(11) الحياة الإرسالية
في إطار عرضنا عن الحياة الجماعية أشرنا إلى إن الله يدعو المُكرس ليعيش داخل جماعة مُكرسة بهدف رسالة معينة تُطلب من الجماعة الرهبانية ككل. فالحياة الجماعية لا تزهر إلا إذا قامت في سبيل غاية خارجة عن ذاتها: “ودَعا الذينَ أرادَهُم فحَضَروا إلَيهِ. فأقامَ مِنهُم اَثنَي عشَرَ سَمّاهُم رُسُلاً يُرافِقونَهُ فيُرْسِلُهُم مُبَشِّرينَ” (مرقس 3: 13- 14). فالجماعة هي جماعة مُنطلقة للبشارة وفي هذا غاية وجودها. حتى جماعة الحبيسات المتفرغات للحياة التأملية لهن رسالتهم الخاصة في الكنيسة، هذا ما نقرأه في الرسالة الرعائية الخاص بهنَّ “عروس الكلمة “VERBI SPONSA: “الرسالة هي أيضاً من ضروريّات مؤسّسات الحياة التأمليّة. والمحصَّنات يحقّقنَها بمكوثهنَّ في قلب الكنيسة الرساليّ، بالصلاة المتواترة، وتقدمة ذواتهنَّ وتأدية ذبيحـة التسبيح.. إن مساهمة الراهبات الحسيّة في التبشير والحركة المسكونيّة ونموّ ملكوت الله في مختلف الثقافات هي أسمى ما تكون المساهمة الروحيّة” (بند 7). لمؤسَّسات الحياة التأمليّة أهميّةٌ كبيرةٌ جدّاً في اهتداءِ النفوس، بفعل الصلوات وأعمال التوبة وتحمّل الشدائد، إذ إن الله، بفعل الصلوات….. تابع