الصوم المقبول
هو فترة مميزة للغاية لأنها تسبق احتفالنا بعيد الفصح، وليس لها معنى ولا فائدة إذا لم ترتبط بقيامة المسيح. فالصوم لا معنى له في حد ذاته إلا إذا إرتبط بشخص المسيح القائم. إذا التزمت بالصوم دون أن يكون هدفك استعادة علاقتك بالمسيح فلا معنى لصومك ولتضحيتك. الصوم بهذه الطريقة لا يخرج عن كونه ممارسات دينية. انقطاعك عن أكل بعض الأطعمة، أو ممارسة بعض الإماتات، أو الاستماع إلى بعض العظات، أو المواظبة على صلاة درب الصليب يوم الجمعة، جميعها ممارسات للعبادة لن تفيد أبدًا في تغيير الحياة لتُصبح خليقة جديدة في المسيح يسوع. على العكس من الممكن أن تتركك في صورة أسوء مما كنت عليها قبل فترة الصيام!! هل تعلم لماذا؟
إذا واظبت على كل ما سبق من فاعليات قد تصل إلى عيد الفصح وأنت تشعر بكبرياء مصدره أنه قمت بما هو “مطلوب” منك. لقد كنت تصارع نفسك وأهوائك لكن أين المسيح من كل هذا؟ هو عمل قمت به وحدك، هي آماتة قمت به في تحدي لذاتك!!
المسيحي الحقيقي هو الذي يسمح لشخص يسوع أن يملء كيانه، فيصرخ مع بولس: “لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيَّ”. فالصوم له معنى متى كان هدفه أن تتملئ بحضوره. صلواتك وإماتاتك لها معنى فقط إذا كانت مرتبطه به، فهو فقط الذي يصنع الفارق.
إذا بقيت في الظلام فترة طويلة وخرجت إلى ضوء النهار، يصيبك الضوء الساطع بعمى مؤقت، فتلجأ إلى غلق عينيك لحمايتهما. التحدى هنا أن تقبل وتعترف إنك أعمى. في زمن الصوم الحقيقي هو الذي يهيئك لكي تستطيع أن تفتح عينيك لترى نور القيامة. فائدة زمن الصوم هي إعدادك للتعود على رؤية شعاع، ولو ضعيف، من النور حتى إذا سطع نور القائم من الموت لا تغلق عينيك، لأنك أعتدت على القليل منه. عندما يسطع القائم بنوره تستطيع أن ترى ضوءه الساطع دون أن تتأذى عينيك.
أبحث عن علاقتك بالمسيح نور العالم، دعه يرسل شعاع ضعيف من النور إلى قلبك المظلم حتى يُعدك لما هو قادم.