مسيرة تلميذي عماوس (7): الانطلاق الجديد
(7) المرحلة الرابعة: الاتحاد (الكرازة)
وقاما في تِلكَ السَّاعَةِ نَفْسِها ورَجَعا إِلى أُورَشَليم
في اللقاء السابق، وصل تلميذي عماوس إلى مرحلة الغوص الكاملة، في علاقة قوية مع الله، الذي يكشف عن ذاته ويشرك الإنسان في حياته وجسده. فتتدفق الحياة الأبدية من الرأس، وهو المسيح، إلى جميع أعضاء الجسد. إلا اللقاء مع المسيح يتبعه عمل ارسالي يُعهد إلى الشخص. فالتلميذ يتم اختياره ليكون “سبب بركة” للآخرين.
في هذه المسيرة، رافق الرب يسوع التلميذين، لكي يصنع منهما في النهاية رسولين باسمه. فليس هناك تلميذ دون أن يكون رسول، كما يقول البابا فرنسيس في رسالته فرح الإنجيل. يتم اختيار التلميذ لكي ينطلق، أولاً نحو ذاته، ثم إلى الآخرين. فمتى عاش التلميذ عفيفًا، فقيرًا ومطيعًا فإنه يُصبح ذاكرة يسوع في الحاضر والوسط الذي يعيش فيه. يُشكل نمط حياته علامة استفهام في محيطه وفي وسط عالم يعُلي من ثقافة اللذة واللحظة. كما إن المثل الذي يُقدمه له قوة تأثير أكثر بكثير منم محاولات الاقناع العقلية التي يمكن أن لات تجني ثمرًا.
البند 18 من الارشاد الرسولي “الحياة المكرسة” يوضح إن التكريس، في حد ذاته، يعنى القبول الغير مشروط لإرادة الله في حياة الشخص، فإنه يَّعد بداية حياة التبشير والحياة الإرسالية أيضًا. ويتضح هذا في إعلان البابا أنه بالدرجة التي يعيش فيها المكرس تكريسه الخاص لله ويرهن ذاته لعمل مشيئته، فإنه بذلك يشارك بفاعلية في رسالة يسوع الخلاصية ويساهم بطريقة فريدة في تغيير العالم.
الحياة الإرسالية تبدأ إذن داخل الشخص المكرس أولا. فالرسالة الأولى التي على المكرس أن يقدمها هي تبشير ذاته. في هذه الرسالة يستند البابا إلى تقليد آباء الصحراء والذين نزحوا إليها رغبة في تطهير القلب من كافة ارتباطاته الدينوية ولترك مكانًا شاغلًا في القلب إلى الله ومجيء ملكوته جميع هؤلاء النساك كانوا مبشرين بكل ما تحمل الكلمة من معاني، فتطهير الذات والاستجابة الغير مشروطة لمشيئة الله في حياة الشخص هي أول مراحل الرسالة الحقيقية. شهادة الحياة التي قدمها هؤلاء النساك شكلت لقرون طويلة أقوى وسائل التبشير المسيحي. والجدير بالذكر هنا المثل الذي قدمه أنطونيوس الكبير وآثره في حياة الكثيرين.
التكريس في حد ذاته، إذن أولى خطوات الرسالة، لأن المكرس بالتزامه بالتكريس يترك مكانا في حياته الله ويضع ذاته لعمل مشيئته فيعكس نمط حياة يسوع الإنسان ويكون نورًا للعالم وملحًا للأرض. التكريس أخيرًا هو ما يميز الحياة الإرسالية للمكرس عن الحياة الإرسالية إلى أي عضو آخر من أعضاء الكنيسة كالعلماني أو أحد رجال الإكليروس.
إن ما يميز التلميذ عن سائر الناس أعطاؤه الأولوية لتعاليم الرب والعمل بإرادته. هذا ما علمه يسوع لتلاميذه فمشيئة الرب هي التي يجب أن تأخذ اهتمامهم وفكرهم وقلبهم، فتصبح هكذا، كالطعام الضروري للاستمرار في الحياة: “طعامي أ أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتم عمله” (يوحنا 4: 34).
والتلميذ أيضًا، على ضوء تعاليم يسوع، وجب عليه أن يطابق عمله مع عمل السيد؛ وبكلام آخر وجب عليه أن يكون في أعماله إبنًا للنور. ويؤكد يسوع هذا عندما يقول: “يجب علينا، ما دام النهار، أن نعمل أعمال الذي أرسلني، فالليل آت وفيه لا يستطيع أحد أن يعمل” (9: 4). فالتلميذ يعدّ عمله امتدادًا لعمل المسيح.
وما يتميَّز به التلميذ أيضًا محبّته لمعلّمه. وتفترض المحبة أن يحفظ التلميذ كلام الذي يحب لأنه يهمّه أن يصغي إلى صوته لأن الرب لا يريد إلاّ أن يقوده إلى كمال الوحدة معه. لذا يعلن يسوع أمام تلاميذه: “من لا يحبّني لا يحفظ كلامي. والكلمة التي تسمعونها ليست كلمتي بل كلمة الآب الذي أرسلني”. (14: 24).
إن موقف التلميذ هذا، بمحبته للمعلّم وبسماع كلامه وباتمام مشيئته، سيعرّضه للإضطهاد بسبب جهل العالم للحقيقة ولرسالة يسوع؛ ولكن لا يهمّ لأن حسب التلميذ أن يكون مثل معلّمه. هذا ما يعلنه يسوع بقوله: “إذا اضطهدوني فسيضطهدونكم وإذا حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم أيضًا. لا بل سيفعلون ذلك كلّه بكم من أجل اسمي لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني.” (15: 21). ولكن طالما يعرف التلميذ جيدًا أنه بالإيمان بالآب وبيسوع المسيح المرسل من الآب يدخل الحياة الأبدية فلا داعي للخوف من الاضطهاد ولا حتى من الموت: “الحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويعرفوا الذي أرسلته يسوع المسيح” (17: 3).
اشراك الآخرين في ثمار الخبرة الروحية
تتبعنا حتى الآن المراحل الأربعة للغوص في علاقة مع الله، مستندين دائمًا لنص حزقيال النبي. غاص الرائي في مياه النهر، واكتشف إن طبيعة مياهه تختلف على المياه المعروفة: “هذِهِ المياهُ تخرُج نحوَ الوادي الشَّرقيَّةِ وتنزِلُ إلى الأردُنِّ، وعِندَما تصبُّ في مياهِ البحرِ المَيْتِ تُحوِّلُها إلى مياهٍ عذبةٍ. وكُلُّ نفسٍ حَيَّةٍ تزحفُ حَيثُ يَجري النَّهرُ تحيا، ويتكاثرُ السَّمكُ لأنَّ هذِهِ المياهَ تجري إلى هُناكَ حتى تصيرَ مياهُ البحرِ عذبةً. فكُلُّ ما يبلُغُ إليهِ النَّهرُ يحيا. … وعلى شاطئِهِ مِنْ هُنا ومِنْ هُناكَ يَنبتُ كُلُّ شجرٍ يُؤكَلُ، ولا يَذبُلُ ورقُهُ ولا ينقطِعُ ثمرُهُ، بل كُلَ شهرٍ يحمِلُ بواكيرَ لأنَّ مياهَهُ تخرُج مِنَ الهَيكلِ، فيكونُ ثمرُهُ للطَّعامِ وورقُهُ للشِّفاءِ».
فالقائم بهذه المسيرة الروحية فإنه لا يستطيع أن يكتفي بالغوص في تلك المياه، بل ينطلق إلى آخرين ويدعوهم إلى يستقوا من تلك المياه العجيبة، القادرة على تحول ما هو ميت إلى حياة. على ضفافه ينمو شجر لا يذبل ورقه ولا ينقطع ثمره، بل يكون لورقه نعمة الشفاء. هنا يُصبح التلميذ “بركة تتبارك به جميع شعوب الأرض”.
نعود لنقرأ نص لوقا لارسال الاثنين والسبعين تلميذًا بصورة مختلفة. سبق أن أشرنا في البداية إن لوقا وكليوباس فهما رسالة يسوع بصورة جزئية. فهما إن الانطلاق يقتضي فقط ترك الأرض، العائلة أو العشيرة. والآن قد فهما كل شيء واختبرا إن الانطلاق يكون للداخل، إلى العمق، إلى وضع الله في أولوية كل شيء يكون بمثابة إله.
يخبرنا الإنجيلي إن التلاميذ عادوا ليسوع وهم ممتلئون فرحًا: فالفرح موضوع يطغى على هذه الخبرة الرسولية الأولى والتي لا تُنسى. فقال لهم المعلّم: “لا تَفرَحوا بِأَنَّ الأَرواحَ تَخضَعُ لَكُم، بلِ افرَحوا بِأَنَّ أَسماءَكُم مَكْتوبَةٌ في السَّموات. وفي تِلكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس فقال: “أَحمَدُكَ يا أَبَتِ” (…) ثُمَّ التَفَتَ إِلى التَّلاميذ، فقالَ لَهم على حِدَة: “طوبى لِلعُيونِ الَّتي تُبصِرُ ما أَنتُم تُبصِرون” (لو 10، 20- 21. 23).
مشاهد ثلاثة يقدمها الإنجيلي لوقا. أولاً، يسوع يحدث تلاميذه، من ثم يتوجّه إلى الآب ليعود ويحدث تلاميذه مجددًا. لقد أراد يسوع أن يشرك تلاميذه في فرحه الذي يختلف ويفوق الفرح الذي اختبروه. أراد يسوع أن يكشف للتلميذين إنهم مدعون لمشاركه فرحه الحقيقي، وهذه هي ثمرة الكرازة المدعو لها كل مكرس رسول.
الفرح الحقيقي للتلميذ المرسل
لقد كان التلاميذ ممتلئين فرحًا، ومبتهجين بالقدرة على تحرير الناس من الأرواح الشريرة، لكن يسوع نبههم بألا يفرحوا بالسلطان الذي نالوه، وإنما بالمحبة التي يحظون بها وقال لهم: “إفرحوا بأن أسماءكم مكتوبة في السموات” (لو 10، 20). في الواقع لقد أُعطيت لهم خبرة محبة الله وإمكانية مقاسمتها. وخبرة التلاميذ هذه هي دافع فرح وامتنان لقلب يسوع.
لقد فهم القديس لوقا هذا الفرح في منظار شركة ثالوثيّة: فيسوع “تهلل بدافع من الروح القدس” ورفع الحمد والشكر للآب. إنها لحظة فرح حميم نابع من محبة يسوع العميقة كابن تجاه أبيه، رب السماء والأرض الذي أخفى هذه الأشياء عن الحكماء وكشفها للصغار (را. لو 10، 21). فالله أخفى وكشف، وفي صلاة التسبيح هذه يكشف عن ذاته على وجه الخصوص. ماذا كشف الله وماذا أخفى؟ أسرار ملكوته، والتأكيد على سيادته الإلهية بيسوع والانتصار على الشيطان.
فالله قد أخفى هذا كلّه عن الممتلئين من أنفسهم والذين يدّعون بأنهم يعرفون كلّ شيء. فهم كالذين أعماهم إدعاؤهم، ولا يفسحون المجال لله. من السهل أن نفكّر ببعض معاصري يسوع الذين وبّخهم مرارًا عديدة، ولكنه خطر موجودٌ دائمًا ويتعلق بنا أيضًا. أما “الصغار” فهم المتواضعون والبسطاء، الفقراء والمهّمشون، ومَن لا صوت لهم، المتعبون والمضطهدون الذين قال عنهم يسوع “طوبى لهم”. يمكننا أن نفكر ببساطة بمريم ويوسف، بصيادي الجليل والتلاميذ الذين دعاهم في الطريق خلال بشارته.
الفرح عنوان الرسالة والكرازة التي نقدمها للعالم، هي تلك الثمار الطيبة التي تنمو على جانبين النهر. هي فرح أولئك الناس الذين يعيشون كموتى وينقل لهم التميذ المرسل تلك المياه المحيية القادرة على تحويل ما هو ميت إلى حياة. تحمل رسالة التلميذ المرسل أوراق تعطي الشفاء إلى الآخرين. المحبة التي تملء قلب المكرس هي سبب الفرح الحقيقي وليس الإنجازات التي يصنعونها. ليس الأعمال الخدمية التي يقومون بها.
لذا تحول الرسالة الرعائية “الحياة المكرسة” اهتمام المكرسين بالمحبة العينية ((مثل تقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية خاصة في النواحي التعليمية والتربوية) إلى المحبة الروحية كواجب والتزام للمكرسين. هذا التحول في مفهوم الالتزام الاجتماعي لا يعنى أن الفقر المادي اختفى من عالمنا المعاصر، مما يستلزم من المكرسين ترك هذه النوعية من الخدمات. الفقر المادي موجود، بل ويزداد تفشيًا في مناطق كثيرة من العالم. الرسالة الرعائية ترى ان الوسائل الروحية هي الأكثر قدرة على مواجهة تحدى الفقر المادي المستشري في مجتمعات كثيرة. لم تنفى الرسالة بذلك أهمية أعمال المحبة العينية التي تقدمها بعض المؤسسات الرهبانية كوسيلة فعالة في محاربة الفقر المادي ولكن تعطى أهمية أكثر للوسائل الروحية، كالاهتمام بالتبشير والبعد الروحي لتلك الفئات)
اشراك الآخرين في الفرح الحقيقي
إن كلمات يسوع: “نعم يا أبت هذا ما كان رضاك” (لو 10: 21) يجب فهمها انطلاقًا من فرحه الداخلي، حيث يشير الرضى إلى تدبير خلاصي ومحب أراده الآب للبشر. وفي إطار هذا الصلاح الإلهي تهلل يسوع لأن الآب قرّر أن يحب البشر بالمحبة عينها التي بها يحب الابن. وبالتالي يذكرنا الإنجيلي لوقا بفرح مريم المشابه: “تعظم الرب نفسي وتبتهج روحي بالله مخلّصي” (لو 1، 47). إنها البشرى السارة التي تقود نحو الخلاص. فمريم التي حملت يسوع في أحشائها، المُبِشر بامتياز، التقت بأليصابات وتهللت بالروح وأنشدت “تعظم نفسي الرب”. وإذ رأى يسوع نجاح رسالة تلاميذه وبالتالي فرحهم، تهلل بالروح ورفع الصلاة لأبيه. وفي الحالتين إنه فرح من أجل الخلاص الذي يتحقق، لأن المحبة التي بها أحب الآب الابن قد وصلت إلينا وبواسطة عمل الروح القدس تغمرنا وتُدخلنا في حياة الثالوث الأقدس.
فالآب هو نبع الفرح، والابن هو ظهوره والروح القدس محرّكه. وبعد أن رفع الحمد للآب، يخبرنا الإنجيلي متى أن يسوع يدعونا قائلاً: “تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم. اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم، لأَنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف” (مت 11، 28 – 30). إن “فرح الإنجيل يملأ قلب وحياة جميع الذين يلتقون بيسوع، والذين يسمحون له بأن يخلّصهم، يتحررون من الخطيئة والحزن والفراغ الداخليّ والعزلة. لأن مع يسوع المسيح يولد الفرح بشكل دائم ومتجدد” (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، عدد 1).
وانطلاقًا من هذا اللقاء بيسوع، عاشت مريم العذراء خبرة فريدة وأصبحت “سبب سرورنا”. أما الرسل فقد نالوا الدعوة ليبقوا مع يسوع ويكونوا مرسلين من قبله لحمل البشارة (را. مر 3، 14)، ولذلك غمرتهم الفرحة. فلماذا لا ندخل نحن أيضًا في تيّار الفرح هذا؟
المتأمل وضع المكرسين اليوم، سيلاحظ حمل المكرسين لهموم كثيرة، خاصة وعامة، تجعلهم مكتئبين مرهقون مثقلون، في حاجة إلى يحملوا متاعبهم ليحملها الرب عنهم.
التعاسة دليلٌ على ضمير مُثقل بعبادة الأصنام
“إن الخطر الكبير في العالم الحالي، مع عرض الاستهلاك المتعدد الأوجه والسائد، هو تعاسة فرديّة تنبع من قلب مترف وبخيل، ومن البحث المريض عن ملذات سطحيّة ومن الضمير المنعزل” (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، عدد 2). وبالتالي، تحتاج البشرية للاستقاء من الخلاص الذي حمله المسيح، والتلاميذ هم الذين عليهم أن يسمحوا لمحبة يسوع أن تمتلكهم وتطبعهم بالحماس من أجل ملكوت الله، ليكونوا حملة فرح الإنجيل. فجميع تلاميذ الرب هم مدعوون ليغذوا فرح البشارة. مدركين أن فرح إعلان يسوع المسيح يظهر من خلال الاهتمام بإعلانه في الأماكن الأكثر بعدًا، ومن خلال خروج مستمرّ نحو الضواحي حيث يوجد أناس فقراء في الانتظار.
يذكر البابا فرنسيس في رسالته لليوم الإرسالي العالمي 2014، بأن أزمة الدعوات الرهبانية وللحياة الكهنوتية ترجع لغياب الحماس والفرح والرغبة في حمل المسيح للآخرين. أما إذا توافر ذلك الفرح وحماس الانطلاق نحو الفقراء والرغبة في حمل المسيح لهم ستولد الدعوات الحقيقية.
“الله يحب من يعطي متهللاً” (2 كو 9، 7). هي خلاصة خبرة الكرازة الحقيقية ولذا يدعو البابا في ختام كلمته إلى، الانطلاق، ليك لك، من حيث هي مسيرة حجٍّ داخليّ، “الحب الأول” الذي بواسطته أدفأ الرب يسوع المسيح قلب كل واحد منكم، لا للشعور بالحنين وإنما للثبات في الفرح! فتلميذ الرب يثابر في الفرح عندما يكون معه، وعندما يتمم مشيئته ويقاسم الإيمان والرجاء والمحبة الإنجيلية.
إلى مريم، مثال البشارة المتواضع والفرح، نرفع صلاتنا، لكي تصبح الكنيسة بيتًا لكثيرين وأُمًّا لجميع الشعوب وتجعل ولادة عالم جديد ممكنة.