إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

هاري بوتر

0 45

أَنَّكَ أَخفَيتَ هَذِهِ ٱلأَشياءَ عَلى ٱلحُكَماءِ وَٱلأَذكِياء، وَكَشفتَها لِلصِّغار

الأربعاء 16 يوليو 2025؛ مت 11: 25- 27

عندما قرأت قصة “هاري بوتر وحجر الفيلسوف”، في عام 1998، حرصت على متابعة السلسلة بالكامل وكنت أنتظر صدور الكتاب التالي حتى الكتاب الأخير 2016 “هاري بوتر والطفل الملعون”.

أحيت رحلة هاري بوتر خيالي وقدرتي على التبسيط التي عادة ما يتمتع بها “الصغار”، وسمح لعقلي بمساحة راحة وفسحة جميلة وسط كثرة الأعباء والإنشغالات والهموم اليومية المعتادة.

يتحدث يسوع اليوم عن الصغار، وبالطبع لا يقصد الأطفال، لكن الناضجين القادرين على التخلي عن تعقيد الحياة والنظر إلى الجوهر، كما يفعل الأطفال عادة. عندما تعطي هدية لطفل سيأخذها دون تكلف ووبساطة شديدة ولن يسألك لماذا تعطيني هذه الهدية؟ الإنسان البسيط يقبل كل شيء: الحياة بحلوها ومرها كهدية يعطيها الخالق دون أن يسأل عن: لماذا خلقتني يا الله؟ لماذا أعاني؟ ما المعني من حياتي؟

الله يخبر مثل هؤلاء الناس بخططه، ويطيل الحديث في قلوبهم. والخبرة الروحية العميقة هي عمل متواصل، دون كلل، لأجل تعلم “فن تبسيط الأشياء“، حتى نصل بها إلى جوهرها الأساسي. هناك حقائق لايمكن إدراكها بالتفكير المُعقد، بل ببساطة القلب. وتعلم هذا الفن يتم من خلال الصلاة. فالصلاة هي فن البساطة. الصلاة هي عكس القلق. بل إنها المكان الذي يجب أن نأخذ إليه كل همومنا لنلقيها في يديه.

الصغار لا يتخذون ذكائهم درعًا لهم، فهم يعرفون أن الذكاء أيضًا هو هدية مجانية أعطيت لهم. هم من يعرفون إنه ليس بالعقل وحده تُفهم الأشياء فعقول العالم لم تصل إلى معرفة بسيطة وبدائية لتعقيدات الحياة والكون.

كن بسيطا كما طلب القديس فرنسيس في نشيد الفضائل لأن: البَساطَةُ النَّقِيَّةُ المُقَدَّسَةُ تُخْزي كُلَّ حِكْمَةِ هَذا العالَمِ، وحِكْمَةِ الجَسَد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد