امضوا بسلام
فَقولوا أَوَّلًا: أَلسَّلامُ عَلى هَذا ٱلبَيت
الأحد 6 يوليو 2025؛ لو 10: 1- 12
هناك حكمة قديمة يقال أن زعيم هنود أباتشي المسن قدمها لشباب قبيلته: “داخلي وداخل كل واحد منا تدور معركة بين ذئبين: الذئب الأول يمثل الخوف والغضب والحسد والندم والجشع والغطرسة وخيبة الأمل والغضب والانتقام والشفقة على الذات والشعور بالذنب والرغبة في الاستسلام والإحباط والأنانية. في حين يمثل الذئب الثاني الفرح والسلام والحب والأمل والمشاركة والصفاء والتواضع واللطف والحنان والعاطفة والكرم والإخلاص والثقة.إنها معركة رهيبة وطويلة وصعبة”.
صمت الزعيم فسأله أحدهم: “ومن ينتصر؟”. أجاب زعيم الأباتشي: “من تقرر أن تطعمه”.
اليوم يعطي المسيح تعاليمه للرسل الاثنين والسبعين ويدعوهم أن يكونوا “حملان” ويوصيهم: “احذروا الذئاب ولكن أحملوا السلام”. كل شيء آخر يصبح ثانويا متى كان السلام في داخلك، انشره بين الناس، واعد بناءه متى تصدع، ودافع عنه حتى إذا اقتضى الأمر التضحية بحياتك بين ذئاب العالم.
“اذهبوا بسلام!”. إنها نفس الدعوة التي تختتم كل قداس.
لنكن صادقين، أحيانًا تحبون وتنتظرون هذه التحية لأنها تعني “أخيرًا انتهى القداس!” .
أتساءل عما إذا كان هذا هو السبب في أنهم يقولون ”الشكر الله!“.
لكن “اذهبوا” لا تعنى إنزال الستار، بل التحرك نحو الواقع. الجزء الأخير من القداس (بعد التناول)، يبدو أنه الأقصر، لكنه في الواقع الأطول: يستغرق دقيقتين لكنه يستمر لمدة أسبوع.
هناك صلاة قديمة (من القرن الرابع عشر)، أعاد صياغتها راؤول فوليرو ونسبها إلى الأم تيريزا:
المسيح ليس له يدان، ليس له سوى أيدينا ليقوم بعمله اليوم.
المسيح ليس له قدمان، ليس له سوى أقدامنا ليصل إلى الناس حيثما توجد الحياة.
المسيح ليس له شفاه، ليس لديه سوى شفاهنا لنشر إنجيل الأمل.
المسيح ليس لديه وسائل، ليس لديه سوى مساعدتنا لجعل العالم مكانًا أفضل.
نحن الكتاب المقدس الوحيد الذي لا يزال الناس يقرؤونه.
نحن رسالة من الله مكتوبة بالأفعال وليس بالأقوال.
سينتهي القداس فعليا في منزلنا، حيث نقرر ماذا نكون: حملان أم ذئاب، وإيهما تطعم.