انتبه للفخ
“أكثر الناس حرصًا على عدم إِثارة الفزع في قلوب الطيور هو الصياد الذي يقتلها”… اعجبتني هذه المقولة فقبل أدوات الصيد الحديثة كالبنادق كان الوسيلة الأكثر شيوعًا هي الفخاخ المنصوبة التي يطوق بعضها الفريسة كالشباك والصناديق الخشبية والبعض يقبض على الفريسة بفكين من الفولاذ. كانت الفخاخ تدفن فلا يراها الفريسة، طيرًا أو حيوانًا، فيسقط في شراكها.
يرنم صاحب المزمور 91 بقوله “السَّاكِنُ في كَنَفِ العَلِيِّ يَبيتُ … يَقولُ لِلرَّبِّ: أَنتَ مُعتَصَمي وحِصْني إِلهي الَّذي علَيه أَتوكَّل… هو الَّذي يُنقِذُكَ مِن فَخِّ الصَّيَّاد ومِنَ الوَباءَ الفتَاك”.. كان داود راعيًا يخشى هجوم الذئاب فاعتاد نصب الفخاخ لحماية القطيع، أو ليصطاد طائرًا يحط على الأرض قوتا له.
نصلي المزمور دومًا لنجينا الله من فخ الصياد. من الفخاخ المنصوبة لنا من الأعداء المرئيين من البشر والغير مرئيين جنود الشر. لينجينا الله من تلك الفخاخ المنصوبة لنا فالعداء قد أزداد في الأيام الأخيرة وكثرت الحيل من أقرب الناس، فلا تطمئن، ولا تتصور إن معاملتك الحسنة والصادقة ستأتي بمعاملة بالمثل. عليك الانتباه إلى:
الفخ مخفي: الفح دائما مخفي، فالصياد ينصب شركًا ويخفيه، هكذا يعلمنا سفر الأمثال: “لأَنَّهُ بَاطِلاً تُنْصَبُ الشَّبَكَةُ فِي عَيْنَيْ كُلِّ ذِي جَنَاحٍ”.. فالفخ لا ينصب ظاهرًا لعيون الطيور بل يستعمل الصياد الفخاخ المخفية. يستتر وراء الأشجار دون حراك فهو حريص على عدم إثارة فزعها حتى لا تهرب. هناك نوع من البط حساسيته مفرطة ويستطيع أن يميز أنفاس الصياديين لذا يضعون في أفواهم أعشاب خضراء فلا يستطيع البط التمييز فيسقط في الشراك المنصوبة له. هناك أفخاخ مخفية عليك أن تكون فطنًا منتبهًا لمن حولك. ذات الأمر على المستوى الروحي فجند الشر لا يعرضون أمامك تجربة مباشرة بل شركًا تذهب إليه دون أن تدري.
الأفخاخ متطورة جدًا المخادعون أذكياء يبتكرون كل يوم ما هو جديد. وعلى المستوى الروحي أساليب الشيطان متنوعه: مع الشباب تكون تجارب حسية جربها مع يوسف وشمشون وهما في سن الشباب، فشل مع الأول وسقط في الفخ الثاني. يتغيير اسلوبه مع الشيوخ فقد جرب موسى بالغضب، استفزه وجعله في ثورة غضبه يضرب الصخرة فلم يدخل أرض الميعاد. يعرف الشيطان نقاط ضعف الإنسان ويستغلها أحسن استغلال. يشن حربه على تلك النقطة الضعيفة: المال، الشهرة، الجنس، يهاجم بطرق عجيبة ومتطورة.
الفخ مغري، قتلت كليوباترا عن طريق سلة زهور قدمت لها مخبأ فيها أفعي صغيرة سامة جدًا. هناك سمٌ في العسل أحيانًا. توقف دائما وأسال وأفحص ما يُقدم لك كالعذراء القديسة عندما جاءها الملاك مادحًا: “افرحي يا مريم يا ممتلئة نعمة الرب معك” فبدأت مريم تفكر في قلبها ما عسى أن تكون هذه التحية. لم تؤخذ بالمديح، فكرت أولاً ما عسى أن يكون وراء تلك الكلمات الجميلة. علينا أن نسأل هذا السؤال دائما.
ينجيك من فخ الصياد، قبل أن تقع ينبهك إلى الفخاخ المنصوبة أمامك لكن يحميك وينقلك إلى مكان أمان لكي تكون في حماية دائمة. أما إذا سقطت فهو يفك قضبانها القابضة عليك. هل سقطت في فخٍ ما ثق أن الرب ينجك، الفخ انكسر ونحن نجونا. جاء المسيح لكي يكسر فخاخ الشيطان ولكي يقطع حباله، هو ينجك ولست أنت من ينجني نفسك. الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت. هل أنت ضعيف خاطئ مرزول غير قادر أن تنفك وحدك، ربما الفخ قابض عليك الآن صلي وأطلب من الرب أن ينجك ويخرجك من الشرك.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.