تذكار جميع الموتى المؤمنين – 2 نوفمبر
في اللحظة التي نغمض فيها أعيننا عن هذه الأرض، سيقول الأشخاص القريبون منا: لقد مات فلان. انها في الواقع كذبة نصدقها ونتعايش معها. لقد مات فقط في نظر مَن لا يرى سوى أمتار أمام عينيه. سوف يبرد جسده وييبس، سوف تتوقف أعضاءه الحيوية عن العمل، لكن في الواقع لا يوجد موت، لأنه بمجرد أن يغمض الإنسان عينيه على هذه الأرض، تنفتح روحه على عالم لا متناهي، عالم الله، وسنراه، كما يقول بولس: “وأَمَّا في ذلك اليَوم فتَكونُ رُؤيتُنا وَجْهًا لِوَجْه” (1كور 13: 12). وهذه الكلمة التي تقولها الحكمة في الإصحاح 3 ستتحقق: خلق الله الإنسان للخلود، خلقه حسب طبيعته الخالدة. لذلك، يوجد بذرة الخلود في داخلنا، لذا فإن الموت ليس سوى وسيلة تزدهر بها هويتي بصورة دائمة كإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، كائن أبدي مر عليه ظل الموت.
هل سألت نفسك يومًا لماذا يقول الكتاب عن الموت “ظل الموت”: “إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي”. لأنه كسحابة ظل تغطي مروج خضراء يانعة، تخفي للحظات جمال ألوان أزهارها الخلابة وتجعل صورتها قاتمة سوداء، ثم ينقشع الظل وتنفض المروج عنها كآبة المشهد.
أنت في قلب الله منذ البدء، وأذا كنت تقرأ هذه الكلمات فاعلم أنه الله مُحب للحياة. هكذا يقول سفر الحكمة: “فإِنَّكَ تُحِبّ جَميعَ الكائنات ولا تَمقُتُ شَيئًا مِمَّا صَنَعتَ فإِنَّكَ لَو أَبغَضتَ شَيئًا لَما كوّنتَه. كيفَ يَبْقى شَيء لم تُرِدْه أم كَيفَ يُحفَظُ بما لم تَدْعُه ؟ إِنَّكَ تُشفِقُ على كُلِّ شيَء لأنَ كُلَ شيَء لَكَ أيُّها السّيدُ المُحِب لِلحَياة” (حك 11: 24- 26).