إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

ماذا عليَّ أن أصنع

0 982

كثيرًا ما يتوارد في الذهن سؤالا يحمل هذا المعنى: لماذا خلقني الله مسيحيًا؟
أنا وحدي في المصنع الذي أعمل به مسيحي، أعاني لا أقول من اضطهاد، او سوء للمعاملة، لكن أشعر إني مختلف. كنتُ وحدي في المدينة الجامعية، في ثكنة الجيش مسيحيًا. شعرت وقتها بثقل المسئولية، كوني ممثلاً للمسيح، أو نائبا عنه وسط مجتمع مختلف، يدين بديانة أخرى وله معتقداته المختلفة.

ْهل لميزة معينة راها الله فيَّ ولا أراها أنا في نفسي! هل لكوني ضعيفًا خَّصني بأن يكون معي، سيدافع عنى أمام الآخرين: الرّبُّ يُحاربُ عَنكُم، وأنتُم لا تُحرِّكونَ ساكِنًا” (خر ١٤: ١٤)! كلمة الربّ اليوم لنا عن شاب أعمى وأخرَس اِلتقي بيسوع، شفي يَسوعُ الرجل: “وجاءَ بعضُ النّاس إلى يَسوعَ بِرَجُلٍ أعمى أخرَسَ، فيهِ شَيطانٌ. فشفَى يَسوعُ الرَّجُلَ حتى تكلَّمَ وأبصَرَ”.

لم يكن الرجل مريضًا من الناحية العضوية، كان صحيح البدن، ولكنه أعمى وأخرس. هل وُلدَ أعمى، أم أصابه العمى في طفولته؟ كان أخرَس اللسان، وأصم بالضرورة. يُشبه هيلين كيلر، الأديبة الأمريكية المعجزة. لكن الكتاب وضع كلمة واحدة توضح سبب آلام الرجل: “فيه شيطانٌ”.

بعيدًا عن جدلية أن الشيطان قادر على أصابة الإنسان بتلك الأمراض من عدمه، فهي ليست موضوع تأمل اليوم.

الرجل معاق، لكن ليس في جسده، إنما روحه. فالشيطان يُّكبل ألسنتنا حتى لا ننطق الحقيقة. ويحجب رؤية الأشياء على حقيقتها حتى نظل في ظلامه هو ولا نرى النور. عمى روحي وخَرَس روحي يكون بفعل الشيطان الذي لا نشعر بحيله ولا نتعظ من قوته.

فحرب يسوع الحقيقية كانت مع اجناد الشر الروحيين. استخدم يسوع الشفاء الجسدي كعلامات لأشياء أعمق من مجرد نوال نعمة الشفاء. يعلن المسيح دائما، إن الخطر هو في الشيطان الذي يعوق الإنسان، ولنا في مثل المرأة المحنية الظهر خيرُ مثل: “هذِهِ اَمرأةِ مِنْ أبناءِ إبراهيمَ رَبَطها الشَّيطانُ مِنْ ثماني عشْرَةَ سنَةً” (لو ١٣: ١٦).

وجودك اليوم وسط مجتمع مختلف ليس صدفة. فكما أختار الربّ تلاميذه لرسالة محددة، أن يذهبوا في الأرض كلها ويعلنون البشارة إلى الخلق أجمعين، كذلك أختارك أنت بالذات لهذه المهمة. أنت لسانه الذي يرغب في أن يتحدث به للناس، وعيونه التي ترى احتياجاتهم وآلامهم. فالتبشير بالإنجيل هو مهمتك الأولى، مهمة كل إنسان مسيحي مُعمد. كلمة “اذهبوا” حاضرة بقوة اليوم، مثلما كانت حاضرة مع تلاميذه بعد القيامة، هناك شخص ما يحتاج إليك، وبقعة ما من الأرض لم يصلها رسالة المسيح. جميعُنا مدعوون إلى هذا “الخروج” وتلبية دعوة المسيح، الخروج من رفاهيتنا الخاصة، من رتابة حياتنا، والتحلي بالشجاعة لبلوغ كل شخص وكل منطقة تحتاج إلى نور الإنجيل، هذا ما يوصيه البابا في رسالته الأخيرة “فرح الإنجيل”.

كيف أُبشر ولمن؟
عندما تتعرف حقيقة على الربّ يسوع وتختبره في حياتك معرفة حقيقة لن تستطيع أن تمنع نفسك من فرحة الانطلاق لبشارة آخرين، كما فعلت السامرية، او أندراوس الذي بَّشر أخوه سمعان بفرح قائلا: “لقد وجدنا المسيح”. انطلق أولا إلى محيطك، عائلتك، أولادك، زوجتك. لا تصمت حدث بعجائب الله في حياتك الآخرين، ولا تضع غشاوة أمام عينيك فلا ترى فعال الله لك. دِع يسوع يهزم الشيطان داخلك ويشفى خَرَسك، انظر النور وعيش في فيضه، ولا تبقى في ظلام إبليس.

قد يعجبك ايضا
اترك رد