رياضة روحية 2 اليقظة
لِكُلِّ أَمرٍ أَوان ولكُلِّ غَرَض تَحتَ السَّماءَ وَقْت
الفصول الأربعة للحياة الروحية- فصل الربيع (زمن اليقظة)
مت ٢٥: ١٤- ٣٠
مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَواتِ كَمَثلِ… رَجلٍ أَرادَ السَّفَر، فدعا خَدَمَه وسَلَّمَ إِلَيهِم أَموالَه. فأَعْطى أَحَدَهم خَمسَ وَزَنات والثَّانيَ وَزْنَتَين والآخَرَ وَزْنَةً واحدة، كُلاًّ مِنهم على قَدْرِ طاقَتِه، وسافَر. … وبَعدَ مُدَّةٍ طويلة، رَجَعَ سَيِّدُ أُولئِكَ الخَدَمِ وحاسَبَهم.
اللقاء الأول: اليقظة
في مت ٢٥: ١٤- ٣٠ يقدم لنا يسوع مثلا عن ملك يسلم أمواله لثلاثة من الخدم ويعود بعد مدة طويلة ويحاسبهم. حياة الإيمان هي تلك “المدة الطويلة” بين اليوم الذي استلمنا فيه الوديعة من الملك، يوم اللقاء مع يسوع، يوم أن شعرت إنه يدعوني لكي أشاركه عمله الخلاصي. يوم أن أختارني يسوع لُأشاركه خدمته، لأشاركه تأسيس ملكوت السماوات على الأرض، ويوم أن أعطي حساب عن كيفية استعماله.
كيف أعيش وقتي؟ يومي؟
عاش يسوع على الارض ٣٣ عام عندما كان عمرة ١٢ عام ذهب مع ابواه الي اورشليم، وهناك فقدوه وبعد ثلاث ايام من البحث عنه وجدوه جالسا في الهيكل مع معلمي الشريعة يخاطبهم، فقالت لهم مريم لا تدري ان انا واباك منذ ثلاث ايام نبحث عنك، فقال لها يسوع ( قد تكون ايجابة قاسية علي مريم) الا تدري ان عليَّ ان انشغل فيما يخص ارادة ابي السماوي، يسوع عندما كان عمرة ١٢ عام كان يعلم ما كان يجب عليه فعله، وما وهو مخطط الاب، وما هي تكون رسالته.
نتصور بصورة ساذجة أن المسيح لم يفعل شيء طوال ثلاثة وثلاثون سنة أنتظاراً لبدء رسالته العلانية. هذا غير حقيقي، كان يعرف ما كان يجب عليه فعله في كل لحظة، في كل دقيقة. كلمة واحدة فقط يقولها الإنجيلي لوقا تكشف كل شيء: “ودخَلَ المجمَعَ يومَ السَّبتِ على عادَتِهِ” (لو ٤/ ١٦)، اعتاد أن يذهب ليسمع ويتعلم، وعندما يفتح فمه ليتكلم سيندهش الجمع قائلا: “فشَهِدوا لَه كُلُّهُم، وتَعَجَّبوا مِنْ كلامِ النِّعمَةِ الذي يَخرُجُ مِنْ فَمِهِ، وقالوا: «أما هوَ اَبنُ يوسُفَ؟ (لو ٤/ ٢٢). انتظر أكثر من ثلاثون عاماً لأجل هذا الوقت.
اذا الوقت لا يمر عبثا، انت ماذا فعلت بالوقت، كيف تقضي وقتك.
أنت لم تختار أن تصبح كاهناً، فكما يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: “وما مِنْ أحدٍ يتَوَلَّى بِنَفسِهِ مَقامَ رَئيسِ كَهنَةٍ، إلاّ إذا دَعاهُ الله كما دعا هارونَ” (عبر ٥/ ٤). كذلك بولس عندما ظهر له السيد المسيح في الطريق إلى دمشق: “فقالَ له الرَّبّ: «اِذهَبْ فهذا الرَّجُلُ أَداةٌ اختَرتُها لكِي يَكونَ مَسؤولاً عنِ اسْمي عِندَ الوَثَنِيِّين والمُلوكِ وبَني إِسرائيل”. ولم يدعه الابن فقط، بل الآب أيضاً. وهو بنفسه قال عن هذا “ولكِنَ الله بِنِعمَتِهِ اَختارَني وأنا في بَطنِ أُمِّي فدَعاني إلى خِدمَتِهِ. وعِندَما شاءَ أنْ يُعلِنَ اَبنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ بِه بَينَ الأُمَمِ” ( غل ١ : ١٥ – ١٦ ).
لم يدعه الآب والابن فقط، بل الروح القدس أيضاً: «أَفرِدوا بَرْنابا وشاوُلَ للعَمَلِ الَّذي دَعَوتُهما إِليه». (أع ١٣/ ٢) إذن فقد دعي من الثالوث الأقدس. عبارة افرزوا لي تعني على أن الكهنوت هو لمن أفرزهم الله لهذا العمل، لمن وقع عليه الأختيار والإرسالية ووضع اليد، الذي يمثل المسحة المقدسة.
هل نتذكر توقيت ذلك اللقاء؟ يوحنا كان يتذكر اللقاء جيداً، لأنه لقاء غير حياته تماما، حتى إنه يذكر الساعة بالتحديد بعد أكثر من ستون عاما على الحدث: “وكانَ يوحنَّا في الغدِ واقِفًا هُناكَ، ومعَهُ اَثنانِ مِنْ تلاميذِهِ. فنظَرَ إلى يَسوعَ وهوَ مارُّ وقالَ: «ها هوَ حمَلُ الله«. فسَمِعَ التلميذانِ كلامَهُ، فتَبِعا يَسوعَ. واَلتَفتَ يَسوعُ فرآهُما يَتبَعانِهِ، فقالَ لهُما: «ماذا تُريدانِ؟« قالا: «رابـي (أي يا مُعَلِّمُ) أينَ تُقِـيمُ؟« قالَ: «تَعالا واَنظرا«. فذَهَبا ونَظرا أينَ يُقيمُ، فأقاما معَهُ ذلِكَ اليوم، وكانَتِ السّاعةُ نحوَ الرّابعةِ بَعدَ الظُّهرِ” (يو ١: ٣٥- ٣٩).
انت مدعو لتشارك يسوع كهنوته وسلطانه يقول ذهبي الفم في مؤلفه “الكهنوت” وإن “السلطان المعطى للكاهن لم يُعط للملائكة، لأنه لم يقل للملائكة قطِ:” كل ما ربطموه على الأرض يكون مربوطا ً في السماء، وكل ما حللتم على الأرض يكون محلولا ً في السماء..” بينما ما يقرره الكاهن يكون مقرراً في السماء، والحكم الذي يلفظه الخادم هنا يُبْرمه المعلِّم في السماء. فهل يوجد سلطان أعظم من هذا السلطان؟… والذي خولهم هذا السلطان أَقامهم في السماء ورفعهم فوق الطبيعة البشرية، وأعفاهم أيضا ً من الخدمات البشرية”(٣، ٦٤).
وقت الربيع ما هو؟
هي الفترة الممتدة من دعوتك، يوم سماعك لصوت الله يدعوك لهذه الحياة واليوم الذي ستقدم فيه حساب عن كل شيء. الإنجيل يطالبنا بالسهر، باليقظة، والعمل بكل نشاط. لكن البعض يقضي وقته لا هو نائم ولا هو مستيقظ، تمر الأيام دون فائدة حقيقية. القديس أغسطينوس يصف بكل دقة هذه الحالة في ليلة أهتدائه في حديقة ميلانو، “كنت كمن يحلم في نومه. وان حاولت أفكر فيك (يفكر في الله) كمن يرغب في النهوض من نومه، حتى إذا ما استيقظ عاد واستغرق في النوم. ما من أحد يرغب في النوم الدائم، وما من أحد لا يقرُّ بفضيلة السهر على النوم ولكن حين يستولي النعاس على الأعضاء، وإذا دقت ساعة النهوض يسترسل في النوم من جديد بلذة”.
في سفر الجامعة (٣: ١- ١٥). هناك وقت لكل شيء، وقت مناسب لكل شيء. أن سر السعادة يكمن في فعل الشيء في الوقت المناسب. هناك وقتٌ للضحك ووقتٌ للبكاء. وقتٌ لكي تزرع ووقتٌ لكي ترتاح فيه. فإذا فعلت شيئا خارج وقته ستكون موضع سخرية الآخرين، ستفعل شيئا خاطئاً تماماً. ستصبح كمثل عجوز يتصرف كمراهق، أو كإمراة متقدمة في السن تتزين كمثل فتاة صغيرة. انت خارج عن الوقت اي خارج عن رتم الحياة. لو نظرتم بدقة تلاحظون من اكبر المشاكل التي توجهنا في الحياة هو اننا نفعل ما يحلو لنا دون انتظار الوقت المناسب، حيث أضحك في وقت البكاء، حين اكون سخيفاً في وقت الجد، تخيلوا إنَّ موسيقار ً يقود أوركسترا، وأعضاء فرقته الموسيقية يعزف بآلته في تناغم، ثم يخرج عازف الكمان عن النوتة الموسيقية، يعزف خارج الزمن المحدد له وكأنه يعزف بمفرده، سيكون أدائه نشاذاً! هكذا كل انسان يخرج عن الوقت المناسب، آي يصنع ويفعل شيئاً في وقت غير مناسب.
المزمور ٩٠: “سَنَواتُ حياتِنا سَبعونَ سنَةً، أو ثمانونَ إذا كنَّا أقوياءَ. زهوتُها تَعَبٌ وعَنَاءٌ، وتمرُّ سريعًا مُرورَ الطَّيرِ… علِّمْنا أنَّ أيَّامَنا مَعدُودَةٌ، فتَدخلَ إلى قلوبِنا الحِكْمةُ”. نفكر ونطمع اليوم في حكمة العقل، لكن المرنم ينشد حكمة مختلفة، حكمة القلب، فهي أكثر عمقاً لأنها حكمة معرفة فن الحياة.
كيف نكتسب هذه الحكمة؟ يسأل المرنم الرب كي يعرف كم من العمر بقي له (كم يوم). كم يوم يبقي لكل شخص منا؟ لدينا فقط “اليوم” لكي نعيشه، فأنت لا تعرف ماذا سيحدث غداً، كم يوم ستعيش، ليس لديك رفاهية التفكير في الغد. يمكن أن تموت في الغد، إن لم يكن اليوم!!. إذا لم تستطيع أن تعيش الشيء المناسب اليوم، المناسب لك ولدعوتك، فلن تعيشه أبداً. إذا لم تحب اليوم فلن تستطيع أن تحب في الغد، إن لم تتغير اليوم فلن تستطيع أن تتغير أبداً.
اتعلمون حقا متي يستيقظ الانسان؟ يستيقظ عندما يعلم انه سوف يموت غدا!! انا اخبرك الان انك لديك اليوم فقط لتعيشه. ماذا أنت فاعل؟ كيف ستسفيد من وقتك؟ هل ستفعل الشيء المناسب لهذا اليوم؟
في المزمور ٩٥ يقول المرنم: هوَ إلهُنا ونَحنُ شعبُهُ، رعيَّتُهُ التي يرعاها بِيَدِهِ. إسمَعوا اليومَ صوتَهُ يقولُ: «لا تُقَسُّوا قُلوبَكُم كما عِندَ مرِيبةَ، كما في ذلِكَ اليومِ عِندَ مَسَّةَ في البرِّيَّةِ، حيثُ جرَّبني آباؤُكُم واَمْتَحنوني معَ أنَّهُم شاهدوا أفعالي. أربعينَ سنَةً أبغَضتُ فيها ذلِكَ الجيلَ وقُلتُ فيهِم: هُم شعبٌ قُلوبُهُم في ضلالٍ، وهُمْ لا يعرِفون طُرُقي، حتى أقسَمْتُ في غضَبي أن لَن يَدخلوا دياري».
يتحدث المزمور عن شعب الله في كل زمان الراغب في أن يدخل أرض الموعد. يذكر المرنم كلمة (يوم)، الله اخرج الشعب العبراني من ارض مصر عندما كانوا عبيدا، ليحررهم ويجعلهم اسياد في ارض الموعد، ولكن كي يصلوا الي تلك الارض احتاجوا اربعين عام!! لماذا كل هذا الوقت؟ كل مره كان الشعب يقترب من الارض التي يجب عليهم ان يعبروها ليصلوا الي ارض الموعد، يخافوا لان عددهم قليل وشعوب تلك الارض اقوياء يمتلكون جيش قوي، فيرسلون جواسيس لاكتشاف الأمر، فكانوا يخبروهم كم أن الأرض الموعودة خضراء وجميلة ولكن، كان الخوف يملاء قلوبهم، بالرغم من كل ما فعله السيد الرب معهم، فقد رافقهم بيد قديرة وذراع مبسوطة وعاينوا ما صنعه من معجزات. كان الشعب يتراجع لانه لا يثق في السيد الرب، يتراجع ويؤجل ليوم اخر دخوله أرض الميعاد. لذلك الرب: ” أبغَضتُ فيها ذلِكَ الجيلَ وقُلتُ فيهِم: هُم شعبٌ قُلوبُهُم في ضلالٍ، وهُمْ لا يعرِفون طُرُقي، حتى أقسَمْتُ في غضَبي أن لَن يَدخلوا دياري”.
منع الله الشعب من دخول أرض الميعاد لأنه فشل في عمل الشيء المناسب في الوقت المناسب. فشل لأنه خاف ولم يثق تماما في الرب، بالرغم من معجزاته معه.
أنت تقف اليوم في ذات الفترة، فترة الربيع، الممتدة منذ لحظة اختيارك من قبل الثالوث، يوم أن أختارك يسوع لتشاركه خدمته، لتشاركه تأسيس ملكوت السماوات على الأرض، واليوم المحدد لأن تعطي حساب عن كيفية استعمال وزنتك، دعوتك.
في أول ظهور علنى ليسوع في مجمع أورشليم دُفع إليه سفر أشعيا النبي، ففتح السفر وقرأ: ” رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ لأنَّهُ مَسحني لأُبَشِّرَ المساكينَ، أرسَلَني لأُناديَ لِلأسرى بالحُريَّةِ، وللعُميانِ بِعَودَةِ البصَرِ إليهِم، لأُحَرِّرَ المَظلومينَ وأُعلِنَ الوَقتَ الذي فيهِ يَقبَلُ الرَّبُّ شعبَهُ… ثم أغلَقَ يَسوعُ الكِتابَ وقال لهُم: «اليومَ تَمَّت هذِهِ الكَلِماتُ التي تَلَوْتُها على مَسامِعِكُم”. في هذا المقطع يكمن المعنى الحقيقي لدعوة الكهنوت، فقبل أن يدخل يسوع المجمع كان يعيش حياة طبيعية، كنجار في الناصرة، مثله مثل كل الشباب، يعمل ويجتهد ليكسب قوت يومه. يعيش في أسرة، لديه أصدقاء، لديه طموح ورغبات بتحقيق شيء معين في حياته. وبالرغم من صمت الكتاب المقدس تماما بشأن هذه الفترة من حياة يسوع، يُشير فقط أنه كان ينمو في الحكمة والقامة، ولكننا نستطيع أن نستخلص حقيقة حياته المختفية في الناصرة مقارنة بأي شاب في مثل عمره.
تغير الأمر تماما بعد دخول يسوع المجمع، فقد تبدلت حياته تماما، نجده يقضي الأيام الطويلة هائماً على وجهه متنقلاً من مدينة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر مبشراً بملكوت السماوات، يشفى المرضى وذو الأسقام، يصنع خيرا، يعرض حياته للموت، يتحدي السلطات، يدافع عن المظلومين، ولهذا تقول عنه أسرته، في مرقس ٣/ ٢١ “وسمِعَ أقرِباؤُهُ، فجاؤوا ليأخُذوهُ لأنَّ بعضَ النـاسِ قالوا: «فقَدَ صوابَهُ”. فاقد الرشد لأنه لم يأكل أو ينام منذ ثلاث أيام.
الحقيقة أن يسوع كان فقد صوابه بالفعل، لقد استحوذ عليه ملكوت السماوات للدرجة التي أعد فيها كل شيء كنفاية في سبيل بشارة الملكوت: أعد أسرته، أمه (التي لم يهتم بها طوال فترة بشارته، فقط على الصليب يعهد بها إلى يوحنا، بعد أن يكون قد أكمل مسيرة الخلاص وأسس ملكوت السماوات)، أعد أصدقائه، ورشة النجارة، حياته القديمة، الاستقرار.
كل شيء أصبح نفاية في سبيل بشارة الملكوت والتي من أجلها تحمل الإرهاق والمشقة والمعاناة مع الفريسيين واليهود، الصليب والموت. أستحوذ ملكوت كلياً على حياة واهتمامات يسوع منذ لحظة بداية رسالته العلنية إلى يوم تقديم ذاته على الصليب. يظهر هذا المفهوم في ختام صلاته الكهنوتية: أظهَرْتُ لهُمُ اَسمَكَ، وسأُظهِرُهُ لهُم لِتكونَ فيهِم مَحبَّتُكَ لي وأكونَ أنا فيهِم” (يو ١٧/٢٦). كان عليه أن يتمم مشيئة الله حتى تقديم ذاته ذبيحة على الصليب: “لِذلِكَ قالَ المَسيحُ لله عِندَ دُخولِهِ العالَمَ: ما أرَدتَ ذَبيحَةً ولا قُربانًا، لكنَّكَ هيّأْتَ لي جَسَدًا، لا بِالمُحرَقاتِ سُرِرتَ ولا بِالذَّبائِحِ كَفارَةً لِلخَطايا. فقُلتُ: ها أنا أجيءُ يا الله لأعمَلَ بِمَشيئَتِكَ، كما هوَ مكتوبٌ عَنِّي في طَيِّ الكِتابِ”. (عبر ١٠/ ٥- ٧).
تكريس المسيح لأجل تأسيس ملكوت السماوات يظهر بصورة واضحة وفريدة في تحمل الطبيعة البشرية في شخص يسوع لطبيعته الإلهية، بمعنى استحواذ الملكوت ومتطلباته على جميع تصرفات يسوع.
أنت المدعو لمشاركة كهنوت المسيح، هل وقتك كله اليوم، على مثال المسيح، مخصص لتأسيس ملكوت السماوات على الأرض؟
يقول قداسة البابا بندكتس السادس عشر: إن الكاهن عندما يلفظ كلمة “نعم” أثناء سيامته الكهنوتية، فهو مدعو إلى السهر والحراسة إزاء قوى الشر المتلبّسة، وعليه أن يظلّ متيقظاً، ويقف مستعداً وجبينه عالٍ في مواجهة تيارات الزمن والعصر ليقول الحقيقة، ويجهر بها في عمله والتزامه لأجل الخير. لأن الوقوف أمام الله يعني حمل أثقال البشر على كتفه لدى الرب يسوع الذي يرفعها بدوره إلى الله الآب. كذلك يتمّم عليه حمل المسيح وكلمته وحقه ومحبته إلى العالم (البابا بندكتس ١٦، قداس تبريك الميرون والزيوت المقدسة، الخميس ٢٠/٣/٢٠١٠).
أفكار للتأمل:
١. هل وقتك كله اليوم، على مثال المسيح، مخصص لتأسيس ملكوت السماوات على الأرض؟
٢. هل أنت مشغول بماذا ستفعل في الغد؟ بعد السيامة؟
٣. هل تنمي مواهبك، قدراتك، وزناتك لكي تربح مثلهما، كصاحب الوزنات العشر؟
٤. إذا كان اليوم هو يومك الأخير.. مَن الأشخاص الذين ستتصل بهم لتعتذر وتطلب الغفران؟ ما هي الأخطاء التي تتمنى أن تتوب عنها؟ ما هو التغيير الذي تتمنى أن تحققه في حياتك ليتناسب مع دعوتك الكهنوتية؟
نصوص للتأمل:
مت ٢٥: ١٤- ٣٠
الجامعة: ٣: ١- ١٥
المزمور: ٩٥