الأحدب

 فَكانَت مُنحَنِيَةَ ٱلظَّهرِ لا تَستَطيعُ أَن تَنتَصِبَ عَلى ٱلإِطلاق

٢٧ اكتوبر ٢٠٢٥؛ لو ١٣: ١٠- ١٧

في رائعة فيكتور هوجو “أحدب نوتردام” يصف لنا حياة انسان محطم نفسيًا وروحيًا ويظهر وهو منحني الظهر ووجه بشع الشكل! فالإنسان كائن لديه أبعاد ثلات متداخلة ومرتبطة معًا، بصورة لا نتخيلها;  لا تنفصل وأي مرضى أو علة لا تصيب جسده فقط، أو روحه فقط، أو نفسه فقط، وإنما تُصيب الإنسان في وحدته وكيانه الواحد• هكذا يقول الكتاب: “قَدَّسَكم إِلٰهُ السَّلامِ نَفْسُه تَقديسًا تامًّا وحَفِظَكم سالِمينَ رُوحًا ونَفْسًا وجَسَدًا” (١ تسا ٥: ٢٣)•

هذه المرأة المنحنية هي الصورة الرمزية لمرض روحي ونفسي وجسدي، كل مرض روحي له تأثيره على النفس والجسد، “أمراض الروح”، أي الميول والعواطف التي تشوه الحرية الداخلية – الكبرياء والجشع والغضب والحسد والكسل وما إلى ذلك. لا تنتج هذه عواقب “أخلاقية” فحسب، بل آثارا نفسية وجسدية حقيقية: تؤثر الروح المريضة على الجسم، والعكس صحيح• لذلك، من المنظور اللاهوتي، يمكن فهم بعض المعاناة الجسدية على أنها “مظاهر جسدية لاضطراب روحي”، ليس بمعنى العقاب، ولكن كإشارة إلى اختلال عميق في العلاقة بين الإنسان والله

يتحدث إنجيل اليوم عن تلك المرأة التي ظلت روحها مريضة لمدة ثمانية عشر عاما؛ كانت لا تستطيع الوقوف بشكل مستقيم بأي شكل من الأشكال. كانت المرأة مريضة في الجسد نعم، لكن مرضها كان روحيا. كانت محَدبة الظهر، منحنية لا تستطيع أن تقف أمام العالم والآخرين، لم يعد الرأس قادرا على تحمل الأمر، ولم يعدينظر إلى السماء. لكن يسوع لا ينسى أحدا. رآها يسوع، ودعاها إليه وقال لها: “أيتها المرأة، لقد تحررت من مرضك”. وضع يديه عليها وعلى الفور استقامت ومجدت الله. 

لنفحص انفسنا في ضوء كلمات الانجيل ونطلب من الله الشفاء لتلك الأمراض الروحية التي تجعلنا نعاني نفسيًا، فلا نشعر بالسعادة في الحياة ونعاني القلق والتوتر ؛ وتجعلنا نعاني جسديًا من أمراض كثيرة تصيب القلب وتُحدث اضطراب كبير في أجهزة الجسم المختلفة•

Comments (0)
Add Comment