هُوَذا الزَّارِعُ قد خرَجَ لِيَزرَع
الأربعاء 23 يوليو 2025؛ مت 13: 1-9
للآسف نقرأ مثل الزارع بصورة مجأزة وبنظرة غير شاملة، فكلمة الله لا تعطى نفس النتيجة في كل مكان، إذ أن إثمارها يعتمد على نوع الأرض الذي تسقط عليها. فهناك أرض تُشبه الطريق الذي إذا سقط البذرُ عليه تأتي طيور السماء وتخطفه. وهناك أرضٌ حجرة صخرية، وأرضٌ ممتلئة بالشوك ثم أرضٌ طيبة. يقول البعض لقد خلقني الله بهذه الصورة، فطبيعتي وتكويني لهما الآثر الأكبر على حياتي الروحية. “مش ذنبي.. ربنا خلقني كدة.. الأمر يفوق قدراتي…”
لكن تعالوا نفترض الأنواع الأربعة هي تربة واحدة لدى الفرصة في استصلاحها وهي بعد صحراء جرداء قاحلة.
الأرض الصحراوية هي أرض رملية صخرية لن ينبت فيها الزرع أبدًا، لذا يعمل الإنسان على استصلاحها أولاً. إذا رغبت في سماع كلمة الله وفهمها وتطبيقها في الحياة فإن الشيطان سيسرع ليخطفها منك وسينجح لأنه لم تتجذر في حياتك.
تأتي إلى الكنيسة وتسمع كلمة الله، لكن هناك ألعيب كثيرة يستخدمها الشيطان ليمنعك من أن تقبل الكلمة: كالملل من التكرار العظات، علاقتك بأفراد الرعية، أمور خارجية كثيرة ستعمل على تشتتك في أن لا تتجذر في كلمة الله. فكلمة الله سرٌ يُكشف فقط لمن يرغب في أن يفهم ويعرف. عليك بتمهيد قلبك وتنقيته من الأحجار التي تقف في طريق سماعك لكلام الله. ركز فقط عليها واترك ما يشتتك ذهنك وقلبك
تعلمت أن تصارع إبليس لتواظب على سماع الكلمة وتحاول أن تفهمها فيجربك إبليس بما يشتت تركيزك على الكلمة. السلاح هو الهموم والانشغالات اليومية الكثيرة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تستدعى أن تعمل طوال اليوم لأجل توفير متطلبات الحياة. كم وقت تبذله لكي تفهم وتدرس الكلمة التي تسمعها وتقرأها؟ ليس هناك وقت، الظروف صعبة ودراسة الأولاد و..وغيرها من الأشياء.
إذا قاومت الضعوط وأصلحت أرضك واستصلحتها بصبر ستؤتي بثمار طيبة في النهاية. هكذا يقول الرب: “وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ.” لاحظ كلمة يثمرون بالصبر أو وَيَثبُتُونَ فَيُثْمِرُون، كما في ترجمات أخرى. متى يثمر الإنسان إذا ثبت أمام محاولات الشيطان المتستمرة في أن يصرفه عن الكلمة، لأنه يعلم قوتها، والثمار التي يمكن تنتجها في حياة الشخص متى فهمها وعاش وفقًا لها في حياته. “في قَلْبي أَخفَيتُ أَقْوالَكَ لِكَي لا أَخطاً إِلَيكَ” (مزمور 119: 11).