إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

أنت محبوب (1): المقدمة

1٬078

أنت محبوب

سنتبع في هذه الخلوة الروحية مسيرة أول المُكرسين، أبو الآباء إبراهيم، والتي من خلالها يمكن لنا أن نكتشف الطريق للحياة روحية صحيحة وعميقة. قصة إبراهيم تخبرنا عن شخص قبل دعوة الله وتجاوب معها، فهي قصة أول المكرسين ويجد فيها كل مُكرس جذوره الطبيعية، من لحظة أكتشاف الدعوة إلى التغلب على الصعوبات التي تصادفه في طريق تكريسه لله، حتى نضوج تلك الدعوة واكتمالها.

في دعوة إبراهيم، التي نجد فيها كل خلاصة جميع معاني التلمذة الحقيقية، يستخدم الوحي الإلهي كلمة: “انطلق” (تك 12، 1). الكلمة في العبرية “لِكْ لِكَا” لها معنين الأول: هو الترك المادي، للأرض، العائلة، للعشيرة. فينطلق إبراهيم “مكانيًا”، فهو “ترك” يلمس “الأرض، العشيرة والبيت الأبوي، أي كل ما يلمس الإطار المعيشي الأساسي لحياة إبراهيم، العائلي، والاجتماعي والاقتصادي: العشيرة، العقلية، الثقافة، إلخ.

لكن لكلمة “لِكْ لِكَ” في العبرية معنى آخر هام: “انطلق نحو ذاتك“. سنتأمل بهذا المعنى الثاني، غير المعروف. “لكْ لكَ”، “انطلق نحو نفسك”، لتكتشف كَم أنت محبوب ومُختار مُنذ البدء ومبارك لتكون بركة لكل مَن يقابلك في الحياة، تكون سبب خلاص له، سبب لتأسيس ملكوت الله على الأرض وانتشاره إلى يوم كماله في حياة أخرى.

الحياة المكرسة ليست حياةٌ وردية بلا مشكلات، بل هي حياةٌ غير طبيعية، يعيشها الإنسان على خلاف طبيعته التي خُلق عليها لأجل المساهمة في تأسيس ملكوت السموات على الأرض. هي حياة لا تخلو من الصعوبات والمشكلات، ستأتي فيها أيام يشعر فيها المكرس بالوحدة والألم. عانى إبراهيم الكثير في مسيرته إلى عمق ذاته، ليكتشف حقيقة دعوته بأن يكون بركة لكافة عشائر الأرض وهو رجلٌ يعيش لعنة شخصية، زوجية وجماعية بسبب العقر، ويوم ما يحصل على الابن المنتظر بعد عشرون عامًا من الوعد يعود الله ويطلبه ذبيحة. كيف يكون أبًا لنسل مثل نجوم السماء والله يطلب منه وحيده.

قام الرجل بالمسيرة الصعبة في الانطلاق نحو ذاته ليكتشف إنه ابنٌ محبوبٌ ومُختار منذ البدء ومباركٌ، بالرغم من الصعوبات والأزمات التي مر بها. هي قصة حياة كل منا كمكرسين، فنحن أبناء لله محبوبون ومختارون قبل انشاء العالم ومباركون لأجل هدف سامٍ. يمكن أن يقضي الإنسان حياته على الأرض دون أن يعرف هذه الحقيقية.

لنقرأ هذه الآيات الرائعة في سفر التثنية الإصحاح 32: “10لقِيَهُم في أرضٍ برِّيَّةٍ، وفي مَتاهةٍ مهجورةٍ بعيدةٍ، فأَحَاطَ بِهِم وَلاحَظَهُم وَصَانَهُم كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ. 11وكالنَّسرِ الذي يَغارُ على عِشِّهِ، وعلى فِراخه يَرِفُّ، فيَفرُشُ جناحَيهِ لِيأخذَهُم ويحمِلَهُم على ريشِهِ، 12اَقْتادَهُمُ الرّبُّ بِمُفرَدِهِ، مِنْ دونِ إلهٍ غريبٍ. 13أقامَهُم على مَشارِفِ الأرضِ وأطعَمَهُم مِنْ ثِمَارَ الصَّحْرَاءِ. أرضَعَهُم عسَلاً مِنَ الصَّخرِ، وزيتًا مِنْ حجرِ الصَّوَّانِ“.

في البرية الموحشة تعرض الشعب إلى أقصى تجارب الخوف من المجهول والعطش والجوع وهجوم الحيوانات المفترسة. استمرت الرحلة أربعين عامًا، وهي لا تستغرق إلا أيامًا، عاشوا في متاهة كبيرة ومهجورة، ظنوا إنهم هالكون لا محالة، إلا إن الرب يعلن لهم بوضوح إنه أحاط بهم ولاحظهم وصانهم كحدقة عينه. ثم يستخدم الوحي الإلهي تشبيه النسر الذي يحوم حول عش الصغار وفي وقت معين يضرب العش ليسقط ليُجْبِر صغاره على فرد أجنحتهم الصغيرة في الهواء فيتمكنوا من الطيران لأول مرة. يظل يراقبهم من فوق، وإذا رأي صغيرًا سيسقط على الأرض بسبب تيارات الهواء أو الخوف يُسرع طائرًا ليّبقى أسفله ليضع جناحه كوسادة يسقط عليها الصغير. هكذا صنع الله مع شعبه اقتادهم حتى تحرورا من عبادة الآلهة الغربية، أقتادهم في متاهة خصيصًا ليعدهم ليدخلوا أرض الميعاد مُحررين من أفكارهم البالية. رافقهم في رحلتهم وأطعمهم من ثمار الصحراء وأرضعهم عسلا من الصخر وزيتا من حجر الصوان ليدل على عنايته بهم في وقت ظنوا إنه تخلى عنهم.

هكذا فعل مع إبراهيم فقاده عبر مسيرة شخصية شاقة ومؤلمة لأجل أن يتحرر تمامًا من الآلهة الغريبة والأفكار التي ليس من الله فحرره تمامًا حتى من ذاته لأجل أن يكون لله: “بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضاً فِي مِثَالٍ” (عبرانيين 11: 17- 19).

لماذا يجب أن نعود إلى ذواتنا؟

لنكتشف كَم نحن محبوبون.

فعمق الدعوة أن الله يدعو إنسانًا بذاته ليكتشف كَم هو محبوب. ليكتشف كلمة “الحبيب” وهي أقوى الحقائق البشرية التي يبحث عنها الجميع وبدونها لا يحيا الإنسان بصورة طبيعية. لقد اكتشفت، كمسيحي، هذه الكلمة لأول مرة في قصة معمودية يسوع الناصري. “وبَينَما هو خارِجٌ مِنَ الماء رأَى السَّمَواتِ تَنشَقّ، والرُّوحَ يَنزِلُ علَيه كَأَنَّهُ حَمامةَ. وانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: «أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت»” (مر1، 10-11). لقد قرأت هذه الكلمات طوال أعوام عديدة، واتخذتها موضوعاً للكثير من المواعظ والمحاضرات، إلا إنها تمثل أقوى حقيقة لعلاقة الله بالإنسان. تكشف هذه «أَنتَ ابنِيَ الحَبيب» نوعية العلاقة بين الإنسان والله ومدى عمقها.

إنّ أعظم هدية يُمكن أن تقدمها لإنسان هي أن “يعرف إنه محبوبً”. هناك صوتٌ يأتي من العلاء يهمس بلطف ويجاهر أحيانًا بقوة مخاطبًا الإنسان: «أنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت». ليس سهلاً بالتأكيد أن يُسمَعَ هذا الصوت في عالم مليء بأصوات أخرى تصرخ: « أنت لست صالحاً، أنت قبيح. أنت غير مستحق؛ إنّك جدير بالاحتقار، إنّك لا تُساوي شيئاً – ولا يمكنك أن تُثبت خلاف ذلك».

هذه الأصوات السلبية قوية ولحوحة جداً لدرجة أنّه من السهل أن نُصدِّقها. وهذا هو الفخّ الكبير. إنّه فخ رفض أنفسنا. أنّ أكبر صعوبات الحياة المكرسة ليست في عيش النذور من طاعة وفقر وعفة. ليس في السعى الدؤوب إلى الشعبية والسُلطة، أو في اكتناز الأموال والرغبة الجنسية، ولكن رفض أنفسنا.

بالطبع، الشعبية والسُلطة والمال والشهوة الجنسية يُمكن أن تكون تجربة عظيمة، لكن قوتها في الإغراء غالباً ما تكون ناجمة عن واقع كونها تُشكّل جزءً من تجربة أعظم، ألا وهي رفض أنفسنا. حينما نُصغي إلي الأصوات التي تقول أنّنا غير مستحقين وغير محبوبين، حينئذ يُمكن بسهوله تَفَهُّم السعى الدؤوب إلى التسلط على الآخرين، والجوع العاطفي الذي لا يرتوي، والرغبة في تأمين المستقبل من خلال اكتناز الأموال كحلول جذابة نثبت بها لأنفسنا إننا غير محبوبين.

«أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت»

هناك شيء في داخل كل منّا يرفُض الاستماع الصوت النابع من أعمق جزء في كياننا، الصوت الذي يقول لكل منّا: «أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت». بالرغم من وجود الصوت بصورة دائمة إلا إننّا نرغب في الاستماع أكثر للأصوات الأخرى، الأصوات القوية التي تقول: “أظهِر أنّك تستحق شيئاً ما؛ أفعل شيئاً ما ذو أهمية، قَدم شيئًا حتى يمكنك أن تربح الحُب الذي تُريده”. في نفس الوقت، يظل الصوت العذب اللطيف يتكلم في صمت وعُزلة قلب كل منّا، يظل غير مسموع أو، على الأقل، لا يبدو مُقنِعاً وواضحًا. وهذا ما سنحاول أن نكتشفه عبر هذه المسيرة الروحية

مما لا شك فيه إننا جميعًا محبوبون من قِبل والدين وأصدقائنا والبعض الذين التقيناهم في مسيرة حياتنا. كلهم جعلونا نسمع ذلك الصوت بنغمات مختلفة. لكن بنحو مُعين، كل علامات الحُب هذه لم تكُن كافية لإقناعي بأنّني كُنت الحبيب. كان هناك دائماً التساؤل عينه: “لو استطاع كُل أولئك الذي يغمروني بالكثير من الاهتمام، أن يروا ويعرفوا أعماق ذاتي، هل يستمروا في حبّهم لي؟“. هذا السؤال الأليم كان متجذراً في غياهب ظلامي، يواصل تعذيبي ويجعلني أهرب من كافة المواضع التي يُمكن فيها الاستماع لذلك الصوت الهادئ الذي يدعوني “الحبيب”.

يجب علينا أنت وأنا ألا نقتل أنفسنا. نحن الأحباء. نحن محبوبون بعمق، بل وقبل وقت طويل من حُب والدينا والمعلمين والأزواج والأبناء والأصدقاء لنا، أو أساءتهم أيضاً لنا. هذه هي حقيقة حياتنا. هذه هي الحقيقة التي أريدك أن تدَّعيها لنفسك. هذه هي الحقيقة التي أعلنها الصوت الذي يقول: “أنت الحبيب”.

إذ أُصغي باهتمام داخلي كبير لذلك الصوت، أشعر في أعماقي بكلمات تقول: «لقد دعوتك بالاسم منذ البدء. أنت لي وأنا لك. «أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت». لقد هيأتك في أعماق الأرض وكوّنتك في بطن أُمّك. نَقَشْتُكَ على راحتي يداي وسترتك بظِلِّي. إنّني رمقتك بحنان ورأفة لانهائية واعتنيتُ بك بحرارة وحماس أعمق من تلك التي للأُمّ حيال طفلها. أحصيت كل شعرة في رأسك وقُدتُك في جميع خطواتك. إنّني معك أينما تذهب، وأينما تستريح، عيني عليك وأحفظك. سأعطيك الطعام الذي يُشبع كل جوعك والشراب الذي يروي كل عطشك. لن أحجب وجهي عنكَ. أنت تعرف أنّني لكَ كما أعرف أنّك أنت لي. أنت تنتمي لي. وأنا أبوك وأمك وأخوك وأختك، حبيبك وعروسك … نعم، بل وحتّى طفلك .. أينما تكون، سأكون معك. لن يفصلنا أي شيء أبداً، فنحن واحد».

في كل مرة تستمع فيها بانتباه لذلك الصوت الذي يدعوك الابن الحبيب، ستكتشف في ذاتك الرغبة في الاستماع إليه مجدداً ولأطول وقت وبأكثر عُمق. أتمنى أن تسمح هذه الأيام المباركة في أن تسمع هذا الصوت في قلبك يحادثك ليُعلن لك أنك “الابن الحبيب”… وهذه هي التهيئة المناسبة لكي تبدأ الرحلة الروحية الحقيقية بأن تُصبح الابن الوحيد بالفعل.

 أن تُصبح الابن الحبيب

الدعوة الحقيقية لكل إنسان هو أن يُصبح الابن الحبيب: هذه هي الرحلة الروحية التي ينبغي علينا تحقيقها. إنّ كلمات القديس أغسطينوس: “ستظل قلوبنا قلقة إلى أن تستريح فيك يا الله”، هي الوصف الدقيق لهذه الرحلة. فكلِ منّا في حالة بحث دائم عن الله، في انجذاب دائم لاكتشاف ملء الحب. الرغبة في الوصول الى الحقيقة الكاملة يُخبرني بأنني قد تذوقت بالفعل شيئًا عن الله، والحب والحقيقة. عند وجود الرغبة في البحث عن شيء ما، فهذا دليل على إن قد تذوقت شيئًا بالفعل. فكيف يمكنني البحث عن الجمال والحقيقة، دون أن يكون الجمال والحقيقة ملحوظاً في أعماق قلبي بالفعل؟

علينا أن نقوم بهذه الرحلة من كوننا محبوبين بقوة العماد والأسرار المختلفة إلى أن نُصبح بالفعل محبوبين في حياتنا الملموسة والمُعاشة. أن نصير الأبناء المحبوبين يعني أن نَدَع حقيقة ” كوننا محبوبين” تتجسّد في كل ما نُفكّر فيه، وما نقوله أو نفعله. وهي عملية تَجَسيد طويلة وشاقة.

أنّ مسألة ” كوني الابن الحبيب” لا تزيد عن كونها فكرة لطيفة أو مثالية سامية، علّقتها على حائط حياتي لكى لا يصيبني الاكتئاب، لا شيء يتغير حقاً. المطلوب هو أن أصير الحبيب في الحياة اليومية العادية، ورويداً رويداً، أملأ الفجوة الموجودة بين ما أعرف أنّني عليه وبين الحقائق المحددة التي لا تُعد ولا تُحصى في الحياة اليومية. معنى أنّ اصير الحبيب هو أن أُطبِّق الحقيقة التي كُشِفت لي من العلاء، على ما أنا عليه وكذلك أيضاً على ما أفكر فيه وأقوله وأفعله من الآن فصاعداً.

إنّني مقتنع تماماً بأنّ أصل وغاية وجودنا مُرتبطان رباطاً وثيقاً بطريقة تفكيرنا، وحديثنا وتصرفاتنا في الحياة اليومية. حيث أنّ أعمق حقيقة في حياتنا هي كوننا أحباء، وأعظم أفراحنا وسلامنا يقومان على مجاهرتنا بهذه الحقيقة على نطاق واسع، بالتالي يجب أن نعمل على أن تكون منظورة وملموسة في طريقة أكلنا وشُربنا وحديثنا، وحُبّنا، ولعبنا وعملنا. حينما تكون أعمق مُجريات حياتنا لم يعُد لها أي تأثير على الأمواج المتلاحقة على سطح مياه حياتنا، حينئذ سنتدفق حيوية من جديد ولا نعود فاترين ملولين، حتّى وإن كنا لا نزال مأخوذين بأنشطتنا.

بالتالي، مهمتي الآن هي شرح كيف نُصبح الأحباء، وكيف يتحدد هذا بدقة في حياتنا اليومية. ما أحاول شرحه هنا هو حركات الروح، كيف تتفاعل في داخلنا وفيما حولنا. كيف يقاوم الروح داخلك ليساعدك في أن تصير بالفعل ابن الله المحبوب في أمور حياتك اليومية. ما أرغب في شرحه هو كيف تتجلى حركات روح المحبة في صراعتنا اليومية وكيف يمكننا تطوير الضوابط التي تمكننا من التعرُّف على هذه الحركات و والاستجابة لها في تصرفاتنا.

في سبيل التعرف على حركات الروح في حياتنا، وجدت أنّه يجدُر اللجوء لاستخدام أربعة كلمات: أخذ، بارك، كسر، أعطى. هذه الكلمات هي موجز حياتي كمكرس، لأنّني في كل يوم عندما انضم لأعضاء جماعتي ونلتف حول مائدة الربّ، آخذ الخبز، وأُباركه ثم أكسِرهُ وأُعطيه. هذه الكلمات توجِز أيضاً حياتي كمسيحي، لأنّني كمسيحي، مدعو كي أصير خبزاً للعالم: خبز يؤخذ، ويُبارك ويُكسر ويُعطى. بيد أنّ الأهمّ هو أنّ هذه الكلمات توجز حياتي كإنسان، لأنّه في كل لحظة من حياتي، في موضع ما، على نحو ما، الأخذ والبركة والكسر والعطاء، هي أحداث واقعية تحدث فعلاً.

عند هذه النقطة ينبغي أن أقول لك أنّ هذه الكلمات الأربعة قد صارت أهمّ الكلمات في حياتي. فقد عرفت معناها بالتدريج، إلا أنّني أشعر بأنّني لن أتوصل أبداً لسبر أغوارها العميقة. إنّها الكلمات الأكثر شخصية والأكثر شمولاً، فهي تُعبّرُ عن الحقيقة الأكثر روحانية والأكثر علمانية معاً. إنّها تتكلم عن التصرف الأكثر إلهية والتصرف الأكثر إنسانية. إنّها كلمات تتواصل مع السماء ومع الأرض، تتعلق بالله وبجميع البشر. إنّها كلمات توجز تعقيدات الحياة وتتضمن السرّ لا يكُفّ عن التجلّي. هذه الكلمات هي المفتاح لفهم لا حياة أنبياء إسرائيل الكبار وحياة يسوع المسيح فحسب، بل أيضاً حياة كل واحد منّا. لقد اخترتها لا لأنّها محفورة في عمق كياني فحسب، بل لأنّها أيضاً تدخل في إطار الارتباط بوسائل الصيرورة أبناء الله الأحباء.

أربع مراحل أساسية:

  • المرحلة الأولى: أخذ (أنتَ محبوبٌ ومُختار)
  • المرحلة الثانية: بارك (كيف تكون بركة- نصغي للبركة ونتمسك بها “الصلاة- الحضور” ثم تأمل تطبيقي ختام للمرحلة)
  • المرحلة الثالثة: كسر (خبرة الألم شخصية جدًا – هل تبقي أمينًا بالرغم من الألم- الوثوق بوعد الله ثم تأمل تطبيقي ختام المرحلة)
  • المرحلة الرابعة: أعطى (الخبز المكسور- كيف تكون خبرًا مكسورًا للآخرين ثم تأمل تطبيقي ختام المرحلة)

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.