هَذا كُلُّهُ قَد حَفِظتُهُ، فَماذا يَنقُصُني؟
18 أغسطس 2025؛ مت 19: 16- 22
يتقدم شاب اليوم إلى يسوع يسأله عن الحياة الأبدية؟ أريد السعادة. أريد أن أشعر بالرضا عن نفسي وعما أقوم به. يستمع إليه يسوع ويتحاور معه ويكشف له عن سبب عدم سعادته بالرغم من المجهود الذي يقوم به. سبب عدم السعادة هي الجملة التي قالها الشاب: “هَذا كُلُّهُ قَد حَفِظتُهُ، فَماذا يَنقُصُني؟”!
ماذا ينقُصني؟ لقد قمتُ بالواجب المطلوب مني خير قيام. لقد كنتُ أنافس الآخرين في طريق الفضائل، وكنتُ أنا الفائز دائمًا. لقد صليت وصمت وقدمت مساعدات للآخرين، إذن ماذا ينقُصني؟ أنا مستحق للمكافأة، أنا الأفضل..
الوصايا تحدد الاتجاه… ترسم الطريق… تضيء العلاقة… مع الله ومع الآخرين… لكن الهدف… الغاية… ليس الطريق… ليست الوصايا… الغاية هي الحب… المحبة…
إذا كان طريق الإيمان… إذا كان حفظ الوصايا… لا يؤدي إلى المحبة… فهناك شيء ما غير صحيح…
إذا كنتَ تظنْ أن الشيطان يريد أن يوقع بك في الخطيئة، فأنت واهم وساذج. ما يفعله الشيطان أنه يقنعك بالفصل بين النعم التي حصلت عليها بالعماد: الإيمان والرجاء والمحبة. أن تفصل إيمانك عن المحبة.. فأنت قديس لأنك تتبع شرائع تعلمتها في كنيستك، لكن أن تحب قريبك المختلف معك في الإيمان والعقيدة فلا والف لا..
اتباع الرب هو طريق الحرية… لأنك إذا لم تكن حراً، فذلك لأن شيئاً ما… قد قيد قلبك… وحياتك… ومنعك من العطاء ومن إعطاء نفسك.
يطلب المسيح من الشاب أن يتبعه، إلى أين؟ إلى حيثما هو ذاهب: إلى الصليب، إلى عطاء الذات لأجل الآخرين والمغفرة لهم بالرغم من كل شيء