إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

التنظيم الأول لحياة الشركة

0 899

لما زاد عدد الأخوة، واتسعت الخلية الرهبانية، قام باخوميوس بتنظيم ديره الصغير، في شكل يشابه قرية صغيرة، مقسمه إلى منازل صغيرة يختص كل منهما بمهمة محددة. فهناك منزل خاص بالمزارعين، وآخر خاص بالنجارين، وأخر خاص بالفرن، والمطبخ، والمرضى. وعلى رأس كل منزل[1] عين مسئولا، سمى تقيا، يرافقه مساعد. أسس باخوميوس ديره الأول في عام 320 في طفانيس، وأضحى هو ذاته المدبر الروحي والمالي للدير. أختار شخصا ذو قامة روحية كبيرة ليقوم بمهمة بواب الدير، الذي يمكنه أن يقابل الزوار ويتحدث إليهم بلطف، وعهد إليه بمهمة تربوية خاصة باستقبال طالبي الرهبنة والاشراف عليهم في منزل خارج أسوار الدير حتى يتم أختبارهم لدخولهم الدير.

نظم باخوميوس لرهبانه قانونا، يُعد أول قانون ينظم الحياة الجماعية في تاريخ الحياة الرهبانية. اًسس القانون على روحانية أعمال الرسل، يتعلق بالمساواه الكاملة بين الرهبان في المأكل والملبس، والتخلي الكامل عن الممتلكات المادية ووضع كل شيء تحت تصرف الجماعة الرهبانية.

وفوق ذلك، نظم باخوميوس ثلاثة اجتماعات أسبوعية، لكي يعطي فيها الاخوة التوجيهات الروحية اللازمة لبناء أرواحهم، أحدهما يوم السبت والآخرين يوم الآحد. كما ترك حرية عقد اجتماعين آخرين يومي الأربعاء والجمعة لرؤساء المنازل متى رغبوا في ذلك حتى يعطوا توجيهاتهم الخاصة للأخوة اللذين يقودونهم.

انتشار نظام حياة الشركة في صعيد مصر

لما تزايد عدد الإخوة في دير طفانيس وأصبح لا يتسع أعداد الرهبان، صلى باخوميوس يطلب إلى الرب من أجل هذا الأمر. فأعلم في رؤيا أن يذهب شمالاً إلى إحدى القرى المهجورة، تدعى فابو، ويؤسس هناك ديرًا، وأنه سيصبح مركزاً للحياة النسكية الجديدة. فقام باخوميوس وأخذ معه بعض الإخوة وذهب إلى تلك القرية، وأسس هناك ديرًا مشابها لدير طفانيس، وقسمه كعادته إلى مجموعة من المنازل، وقام بتعين المسئول عن كل منزل، ونائبا له، وفقا لقوانين الدير الأول. وأصبح باخوميوس مسئولاً عن الديرين.

لم يمر وقت كثير حتى أرسل آبا آمون، وهو شيخ لمجموعة من النساك في صانسيت، رسالة إلى باخوميوس طالبا أن ينضم هو ومجموعته إلى النظام الجديد الذي ذاع صيته في صعيد مصر. فاستجاب باخوميوس لطلبه، وذهب هناك مع بعض الإخوة، فنظم لهم الدير وفقا للنظام المعتاد لحياة الشركة، فقسم الدير إلى منازل وعين لكل منها مسئولا ونائباً عنه.

وحذا نساك منطقة طومسون بزملائهم نساك صانسيت وطلبوا من باخوميوس تأسيس ديرًا يجمعهم وينضموا إلى أديرة الشركة. فاستجاب مجددا باخوميوس لهذا الطلب. وتبعهم نساك منطقة باسترسون، تيكاسمين. وبالرغم من أنضمام كل هؤلاء إلى نظام حياة الشركة، إلا أن باخوميوس توسع في بناء الأديرة فأسس أديرة تاسمين، فانوم، أخميم وغيرها من الأديرة. ولقد اعتاد باخوميوس أن يزور الأديرة التي أسسها لكي يفتقد الإخوة الذين فيها ويرشدهم باعتباره الأب المؤسس لهذا النظام.

الأديرة النسائية

كان لباخوميوس أخت تدعى مريم، لما سمعت عن أخيها جاءت لرؤيته. فلما وصلت إلى الدير رفض باخوميوس استقبالها وأرسل لها الأخ المسئول عن الباب يقول لها: “يكفى أنك تعلمين أني على قيد الحياة، فلا تتضايقي بسبب عدم رؤيتي أو مقابلتي، واعلمي أنك إذا رغبتي الاشتراك معنا في هذه الحياة، فانك ستجدين نعمة أمام الله”. فلما سمعت أخته قبلت الاقتراح، وعاشت قريبة من الدير. وعندما وجد باخوميوس أن قلبها قد مال لصالح الحياة النسكية مثله، أرسل بعض الإخوة وبنوا لها ديرًا على مقربة من ديره. كما بنوا أيضًا كنيسة صغيرة في وسط الدير ثم لما لبث أن سمع بخبرها كثيرات فجئن إليها وعشن ومعها كونا فرعا نسائيا لحياة الشركة. وعندما وجد باخوميوس أن عدد العذارى في إزدياد دائم عين لهن أحد الشيوخ مشهودًا له في القداسة، يدعى بطرس، حتى يقودهن في طريق الفضيلة بحسب وصايا الإنجيل. كما كتب لهن أيضًا قوانين الشركة وأرسلها لهن حتى يتعلمن إياها. أما فيما يختص بزيارتهن، فمتى أراد أحد الإخوة أن يزور أختا أو قريبة له، كان باخوميوس يرسله إلى آبا بطرس الذي كان يرسل بدوره إلى الأم فتسدعى تلك الأخت ومعها أخت أخرى تصاحبها أثناء الزيارة.

أسباب توجه باخوميوس إلى إنشاء نظام الشركة

والسؤال المطروح الآن لماذا توجه باخوميوس لتأسيس نظام حياة جديدة، بدلا من أعتناق نظاما معروفا في عهده وهو النظام التوحدي. وبتحليل الأحداث المتتابعة نجد أن خبرة باخوميوس الأولى مع المسيحية جعلته يرى في الدين الجديد نظام قائم على محبة الآخرين، حتى الأعداء. ولهذا لم يكن منطقيا أن ينزوى باخوميوس في صومعة في باطن الصحراء، منعزلا عن الناس ومنفصلا عنهم كما كان يفعل المتوحدين في زمانه. صورة المسيحية التي قدمها أبناء طيبه لباخوميوس جعله يري أن أعتناقه للمسيحيه يستلزم أن يصنع خيرًا لآخرين، وهذا لا يتحقق معه إذا عاش متوحدًا. وبالرغم من محاولة باخوميوس أن يعيش ناسكا متوحدًا، على غرار أقرانه والسابقين له، إلا أنه لم يستمر طويلا، لأن النموذج الذي عرفه عن المسيحية، مازال غائبًا.

وإذا قارنا موقفي، القديس أنطونيوس الكبير، والقديس باخوميوس، نجد أن الأول قد تأثر كثيرًا بما سمعه في الكنيسة بنداء الرب للشاب الغني: “إذا أردت أن تكون كاملاً، فاذهب وبع كل شيء لك وتعال وأتبعنى” مت 19/21. كان غنيا فترك كل شيء، كما نص الإنجيل، وإنزوي بعيدا متوحدا، متفرغًا للصلاة والتأمل. أتبع كل من أنطونيوس وباخوميوس سنن آبائهم واجدادهم فراعنة مصر، بأن من أراد ان يتفرغ للعبادة، كان ينزوى في مقبرة مهجورة، أو مكان قفر في الصحراء ويتفرغ للعبادة. استمر أنطونيوس في حياة العزلة لأنه أتبع جذريا مع سمعه من نداء الرب بأن يترك عالمه الحالي وينزوي متعبدا في مكان قفر ليكون كاملاً. نص الإنجيل يلقي الضوء على التخلي عن الممتلكات لصالح حياة الكمال، ولهذا اختار أنطونيوس التخلي والإنعزال للتفرغ للصلاة. سمع أنطونيوس النداء داخل الكنيسة، في غمرة تأمل عقلي للنص الإنجيلي، أما باخوميوس، فكان وثنيا، لا يعرف شيئا عن المسيحية. عَرف باخوميوس الكنيسة متجسدة في عمل محبة مجاني تجاهه وتجاه رفقاءه الجنود التعساء. ما عرفه إذن عن المسيحية يتافي مع توحده في صحراء متفرغًا للعبادة. عليه إذن أن يترك صومعته ويخدم الآخرين مثلما صنع معه أبناء طيبة. لكن التقاليد الموروثة في العقل الجمعي المصري القديم كان تقتضي على كل راغب في التعبد أن يذهب إلى الصحراء، منزويًا في مكان قفر، مكرسًا وقته وطاقته للصلاة والتأمل ومحاربة روح الشر الذي يسكن الصحراء، دفعته إلى اللجوء إلى مقبرة مهجورة، لكنه فشل في الاستمرار في نمط الحياة ذاك، وعاد إلى مناطق قريبة من السكان وسعى إلى خدمتهم.

قبل أن يتعلم باخوميوس مبادئ الفضائل المسيحية، أو قواعد الحياة الرهبانية، من معلمه الشيخ بلامون، تعلم الأغابي الأخوية المجانية من قديسي طيبة الغير معروفين. حدد عمل المحبة هذا أختيارات باخوميوس المستقبلية وتوجه النسكي، التي إرتكزت على المحبة وخدمة الآخرين. كان الأغابي بمثابة المبدأ والأساس لروحانية باخوميوس وللرهبنة الباخومية من بعده، في حين كان إيليا النبي، الباحث عن الله في البرية، هو النموذج ومبدا حياة القديس أنطونيوس وتلاميذه المتوحدون من بعده: “كل من أراد أن يصير راهبًا عليه أن يقتضي بحياة النبي إيليا البار”.

ظهر المبدأ والأساس الذي أعتنقه باخوميوس في صلاته الأولى التي رفعها لإله المجهول: “إيها الإله الصادق والحقيقي وحدك، خالق السماء والأرض، (…) أيها الصالح نظر إلى مشكلتي وخلصني من هذه الضغطه والمقارعة التي أخذنا إليها لكي أتعبد لك وأعمل مشيئتك وأخدم كافة الآنام حسب وصيتك[2]. ولهذا نجده في خبرته النسكية الأولى بعد نواله سر المعمودية، ينزوي في مكان غير بعيد عن الناس على شاطئ النيل، مقدمًا خدماته للمسافرين، والغرباء العابرين بتلك المنطقة. وفي وقت تفشى وباء الطاعون في قرية صانسيت، مما أدي إلى وفاة الكثيرين، ذهب باخوميوس لكي يخدم المرضى، فكان يقدم لهم كميات من خشب السنط (للتدفئة) يكون قد جمعها من الغابات الموجودة بقرب القرية، وكان يقوم على خدمتهم إلى أن يشفوا. ويعكس هذا الموقف، رغبة باخوميوس في خدمة الآخرين منذ بداية حياته النسكية، بالرغم من إتباعه سنن الآباء السابقين، بالانعزال في مكان قفر.

سبع سنوات من الحياة النسكية التوحودية مع آبا بلامون لم تسطيع أن تطفىء الجمرة التي أشعلها سكان طيبة داخله، بأن يخدم الآخرين على مثال الجماعة المسيحية الأولى بأورشليم. خدمت تلك الخبرة النسكية باخوميوس كثيرًا بأن تأكد أن الرب يدعوه لحياة مختلفة، حياة شركة مع آخرين. أكتشف رويدًا رويدًا أن العلاقات مع الآخرين تنقي وتجعله ينمو في الفضائل المسيحية. وبالرغم من أن السيرة الخاصه به تذكر بوضوح أن أستقى هذا النمط من الحياة من الرب ذاته، إلا أنها لا تغفل عن ذكر تفاصيل معاناة باخوميوس في تأسيس هذا النمط من الحياة، الأمر الذي يشير إلى عمق المسيرة الروحية التي إتبعها والتي نضجت عبر خبرات حياتية واقعية.

ذكرنا سابقا فشله في تاسيس حياة شركة أكثر من مرة، وعندما آتي إليه مجموعة جديدة من الشباب طالبين أن يتقاسموه معه حياته، قام باخوميوس بخدمتهم، وليس العكس. فنظام الحياة النسكية كان يقتضي من طالب الرهبنة أن يتولى القيام بالأعمال الدنيا، حتى ينمو في فضيلة التواضع، ويدرب ذاته على التخلى عن إراداته الشخصية، لأجل طاعة معلمه الروحي. تولى باخوميوس جميع المهام البدنية عوضا عن تلاميذه، الذي أراد أن يتفرغوا هم للصلاة والتأمل. كان هدف باخوميوس أن يعلم هؤلاء الشباب إنهم مدعوون إلى حياة مختلفة عن تلك التي أعتادوا عليها أو سمعوا بها. فَهم تلاميذه، بعد ملاحظتهم لمعلمهم أن المبدأ والاساس لهذه الحياة الرهبانية الوليدة هو خدمة الآخرين، وتقاسم كل شيء فيما بينهم. ليسو مدعون إذن ليعيش كل فرد فيهم بمعزل عن الآخر، حول آباهم الروحي، بل لحياة شركة كاملة، قائمة على المحبة والخدمة المتبادلة بين أفرادها.

حياة الشركة الباخومية

في إطار تأريخه لنشاة الرهبنة المسيحية توصل K.Heussi إلى إن إضافة باخوميوس لهذا التاريخ ذات بعد اقتصادي محض، إي متعلق بقدرته على تنظيم العمل داخل الدير. فالدير يشبه في تنظيمه معسكرات العمل والانتاج. عارض هذه الفرضية الكثير من الباحثين اللذين أظهرا أن العمل داخل الأديرة الباخومية له بعد اقتصادي يتمثل في الحفاظ على استمرارية الجماعة الرهبانية، بالإضافة لكونه وسيلة من وسائل النسك تساعد الرهبان على اليقظة الروحية. سبق الاشارة إلى رأى H.Bacht بإن باخوميوس لم يتوصل إلى نظام الشركة، الذي كان معروفا قبله في صورة تجمعات متفرقة في الصحاري المصرية، إلا إنه أعطى أساسًا قانونيا وتنظيميًا لم يكن معروفًا من قبل.

نؤيد وجهة النظر الأخيرة، لكننا نرى إنها مبنية على الجانب القانوني والتنظيمي فقط، وأهملت الجانب الروحي والإنساني في حياة الشركة لدي الباخوميين. فتوقف H.Bacht طويلاً أمام السور الذي يحيط بالأديرة الباخومية وعده أفضل ما أضافه باخوميوس لتاريخ الرهبنة. فالسور يفصل الرهبان عن العالم الخارجي ويعطي طباعا جديدا لفكرة “الهروب من العالم” لتصبح “الانفصال عن العالم“. تقاسم النساك نوعا من الحياة الجماعية، ولكن احتفظ كل ناسك بحياته الخاصة بمعزل عن تدخلات الأخرين. من أراد أن يلتحق بأحد الأديرة الباخومية عليه أن يمر عبر البوابة الأساسية التي يشرف عليها أحد أهم المسئولين، وفقا لنظام الشركة الباخومية، البواب، المعلم الأول للمبتدئين. وبالرغم من أن السور الذي أستحدثه باخوميوس لم يكن معروفا من قبل، إلا إننا لا يمكن أن نعده خلاصة ما قدمه باخوميوس لتاريخ الرهبنة المسيحية.

إن ما قدمه باخوميوس فعليا هو تنظيمه لحياة الرهبان الجماعية، ما عرف لاحقا بحياة الشركة، تنظيما قانونيا وروحيا وإنسانيا. اتحاد الرهبان بقلبٍ واحد ونفسٍ واحدة، على مثال الجماعة المسيحية الأولى بإورشليم هو أعظم ما قدمه باخوميوس لتاريخ الرهبنة. نظم باخوميوس حياة رهبانه بعد سلسلة طويلة من الخبرات والمحاولات التي خابت كثيراً قبل أن يُكتب لها النجاح. اكتشف باخوميوس أن الجميع يشكلون جسد المسيح السري، أعضاء في الكرمة الحقيقة الواحدة، مترابطون ومتحدون، حتى قبل أن يؤمن بالمسيحية من خلال لقاءه الأول مع مسيحي طيبة، اللذين أغاثوه في وقت محنته. اختبر باخوميوس محدودية الحياة النسكية لأنها تقود الإنسان إلى روح فردية، يمكن أن تدفعه إلى الكبرياء والاكتفاء بالذات.

تادرس تلميذ باخوميوس المقرب

أشهر أباء الشركة بعد باخوميوس. ولد في عام 306 في قرية سين، في عائلة مسيحية غنية. منذ حداثته أظهر ميلا للحياة النسكية، وكان دائم التردد على بعض النساك في تلك المناطق للتعلم منهم. وفي أحدى الأمسيات استمع إلى أحد النساك الذي راح يقدم تفسيرًا نصوصًا من الكتاب المقدس، تعلمها من القديس باخوميوس أثناء زيارته لدير طبانيس. الأخبار التي نقلها الناسك عن الحياة الباخومية وعمق معرقة باخوميوس جذبت إنتباه الشاب الباحث عن الكمال. بتدبير من العناية الإلهية، أرسل باخوميوس أحد رهبانه إلى قرية سين لتدبير حاجات الأخوة، وفي طريق عودته تعرف عليه تادرس الذي طلب أن يأخذه معه لكي يلتقي بالقديس باخوميوس، فرفض الأخ لصغر سن تادرس. لكن الشاب عقد النية ووطد العزم على مقابلة باخوميوس فتبع الراهب في سفره حتى وصل إلى طفانيس، وطرق باب الدير فقبله باخوميوس فرحا وضمه إلى رهبانه، بعد أن علم بقصته.

سريعا ما أحتل الشاب مكانًا بارزا في قلب باخوميوس بسبب غيرته الواضحة وتقدمه في الفضائل، فأسند إليه مهمة قراءة وشرح الكلمة في اجتماع المساء. ومع نمو الأديرة الباخومية بعد سنوات قليلة دعا باخوميوس تادرس ليصبح رئيسا لدير طفانيس. وفي عام 340 دعاه مجددًا ليصبح ذراعه اليمي في إدارة جميع الأديرة الباخومية.

 

[1] في أوجه إزدهار الحياة الباخومية كان يسكن كل قلاية ثلاث رهبان، وكل إثنتي عشرة قلاية تكون بيتًا، وكل أربعة بيوت تكون قبيلة، وكل عشر قبائل تكون ديرًا

[2] Ag p.8; G1 4: Halkin, p. 4.

قد يعجبك ايضا
اترك رد