إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

أهلا بالتجربة

0 552

الأحد الأول من الزمن الأربعيني 5 مارس 2023: متى 4: 1- 11

سارَ الرُّوحُ بِيَسوعَ إِلى البَرِّيَّةِ لِيُجَرِّبَه إِبليس

منذ سنوات قليلة بدلَت الكنيسة عبارة “لا تدخلنا في تجربة” إلى لا تتركنا في تجربة في الترجمة الرسمية لصلاة الأبانا استنادًا للنص الأصلي كما هو في اللغة اليونانية القديمة. الله لا يجرب الإنسان أبدًا، بل هناك كائن يسمى “المُجَرِّب”. يُجرِّب الناس بالشُّرور.

لماذا يسمح الله بالتجربة؟ لماذا لا يتدخل سريعًا؟

هكذا نصلي في المزمور 17: 3 “لو أنتَ اَمتَحَنتَ قلبي وتَفَقَّدْتَهُ في اللَّيلِ واَختَبرتَني، لَمَا وَجدْتَ بي مَذَمَّةً ولا هيَ تخرُج مِنْ فَمي”.

تأتي التجربة لتكشف لي حقيقة قلبي ودوافعه الخقية. يجعلني أدرك وأفهم نفسي بصورة أفضل. إذا لم أُختَبَر أبدًا وإذا لم أتعرض للغواية أبدًا فلن أعرف من أنا وماذا أريد. إذا هربت من الإغراء فلن أنضج أبدًا، سأكون طفلًا كبيرًا لن ينضج أبدًا، كشخصية ديزني الشهيرة بيتر بان الذي يعيش في «نيفرلاند»، الأرض التي لا يكبر فيها الأطفال أبدا. لن أعرف من أنا، ماذا أريد، أين أريد أن أذهب، سأموت من الحزن لأنني أفقد معنى حياتي.

يدخل يسوع الصحراء مدفوعًا بالروح. الشيطان لا يدفعه لكن الروح القدس. البرية هي المرآة  التي تجعلنا نرى رغباتنا ودوافعنا الخفية. يذهب يسوع للصحراء ليبدأ رسالته. لا توجد رسالة في الحياة دون معرفة القلب. يسوع مثلنا، بدا في النظر إلى ذاته أولا وعَرف دوافع قلبه، وفحص نقاط ضعف الطبيعة البشرية والمناطق المظلمة والمخفية الموجودة في أعماق كل إنسان. وفي التجربة نختبر اللقاء مع المجرب، تنكشف كل أفكارنا وننظر في مرآة أرواحنا ونغوص في أعماق قلوبنا. بدون أفعال التواضع تلك لن ندخلا لعلاقة أصيلة مع الله. لنفهم قول كاتب ابن سيراخ: “يَا بُنَيَّ، إِنْ أَقْبَلْتَ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ الإِلهِ، فَاثْبُتْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَأَعْدِدْ نَفْسَكَ لِلتَّجْرِبَةِ.” (سي 2: 1).

قد يعجبك ايضا
اترك رد