إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

شياطين الكهنة

0 576

الثلاثاء 10 يناير 2023، مرقس 1: 21- 28

لأَنَّه كانَ يُعَلِّمُهم كَمَن له سُلْطان

انتهت فترة الأعياد والتي فيها أمتلئت صفحات التواصل الاجتماعي بأخبار احتفالات وقداسات وعظات وتأملات ميلادية. لكن يأتي أنجيل اليوم ليصفعنا نحن الكهنة ليعيدنا إلى دعوتنا الأساسية. يُعلم السيد بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة، أي الشياطين أن تبتعد. نعم هناك شياطين حول كراسي السادة في كل العصور، حول منابر الكهنة. شيطان الغرور، الكبرياء، الغطرسة الذي يصيب بسهولة المعلم النرجسي والباحث عن التفوق والمريض بالسلطة. كل هذه الشياطين تكون مختبئة جيدًا في بداية خدمته، لكن بعد ذلك تمزقه بلا هوادة إلى أشلاء وهل تعرف لماذا؟ لأن الشيطان لا يتحمل فن التواضع والخدمة المجانية، فالله، الكلي القدرة، تخلي وأصبح ضعيفًا نائمًا وسط القش في مذود، وضع مصيره في أيدي البشر.

في نص الإنجيل لم يستسلم يسوع لهجمات الشياطين، بل على العكس أخرجهم من مخابئهم كما فعل اليوم في إنجيل كفرناحوم. يسوع لا يخاف. حتى أنه يأمر الأرواح النجسة فتطيعه. وهكذا يستطيع أن يتكلم ويعلم، وتعاليمه مدهشة لأنها ليست مثل تعليم الكتبة والفريسيين. إن كلمته تثير القلب وتجعله يندهش أمام سلطان الخدمة المتواضعة التي لا تبحث عن يمدحها الآخرين بلسان الغواية: “أَنا أَعرِفُ مَن أَنتَ: أَنتَ قُدُّوسُ الله”.

عزيزي هل تنتظر تلك الكلمات من أفواه الآخرين، حتى إذا كانت حقيقية؟ ثق أن شياطين الغواية تحوم حولك.

قد يعجبك ايضا
اترك رد