إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

أنتَ أبنٌ بالتبني!!

1٬105

نعرف جميعًا الفنانة العالمية أنجلينا جولي، التي بالإضافة إلى أعمالها الفنية، هي مشهورة بأعمالها ومساعداتها للاجئين على مستوى العالم. في زيارة لها لإثيوبياعام 2009 تبنت طفلة إثيوبية سمراء تدعى، زهرة. اليوم تبلغ الطفلة 14 عام. تعاني أنجلينا جولي هذه الأيام من مشكلة كبيرة وهي ظهور الأم الحقيقية للطفلة والتي طالبت بابنتها. الغريب أن زهرة، أكدت على رغبتها في أن تعود إلى إثيوبيا، رغم حياة الرفاهية التي تعيشها، لتعيش مع أمها الحقيقية، الأمر الذي أثار مجموعة كبيرة من التساؤلات: وما الذي يربط الابنة بوالديها؟ هل المال يكفل لها السعادة؟ خاصة أن أنجلينا التي ربت الطفلة Zahra قد وفرت لها حياة الأساطير، والتي يحلم بها الكثير من الأطفال حول العالم. هل الأم هي التي تحمل وتلد فقط، أم أنها الأم التي تربي وتعتني وتسهر على مدى سنوات عمر الابنة؟

اليوم نحتفل بعيد الغطاس المجيد والذي فيه نكتشف عائلتنا الحقيقية التي دعتنا إلى الحياة: عائلة الثالوث. هذا الصوت الذي شق السماء، والحمامة التي أستقرت على يسوع في نهر الأردن، لا تعلن أن يسوع فقط هو الابن، لأنه كان ولا يزال وسبقى الابن الأزلي للأب، لكن لتعلن أن البشر جميعًا أصبحوا أبناء الله، لأن المسيح هو البكر لأخوة كثيرين. هكذا يُعلم بولس: “فإِذا كانَ أَحَدٌ في المسيح، فإِنَّه خَلْقٌ جَديد. قد زالتِ الأَشياءُ القَديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة” (2 كورنتوس 5: 17).

نشبه أخوتي الأحباء الطفلة زهرة، لقد وُلِدنا في عائلات رائعة وفرت كل شيء من حب، واهتمام، ورعاية لكي نعيش راضيين وسعداء. لكن داخل الإنسان شيء أعمق يبحث عنه وهو: أصله الحقيقي. هكذا أجمل القضية يوحنا في بدء إنجيله: “أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله: فهُمُ الَّذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ وُلِدوا” (يوحنا 1: 12- 13). عبر جبران عن ذلك بصورة رائعة في كتابه النبي:  “أولادكم ليسوا أولاداً لكم، إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، فهم بكم يأتون للعالم ولكن ليس منكم، ومع أنهم يعيشون معكم ـ فهم ليسوا ملكاً لكم”.

ذلك الصوت كان لك أيضًا، أشعر به في أعماقك: “«لقد دعوتك بالاسم منذ البدء. أنت لي وأنا لك. «أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت». لقد هيأتك في أعماق الأرض وكوّنتك في بطن أُمّك. نَقَشْتُكَ على راحتي يداي وسترتك بظِلِّي. إنّني رمقتك بحنان ورأفة لانهائية واعتنيتُ بك بحرارة وحماس أعمق من تلك التي للأُمّ حيال طفلها. أحصيت كل شعرة في رأسك وقُدتُك في جميع خطواتك. إنّني معك أينما تذهب، وأينما تستريح، عيني عليك وأحفظك. سأعطيك الطعام الذي يُشبع كل جوعك والشراب الذي يروي كل عطشك. لن أحجب وجهي عنكَ. أنت تعرف أنّني لكَ كما أعرف أنّك أنت لي. أنت تنتمي لي. وأنا أبوك وأمك وأخوك وأختك، حبيبك وعروسك … نعم، بل وحتّى طفلك .. أينما تكون، سأكون معك. لن يفصلنا أي شيء أبدًا، فأنا خالقك».

ماذا يفعل الإنسان عندما يكتشف أصله الإلهي؟

كشف المعمدان عما يجب أن نفعله عندما نُدرك أصلنا الإلهي وعائلتنا الحقيقية. هكذا قال المعمدان: “ولكِن يأتي مَن هُو أَقوى مِنِّي” (لوقا 3: 16). من الضروري أن نترك مساحة له، أن نُعيد إليه ما يملكه: ذواتنا. إن مجيء “الشخص الأقوى” يعيد إلى حياتي التوازن الصحيح، ويعطيني الرؤية الصحيحة للواقع. يعطيني الحرية الحقيقية، لأنه الحق الذي يحررني فأصبح حُرًا، يعطيني معرفة حقيقية عمَن أكون.

يقودني كما قاد المعمدان، الأعظم بين مواليد النساء، لكي أعرف مَن هو ومَن أنا. يقودنا لكي نعرف إننا أبناء لله وورثة للحياة الأبدية (تيطس 3: 7).

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.