائمة لتدبير شئون العالم وتجاوب الإنسان مع عمل الله. يظهر هذا في قراءة اللاهوتيين لعلامات الأزمنة للتعرف على عمل الله فيها وماذا ينتظر الله من الكنيسة والعالم كردة فعل على تدخلاته الخلاقة.

واجب اللاهوتيين الرعويين إذن هو إذا كانت ممارسات الكنيسة تصل بها في نهاية المطاف لتحقيق الأهداف الرئيسية على أن تكون في حالة تناغم وتناسب مع البيئة التي تعمل فيها الكنيسة. التحليل العلمي لتلك الممارسات يكن أن يقودها إلى نتيجتين، لا ثالث لهما:-

  1. أن الممارسات تحقق بصورة وبأخرى الأهداف الرئيسية للعمل الرعوي. تدفع هذه النتيجة الإيجابية إلى بذل مزيد من الجهد للسير في ذات الاتجاه الصحيح الذي تسير فيه الكنيسة والقائمين على الممارسات الرعوية.
  2. قد يُظهر التحليل العلمي أن الممارسات المُطبقة لا تحقق الأهداف الرئيسية للعمل الرعوي أو لا تتناسب مع البيئة المحيطة بالكنيسة وبالثقافة السائدة فيها. وهذا قد يرجع إلى إن الأهداف الرئيسية لم تكن واضحة بدرجة كافية، وإن الأهداف الثانوية تعارضت معها. أو إن الممارسات لا تتناسب مع العصر الذي تعيش فيه الكنيسة، مثل تلك التي تأتي من الأزمنة الغابرة، وإن كانت صالحة في حد ذاتها ولكنها غير متوافقة مع العصر الذي تعيش فيه الكنيسة.

ما يقوم به اللاهوتيين الرعويين هو نقد وتحليل الممارسات ومدى توافقها مع البيئة والوسط المحيط بالكنيسة لأجل التعرف على ما يجب تغييره ليتناسب مع الواقع المحيط والثقافة السائدة. الدراسة النقدية للممارسات الحالية تعطى نظرة مستقبلية لما يجب أن تكون عليه الممارسات المناسبة للغد القريب والبعيد.

الانتقال من الممارسات الحالية (أ) إلى الممارسات المستقبلية (ب) يتطلب التحليل والدراسة لمدى تحقق الأهداف الرئيسية، والانتباه للأهداف الثانوية، وهذا ما أطلقنا عليه مصطلح “المعيارية”.

يتطلب الأمر أيضًا دراسة الوسط الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي المحيط الذي تقوم الكنيسة بممارستها الرعوية فيه والذي يؤثر على تلك الأعمال الرعوية ويتأثر به أيضًا، وهذا ما أطلقنا عليه مصطلح “الواقعية”.

استخدام نتائج “المعيارية” و “الواقعية” يتطلب استحداث نظريات جديدة للممارسات العملية للاهوت الرعوي يمكن العمل بها في المستقبل القريب. الانتقال من الممارسات الحالية إلى المستقبلية ذلك ما أطلقنا عليه مصطلح “الممارسة التطبيقية”. موضوعات اللاهوت الرعوي إذن هي: “المعيارية” و”الواقعية” و”الممارسة التطبيقية” التي سنتناولها بالتفصيل في بحثنا هذا.

  • المعياريّة: هي القواعد التي تُحدِّد أهداف الممارسات والأفعال الكنسية والتي يمكن القياس عليها. فالأنشطة الكنسية، خاصّة، القائمين عليها والممثلين للكنيسة لها أهداف رئيسية وثانوية تصبو إليها. فالمعياريّة إذن هي إدراك القائم بالعمل الرعوي القواعد العامة التي تُنظِّم ما يقوم به من أنشطة وممارسات رعوية للوصول إلى الأهداف المُحدَّدة، الرئيسية والثانوية.
  • الواقعية: يقصد بها توافق الكنيسة مع الزمن الذي تعمل فيه، والذي يدفعها إلى تعديل الممارسات المختلفة لكي تتناسب مع الأزمنة التي تعيش فيها. سنتعرّض إلى الأزمنة بالمعنى البيبلي (kairós)، أي الزمن المناسب للخلاص. تتبدل الأزمنة على نحو سريع وبصورة مُعقدة، فهل ما تقوم به الكنيسة في حالة تناغم مع متغيرات العصر والثقافة والتطور التكنولوجي؟
  • الممارسة التطبيقية: لا يقتصر دور اللاهوت الرعوي على شرح تلك الممارسات التي يجب على الكنيسة القيام بها، بل أن تُساهم في تطورها وتحديثها بالشكل الذي يحفظ ويحقِّق بلوغ الأهداف الرئيسية التي تتناسب مع العصر والبيئة التي توجد بهما.
  1. Seveso, Edificare la Chiesa. La teologia pastorale e i suoi problemi, [Collana di teologia pratica – 1], ELLE DI CI, Leumann (Torino) 1982.
  2. Midali, Teologia pratica, I, Cammino storico di una riflessione fondante e scientifica, [Biblioteca di Scienze religiose 159], LAS, Roma 19854.
  3. Lanza, Introduzione alla teologia pastorale, I, Teologia dell’azione ecclesiale [= Strumenti 45], Brescia 1989.
  4. Pintor, L’uomo via della Chiesa. Elementi di teologia pastorale, Bologna 1992.
  5. M. Zulehner, Teologia pastorale, I, Pastorale Fondamentale, Queriniana, Brescia 1992.
  6. Seveso – L. Pacomio (cur.), Enciclopedia di Pastorale, I, Fondamenti, Casale Monferrato 1992.
  7. Audinet, «Pratique, anthropolologie, théologie», in Penser la foi, a cura di J. Doré- C. Theobald, Cerf-Assas, Paris 1993.
  8. Grolla, L’agire della Chiesa. Lineamenti di teologia dell’azione pastorale, Messaggero, Padova 1995.

Angelini G.- Vergottini M. (cur.), Invito alla teologia III, Glossa, Milano 2002.

  1. Wollbold, Teologia pastorale (PBT 10), Eupress, Pregassona (Lugano) 2002.
  2. Trentin – L. Bordignon (cur.), Teologia pastorale in Europa. Panoramica e approfondimenti, Messaggero di Sant’Antonio Editrice, Padova 2003.
  3. Lanza, «Teologia pastorale», in La teologia del XX secolo. Un bilancio, III, Prospettive pratiche, Città Nuova, Roma 2003, pp. 393-475.
  4. Špidlík T. – M. I. Rupnik (cur.), Teologia pastorale. A partire dalla bellezza, Lipa, Roma 2005.
  5. Bressan, «La prospettiva dell’engendrement come stimolo alla teologia pratica», Teologia 3 (2007) pp. 382-391.
  6. Torcivia, La parola edifica la comunità. Un percorso di teologia pastorale, Il pozzo di Giacobbe, Trapani 2008.
  7. Villata, L’agire della Chiesa. Indicazioni di teologia pastorale, EDB, Bologna 2009.
  8. Seveso, La pratica della fede. Teologia pastorale nel tempo della Chiesa, Glossa, Milano 2010.
  9. Lanza, La Teologia pastorale secondo la “scuola lateranense”, [i Laterani 1], Lateran University Press, Roma 2010.
  10. Midali, Teologia pratica, V, Per un’attuale configurazione scientifica, [Biblioteca di Scienze religiose 200], LAS, Roma 2011.

[1]  هذا هو اختيار اللاهوتي ماريو ميدالي، راجع:

  1. Midali , Teologia pratica, I, Cammino storico di una riflessione fondante e scientifica, [Biblioteca di Scienze religiose 159], LAS, Roma 19854, pp. 16-17.

[2]  راجع: M. Midali, Teologia pratica, pp. 440-473.

[3]  هذا الأمر واضح بجلاء في المجهود الذي بذله المجمع في فهم وتقييم “علامات الأزمنة”، راجع: M. Midali, Teologia pratica, pp. 139-143

[4]  علي سبيل المثال راجع: البابا يوحنا بولس الثاني،  الاهتمام بالشأن الاجتماعي ؛ إنجيل الحياة.

[5]  B. Seveso, Edificare la Chiesa. La teologia pastorale e i suoi problemi, [Collana di teologia pratica – 1], ELLE DI CI, Leumann (Torino) 1982, pp. 166-167; M. Midali, Teologia pratica, pp. 206-207.

[6]   B. Seveso, Edificare la Chiesa, pp. 194-198.

[7]   M. Midali, Teologia pratica, pp. 403-404.

[8]   Midali, Teologia pratica, pp. 272-277, p. 399.

[9]  G. Moioli, Scritti sul prete, Glossa, Milano 1990, pp. 299-300.

[10]  J. Audinet, «Dispositif du transmettre et confession de foi», in Essais de Théologie Pratique. L’institution et le transmettre, a cura di Institut Catholique de Paris, Beauchesne, Paris 1988, pp. 167-205, pp. 170-172.

[11]  M. Tenace, «La tradizione, memoria e “laboratorio di risurrezione», in Teologia pastorale. A partire dalla bellezza, a cura di T. Špidlík – M.I. Rupnik, Lipa, Roma 2005, pp. 353-399.

[12]   Il Regno 15 (2007), p. 508, n. 19.

[13]  << مساهمة التخصصات اللاهوتية الأخرى، علم العقائد بشكل عام وعلم الكنيسة على وجه الخصوص، لا يمكن الاعتماد عليها في توفير “المعطيات” التي ليس على الفكر اللاهوتي-الرعوي سوي تسجيلها أو عليه أن ينطلق بناءً عليها. إنّ مساهمات التخصصات المختلفة، وخاصة نتائج أبحاث علم الكنيسة، تتداخل بالأحرى في الخبرة التي يختبرها الوجود عن ذاته وتسهم في إعادة صياغة وتكثيف الأفق التفسيري الذي في إطاره تُطبّق السمات التطبيقية المتخصصة اللاهوتية-الرعوية. بالتأكيد كل تعريف “للرعوية” ينطوي على ارتباط ضمني ومحدد بالكنيسة وهو يعمل في علم الكنيسة الضمني، ولكن، ضمنيًا فقط. وتتأثر مؤسسة “الرعوية” بالضرورة بالظروف التي تسهم في مرحلة ما قبل فهم مجال الخبرة التي تشير إليها؛ ولكنها ليست مبررا لإبرام التحديد المسبق لها، لأنه في هذا الصدد بالذات لها علاقة بفك رموز من النوع التفسيري في مجال خبرة محدد”. (B. Seveso, La pratica e la grammatica, p. 231)

[14]  M. Midali , Teologia pratica, pp. 310-324, pp. 440-473.

قد يعجبك ايضا
اترك رد