إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

هل الله موجود؟

1٬065

تقابلت مع سيدة شابة، تبدو حزينة للغاية، سألتني هذا السؤال: هل الله موجود؟
من الواضح أن السيدة تمر بظروف صعبة للغاية. كانت تشعر باليأس والوحدة، كانت غاضبة جدًا لأن صلواتها الكثيرة لأجل الظروف الصعبة التي تمّر بها لم يستجيب لها الله وبقى صامتًا وغائبًا. لم تشعر بتدخل الله أو حضوره في حياتها. فقدت إيمانها، تقريبًا، بسبب ثقل معاتاتها الشخصية.
لألبرت أنيشتين مقولة جميلة: “إن هناك طريقتين فقط لعيش حياتك. الأولى: أن تؤمن إن ليس هناك معجزات. والاخرى أن تؤمن أن في كلٍ شيء، في كل موقف في الحياة معجزة.
طلبت من السيدة أن تشاركني آلامها. كان حياتها بائسة للغاية، لدرجة اثارت اعجابي بقدرتها على التحمل. وعندما أنهت قصتها، قلت لها: “ربنا موجود” هو حاضر في حياتك بصورة خاصة، ولم يتخلى عنك أبدًا. ظهر أمامك بصور مختلفة، وبأغرب طرق لم تتخيلها. ظهر أمامك من خلال أشخاص عبروا في حياتك وكانوا عنوان حضور الله بالنسبة لك، فكيف تقولوني “أين الله؟”. لم تكوني وحدك أبدًا.
ذهبت إلى طبيب مشهور بعد مرض ابنها النادر، كان عليها ان تنتظر شهرين على الأقل قبل أن يُعرض ابنها على الطبيب، فهي في قائمة طويلة للانتظار. ذهبت دون ميعاد، لخطورة حالة الابن، توسلت إلى هيئة التمريض أن تسمح لها بحجز ميعاد قريب. في هذا الوقت مر الطبيب صدفة، فعرف قصتها، فأدخلها فورًا واهتم بعلاج طفلها.
مدير المدرسة المشهور بقساوته، استدعاها يومًا لسداد مصروفات ابنتها، طلبته بتأجل سداد المصروفات لضيق اليد بسبب تكلفة علاج الابن بالمستشفى. شجعها المدير وأعفاها من السداد لحين تحسن الظروف.
الله موجود في كل شخص تقابله في الحياة، فكل منّا هيكلٌ له. رسالتنا الوحيدة في الحياة أن يشهد كل منا للنور الحقيقي، كما فعل المعمدان: “ظهَرَ رَسولٌ مِنَ الله اَسمُهُ يوحنَّا. جاءَ يَشهَدُ لِلنُّورِ حتى يُؤمنَ النـاسُ على يدهِ. ما كانَ هوَ النُّورَ، بل شاهدًا لِلنُّورِ”. كلنا ذلك الرسول، كل مسيحي هو يوحنا رسالته أن يشهد للنور، لكنه ليس النور الحقيقي.
كل مسيحي يشهد للإنسانية بحياته لكنه ليس مصدر لها، فالمصدر هو اللوغوس، الكلمة، الابن الوحيد يسوع المسيح. كل مسيحي هو أيقونة الله الحية المنظورة من الناس، والحاملة لحضوره وسلامه ورأفته للآخرين.
عندما يُعرض عليك أمرٌ ما يخص قريب أو بعيد، ويناجيك صوتٌ داخلي بأن تساعد الشخص الذي يمر بضيقة ما، فأعرف أن روح الله يخاطبك، ويطلب أن تكون آداته التي من خلالها يعمل، فتصل يد الله إلى ذاك الإنسان. يتكلم الله في القلوب ويصرخ في الباطن، لكننا نسعى إلى اسكاته إذا سمعنا الصوت. وكثيرًا لا نسمع صوته لأننا مشغولون بذواتنا وحياتنا.
“الله موجود” فيك وفيَّ وفي الكون كله.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.