إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

المَمسوس

0 38

الأربعاء 2 يوليو 2025؛ مت 8: 28- 34

«ما لَنا وَلَكَ، يا ٱبنَ ٱلله؟ أَجِئتَ إِلى هُنا لِتُعَذِّبَنا قَبلَ ٱلأَوان؟»

يجد البعض صعوبة في فهم حوادث طرد الشياطين المذكورة في الأناجيل. يؤكدون إنها ليس أكثر من أمراض نفسية مستعصية تجعل الشخص يتصرف كما لو أصابه مسّ شيطاني. الحقيقة نحن جميعًا ممسوسون، بعضنا أكثر من البعض الآخر.

طرد الأرواح الشريرة يعني التحرر من روح الشر. لقد سيطر روح الشر على الإنسان بكذبة آدم، وهي الكذبة التي تسكن فينا جميعًا، والتي تجعلنا لا نصدق إننا محبوبون من الله. هذه الكذبة تجعلنا نفقد الثقة به، ونخاف منه، ونهرب من أمام وجهه. أصبحنا أسرى للخوف الذي يحدد كل أفعالنا. أول ما أفكر فيه هو كيف أنقذ نفسي. هذا الخوف هو الذي يجعلنا أنانيين ويدفعنا إلى فعل المزيد من الشر. ومن الطبيعي أن نشعر بهذا الخوف. لكن أن تشعر بالخوف شيء، وأن تكون ”أسير“ الخوف شيء آخر. دفعنا الخوف أخيرًا إلى الرعب من الموت، متناسيين أن البذرة لا يمكن لها أن تنمو وتعطي ثمرًا إلا إذا ماتت أولاً (يبدو لنا إنها ماتت) في باطن الأرض.

هناك صعوبة في محاربة روح الشر داخلنا وذلك لأن الشيطان، كما قال المسيح، هو أمير الكذابين. إنه يخلط بين الحقيقة والكذب. وهكذا، في نفس الجملة، يعترف بهوية المسيح: “ما لَنا وَلَكَ، يا ٱبنَ ٱلله؟”، وهو أمر نادر (فقط القديس بطرس قال ذلك في حياة المسيح)، لكنه يعكس الأدوار. فهو ”يتوسل“، ويصور الأمر كأن المسيح جاء لتعذيبه فيلعب دور الضحية: ”أَجِئتَ إِلى هُنا لِتُعَذِّبَنا قَبلَ ٱلأَوان؟“. نحن بحاجة ماسة إلى الروح القدس لكي نتمكن من تمييز الخير من الشر، لأن الشر يتخذ وجه الخير.

دع روح الله يطرد روح الشر من داخلك، لكي تنتصر على الخوف. لا تختبئ كآدم أمام وجه الله، بل قل مع مريم: “ها أنا أمةٌ للرب فليكن لي حسب قولك”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد