إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

اختَّر الحياة

0 515

الخميس 2 مارس 2023- لوقا 9: 22- 25

فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ وذُرّيَّتُكَ

نتسأل كثيرًا لماذا تتحدث الأناجيل كثيرًا عن المعاناة؟ لماذا عانى المسيح آلامًا شَديدة، ورذله الكتبة والشيوخ ثم قتلوه على الصليب؟  نقع في كثير من الأحيان في حيرة: ألم يأتِ يسوع ليحمل المحبة والسلام؟ لماذا علينا حمل الصليب كل يوم كشرط لاتباع يسوع؟

يسوع، الذي صار إنسانًا مثلنا بفعل التجسد، لم يختار الطريق السهل. تألم مثلنا في جسده وفي روحه وفي عواطفه من البداية إلى نهاية حياته الأرضية. الإله الكامل قبل أن يتألم .. أليس هناك سر يجب كشفه هنا؟

هذه المقاطع من الأناجيل لايمكن فهمها إلا بمقارنتها مع مقاطع أخرى. لا نتوقف مثلا عند قول يسوع: “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني” دون مقارنته بقوله: “تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَناأُريحُكم. اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم، أَنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف”.

أن المعاناة والألم هي جزء من حياتنا كمخلوقات غير كاملة. لا يمكن أن ننمو على الصعيد الجسدي والنفسي والروحي دون الأزمات. عندما نمر بمعاناة شديدة يكون لدينا اختيارين، الأول: أن نختار الحياة، بالرغم من المعاناة، وننفتح على الآخرين، وللرب الذي يرافقنا ويسير إلى جانبا. لقد تجسد المسيح لأجل أن يحّل فينا ليملأها بحضوره.

الاختيار الثاني هو الأنغلاق على أنفسنا ورفض كل مساعدة من الآخرين ومن الله. ألا تزيد الوحدة من المعاناة أكثر؟ حتى أن البعض يتألم وحده رافضًا أن يقبل الألم في حياته فيتألم أكثر، رافضًا مساعدة الآخرين إلى أن يموت وحيدًا. “قد جَعَلت بينَ أَيديكُم الحَياةَ والموت، البَركَةَ واللَّعنَة. فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ وذُرّيَّتُكَ”. لك حرية الاختيار بين الموت والحياة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد