إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

الهبوط على الأرض

0 1٬178

الثلاثاء 6 ديسمبر 2022- متى 18: 12- 14

إِذا كانَ لِرَجُلٍ مِائةُ خَروف فضَلَّ واحِدٌ مِنها

طالما أثار هذا المقطع من الإنجيل تساؤلات كثيرة، بقيت دون إجابات!! على سبيل المثال: لماذا أختار الراعي أن يذهب للبحث عن خروفه المفقود وهو مهدد بخسارة التسعة والتسعين بالكامل؟ من المقصود بالخروف الضال؟ ومن هم التسعة والتسعون؟ هل نحن كبشر المعنيين بالمثل، لكن لماذا إذا ضاع واحد فقط؟ أليس التسعة والتسعون الآخرون مهددون بالضياع أيضًا؟

استمعت يومًا ما إلى تعليم مسيحي حول رمزية الراعي الصالح كشف لي شيئًا مثيرًا للاهتمام. إن إنجيل متى، الذي نقرأه اليوم، لا يضع القطيع في الصحراء مثل الإنجيلي لوقا، بل في الجبال. كون القطيع على الجبال. يبدو الأمر كما لو أنه وصل بالفعل إلى المراعي الخصبة، لذلك فهو آمن بالفعل. نحن نعلم أن الجبال هي مرتفعة عن الأرض، لذا في الكتاب تشير إلى مكان سكن الله، السموات، الجنة…. نقرأ في المزمور: ” مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ؟ وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ (24 :3). لذلك ينزل الراعي من الجبال، من مقره، من السماء لينقذ البشرية ويخلصها ويعيدها إلى مقره مرة أخرى، إلى فردوسه وجنته. هنا تتضح الأمور.. الخروف الضال ليس واحدًا من مائة، لكنها البشرية بأجمعها.

من هم إذن التسعة والتسعون؟ هم الملائكة، قوى السماء، كل ما يملكه الله معه في مرعاه الرائع. لقد هربنا نحن البشر من هذا المرعى بإرادتنا الذاتية وقررنا هجره لنكون آلهة أنفسنا. لكن، الراعي الصالح لم يتركنا. نزل إلى الأرص، ووضعنا على كتفيه وحملنا مرة أخرى إلى مرعاه.  كل هذا لأننا أغلى الموجودات في عينيه …

قد يعجبك ايضا
اترك رد