إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

إكرام يسوع

0 292

في الإصحاح 12 من إنجيل القديس يوحنا نجد مجموعات من الناس قامت بإكرام الرب يسوع. يبدأ الإصحاح بهذه الآيات: “قبل الفصح بستة أيام أتي يسوع إلى بيت عنيا، حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات، فصنعوا له هناك عشاء، وكانت مرثا تخدم وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه”. عرف بعض الناس أن يسوع في بيت عنيا فصنعوا له عشاء. إكرام عام قام به بعض الأشخاص للرب يسوع. نفعل نفس الموقف عندما نريد أكرام شخص فإننا نقيم له عشاء. إكرام لضيف يستمر لفترة محدودة، ثم يعود الضيف إلى مكانه. كثير منا يكون موقفه من الرب يسوع يشبه جيران لعازر أكرموا ليسوع فصنعوا له عشاء، تكلموا معه لوقت محدود. هكذا أيضا نصنع وليمة للرب، نعيش لحظات رائعة من الصلاة في الكنيسة لكننا نعود لحياتنا الطبيعية بعد ذلك وننسي يسوع.

بعيد عن الإكرام الجماعي ليسوع، كان هناك شخص أكرم يسوع بطريقة فردية شخصية، كانت مريم أخت لعازر، جاءت إليه وهو على المائدة وسكبت قاروة الطيب الغالية الثمن على رجليه ومسحتهما بشعر رأسها. أكرمت مريم يسوع إكرام خاص مختلف عن الآخرين، لم تبخل بقاروة العطر الغالية الثمن، والتي كانت الفتاة تدخرها ليوم زفافها، كان إكرام سخي ليسوع ومميز جدا. وهذا يدعونا أن نفعل مثل مريم أن نكرم يسوع بطريقة فريدة مميزة وبسخاء، أن نعطي أعز ما نملك. وهذا ما يطلبه الرب منا يا أبني أعطني قلبك وتلاحظ عيناك طريقي. ولهذا يمدح الرب يسوع عمل مريم وطريق إكرامها بسخاء، ففي مرقص 14/9 “الحق أقول لكم: حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها”. يرد الرب الإكرام أضعاف، وفي كل مرة نكرم الرب يسوع بطريقة خاصة وفريدة، أن نسلم له القلب، يرد لنا ذلك أضعاف من البركة في حياتنا. أي وقت مع الرب في الصلاة، أي عمل محبة يرد لنا بصورة مضاعفة.

الفئة الثالثة التي أكرمت الرب يسوع هي فئة الجموع. ففي الغد أتي يسوع إلى أورشليم فأخذت الجموع سعف النخيل وأستقبلت يسوع

“التواضع والثبات وسط الآلام في حياتنا اليوم” ان التأمل في حدث الشعانين يعود بنا إلى كل ما كان قاله وعمله يسوع من معجزات وآيات أمام الجموع. فالجموع التي كانت تسير وراءه عند دخوله أورشليم كانت قد آمنت به لأنها شاهدت آية قيامة لعازر من الموت. فالمعجزات التي كان يصنعها يسوع كان يجب أن تتحوّل في حياة الذين ما استطاعوا أن يتبعوه إلى آية لكي تصبح دعوة وعلامة فتقود اللامؤمن إلى الإيمان وتثبّت المؤمنين في إيمانهم لا سيما في الحالات التي تبدو أكثر صعوبة. لذلك كان ردّد يسوع أمام الجموع وأمام تلاميذه قائلاً:”ما من أحدٍ يستطيع أن يُقبل إليّ إلاّ بهبة من الآب. فارتدّ عنه عندئذ كثير من تلاميذه وانقطعوا عن السير معه”(يو6/65-66).

ونحن كثيراً ما نشبه أيضاً هؤلاء التلاميذ والجموع الذين ساروا وراء يسوع في يوم الشعانين بسبب تلك الآيات التي كان يصنعها ثمّ توقفوا عن السير معه فيما بعد متناسين ما قاله يسوع:”وقال للناس أجمعين:من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه ويحمل صليبه كي يوم ويتبعني”(لو9/23).

كثيرين من المؤمنين في مجتمعنا اليوم يعيشون إيمانهم والتزامهم الديني حسب الظروف المؤاتية وعلى مستوى الواجبات دون أن يكتشفوا عمق الإيمان الحقيقي. كثيرين منهم وفي أغلب الأحيان لا يأتون إلى الكنيسة إلاّ في المناسبات الإجتماعية وفي الأعياد الكبرى وخاصة يوميّ جمعة الالآم واثنين الرماد.

فهم يشبهون تلك الجموع التي سارت وراء يسوع عند دخوله إلى أورشليم ثم انقطعوا عن السير معه فيما بعد عندما سار في طريق الجلجلة والآلام. لذا فإن حشود المؤمنين التي تؤمّ الكنائس في الأعياد الكبرى والمناسبات الإجتماعيّة هي ليست بالضرورة ظاهرة إيمانية حقيقية، بل يمكن أن تكون هروباً عاطفياً إلى الأمام أو تخوّفاً من إنتقاد الجيران لهم وعمّا يقوله الآخرون عنهم في هذه المناسبات الدينية والإجتماعيّة.

لقد ردّد كتاب الإقتداء بالمسيح:” إن ليسوع تبّاعاً كثيرين يرغبون في ملكوته السماوي، أما حاملوا صليبه فقليلون…كثيرون يكرّمون معجزاته، أما الذين يتبعونه في عار الصليب فقليلون. كثيرون يحبّون يسوع ما دامت المحن لا تنتابهم. كثيرون يسبّحونه ويباركونه، ما داموا يحصلون على بعض تعزياته. فإن توارى يسوع وتركهم قليلاً، سقطوا في التذمّر أو في فشلٍ مُفرط”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد