دعوة إلى العمق (1): دعوة للتوقف
في المقدمة كانت دعوتنا هي للتوقف لفحص حياتنا وسؤال أنفسنا أسئلة جوهرية مثل: “أين نحن الآن؟”، “هل نحن حقيقة بني الملكوت؟”، “أين نقف في مسيرة دعوتنا المُكرسة؟”
- دعوة بطرس الأولى
دعى المسيح بطرس أكثر من ثلاث مرات وليس مرةً واحدة، قبل أن يتبعه بصفة دائمة. نقرأ عن اللقاء الأول في إنجيل يوحنا الإصحاح الأول. والثاني في إنجيل متى الإصحاح الرابع، والأخير في إنجيل القديس لوقا الإصحاح الخامس. في اللقاء الأول كان أندراوس أخوه الأكبر تعرف على يسوع، فأخبر سمعان وجاء به إلى المسيح، وعندما رأي يسوع سمعان، غَيّرَ اسمه إلى صَفَا، الذي يعنى بُطرس. هذا هو النص:
يوحنا 1: 40- 42: “كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ. فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ”.
عاد سمعان إلى أخيه وكشف له عن لقاءه المحير مع يسوع، الذي فيه غير المسيح اسمه إلى بطرس. وهذا شيء عجيب أن يغيّرَ يسوع اسم بطرس فقط، ولم يغير اسم أخيه الأكبر أندراوس. عاد بطرس إلى عمله كصياد، بعد لقاءه الأول لأجل استمرار الحياة، فهو مسئول عن أسرة وأبناء، لكن بقى السؤال المحير: “لماذ غير يسوع اسمه؟”
يأتي تغير الاسم في الوحي الإلهي دائمًا بهدف اعطاء “هوية جديدة” للشخص. هكذا يصنع الله مع أَبرام وساراي ويعقوب وغيرهم: في النص يذكر الوحي الإلهي سبب تغيير الاسم: “ولا يَكونُ اَسمُكَ أَبْرامَ بَعدَ اليَوم، بل يَكون آسمُكَ إِبراهيم، لأَنِّي جَعَلتُكَ أَبا عَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَم” (تكوين 17: 5). غَيّر الله اسم “أَبرام”، التي تعنى “أب عالي”، إلى “إبراهيم”، التي تعنى “أب لجمهور كثير”.
كذلك غَيّرَ اسم ساراي: “سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ” (تكوين 17: 16). “ساراي” تعني “أميرتي” إلى “سارة” التي تعني “أميرة شعوب كثيرة”.
رأىٌ أخر يستندُ على Terragramato، أي لفظ الجلالة عند اليهود “يهوه” (ي- ه- و- ه) فاليهود كانوا يخافون من لفظ اسم الله دون تطهير، لذا كانوا يشيرون إليه بالكلمة ذات الحروف الأربعة، التي تشير إليها كلمة يهوه. وأهم حرف في الكلمة هو حرف “الهاء” فأضافه إلى كل من اسمى أبرام وساره. وكأنه يقول سأربط اسمك واسم سارة باسمي وهذا هو الهوية الجديدة التي أعطيكما إياها.
غير الله اسمي أبرام وساراي ليعطي لهما هوية جديدة وجعلهما: “أب لجمهور كثيرة – وأميرة لشعوب كثيرة. كذلك ربط بين اسميهما واسمه القدوس.
- لماذا غير اسم سمعان إلى بطرس
عندما تقابل يسوع مع سمعان قال له: “أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ”. في الترجمة اليسوعية ترد الكلمة الآرامية: “«أَنتَ سِمْعانُ بنُ يونا، وسَتُدعَى كِيفا»، أَي صَخراً”. كلمة بطرس باليونانية (petros) تعنى حجر صغير، أما كلمة صخرة فهي (petra) .
يسأل المسيح التلاميذ في متى 16: 16: «مَنِ ابنُ الإِنسانِ في قَولِ النَّاس؟» فشهد بطرس بلاهوت المسيح قائلاً: «أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ». فكان رد المسيح: «طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات. وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ (petros) وعلى الصَّخرِ(petra) هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت” (الآية 18). أنت حجر ستبني على الصخرة. مَن هو الصخرة، هو قول بطرس عندما شهد بلاهوت المسيح في الآية السابقة: «أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ».
الـ(petros) ليس أي حجر، لكنه حجر صغير مأخوذ من الصخرة الأم (petra) . هذا الإعلان لم يفهمه بطرس إلا بعد القيامة فكشف في رسالته الأولى هذا التفسير: المسيحُ هو الصخرة (petra)، الحجر الحي الكريم الذي اختاره الله، أما (هو) والمؤمنين من بعده هي حجارة حية، هذا نص كلماته:
“4 إِقتَرِبوا مِنه (أي من المسيح) فهو الحَجَرُ الحيُّ الَّذي رَذَلَه النَّاس فاختارَه الله وكانَ عِندَه كَريمًا.5 وأَنتم أَيضًا، شأنَ الحِجارَةِ الحَيَّة، تُبنَونَ بَيتاً رُوحِياً فَتكونونَ جَماعَةً كَهَنوتيَّة مُقدَّسة، كَيْما تُقَرِّبوا ذَبائِحَ رُوحِيَّةً يَقبَلُها اللهُ عن يَدِ يَسوعَ المسيح.6 فقد وَرَدَ في الكِتاب: «هاءَنَذا أَضَعُ في صِهْيونَ حَجرًا لِلزَّاويَةِ مُختارًا كريمًا، فمَنِ اتَّكَلَ علَيه لا يُخْزى» (…) فإِنَّ الحَجَرَ الَّذي رَذَلَه البَنَّاؤونَ هو الَّذي صارَ رَأسًا لِلزَّاوِيَة 8 وحَجرَ صَدمٍ وصَخرَةَ عِثار. إِنَّهم يَعثُرونَ لأَنَّهم يُؤمِنونَ بِكَلِمَةِ الله: هذا ما قُدِّرَ لَهم. (1 بطرس 2: 4- 6؛ 8ب- 8).
المسيح هو الصخرة، أي الحجر الحي، التي تُبنى عليها حياة الكنيسة. في أول لقاء أطلق المسيح على بطرس اسمًا جديدًا قائلا له: ” أَنتَ سِمْعانُ بنُ يونا، وسَتُدعَى كِيفا»، أَي صَخراً”. أعطى له هوية جديدة، فأنت ستكون حجرًا مقطوعًا مني أنا هو “الحَجَرُ الحيُّ الَّذي رَذَلَه النَّاس فاختارَه الله وكانَ عِندَه كَريمًا… وفمَنِ اتَّكَلَ علَيه لا يُخْزى”.
لن يكون اسمك بعد اليوم سِمعان ابن يونا، لن يكون نسبك لأبيك يونا، ولا مهنتك صيادًا للسمك. سيقترن نسبكَ لي، ستدعى بطرسَ (petros) لأنك ستكون جزءً مني، أنا الصخرة (petra)، أو الحجر الحي. أنت مُختارٌ لتكون جزءً مني، لتمثلني في العالم.
قدم المسيح هوية جديدة لسمعان، انتماء لعائلة جديدة، نسب جديد. هذه قيمتك الآن بأنك جزء مني. لم يفهم سمعان بالطبع قصد يسوع من تغير اسمه إلى “كيفا أو صخرًا، بطرس”، إلا بعد القيامة فكتب رسالته التي عبرت معنى تغير اسمه كاشفًا إن المسيح هو الحجر الكريم وكل المؤمنين يُشكلون الحجارة الحية المختارة التي تبنى جماعة مقدسة، جماعة الملك الكهنوتية والشعب الذي دعاه الله من الظلمات إلى النور.
الإنسان لا يجد الكرامة إلا في حالة ارتبطه بالحجر الكريم، ولا يجد القيمة إلا في كونه أيقونة الله الحية الممثلة له والحاملة لحضوره في العالم والعاملة معه لتحقيق مشيئته في عالم الشر حاضرًا وفي الأبدية.
قدمَ المسيح لبطرس في لقاءه الأول اسمًا جديد، قَدم له هوية جديدة. لذا يبدأ رسائله بقوله في الأولى: “مِن بُطرُسَ رَسولِ يسوعَ المسيح” أو في الثانية: “مِن سِمعانَ بُطرُسَ عبْدِ يسوعَ المسيحِ ورَسولِه”
- قيمتي في الحياة
لكي يعيش الإنسان سعيدًا في الحياة وراضيا عنها يحتاج أن يعرف مَن هو؟ غالبًا الإجابة ترتبط بالقيمة، فالشيء ذو قيمة هو ما يُعرف الإنسان به. والشيء الذي يخجل منه يحاول أن يتبرأ منها.
البعض يُعَرف نفسه من خلال الممتلكات (البيت والسيارة) فيصير ما نملكه أثمن منا، لأنه هو الذي يعطينا قيمتنا. والبعض الآخر يعرف نفسه من خلال الانجازات التي يقوم بها، فهو سعيد لأنه منجز أشياء يقوم بها أفضل من الآخرين. هناك مَن يعرفون أنفسهم من خلال انتمائتهم، يبحثون عن جماعة ينتمون إليه، يعيش في ظلها. البعض يجد قيمتهم فيما يقولون الناس عنهم، عندما يمدحوهم يعيش في سعادة، وإذا قالوا كلمة سيئة تتحول حياتهم إلى جحيم.
في العظة على الجبل أعطى الرب فكرة عن كل المصادر التي يعتمد عليها الناس للحصول على القيمة في الحياة، ثم ختم تعليمه بقوله: “لا تَكنِزوا لأَنفُسِكُم كُنوزاً في الأَرض، حَيثُ يُفسِدُ السُّوسُ والصَّدَأ ويَنقُبُ السَّارِقونَ فيَسرِقون” (متى 5: 19). نبحث عن كنوز تعطي لنا القيمة في الحياة، والخطر في جعل القيمة فيما نملك وليس فيما نكون.
يخاف الناس من السوس والصدأ (كانت الناس تخاف على الملابس الثمينة كالإرجوان من السوس وعلى المعادن من الصدأ). لا يوجد أمان أو سلام للإنسان الذي يضع قيمته في الأشياء. يقول الرب: “بلِ اكنِزوا لأَنفُسِكُم كُنوزاً في السَّماء، حيَثُ لا يُفْسِدُ السُّوسُ والعُثّ، ولا يَنقُبُ السَّارِقونَ فيَسرِقوا”.
الأشياء الباقية هي شخصيتك، وما تسهم به في ملكوت الله: هكذا أعلن القديس بولس: “فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا” (رومية 8: 18) إن المجد يُستعلن فينا وليس لنا. فشخصتي هي أناءٌ أُعد للمجد. مجد الله يُعلن في أشخاص، الكلمة صار بشرًا ورأينا مجده، مجد الله رايناه في يسوع، سيكون منذ الآن في أشخاص. عليه أؤمن بأن شخصيتي تُعد الآن لحلول المجد الأبدي. “لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً” (2 كورنثوس 4: 17).
- أَداةٌ اختَرتُها
لقد اختارنا الرب كأشخاص، حتى قبل أن نُولد، لكي نكون جزء من عائلته، ولنصبح علامة حضوره في العالم. هكذا يصف بولس بطريقة رائعة الأمر في بداية رسالته إلى الغلاطيين: “ولكِنَ الله بِنِعمَتِهِ اَختارَني وأنا في بَطنِ أُمِّي فدَعاني إلى خِدمَتِهِ. وعِندَما شاءَ أنْ يُعلِنَ اَبنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ بِه بَينَ الأُمَمِ“ ( غلاطية 1 : 15 – 16 ).
دعانا قبل إنشاء العالم وأعطى لنا هوية خاصة، لأن نشاركه في نمط الحياة الذي اختاره على الأرض، الحياة المُكرسة، لكي نكون في زماننا ومكاننا الذي نعيش فيه علامة حضوره. نعمته اختارتنا، فدعانا إلى خدمته، لكي يعلن ابنه فينا، ونبشر به بين الأمم. هذا مخلص لحياة التكريس.
لنعود إلى لحظة اختيار بولس في طريق دمشق، قال الرب لحنانيا: “«اِذهَبْ فهذا الرَّجُلُ أَداةٌ اختَرتُها لكِي يَكونَ مَسؤولاً عنِ اسْمي عِندَ الوَثَنِيِّين والمُلوكِ وبَني إِسرائيل”. اختار الله بطرس وبولس وأعطى لهم هوية جديدة، ليس لأنهم مُتفردين، مميزين عن غيرهم، لأن معايير الله تخلتف عن معايير البشر.
هنا أشيرُ إلى سر روحاني عظيم، كون إنسان مُختار من قِبل الله، لا يعني أن الآخرين مرفوضين. فاختيار الله ليس تنافسيًا، بل اختيار رؤوف متعاطف، هكذا يصف هنرى نوميان أمر اختيار الله المجاني: “عندما يختار الحُبّ، فإنّ اختياره يكون بحساسية كاملة تجاه الجمال الفريد لذاك الذي يختاره وهو يختاره بدون أن يشعر أي شخص آخر بأنّه مُستبعَد”.
بالرغم من ضعف الإنسان ومحدوديته إلا إنه، كما يقول سفر الحكمة: “خلَقَ الله الإنسانَ لِحياةٍ أبديَّةٍ، وصَنَعَهُ على صورتِهِ الخالِدةِ” ( حك 2، 23؛ راجع سير 17، 3). لذا اختاره الله وأحبه ودعاه لمشاركته حياته الأبدية. خُلق الإنسان لكي يكون شريكًا في حياة الله نفسه، في حياة حب الثالوث الأقدس. هذه الدعوة العظيمة كانت رفيقة أناشيد المسيحيين الأولين كما يذكرنا بولس الرسول: “فاَختارَنا فيهِ قَبلَ إنشاءِ العالَمِ لِنكونَ عِندَهُ قِدِّيسينَ بِلا لَومِ في المَحبَّةِ” (أفسس 1: 4).
- فحص الهوية الذاتية
“أنت جزءٌ مني”، “أنت أداةٌ مختارة”، “قيمتك تعودُ لكونك أيقونة الله الحاضرة في العالم والممثلة له. هذه هي قيمة الشخصية التي تأتي من الداخل، من كينونتي الداخلية، كما قال إيرك فروم، أو من “الإنسان الباطن” كما في صلاة بولس الرائعة في رسالته إلى أفسس، (3: 14-21):
14لِهذا أَجْثو على رُكبَتَيَّ لِلآب،15فمِنه تَستَمِدُّ كُلُّ أُسرَةٍ اسمَها في السَّمَاءِ والأَرْض، 16 وأَسأَلُه أَن يَهَبَ لَكم، على مِقدارِ سَعَةِ مجْدِه، أَن تَشتَدُّوا بِروحِه، لِيَقْوى فيكمُ الإِنسانُ الباطِن، 17 وأَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإِيمان، 18حتَّى إِذا ما تأَصَّلتُم في المَحبَّة وأسِّستُم علَيها، تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، 19وتَعرِفوا مَحبَّةَ المسيحِ الَّتي تَفوقُ كلَّ مَعرِفة، فتَمتَلِئوا بِكُلِّ ما في اللهِ من كَمَال. 20 ذاكَ الَّذي يَستَطيعُ، بِقُوَّتِه العامِلَةِ فينا، أَن يَبلُغَ ما يَفوقُ كثيرًا كُلَّ ما نَسأَلُه أَو نَتصَوَّرُه، 21 لَه المَجْدُ في الكَنيسةِ وفي المسيحِ يسوع على مَدى جَميعِ الأَجْيالِ والدُّهور. آمين.
كل ما نملكه في الحياة، كل الثقافات، كل الانجازات، كل المواهب والقدرات، كل المظاهر التي رسمناها ستنتهي، لن يبقي إلا فينا إلا روحٌ مخلوقٌ على صورة الله. لن يبقي فينا إلا روحٌ كم سعتْ وتغيرتْ في وقت وجودها في العالم لكي تتشكل على تلك الصورة عينها التي خُلقت على مثالها. هذه الشخصية الداخلية التي نحت فيها الألم أنغرس في داخلها الحق، وتطورت يوم بعد يوم لتصل إلى تلك الصورة عينها، يسوع المسيح.
فالمسيح يحتاج إلى شخصيات تعمل على ذواتها لكي تتشكل صورته داخلها، فمثلا لكي يعمل غفران المسيح من خلال الشخص لا بد أن يكون الشخص قد تعرض إلى اساءات كثيرة ودرب نفسه على الغفران. المسيح لكي يظهر في حياتنا يحتاج إلى شخصيات تستطيع استيعابه. حضور الله يحتاج إلى خيمة يسكن الله يرى من خلالها.
يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا، ” فتَمتَلِئوا بِكُلِّ ما في اللهِ من كَمَال” يعنى أن الله قد حدد لي ملء معين داخلي عليَّ أن أسعى طول حياتي لكي أصل إلى هذا الملء لله في حياتي. اتسع واتشكل لكي أستوعب هذا الملء الذي سبق أن حدده الله لي. الله قدر حجم من الملء الإلهي، شخصيتي يمكن لها أن تستوعب كل الملء الإلهي الذي سبق أن حدده الله داخلي في باطني. الله يحب أن يحل في، تتخلص من الثقافة الغبية التي نشأت فيها، ارحل معي من مكان إلى مكان حتى تتسع من الداخل، ليحل فيك مجد الله الذي سبق فحدده. مجد الله لا يحل في مباني في أنظمة، يحل في أشخاص، المجد سيسطع من خلالهم. إذا حمل الإناء المجد الإلهي وسمح الشخص للمعاملات الإلهي أن تجد مكان لها سيتغير كل شيء حول هذا الإنسان بفعل مجد الله.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.