كلمة ختام المهرجان الكاثوليكي للسينما

السيدات والسادة.. الحضور الكريم

اسمحوا لي، في ختام فاعليات المهرجان الثامن والستون للمركز الكاثوليكي للسينما، أن استعير بعض كلمات البابا فرنسيس في خطابه خلال لقاء الحوار بين الأديان وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، برفقة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ جامع الأزهر، التي تعبر بصدق عن رسالة المركز والأهداف التي يصبو إليها: يقول البابا فرنسيس:

“جميعنا أخوة، نملك الكرامة عينها وأنه لا يمكن لأحد أن يكون سيّدًا للآخرين أو عبدًا لهم.. الاعتراف أنَّ الله هو أصل العائلة البشريّة الواحدة. وإنه خالق كلِّ شيء وخالق الجميع، يريد أن نعيش كإخوة وأخوات، وأن نقيم في البيت المشترك الواحد الذي منحنا هو إياه.

لا يمكننا أن نكرِّم الخالقَ دون أن نحافظَ على قدسيّة كلِّ شخصٍ وكلِّ حياةٍ بشريّة: فكلُّ فردٍ هو ثمينٌ في عينيّ الله. بالتالي، يجب أن تُدان، وبدون تردّد، جميع أشكالِ العنف والتمييز والتفرقة بسبب العرق أو الجنس أو اللون”..

تأتي فاعليات المركز الكاثوليكي للسينما كل عام لتدعيم هذا التوجه نحو الأخوة الإنسانية، نحو نبذ أشكال العنف والتطرف والتمييز ضد المرأة والدفاع عن حقوق الطفل، ضد اعتبار الآخرين أعداء وخصوم. ومَن شاهد واستمتع معنا بالأفلام المعروضة هذا العام في المهرجان، لاحظ أن الأفلام التي عُرضت هذا العام حاربت فكرة التطرف والتفرقة بين أخوة الوطن، ودافعت عن المرأة وحقها في الحصول على فرصة تعليم عادلة، وناقشت تأثير ضغوط الحياة على مبادئ الفرد، وأزكت الروح الوطنية والفخر بقواتها المسلحة.

أود أن أشكر كافة الفنانين المبدعين اللذين شاركوا في هذه الأفلام. لقد قدمتم فنًا راقيًا وهادفًا للناس، تستحقون عليه كل تقدير وثناء. أشكر إدارة المركز الكاثوليكي للسينما، ممثلة في الأب/ بطرس دانيال وجميع العاملين بالمركز على الجهد الحميد في أن يخرجَ المهرجان في أجمل صورة. وأشكركم جميعًا على جعل هذا المكان بيتًا للأخوة الإنسانية، ومنبرًا للحوار وجسرًا للقاء والإتفاق بدلاً من دعوات الإقصاء وتهميش الآخرين.