لماذا نصوم؟
لم يأمر الرب أبدًا بالصوم، لكنه توقع أن نصوم. لم يقل أبدًا صوموا، بل قال صلوا، أعطوا صدقة. لم يتكلم بالصوم بفعل أمر، لكنه توقع من تلاميذه وشعبه أن يصوم. بالرغم من أنه لم يأمرهم بالصوم، علمهم لماذا يصومون وكيف يصومون. الصوم ليس فريضة، أمر إلزامي، لا يأمر ولا يفرض أن نمتنع عن الطعام، بل هو وسيلة للاقتراب من الله، ليس عادة دينية بل أداة روحية لبلوغ غايات روحية معينة. وسيلة روحية نبلغ بواسطها إلى غايات عظيمة غالية. المظهر الخارجي الامتناع عن الطعام، لكن المطلوب في الصوم اصلاح داخلي، أي أن الرب يتوقع منا ليس فقط الامتناع عن الأكل والشراب ومسرات الجسد، بل يتوقع أن نجري اصلاحًا داخليا روحيا واجتماعيا.
في أشعيا 58 لكي نتوقع لماذا الصوم وكيف يصوم الشخص. 6 أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو هذا: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْراراً وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟ 7 أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟
هل نصوم الصيام الذي أختاره الرب، أم نكتفي بالناحية الخارجية فقط، لكن التغيير الداخلي والاجتماعي، أن نتضع أمام الرب ونتطلع لمن حولنا ونسد احتياجاتهم. البعض نظر إلى تلاميذ المسيح إنه لم يصوموا، فدنا منه تلاميذ يوحنا قائلين: «لِماذا نَصومُ نَحنُ و الفِرِّيسيُّون و تَلاميذُكَ لا يَصومون؟» لماذا يخرج تلاميذك عن التقليد الديني. كان الجواب: للصوم مناسبة، أنت تصومون بمناسبة ولا مناسبة. تلاميذي يعيشون أيام عرس، أيام فرح. فالصوم هو تذلل ونوح هل يستطيع أن يصوموا ومعهم العريس. ذكر تلاميذ يوحنا بكلام يوحنا، فهو شبه يسوع بالعريس ونفسه بصديق العريس. أنتم أخذتم من يوحنا التقاليد والعادات فقط لكنكم لم تأخذوا من يوحنا، رسالته: “هوذا العريس الذي له العروس.. حمل الله الذي يحمل خطئية العالم” قبلتم من يوحنا التقاليد وتجاهلهم الرسالة الأساسية واكتفيتم بالتقليد ووضعتم أنفسكم مع الفريسيين خارج نطاق العرس. «لِماذا نَصومُ نَحنُ و الفِرِّيسيُّون و تَلاميذُكَ لا يَصومون؟» وضعوا أنفسهم خارج العرس. وهذا يدل على أن تلاميذ يوحنا لم يعرفوا “العريس” شخص يسوع. سمعوا عنه لكنهم التصقوا بالعادات والتقاليد وأسدلت ستارة على أعينهم من يجرى المعجزات هو المسيا المنتظر. الصوم وتقاليد الصوم وضع تلاميذ يوحنا المعمدان مع الفريسيين.
لماذا نصوم، لأنها عادة وتقليد ورثناه عن أجدادنا أم نصوم لحاجة ما. أيام المسيح كان الشعب يصوم في مناسبات، في يوم كيبور يوم الكفارة، وقبل عيد الفيرون، نجاة الشعب العبراني من هامان الذي كان يريد ذبح الشعب ولكنه نجا بفضل حكمة استير. ويصومون لمناسبات أخرى، مثل صوم يونان. لماذا نصوم؟ هل يجب أن نصوم، لا توجد فريضة للصوم، ولكن يتوقع من شعبه أن يصوم.
لماذا نصوم؟
أن أهل العرس لا يصومون ما دام العريس معهم، لكن تأتي الساعة عندما يؤخذ العريس، يرفع عنهم الصليب: “متى رُفع على الصليب”. عندما يساق المسيح إلى الموت تصوم الكنيسة. عندما يكون في حالة حزن واكتئاب، قال المسيح نفسي حزينة حتى الموت، وبدأ يحزن ويكتئب. المسيح يحزن على خطايانا وعلى فتورنا وعلى ارتدادنا، عندما نظلم بعضنا بعضنا، عندما تكون حالتنا الروحية والإنسانية تتناقض مع حالة المسيح. عندما يكون وضعنا الروحي والاجتماعي متردي. متى صام أهل نينوي أو شعب استير عندما شعروا بحالتهم وحاجتها إلى قوة سمائية. عندما ندرك حاجتنا الروحية والإنسانية. أما إذا كان مجرد عادة فلا معنى. نبدأ الصوم من إدراكنا ووعي التام لحالتنا الروحية. عندما اتطلع إلى حالة الروحية، لا أصلي بحرارة، لا أخدم بغيرة، فحالتي غير صالحة فأنا في حاجة الصوم. عندما يكون هناك ظلم، انشغال بالعالميات، عبودية للمال، عندما هناك تيارات مخيفة تبعد الإنسان عن الله. في هذه الأوقات نصوم ونصلي.
غاية الصوم؟
اجراء تغيير جذري في حياتنا وليس تغيير بسيط. شبه الرب يشبه الصوم بالإنسان الذي يقتطتع رقعه جديدة، غير منكمشة بعد الغسيل {الفعل اليوناني} الرقعة لا توضع بهذا الشكل، إذا كان عندك توب جديد لماذا تقص منه لتضع على القديم. المسيحيين لديهم توب عتيق، محبوب لديه، ويأتي ثوب جديد يقطع من الجديد ليرقع القديم. الحياة المسيحية توب جديد.
يعطي مثل آخر، كان يوضع الخمر في زق جديد، لكن مع الأيام يصبح جاف وفيه شقوق، الخمر الجديدة تخرج منها أبخرة فالشقوق التي في الزق، تتلف ونخسر بالتالي الخمر والزق. الحياة الجديدة هي توب جديد وزق جديد. يقصد الرب التجديد والخلاص، الذي يشببه باللباس ثياب الخلاص، كساني رداء البر. فالرداء هو رداء الخلاص والبر هو رداء جديد يعطيني أياه الرب مجانا. نطلب أن نرقع حياتنا، نمط حياة قديم ويطلب من الرب رقع روحية. الثوب الذي تلبسه يحتاج أن ينزع ويطرح بالنار، نحتاج إلى رقع بل إلى ثوب جديد كامل يغطينا بالكامل. الرب لم يأتي ليضع رقع على حياتنا، مشكلتنا أننا لا نريد أن ننزع العتيق، نتمسك بها ولا نتتغير، لن يغيير الصوم. الرب يريد التغيير، تغيير جذري أساسي وهذا هو الغاية من الصوم والتذلل أن نخرج من الصوم كائنات جديد ليس رقع جديدة على ثوب قديم، يريد الرب أن يجدد حياتنا ثوب جديد وزق جديد، مضمون جديد وشكل جديد.
هل علاقتي بالصوم صحيحة تماما فلا داعي للصوم، لكن إذا لا هناك داعي كبير للصوم، ليس فقط رقع العيوب، بل غيرني تغيير شامل، قلبي وعواطفي، إذا لم يحصل هذا فليس هناك صوم.
كيف نصوم؟
متى صمت اغسل وجهك حتى لا يعلم الناس انك صائم. الصوم عمل فردي بشكل أساسي. كيف نصوم؟ عن نوع معين من الأطعمة، الصوم الكامل عن كل أنواع الأطعمة، بولس صام ثلاث أيام لم يأكل ولم يشرب. لكن الانقطاع التام عن الطعام.