شفاعة مريم العذراء

شـفاعـة مـريم

بقلم: الكاردينال چون هنري نيومان

لا يُمكنني أن أُنهي موضوعي عن العقيدة الكاثوليكية بشأن مريم العذراء، دون أن أتكلّم بشكل مُباشِر عن قُدرتها في الشفاعة مع أنّني قد أشرتُ إليها من قبل. إنّها نتيجة لحقيقتين تعترفون بهما أنتم، الأولى، على حد ما جاء في وثائق المجمع التريدنتي: “إنّه لجيدٌ ومُفيدٌ أن يتوجه الدعاء والصلاة مع طلب شفاعة القديسين”، والثانية،  أنّ العذراء الطوباوية رفيعة القدر وفريدةً في القداسة وفي المجد أيضاً. لذلك، أُريدُ أن أُوضِّح الأُسس التي تقوم عليها هذه القُدرة، فبالنسبة للوثني المُرشَّحُ للانضمام إلى المسيحية، لا بُدّ وإنّ إحدى نقاطها تبدو له عجيبة وملحوظة، ألا وهي أنّ الصلاة تُشكِّلُ جزءً حيوياً من النظام المسيحي. فمع أنّ المسيحيون منتشرون في بقاع العالم كلّه، وسواء أنّ المسئولون أو رئاستهم لديهم فرصة قليلة في النشاط الجماعي المشترك، لكنّهم يجدون راحتهم في علاقة روحية ورباط شركة واقعي من خلال ممارسة التشفع المتبادَل. وفي الواقع، الصلاة هي جوهر الدين بينما كانت في الوثنية مجرد طقس أو وسيلة للوصول والحصول على فوائد ملموسة زمنية. ممارسة الصلاة في المسيحية مُختلفة تماماً، فبها يتخذون الجسد الواحد رغم انتمائهم لأجناس وطبقات وعقليات مختلفة، وكان المسيحيون قديماً مُبعثَرين في أقاليم مُتباعدة عن بعضها، محرومين من المعونة في وسط شعوب تُبغِضَهم. لم يكُن باستطاعة المسيحيين أن يتصلوا ببعضهم البعض، ولم يكن باستطاعتهم التجمع معاًولكن كان باستطاعتهم أن يُصلّوا من أجل بعضهم بعضاً. حتّى الصلوات العامة كانت تشترك في هذا الشكل من التشفع، فالصلاة من أجل صالح الكنيسة كلّها كانت في الواقع صلاة من أجل جميع طبقات البشر، ومن أجل جميع أفرادها. كانت الكنيسة قائمة على الصلاة، فقد لبث جميع الرسل لمدة عشرة أيام “مواظبين على الصلاة بنفس واحدة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته” (أع1: 14)، وفي العنصرة، يوم الخمسين: “كانوا كلهم معاً في مكان واحد” (أع2: 1)، كما قيل عن المُهتَدين: “كانوا مواظبين على الصلاة “. وبعد مرور زمن قصير، عندما قُبِضَ على بطرس ووضِعَ في السجن: “كانت الكنيسة تُصلّي إلى الله من أجله بلا انقطاع” (أع12: 5)، ولمّا أطلَقَهُ الملاك من السجن لجأَ إلى أحد البيوت “حيث كان قوم كثيرون مُجتَمِعين يُصلّون” (أع12: 12).

لقد ألِفْنا جيداً هذه النصوص التي يَصعُبُ أن نضعَ في حُسباننا معناها الحقيقي، كما أنّ هناك نصوص أخرى من نفس نمطها تليها في رسائل الرسل. فالقدّيس بولس كتب إلى أهل أفسس: “صلّوا بكُلِّ صلاةٍ ودُعاء كلّ حين في الروح واسهروا لهذا بعينه بكل مواظبة ودعاء من أجل جميع القدّيسين” (أفس6: 18)، كما أنّه يتكلم عن نفسه: “إنّا نشكُرُ الله كل حين من أجلكم أجمعين ولا نزال نذكُرَهُم في صلواتنا*مُتَذَكِّرين عمل إيمانكم وتعب محبتكم وصبر رجاؤكم بربّنا يسوع المسيح أمام الله أبينا” (1تس1: 2-3).

إذن، هل كان هذا الرباط الروحي ينقطع بانقطاع الحياة، أم كان المسيحيون الأولون يرفعون صلواتهم أيضاً من أجل الراقدين؟ الواضح من شهادات الكنيسة الأولى أنّهم كانوا يفعلون ذلك، وسواء أنتم أو مَنْ يتفقون معكم آخِرِ مَنْ يُنكر أنّهم كانوا مُعتادين على الصلاة من أجل الأحياء ومن أجل الراقدين بعد وفاتهم، كشفاعة بين الأرض والسماء. فهل تمتدُ هذه الشركة أيضاً، أعني شركة القدّيسين، إلى سُكّان السماء؟ إنّكم مُتفقين معنا في هذه النقطة، حيث أنَّ كتابكم وردَت فيه أقوال المجمع التريدنتي التي سبق لي ذِكرِها.

لكننا الآن قد انتقلنا إلى مستوى أعلى للفكر، بالتالي سيكون عبثاً أن نُصلّي من أجل الذين سبقونا إلى المجد، بل هم الذين بإمكانهم أن يُصلّوا من أجلنا، ويُمكننا نحن أن نطلب صلواتهم. نقرأ في سفر الرؤيا، عن ملائكة يرفعون بركاتهم ويُقدِّمون صلواتنا إلى الجلال الإلهي: “وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مَجْمَرَةً من ذهب وأعطى بخوراً كثيراً ليُقدِّم صلوات القدّيسين كلهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش” (رؤ8: 3). في هذه القصة يُذكَرُ ملاك، وبالتأكيد هو القدّيس ميخائيل كما يُفسَّرُ ذلك في القداس الإلهي، فهو يقوم في العلاء بممارسة دور شفيع عظيم أو وسيط لأجل أبناء الكنيسة المجاهِدَة هنا على الأرض. أيضاً، في بداية السفر ذاته، يمضي الكاتب المقدّس قُدُماً إلى الأمام إلى حدِّ أنّهُ يتكلّم عن “النعمة … والسلام” المُرْسَلُ لنا ليس فقط من القدير، بل أيضاً “من الأرواح السبعة الذين أمام عرشه ” (رؤ1: 4)، إذن، فهو اشتراك الأزلي وخُدَّام رحمته.

هذا التفكير يُذَكِّرنا بنصٍّ شهير للقدّيس چوستينو، أحد الآباء وأقدمَهُم في الكنيسة، يقول في مقدمته: “إنّنا نُقدِّم عبادةً وإكراماً لله، ولابنه الذي أرسَلَهُ وهو الذي علَّمَنا هذه الأمور، وإلى طَغَمَة الملائكة الأخيار الذين يتبعونه ويُقَلِّدونه، وإلى روح النبوءة “. كذلك أيضاً، القدّيس بولس في الرسالة إلى العبرانيين، يُدخِلُ في شركة القدّيسين لا الملائكة فحسب، بل أيضاً “أرواح الصدّيقين”، إذ يقول: “بل دنوتم إلى جبل صهيون ومدينة الله الحيّ أورشليم السمائية وإلى محفل ربوات من الملائكة*وإلى كنيسة الأبكار المكتوبين في السماوات وإلى الله دَيّان الجميع وإلى أرواح الصدّيقين المُكَمَّلين*وإلى يسوع وسيط العهد الجديد” (عبر12: 22-24). لم يكُن القدّيس بولس ليقول “دنوتم إلى أرواح الصدّيقين” لو كان هؤلاء، بطريقة ما، ليس بإمكانهم فعل الخير، أي مُباركتنا ومساعدتنا، ولكي يكون كلامي صحيحاً أول بكلمة واحدة: إنّهم يُصلّون من أجلنا، لأنَّهُ بالصلاة وحدها يُمكن لسُكان السماء أن يُساعدوا سُكّان الأرض.

إذن، الشفاعة هي أول مبدأ في حياة الكنيسة، لكنّ المبدأ الحيوي للشفاعة، كقوة تُعطيها قيمتها، هو القداسة بحسب مشيئة الله. هذا ما يبدو لي مفهوماً من أحد نصوص القدّيس بولس الذي يقول فيه أنَّ “الروح” هو الشفيع الأعظم: ” الروح أيضاً يُعَضِّدُ ضعفنا فإنّا لا نعلَمُ ماذا نُصلّي كما ينبغي ولكنّ الروح نفسهُ يشفعُ فينا بأنّات لا توصَف.*والذي يفحَص القلوب يعلَم ما اهتمام الروح لأنّهُ بحسب مُراد الله يشفعُ في القدّيسين” (رو8: 26-27).

مع هذا، الحقيقة الواردة ههنا، نجدها مؤكدة بوضوح في مواضعٍ أخرى من الكتاب المقدّس في شكل عقيدة ومثال. فكلمات المولود أعمى تُعَبِّرُ عن المعنى المألوف في الطبيعة: “نحن نعلَمُ أنَّ الله لا يسمَع للخطأة ولكن إذا أحدٌ إتَّقى الله وعَمِلَ مشيئته فإنّهُ يستجيب له”( يو9: 31). والقدّيس يوحنا الرسول يؤكد تلك الكلمات بقوله: “هذه هي الثقة التي لنا بِهِ: إنّا إن كنّا نسأله شيئاً بحسب مشيئته فإنّهُ يستجيبنا.*وإذا عَلِمنا أنَّهُ يستجيبنا في كُلّ ما نسألَهُ فقد عَلِمنا أنّنا ننال كُلَّ سؤال نلتَمِسَهُ منه”(1يو5: 14-15).

كما أنّ الأمثلة على ذلك واضحة أمامنا، ومنها إبراهيم وموسى اللذان كُشِفَ لهما قصد الله مُسبَقاً، لكي يكون بإمكانهما أن يُصلّيا من أجل تَحَقُقِه، وأيضاً قيلَ لأصدقاء أيوب: “عبدي أيوب يُصلّي من أجلكم فإنّي أرفعُ وجهه لئلا أُعامِلَكم بحسب حماقتكم لأنّكُم لم تتكلّموا أمامي بحسب الحقّ كعبدي أيوب”(أيوب42: 8ب)، وإيليا فتح السماء وأغلقها عن طريق الصلاة. وفي مواضِعٍ أخرى نقرأ عن أرميا وموسى، صموئيل ونوح، ودانيال وأيوب، الذين كانوا وسطاءً عِظام بين الله وشعبه. أيضاً، نجد واقعةً شهيرة تشهَدُ باستمرار هذه الرسالة السامية التي تتجاوز زمن الحياة، فقد شوهِدَ لعازر في حِضن إبراهيم في مَثَل الغنيّ. لقد اعتدنا أن نمرّ مرور الكرام على هذا الموضوع المثير مُتَعلِلين بأنَّه تعبير يهودي، لكنّ سواء كان ذلك اعتقادا يهودياً أم لا، فقد أقرَّهُ ربّنا يسوع وذَكّره في المَثَل.

والآن، أيُّ تعليم نُعلِّمُ به عن مريم العذراء ويكون أروع من هذا؟ فلنفترض أن يعهَد المؤمنون إليها بأنفسهم ساعة الموت، ويُلقون بأنفسهم بين ذراعيها، فإن كان إبراهيم الذي لم يكُن وقتها قد قُبِلَ في السماء توَسَل إليه لعازر، فأيّةُ إهانةٍ في أن نؤكد الأمر ذاته عنها هي، وهي التي ليست حبيبة الله فحسب بل هي أمّ الله حقاً؟ إنّه لحقّ، حتّى ولو تكن هناك قداسة، أنَّ مجرد الانتماء لرفقتها لا يُمكن ألا يؤثر على المُخَلَّص، بل كما يُبيّن لنا الإنجيل، فهو استخدم أولئك الذين كانوا بقربه كوسائل لصُنع معجزاته، والمثال على هذا مُعجزة إكثار الخُبزات. كما أنّه في إحدى المناسبات، حينما بدا الأمر وكأنّه يُبعد الأم حينما أخبرته في عرس قانا الجليل بمسألة نفاذ الخمر، فرغم قوله لها ما ولكِ أيتها المرأة (وكأنها غريبة عنه) لم تأتِ ساعتي بعد، كان يعني أنّه حينما تأتي ساعته لن تكون هي غريبة عنه أبداً فيما بعد، كما أنّه صنع المعجزة عقب توسلها إليه. لذلك، أعتقدُ أنَّهُ من المستحيل بالنسبة لمَنْ يؤمنون بالكنيسة كجسدٍ واحد ترتبط فيه الأرض والسماء، وأنّ لكُلِّ مخلوق مكانه المحدد فيها، أن يُنكروا قُدرَةِ شفاعة مريم. فإن كانوا يعترفون بقداستها وعظمتها سيفهمون على الفور أنّ رسالتها في السماء هي رسالة الشفاعة الدائمة من أجل المؤمنين المُجاهِدين على الأرض، وأنّ علاقتنا بها لا بُدّ وأن تكون علاقة التشفع باعتبارها سيدتنا، كما أنّه في العدواة الأبدية بين المرأة والحية بينما تكون قوة الحية هي تلك التي للمُجَرِّب، تكون الصلاة هي سلاح حواء الثانية أمّ الله.

ما أن تتعمق فكرة عظمة وقداسة مريم في روح المسيحيين، يتأكد أيضاً الإيمان بشفاعتها، كما أنّه منذ الأزمنة الأولى يُرمَزُ لهذه الشفاعة بتصوير مريم رافعةً ذراعيها نحو العلاء في تلك الصور المصنوعة من الجبس أو من الزجاج. هذه الصور نجدها في روما، تلك الكنيسة التي قال عنها القدّيس إيريناوس:” لأجل دوامها الأسمى ينبغي أن تتفِق معها كل الكنائس، أي المؤمنون القادمون من كل حُدبٍ وصوبٍ”، وأيضاً ترتوليانوس يقول: “فيها سكبَ الرُسلُ العقيدة كلها بكاملها مع دمائهم”.

فيما يتعلّق بالوثائق الموجودة لدينا، لا أعرف واحدةً يتجاوز تاريخها عام 234، لكنّها في غاية الأهمية فرغم أنّها غالباً ما استُخدمت وقت الخلافات، مع ذلك استخدامها المتكرر لا يُقلل من قوتها الموضوعية.

القدّيس غريغوريوس النيصي الذي عاش في كبادوكيّة في القرن الرابع، أشار إلى أنَّ سَمِيَّهُ غريغوريوس أُسقف قيصرية الجديدة الذي دُعيَ صانع المعجزات، في القرن السابق لذلك، قبل أن يُدعى للكهنوت عاين رؤيا للعذراء الطوباوية سلَّمتهُ فيها بيد القدّيس يوحنا قانوناً إيمانياً مازال موجوداً لدينا حتّى الآن. وها هي قصته:

[[ كان يتأمل بانتباه في العقيدة اللاهوتية التي كان هراطقة زمانه قد أفسدوها. وفي إحدى الليالي، بينما كان مُستغرِقاً في تلك الأفكار تماماً، ظهر له كائن في هيئة بشرية كإنسان متقدم في السن مُرتدياً ثياباً مهيبةً وتنُمُّ هيئته عن الوقار والجلال. وإذ ارتعد من هذه الرؤيا، هبَّ من فراشه وسأله من يكون ولماذا أتى، فهَدَّئ ذاك من روعِه بكلام عذب أشاع الهدوء في روحه وقال له أنَّه ظهر له بأمرٍ إلهي لكي يجعله يتغلّب على شكوكه ويكشف له حقيقة الإيمان المُستقيم. لمّا سَمِعَ تلك الكلمات استردَّ شجاعته ونظر إليه بمزيج من الفرح والخشية. وفي أثناء ذلك، تابع بعينيه يد الكائن وهي تُشير إلى الجدار المواجِه فشاهد فيه رؤيا أخرى، هذه الرؤيا عاين فيها امرأة هيئتها تفوق هيئة البشر … ولمّا كانت عيناه لا تستطيعان تحمل تلك الرؤيا، سَمِعَ الاثنان يتكلمان معاً بخوص شكوكه، وهكذا لم ينل معرفة ًحقيقية للإيمان فحسب، بل عَرِفَ أيضاً اسميهما من طريقة مخاطبتهما معاً. فقد سَمِعَ الكائن الذي في هيئة المرأة يقول: “يا يوحنا الإنجيلي، اكشف لهذا الشاب سرّ الألوهية”، فأجاب الآخر بأنّه مُستعِدٌ لتحقيق رغبة “أُمّ الربّ”، ثم نطق بصيغة كاملة مميَّزَة توارى بعدها عن الأنظار.

فكتَبَ غريغوريوس على الفور التعليم الإلهي الذي أخذه من الرؤيا، ثمّ وعظ به في الكنيسة بتلك الصيغة، وتركه ميراثاً كشهادةٍ للذين يأتون من بعدِه. هذا التعليم الإلهي، الذي مازال المسيحيون في بلدته يتعلّمونه حتّى اليوم، قد حافظ عليهم من كل البدع والهرطقات، وقانون الإيمان الموجود في ذلك التعليم يبدأ هكذا: “يوجد إله واحد، أب الابن الكلمة الحيّ …” ]].

 اللاهوتي بولل (Bull)، بعد أن ذَكَرَ هذا القانون في كتابه عن الإيمان النيقي، أشار إلى القصة السابقة ثم أضاف: ” لا يُمكن لأحد أن يعتقد في عدم صحة أن تُعطى هذه الميزة لرجُلٍ امتلأت حياته كلها برؤى ومعجزات، حسبما شهد بذلك جميع كُتّاب الكنيسة الذين تكلّموا عنه”.

إذن، مريم ظهرت في القصة السابقة كتلك التي تُنقِذُ قدّيساً من الخطأ الفكري، وهذا الأمر ينقلني إلى تأمل أبعد. يبدو أنّكم في كتابكم قد بدأتم بالصعوبات التي تواجهونها بصدد المقدمة الافتتاحية في القدّاس التي تنص عنها: “إنَّكِ وحدكِ قد بدَّدتِ الهرطقات”. ذلك النصّ حقيقةً قد ظهر في ذلك الزمن كما حدث هذا أيضاً في تلك الأزمنة السابقة وخصوصاً في العقيدة التي تتعلّق بسيدتنا، والتي سأتكلّم عنها فيما يلي. إنّها النموذج العظيم للصلاة في عصر جيل يُنكرُ قدرة الصلاة بعجرفة، ويؤكد أنّ هناك قوانيناً مصيرية تحكُم العالم ولا يُمكن أنّ يكون هناك أي اتصال مُباشِر بين الأرض والسماء، وأنّ الله لا يُمكن أن يزور الأرض والإنسان لا يمكنه أن يؤثر في عنايته الإلهية.

عقائد
Comments (0)
Add Comment