١٩ اكتوبر ٢٠٢٥؛ لو ١٨: ١- ٨
“وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ“
لا أعلم لماذا ترجمت كافة الترجمات العربية الفعل اليوناني: ἐγκακέω (enkakeō) ب: لا يُمَل. بالرغم من الفعل يأتي في مواضع كثيرة في العهد الجديد بمعني:
- أن لا تضعف العزيمة
- أن لا تتعب نفسيًا
- أن لا تَفشل أو تيأس
في حين أن كلمة “يملّ” في العربية تأتي للتعبير عن الضجر أو فقدان الرغبة ولا تحمل معنى الاستسلام أو الفشل أو الانكسار النفسي، والذي تحمله الكلمة اليونانية ἐγκακέω، لذا تترجم اللغات الأوربية الكلمة: “بلا تعب”. يطلب يسوع أن نصلي بلا تعب!
هل المداومة على الصلاة تسبب التعب؟ هل الصلاة مُتعبة؟ هل التعب أو الملل هو نتيجة للإلحاح في الطلب، كما فعلت الأرملة المسكينة مع القاضي الظالم؟
لا أعرف لماذا تذكرت صراع يعقوب مع الملاك! لقد صارع الملاك طول الليل، وبعد طلوع الفجر سأله الملاك عن اسمه؟ الأمر يبدو غريب، ولكنه المفتاح لفهم أن العلاقة مع الله، الصلاة، تتطلب صراع مستمر!
عندما خدع يعقوب أبيه الضرير ليأخذ البركة، سأله أبيه: من أنت؟ أجاب، على غير الحقيقة: “أنا عيسو”! هنا يعيد الملاك السؤال نفسه على يعقوب، لكن هذه المرة كانت إجابة يعقوب صادقة.
الصلاة متعبة ورحلة داخلية مرهقة للغاية لأنها تتطلب أن نغوص في أعماق ذواتنا، أن نتعرّى من كل مظاهر الكذب والخداع التي نوهم بها أنفسنا والأخرين والعالم من حولنا.
العلاقة مع الله تتطلب أن تكون صادقًا. ولكي تكون صادقًا أمامك معركة صعبة وصراع شاق تواجه فيه نفسك. صدقني الأمر متعب جدا لمن يرغب في خوض تجربة علاقة حقيقية مع الله، لمن يرغب في صلاة حقيقية.