إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

عائلة مسيحية قوامها الحب الإلهي

0 1٬257

كل الكتاب المقدس يُظهرالبَرَكة الالهية القائمة على الحب البشري وبالتالي على الجنس. فمنذ الفصل الاول لسفر التكوين جاء :” خلق الله الانسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم ” ( تكوين ٢٧/١). كما ترى اذن، فان الاختلاف الجنسي ما بين الرجل والمرأة يرجع هنا الى خلق الكائن البشري بحد ذاته على صورة الله. ان ذلك يفرض على الرجل والمرأة، أبانه من خلال الحب الجنسي وخصوبته في الطفل الذي هو ثمرة ذلك، ان يعيشوا وحدة تشبه تلك التي يعيشها الله في داخله هو كثالوث.

كتاب باكلمة في العهد القديم مخصص للاحتفال بهذا الحب. وهو كتاب ملئ بالشهوة والاعجاب المتبادل الذي يربط الرجل بالمرأة. ان هذا الشعر للحب حيث خُصص مكان للعشق ذات الصفة الجيدة، ويكون جزءا من الوحي الكتابي، أي من كلمة الله للبشرية : انه كتاب نشيد الأناشيد. فمن بين آياته الجميلة نقرأ:

أنا لحبيبي وأشواقه اليّ، هلمّ يا حبيبي، لنخرج الى الحقول، ولنبت في القرى، فنبكر الى الكروم، وننظرهل افرخ الكرم، وهل تفتحت زهوره، وهل نوّر الرمان، وهناك ابذُلُ لك حبي” ( نشيدالأناشيد ٧/١١- ١٣). أليس هذا التفسير الشعري لما عبّر عنه سفر التكوين :” لذلك يترك الرجل اباه وأمه ويلزم امرأته، ويصبح الاثنان جسداً واحداً ” ( تكوين ٢/٢٤)).

يسوع نفسه بارك الحب الزوجي        

يختصر القديس بولس قضيّة الحياة العيليّة بعبارة “إن هذا السرّ لعظيم!” (أنظر أفسس ٥ : ٣٢). تعلّم الكنيسة أن الزواج، كسرّ توافقٍ بين زوجين، هو “سرٌّ عظيم”، لأن فيه يعبّر عن حبّ المسيح الزوجيّ لكنيسته.ان الحب الذي به قدم يسوعذاته وبذلها من أجلنا نحن البشر، قد فهم في العهد الجديد على أنه رباط زواج حقيقي. لقد سبق للعهد القديم أن عبّر عن حب يهوه لشعبه ضمن الفاظ الحب الزوجي ما بين الزوجوزوجته :” فاخطبك لي للأبد، اخطبك بالبر والحق والرأفة والمراحم، وأخطبك ليبالامانة، فتعرفين الرب ” ( هوشع ٢/٢١- ٢٢). فعلى خطى هذا التقليد، فهم القديس بولسبنفس الطريقة محبة المسيح لكنيسته :” أيها الرجال أحبوا نساءكم كما احب المسيحالكنيسة وجاد بنفسه من أجلها ليقدسها مطهراً اياها بغسل الماء. وكلمة تصحبه، فيزفهاالى نفسه كنيسة سنية لا دنس فيها ولا تغضّن ولا ما أشبه ذلك، بل مقدسة بلا عيب” ( أفسس ٥/٢٥- ٢٧).

لكي تفهم جيداً معنى هذا النص، الذي نقرؤه دوما في قداديس الزواج، يجب عليك أن تفهم بأنه بالنسبة ليسوع، الكنيسة ليست كما تصورها البشر بعض الأحيان، على أنها مؤسسة، ” شيء“. هي بالنسبة ليسوع، الكنيسة هي ” شخص ما “، انها نحن كلنا، انها قطعة البشرية التي تقبل حبه وتجاوب عليه، انها الشريك المحبوب لحنوّه على كل كائن بشري. هكذا اذن الكنيسة في حقيقتها الأكثر عمقا، هي اشبه بشخص حي، امرأة، العذراء مريم.

بهذه النظرة، فان نص بولس يعني الكثير. المسيح أحب ويحب الكنيسة، كشخص يستطيع أن يحب شخصا آخر، كرجل يستطيع أن يحب امرأة. لقد بذل نفسه من أجلها على الصليب، ومن خلال التاريخ، فانه ينقيها ويقدسها بماء العماد. فكل مرة تنطق على طفل جديد لله كلمات الليتورجية ” أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس”، تضمه الى تلك العروس التي يريدها مقدسة ولا عيب فيها،أي الكنيسة، العروس الحقيقية لحبه.

ان المسيحيين مدعوون الى ان يضعوا غاية حبهم الأخيرة في داخل محبة المسيح لهذه العروس الكنيسة التي هي نحن المؤمنين، وان يفهموا من خلالها المعنى العميق للجنس. تلك هي أسمى أبعاد “السر العظيم”، والمعنى العميق للموهبة السرية في الكنيسة، وأبلغ معنى للمعمودية والإفخارستيا. إنها ثمار محبة العريس الذي أحب إلى الغاية، حباً يتوسع على الدوام ويمنح البشر مشاركة دائمة النمو في الحياة الإلهية.”العريس” هو مصدر الحب الزوجي البشري، الأول والوحيد.

إن الأسرة نفسها هي سر الله العظيم.إنها، “ككنيسة بيتية”، عروس المسيح. وهل من الممكن أن نتصور الحب البشري بدون العريس، وبدون الحب الذي هو، أولاً، أحب به إلى الغاية؟ والزوجان، هما أيضاً، يستطيعان أن يحبا “إلى الغاية”، إذا ما شاركا في هذا الحب و هذا “السر العظيم”: فإما يشاركان في هذا الحب، وإما فهما لا يفقهان في العمق ما هو الحب وكم متطلباته هي جذرية. وفي هذا، بلا شك، خطرٌ داهم وفادح.

انه ليس من باب الصدفة ان يكون يسوع، ابن الله الآتي الى هذا العالم، هو رجل، في حين أن الكنيسة هي امرأة انثى ( الخطيبة، العروس، الأم)، أي مريم. انه ليس باطلا ان يكون الله قد خلق منذ البدء الرجل والمرأة. كل ذلك يعني أن الحب البشري هو مطبوع في قلب تفكير الخالق ذاته. ان الاتحاد الزوجي للرجل والمرأة، الذي لا يمكن حله لهو أكبر فعل محبة فيالتاريخ، محبة يسوع الساكب دمه على الصليب لخلاص البشرية.

ما هو الحب الزوجي؟

هو عطاء الذات الكامل في إطار الزواج، على مثال يسوع المسيح على الصليب لكنيسته، ” المسيح أحب الكنيسة وجاد بنفسه من أجلها ” ( أفسس ٢٥/٥). الحب هنا ليس منحصراً في المشاعر فقط، بل هو الفعل الأسمى في حياة الإنسان، والذي يشمل كل وجوده البشري. لأجل أن تحب لا تكفي المشاعر، هناك حاجة إلى العقل، الذاكرة، الحساسية، التوقع، النظام، الانفتاح على ما يدور حولك. كل شيء مهم وضروري للتعبير عن الحب. الحب ليس أقوال، بل أفعال. فالحب الزوجي ليس التقاء أجساد، بل لقاء شخصين، إلتقاء مشاعر، اهتمامات، أولويات ألخ..

لأجل أن نفهم هذا نسلط الضوء على آية من الكتاب المقدس (مت ٧: ٦):

“لا تُعطُوا الكِلابَ ما هَو مُقدَّس، ولا تُلْقوا لُؤلُؤَكُم إِلى الخَنازير، لِئَلاَّ تَدوسَه بِأَرْجُلِها، ثُمَّ تَرْتَدَّ إِلَيكُم فتُمَزِّقَكُم”.

لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس؟ ما هو الشيء المقدس هنا؟ متى نستطيع أن نقول إن هذا الشيء مقدس؟ الشيء المقدس هو المتعلق بالله. ما هو الشيء المتعلق بالله. الكتاب المقدس. هل كلام المسيح هنا بأن لا نعطي الكتاب المقدس للكلاب؟ هل لا يجب ان نعطي القربان إلى القطط، ما معنى هذا؟

لكن ما هو الشيء الذي يحمل صورة القداسة؟ الإنسان، الشخص البشري. فالشيء المقدس هو الإنسان. من يحمل صورة الله؟ يقول الرب يسوع عندما سألوه عن الضريبة: أعطوني درهما: لمن الصورة والكتابة. قالوا لقيصر. أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. ماذا يحمل صورة قيصر؟ الدرهم، أعطوه المال. ماذا يحمل صورة الله. الإنسان. الصورة والمثال، الصورة والكتابة. نحن الشيء المقدس، أنا الشيء المقدس.

يكرر بولس هذه الفكرة في رسالته الأولى إلى كورنثوس: “أَما تَعلَمونَ أَنَّكُم هَيكَلُ الله، وأَنَّ رُوحَ اللهِ حالٌّ فيكم؟ ١٧مَن هَدَمَ هَيكَلَ اللهِ هَدَمَه الله، لأَنَّ هَيكَلَ اللهِ مُقدَّس، وهذا الهَيكَلُ هو أَنتُم.” (١كو ٣: ١٦-١٧). سبق أن أعلن يسوع أن الهيكل هو جسده «اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام !» فقالَ اليَهود: «بُنِيَ هذا الهَيكَلُ في سِتٍّ وأَربَعينَ سَنَة، أوَأَنتَ تُقيمُه في ثَلاَثةِ أيَّام ؟» أَمَّا هو فكانَ يَعْني هَيكَلَ” (يو ٢: ٢٠- ٢١). فالجسد هو الشيء المقدس، هو هيكل الله، هو المكان الذي يظهر فيه الله. لأجل أن يظهر الله وسط العالم أرسلني إلى هذه الأرض. جميعنا صورة الله. أنت لؤلؤة جوهرة ثمينة.

تأتي كلمة مقدس في الإنجيل هنا بصيغة الجمع. في اللغة العبرية كلمة مقدس كمفرد “قودش”، في حين الجمع هو “قدوشهيم” الذي يعنى الزواج. فالزواج ما هو مقدس، تبعا للغة العبرية. فالشركة التي تجمع الرجل والمرأة هي الشيء المقدس، تجعل الإنسان الكامل، الناتج من اتحاد الرجل والمرأة “جسدًا واحدًا” صورة الله ومثاله. اتحاد يخلق الحياة وفي خدمتها. ليس فقط الحياة، بل بداية الأبدية.

هذا الشيء المقدس لا يجب أن نلقيه للكلاب. كل منا هذا الشيء المقدس. لكن من هم الكلاب؟ ومن هو الخنازير؟ في العقلية اليهودية هم الأجانب الذين يعبدون آلهة غريبة. الخنازير الحيوانات التي لا يربيها اليهودي حتى لا يتنجس. النقطة المركزية هي: لا تستخدموا الأشياء المقدسة بطريقة نجسة. هل هو هذا المعنى المقصود؟ لا تلقوا لؤلؤكم للخنازير، أي لا تضعوها في موقع خطأ. فطاقة الحب لا يصح أن تضعها في الموضع الخطأ. لا تلقي بإنسانيتك للخنازير. نعود للتساؤل: لماذا يجب علينا الاستخدام الجيد للجسد المقدس؟

البداية، كما هي واضحة في سفر التكوين، كان الرجل والمرأة يقف كلاهما أمام الآخر دون خجل. يجب أن نعود إلى تلك اللحظة. يقف كلنا أمام الآخر دون شعور بالعيب، أو الخجل، دون مشاكل. عند قراءة الإصحاحات الأولى لسفر التكوين يجب أن ننتبه بإنه الكتاب لا يروي تاريخاً وتوثيقاً للأحداث، بل حقيقة الإنسان في كل عصر. يحكي سفر التكوين قصتي أنا اليوم، ويفسر احتياجاتي ورغباتي وحقيقتي كإنسان خلقه الله بصورة خيرة، لكن لديه ميلاً طبيعيًا للشر. داخله رفض طبيعي للصلاح، تقوده إرادته الحرة إلى استخدام الأشياء المقدسة والخيرة بطريقة شريرة. لديه ذاكرة للخير ويتصراع الخير والشر داخله. نحمل داخلنا شوق كبير للخير، ولكن لا نعرف كيف نعيشه. يحمل هوية مقدسة، لكن فقد علاقته مع الله بسبب كبريائه ورغبته في أن يقود حياته باستقلالية عن الله. ماذا يحدث للإنسان عندما يستقل عن الله، يتقوقع على حبه لذاته. يصبح لديه هوس في أن يحقق نفسه بنفسه، والخوف من عدم تحقيقه لذاته يدفعه إلى استغلال كل شيء متاح أمامه لأجل أن يشعر بذاته، ولنا أن نتصور ماذا سيفعل بالجنس وكيف سيستخدمه. لأجل المتعة واللذة سيستغل الآخر لإشباع رغباته. لا وجود للحب هنا، بل تحقيق ذاته والبحث عما يشعره باللذة والاشباع. بعدها يشعر الإنسان بأنه عريان فيأتي الخجل.

والشعور بالعري ليس شعوراً سيئًا، فهو أول أحساس بالواقع عاشه الإنسان، كما يقول يوحنا بولس الثاني. فالخجل يعنى أن هناك شيء ما خطأ في الأمر. فهم الإنسان الأول بأن خطأ حدث، فسارع بطريقة ساذجة في ستر عريه. فيستيقظ في نفس آدم أول شعور بالعفة، الرغبة في حماية جسده وتغطيته بأوراق التين.

ماذا يعنى أن تكون عفيف، ماذا تعنى الطهارة؟ نقي، شفاف، نظيف. جيد. في الكيمياء يقال عنصر نقي، أي عنصر في جوهره الوحيد، لم تدخل عليه إضافات غريبة. ماء نقي، لا يضاف شيء إلى الماء. غير طاهر، لا تفكروا بصورة أخلاقية، هو شيء ملوث، يحمل عنصرين معاً.

ما هي المشكلة؟

ماذا نقصد بامتلاك قلب طاهر؟ نقرأ في الكتاب عن ختان القلب، يجب أن نزيل جزء من القلب. لدينا فوضى في القلب، صراع، نستخدم الأشياء بطريقة خطأ، لا يخرج من القلب فقط الخير، القمح الجيد بل الزوأن أيضًا. ليس كل ما في القلب هو خير. هذا ما عبر عنه بولس الرسول: “الخير الذي أريده لا أفعله، والشر الذي لا أريده أياه أفعل”.  ترغب في حب زوجتك بنقاء وعفة، لكن تكتشف إن داخلك صراع رهيب يدفعك أحيانًا إلى استغلال الآخر. نحن في حاجة إلى ختان القلوب. هناك جزء من قلوبنا لا نستطيع أن نثق به. ويجب أن ننتبه أن الاختيار ليس بين الخير والشر، لكن بين الخي الحقيقي والخير الزائف، لأن الشر دائما يظهر أمام عيوننا كأنه خير للآخر. أنت في حاجة إلى نظام عفيف وطاهر، أي ختان للقلب.

فالأشياء المقدسة، اللؤلؤة تحفظ دائما في مكان لائق بها. فالشيء المقدس هو الجسد، يجب أن نحفظه بكرامة واعتناء، نحفظ الطاقة الجسدية ولا نلقي بها إلى الخنازير. الزواج سر، بمعنى أن تدخل يسوع المسيح وحده هو الذي يساعد الإنسان على حفظ جسده مقدسًا. هناك نعمة مقدسة أعطاها الله للإنسان لكي

كيف يحب المسيح عروسه؟

الحب الذي في داخليسوع يأخذ اولا شكل عهد حقيقي، ومن يقول عهد يقول عطاء ذات لآخر. ان حب يسوع لايرجع اليه بطريقة نرجسية. فبصورة حياة أبدية الله التي هي علاقة حب بين الاشخاصالالهية: يسوع يحب بنكرانه لذاته وبتسليمه اياها : ” المسيح أحب الكنيسة وجادبنفسه من أجلها ” ( أفسس ٢٥/٥). ان هذا العهد هو ايضا وبنفس الوقت روحي وجسدي.

لو ٧: ٣٦- ٥٠

يُدعى يسوع لمأدبة غذاء في منزل رجل فريسي، اسمه سمعان. تدخل امرأة خاطئة، من تلك الناحية، بيت الفريسي والجميع على المائدة، وهي تحمل قارروة من الطيب، العطر الغالي الثمن. تقترب من يسوع وتجثو على ركبتيها خلف قدمي يسوع، وتنهمر في بكاء مرير وتغسل قدمي يسوع بدموعها وتجففهما بشعر رأسها.

لنتأمل المشهد، ففي وقت يسوع لم يتكن هناك موائد طعام، ويجلس الحضور على كراسي أمامها. هي أشبه بالطبالي في الصعيد، يجلس الناس على الأرض متحلقين (في دائرة) حولها. أما الأغنياء فيضعون وسائد من الريش، يتكئون عليها وأمامهم تلك الموائد، التي ترتفع عن الأرض مسافة لا تزيد عن ٤٠سم. وفي هذه الحالة تكون أقدامها في ناحية بعيدة عن الموائد (في وضع استرخاء). وأثناء العشاء دخلت امرأة، واضحة إنها معروفة لأهل المنزل والبلدة، يُعتقد إنها عاهرة (بالرغم من اختلافي مع هذا الأمر وسنراه في حينه).

هل بامكاننا أن نتصور المشهد. في حضورنا الأن إذا دخلت فتاة وركعت خلف أحدكم وراح تخلع الحذاء، ثم الجوارب، ثم تبكي فوق قدمي الشخص، وبشعرها تججف أثار دموعها التي أغرق القدمين، ثم تسكب عطرًا ثمينًا على القدمين. أمام هذا المشهد ما هي ردة فعلك؟  سيتحول وجه الشخص المعني بغسيل الأرجل إلى اللون الأحمر خجلاً. سيقول في نفسه: “لماذا أنا؟ ليه الاحراج وسط الناس؟”

الاحراج الذي يمكن أن نتصوره كان من نصيب العبرانيين الحاضرين في ذلك البيت. لأن لمس المرأة قدمين يسوع كان له معنى أخر، يختلف عما نفهمه نحن اليوم. ففي البلاد الحارة الغير ممهدة الطرق فيها، كفلسطين، كان الخروج بتلك الطرق المتربة يجعل القدمين تتسخ فورًا بالأتربة والغبار. وهذا أمر طبيعي!!

لكن هناك معنى أخر للقدمين في العقلية اليهودية، قريبة من المعنى في اللغة العربية. فالقدم في العبرية هي “رِجّل”، مثلما الحال في العربية. وهي ذات الكلمة المستخدمة للدلالة على “خصيتي الرجل”. فالفعل العبري “رِجْل” يتشابه في معناه مع جزء من الجهاز التناسلي للرجل، الغير مسموح لأحد أن يلمسه. غسيل الأرجل لشخص ما لم يكن يطلب أبدًا، حتى من العبيد، للتشابه الكبير في النطق ما بين الأقدام وخصيتين الرجل. ولكي نفهم ما فعلت المرأة علينا أن نعود إلى الكتاب المقدس، ومقارنة بعض النصوص بعضها لبعض.

وفقا للشريعة اليهودية عند ترمل امرأة فأن أحد أقارب المتوفى يتزوجها لرعايتها ولاعطاء نسل العائلة.  فالشريعة تهتم باليتيم والأرملة: “يحكمُ لليتيمِ والأرملةِ” (تث ١٠: ١٨). فبوفاة زوجها فقدت الأرملة العائلة الوحيد لها، وهي لا تملك شيء، لهذا أوصت الشريعة بأن يتزوجها أخ المتوفى لرعايتها. لكن إذا رفض الأخ ماذا يكون مصير الأرملة؟

ففي الفصل ٣٨ من سفر التكوين نجد تجسيدًا لهذه الشريعة: تزوج يعقوب من ابنة الرجل الكنعاني شوع ورزق ثلاث أبناء: عيرًا وأونانَ وشيلَةَ. تزوج الابن البكر ثامار، وبعد فترة ليست طويلة مات عيرا. فقال يَهوذا لأونانَ: «أدخلْ على اَمرأةِ أخيكَ فتَزَوَّجها وأقِمْ نسلاً لأخيكَ». إلا إن أونانُ لم يرغب في اقامة نسل لأخيهِ. فاَستاءَ الرّبُّ بِما فعَلَهُ أُونانُ، فأماتهُ. فطلب يهوذا من ثامار أن تقيم في بيت أبيها حتى يكبر ابنه الصغير شيلَةُ. كبر شيلة إلا أن يعقوب لم يزوج ثامار له. في ذلك الوقت ماتت امرأة يعقوب، فاحتالت ثامار على يعقوب، وتنكرت في ملابس بغي، حتى يدخل عليها يعقوب وتحقق ما تريد بأن تقيم نسلاً لزوجها المتوفي، عيرا، ابن يعقوب. تحقق لها ما ارادت (تك ٣٨). يُفهم من هذه القصة اهتمام خاص بالعائلة ورغبة قوية في استمرار النسل. فإذا لم يرغب الأخ في يتزوج الأرملة ماذا يحدث؟

هناك طقس نجده في سفر راعوت المؤابية التي يموت زوجها، ولم يتزوجها أحدٌ وفق الشريعة. فتذهب، بناء على نصيحة حماتها، إلى بيت بوعز، وتنتظر حتى ينام فتدخل إلى مخدعه وتكشف رجليه وتنام بجواره. عندما يستيقظ بوعز في منتصف الليل يرى المرأة فيسألها: “من أنت”، فتجيبه: “أنا راعوثُ أمَتُكَ، فاَبسُطْ طَرَفَ ثوبِكَ عليَ لأنَّكَ نسيبي ووَليُّ أمري”.إلا وفقا لنسب العائلة، كان هناك قريبٌ لها، فأحضر بوعز الولي، وفقا للشريعة على راعوث، وأجلسه أمامه، في حضرة عشر رجال من شيوخ المدينة، ثم قال مخاطباً الولي: “«رجعَت نُعمَةُ مِنْ موآبَ وهيَ تَبيعُ حِصَّةَ حقلِ أليمالِكَ نَسيبِنا، فرَأيتُ أنْ أُخبِرَكَ بِذلِكَ وأقولَ لكَ أنْ تَشتَريَها أمامَ هؤلاءِ الجالِسينَ هُنا وأمامَ شُيوخ شعبي، وإلاَ فأخبِرْني لأعلَمَ. فحَقُّ الشِّراءِ يعودُ إليكَ وأنا بَعدَكَ». فأجابَهُ: «أنا أشتَري». فقالَ لَه بُوعَزُ: «يومَ تشتري الحقلَ مِنْ يدِ نُعمَةَ تشتَري أيضًا راعوثَ الموآبيَّةَ، اَمرأةَ المَيْتِ، لِتُعيدَ اَسمَ المَيْتِ إلى ميراثِهِ».إلا إن الرجل اعتذر قائلاً: “«لا أقدرُ أنْ أشتريَ الحقلَ لِنفْسي، لِئلاَ يلحَقَ الضَّررُ بِميراثي، فخذْ أنتَ حَقَ الشِّراءِ لأنِّي لا أقدِرُ أنْ أشتريَ». وكانَتِ العادَةُ قديمًا في بَني إِسرائيلَ، عِندَ إثباتِ الشِّراءِ أوِ المُبادلَةِ، أنْ يَخلَعَ البائعُ حِذاءَهُ ويُعطيه للشَّاري. هكذا كانَتِ العادَةُ في بَني إِسرائيلَ. فلمَّا قالَ الوليُّ لِبُوعَزَ: «إشتَرِ أنتَ لِنفْسِكَ»، خلَعَ حِذاءَهُ وأعطاهُ لبُوعَزَ. فقالَ بُوعَزُ للشُّيوخ ولجميعِ الجالسينَ هُناكَ: «أنتم شُهودٌ اليومَ أنِّي اَشتريتُ مِنْ يدِ نُعمَةَ جميعَ ما لأليمالَكَ ولَابنَيهِ كَليونَ ومَحلونَ، وأنِّي اَتَّخذْتُ راعوثَ الموآبيَّةَ اَمرأةَ محلون زَوجةً لي لأُعيدَ اَسمَ المَيْتِ إلى ميراثِهِ، فلا ينقَرِضُ مِنْ بَينِ إخوتِهِ ومِنْ أهلِ مدينتِهِ. أنتُم شُهودٌ اليومَ».

امرأة تجلس عندي قدمي الرجل، كانت تحمل معنى، رغبتها في هذا الشخص تحديدًا.

دموع المرأة: البكاء هو فعل رائع وسامي. فالبعض يبكي وقت الفرح، وآخرون يبكون من الألم. إذا توفي شخص لم يُقدم لك شيئًا أبدًا فمن الصعب أن تبكي عليه. أما إذا كان شخص عزيز عليك فإنك ستبكي عليه إذا لحق به مكروه. فمكنون النفس يظهر في الدموع، مشكلة اليوم إننا نخاف أن نبكي لأننا نخاف أن نتقرب للآخرين، أن نكون واحدًا معهم، أن يفارقونا يومًا ما. فالخوف مصدره أنك تخاف أن تتألم، فبعد أن ترتبط عاطفيا مع شخص، ويحتل مساحة من أفكارك ومشاعرك، يتركك يومًا فتتألم لفراقه وتذرف الدموع عليه.

لماذا بكت المرأة؟ هي خاطئة. هل الدموع هنا لأنها وجدت شخص يقبلها دون أن يحكم عليها؟ هل تبكي على ما اقترفته من أخطاء؟ لا نعرف، لكنها بمرارة. هذه النقطة الأولى التي أود الاشارة إليها في النص، أن المرأة تبكي بمرارة.

كيف تقع في الحب دون أن تبكي؟ في الكنيسة هناك نعمة خاصة تسمي نعمة الدموع. فرنسيس كان يبكي باستمرار. كذلك القديسين. المسيح ذرف دموع كثيرة في ثلاث مناسبات: عند نعش ابن الأرملة، وأمام قبر لعازر، وعلى مستقبل أورشليم. هل تبكي أنت، وعلى ماذا؟ جاءت المرأة وبكت على قدمين متسختين بتراب أزقة أورشليم وشوارعها، بكت، ولم تخجل، بالقرب من المنطقة الحساسة في الجسد، منطقة العورة، تبعا للعقلية اليهودية.

هل لديك المقدرة على كشف نفسك من خلال دموعك؟ هل تريد أن تكشف روحك ودواخلك؟ تكشف روحك وتعطيها لآخر؟ في الحقيقة أنت بارد، عقلاني، منطقي.  أنت مثل العاهرة الكبري بابل العظيمة، التي تفتخر في سفر الرؤيا (رؤ ١٨: ٧): “أَجلِسُ هُنا كَمَلِكَةٍ! ما أنا أرمَلَةِ ولَنْ أَعرِفَ الحُزنَ”. أنت تجعل مسافة بينك وبين الآخرين، لا تتركهم يشاركونك حياتك، تجعل الأمر كله في يدك، لا تريد أن تختبر الألم بأن يترك شخص ما، أن تفتقد شخص ما، أن تشعر إنك مثل الأرملة التي تفتقد شخص كان محور حياتها، زوجها، لا تعرف الحزن.

لم تخجل من تغسل التراب العالق بالقدمين بدموعها، ثم جففت أقدام يسوع بشعر رأسها.

ماذا تفعل هذه المرأة؟ فالشعر هو تاج المرأة ومجدها الشخصي. أن يكون الرجل أصلع فهذا أمر معتاد، أم أن تصاب المرأة بالصلع فهذا أمر غير طبيعي. فالحفريات الأثرية تُوضح لنا أن الأمشاط كان اختراع البشرية الأول، فالأهتمام بالشعر شيء جوهري بالنسبة للنساء، فهو التاج الذي يزين هامة الرأس.  عندما تريد الفتاة عمل تغير جوهري تلجأ لتغيير تسريحة الشعر.

هل لكم أن تتخيلوا منظر المرأة بعد أن غسلت قدمي يسوع بدموعها وجففتهما بشعر رأسها!! سيكون منظهرها قذرًا جدًا، التراب والدموع سيتحولان إلى طين على الشعر “المنكوش”. ماذا فعلت المرأة؟ وضعت أنوثتها على المحك!!، أن تكون امرأة محل تحقير شديد. دون أدنى شك كانت المرأة جميلة فهي زانية، كما يظن البعض، أي مطلوبة من الرجال, والآن تضع شعرها، الذي هو أهم مظاهر جمالها وأنوثتها، في أحقر صورة ممكنة. لم يتوقف الأمر عند اهانة انوثتها بيدها، هنا ما هو أهم!!

أخذت قاروة طيب غالية الثمن وسكبتها على قدمي يسوع. دفعت المسكينة مبلغًا كبيرًا للحصول على تلك القارورة، فالعطر غالي الثمن لم تحتفظ به لنفسها. وفقا لتقاليد العُرس في اليهودية قديما، كانت الفتاة تكتنز ما يتوفر لها من مال في سبيل أن تقتني قارورة من العطر الثمين ليوم زفافها. هل ما زالت تحتفظ المرأة بزجاجة العطر التي لم تستخدمها أبدًا بسبب ضعوط الحياة التي أجبرتها على المتاجرة بجسدها لتعيش. وضعت المرأة كل أموالها على المحك!! أين تسكبه؟ على القدمين! على المنطقة الحساسة في الجسد، منطقة العورة، تبعا للعقلية اليهودية.

تتخلى المرأة إذن على أنوثتها، كأمراة جميلة، وعلى ما تملكه من أموال، وتبكي عند قدمي يسوع. تصرفت كالمجنونة، هذه الأفعال لا يفعلها إلى إنسانة مجنونة، مخبولة، تأتي بأفعال غير طبيعية تمامًا. هي أفعال العاشقة، فالعشقين فقط يقدمون على هذه الأفعال.

عندما تُحب تفقد صوابك واتزانك المعهود، تأتي بأفعال غير طبيعية، مجنونة. إذا لم تكن مستعد أن تتخلى عن حياتك، عن أنوثتك، عن ذكوريتك، عن جمالك، عما يقوله الناس عنك.. فلم تحفل المرأة بكلام الناس وانتقداتهم وحكمهم عليها وعلى جنونها وأفعالها، لكنها أحب يسوع ولأجله وضعت كل شيء كنفاية، الحياة والأنوثة والمستقبل.

ماذا يفعل الإنسان عندما يُحب؟ يأتي بأفعال غير منطقية وغير عاقلة، يضع حياته على المحك، اسمه ومستقبله، قلبه وروحه. كيف تقع في الحب إذا تصرف بعقلانية محسوبة، بالمنطق، إذا لم تقامر بالحياة؟ أن تتخلى عنها لأجل شخص آخر مهم بالنسبة لك، تشعر أنه أهم من حياتك ذاتها. تشعر لا معنى للحياة بدونه.

تأمل ماذا فعلت المرأة من أفعال مجنونة. القديس فرنسيس فعل ذات الأمر، تصرف كمجنون. فمن يُحب يتصرف كالمجنون، أن لا يسجن نفسه في المعقول، بل يخرج خارج الصندوق المتعارف عليه. فإذا أحب شاب فتاة ولم يضحي من أجلها أبدًا، ولم يُظهر ذلك, فهو لم يحبها أبدًا. إذا تعامل معها بمنطق حماية ذاته، ومصالحه، فأنه لم يحبها قط. إذا لم نتخلى عن الحياة، نضحي بها لأجل الآخر فإننا لم نحب قط. هذا ما فعله المسيح على الصليب، جنون الصليب، أحب خاصته إلى التضحيه بالحياة لكي تكون لهم الحياة. إذا لم تكن قادرًا على محبة الله بهذه الطريقة، فإنك لن تستطيع أن تحب أحد أبدًا، حب حقيقي. ما هي التجربة الأعظم في حياة يسوع: هي طلب الجموع منه أن ينزل من على الصليب لكي يؤمنوا به. فعل هذه التصرفات المجنونة: “ولما بلغ به الحب لهم أقصى حدوده قام عن العشاء.. وغسل أرجل تلاميذه”. على الصليب فكر المسيح: “ماذا بقي لي؟”. “ماذا بقي لي؟”. “أمي؟” سأعطيها أيضًا، سأهديها. هل  تريدون أمي؟ خذوها. “يا امرأة هذا هو ابنك”. أعطى التلميذ الواقف بالقرب من الصليب أمه!! “ماذا بقي لي؟”: “أبي؟”: “بين يديك استودع روحي”. “ماذا بقي لي أخيرًا؟”: “روحي” ها هي وأسلم الروح. هذا هو الحب، عندما تتعلم أن تحب ستصنع كل هذا.

هذه هي طقوس المجانين. ما هو مطلوب لتصبح مجنون، لتتعلم فنون الحب. لا، لن يفيدك أريك فروم وكتابه: “فن الحب”. هل تعلم ما هو فن الحب؟ أن تصبح مجنون.. الحب هو أن تعطي إلى أبعد مدى، إلى عطاء الذات، دون حدود، دون قياس. هل سمعت ما قلناه عن يسوع؟ هل تتذكر الوصية الثانية؟ أن الله يطلب كل الحياة، لأنه أعطاك حياته كلها. كم هي قيمتك؟ دم المسيح المهراق على الصليب، دم الله، آلامه وعذاباته كلها هي قيمتك.

هل تفهمون ما أقوله؟ هل ترغبون في أن تتعلموا فن الحب؟ أحبك، يقولها الزوج للزوجة، لكن ليس لهذه الدرجة، ليس لدرجة بذل الحياة في سبيلك! لنتأمل مشهد غسيل الرب يسوع أرجل تلاميذه. هل تعلمون عواقب هذا الأمر؟ لنفهم الأمر. يأتي الحدث في عيد فصح اليهود، وتبعا لتقاليد الفصح، يقوم أصغر عضو في البيت بغسيل أيدي المدعوين لوليمة الفصح. في هذه المناسبة اختلف التلاميذ فيما بينهم في من يتولى هذا الأمر، من يغسل أيدي المدعوين من بين التلاميذ؟ هل يوحنا..: أنتبهوا فأنا التلميذ الذي يحبه المعلم. هل بطرس…: هل تمزحون، فأنا بطرس، الصخرة. امتنع التلاميذ عن هذا الفعل. ماذا فعل المسيح؟ قام، وهو المعلم، بغسل ليس الأيدي، بل الأقدام. وعندما وصل إلى بطرس، اعترض الأخير وهو في حيرة من الفعل الذي قام به يسوع: “«يا سيِّدُ، أأنتَ تَغسِلُ رِجليَّ؟ “لن تَغسِلَ رِجليَ أبدًا”. أجابَه يَسوعُ: “إنْ كُنتُ لا أغسِلُكَ، فلا نَصيبَ لكَ مَعي”. إذا لم تدخل في علاقة حب مجنونة كهذا لن يكون لك نصيب معي. فأنا المعلم أحب إلى درجة الجنون هذه التي تجعلني أخرج من الأطر المعتادة. فقالَ لَه سِمعانُ بُطرُسُ: «إذًا يا سيِّدُ، لا تَغسِلْ رِجليَ وحدَهُما، بلِ اَغسِلْ مَعَهُما يدَيَ ورَأسي.

نعود إلى مشهد المرأة الخاطئة. يجلس سمعان الفريسي وسط جماعة كبيرة من المدعوين ثم تأتي المرأة بهذا الفعل المجنون. صُدم الحضور من تصرف المرأة، أن تبكي عند قدمي يسوع، وتجفف رجليه بشعر رأسها. موقف محرج للجميع، لكنه بصفة خاصة من المفترض أن يكون أيضًا بالنسبة ليسوع، لكن المسيح لم يخجل نهائيًا. على العكس، يبدو أن تصرف المرأة أعجب يسوع جدًا. فلغة الحب هذه لا يفهمها تمامًا إلا هو، إلا يسوع، في حين الأخرين لا يفهمونه، ثم يعطي هذا التعيم: مَن يغفر له كثيرًا، يحب كثيرًا. ثم ينظر إلى المرأة ويقول لها: “مغفورة لك خطاياك”. عبارة تعكس خط رفيع يجمع يسوع مع المرأة الخاطئة، لغة خاصة بهما. هي أحبت يسوع إلى الدرجة التي تتخلى عن أنوثتها وجمالها وما تملك من أموال ولم تهتم بآراء الناس وانتقاداتهم. ذهبت لتجده وسط الناس وفعلت الشيء الذي تفهمه كعاهرة، لمست قدمي يسوع بحنان شديد ودموع لتعلن للجميع أنها أختارته هو دون غيره ليكون لها.

اعترض الفريسي على تصرف المرأة لأنه لم يفهم لغة الحب هذه. اعتقد إنها مبالغة من المرأة وهذه حقيقة فالمرأة بالغت بشدة في تصرفها، لأنها أحبت كثيرًا. فهم يسوع تصرف المرأة لأنه فعل هو نفس الأمر وأكثر، سيقدم حياته كلها ويهرق دمه بالكامل على الصليب من أجل حبه للآخرين. جنون الصليب، صليب الحب.

أفعال المرأة هي تصرفات من يحب كثيرًا، عندما يحب أثنين لا يهتما بالكرامة، ولا بالمال، …الخ

إذا أحببت بالفعل فأنت ستخرج عن المألوف والمعتاد، لن تُقيم الأمور كما يفعل الآخرين، لأجل الحب ستفقد المال، الكرامة، أنوثتك، رجولتك، كل حياتك. إذا خجلت من الناس أن تقول كلمة حب لزوجتك، فأنت لا تحب زوجتك، فالذي يحب يخرج عن المألوف، لا يفعل ما هو مفروض عليه فعله. تعتقدون بأن حياتكم ستكون أفضل متى قمتم بالشيء الملائم. إذا فعلتم الشيء المطلوب فقط، لن تعرفوا الحب الحقيقي أبدًا. فوق الصليب ظهر يسوع كمجنون، فاقد الرشد، كما قال عن أقرباءه (مر ٣: ٢٠- ٢١).

أظهرت المرأة حبها الحقيقي ليسوع، حب مجنون لا يحفل بالناس وآراها. رائع إذا أحبت المرأة زوجها بهذه الطريقة، إذا أحبت الأم أبنتها بهذه الطريقة، أن لا تخطط لها مستقبلها، بل تعطي لها حياتها، أن تقبل أخطائها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد