(2) المصدر الإنجيلي للحياة المُكَرسة
أشرنا في المقدمة لاختيار البابا يوحنا بولس الثاني لأيقونة التجلي ليعكس الأساس اللاهوتي للحياة المُكَرسة. فالمُكَرس مدعو لأن يتبع المسيح ويعيش في حياة مطابقة لحياته، فيصبح ابن في الابن المتجسد ويرتبط مع الآب في علاقة بنوة شبيهة بعلاقة المسيح مع أبيه السماوي. المُكَرس مدعو لأن “تتجلى” حياته على مثال الرب يسوع، فالمشاركة في بشرية المسيح تجعله مؤهلا لأن يشارك في لاهوته متحدًا بذلك مع الثالوث الأقدس بأكمله نتيجة لاتحاده بالابن. يُصبح بهذا حضور ليسوع المسيح مكملاً لعمله الخلاصي في العالم.
لخصَ القديس توما الإكوينى كل التقليد المسيحى بالقول “إن نمط حياة التلاميذ الأوائل هو المرجع الأساسي لكل نظام رهبانى، الذى كان يتلخص في الفقر، الاعتدال الكامل والطاعة، هذا الشكل من الحياة يرجع إلى المسيح ذاته والذى به اقتدى تلاميذه الأوائل بعده”. ثم يأتى القديس Francesco Suorez ليؤكد هذه الحقيقة بعد قرن كامل من قول الإكوينى “إن النظام الرهبانى قد قُّنَنَ في المسيح يسوع”. حياة يسوع الأرضية هي أساس الحياة المُكَرسة ومنبعها الوحيد. هي حياة، يمكن اعتبارها حياةً غير طبيعية، نظرًا لما تتطلبه من أن يعيش الشخص، على مثال يسوع المسيح، وتحمله على الاقتداء به والاشتراك في طهارته وفقره وطاعته…. تابع
2-المصادر-الإنجيلية