إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

خارج الدار

0 48

وجاءَت أُمُّه وإِخوتُه فوقَفوا في خارِجِ الدَّار، وأرسَلوا إِليهِ مَن يَدْعوه

11 أغسطس 2025؛ مر 3: 31- 35

تدهشني كثيرًا ملاحظة أن مريم كانت تقف خارج الدار مع إخوة يسوع (أقاربه) كواحدة منهم. هي تسأل هي أيضًا تسأل، وتطلب، وترسل في طلبه، وتنتظر. إخوة يسوع هي نحن، فهو البكر بين إخوة كثيرين (رو 8: 29). تقف مريم بيننا، تتضامن معنا خارج الدار وهذا سبب رجاء قوي للغاية.

في الوقت الذي نطلبه ولا نجده، أو نشعر بغيابه وسط تراكمات الحياة، لنعلم إننا لسنا وحدنا. مريم معنا في مسيرة الحياة، تقف لترفع صوتها لتعضد طلباتنا وسؤالتنا. إن أمه هي نفسها التي تطلب ما نحتاج إليه.

وبشكل غير متوقع، لم يخرج يسوع لملاقاة مريم وأقاربه، بل على العكس كانت إجابته قاسية: “أجالَ طَرفَه في الجالِسينَ حَولَه وقال: «هؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخوَتي، لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أخي وأُخْتي وأُمِّي».

لا يتجاهل يسوع طلب مريم وطلبنا، لا يتجاهل سؤالتنا. لكن يقول ببساطة أن كلما سمعنا كلمته وطبقناها في حياتنا خارج الدار، نحصل على شيء لا يمكن لأحد أن يسلبنا إياه، نُصبح عائلته، أخوة وأخوات وأمهات، تمامًا مثل مريم، لأنها أكثر من الجميع استسلمت لإرادة الله منذ بشارة الملاك. أراد أن يرفعها إلى مرتبة أعلى من مرتبة الأم الأرضية. الآن مريم هي الأم السماوية!

تأتي الخاتمة تحت الصليب، وفي شخص التلميذ الذي أحبه، أي كل إنسان يُصلب من أجله، يعطي له أمه «هُوَذَا أُمُّكَ». يعطينا ميراثه، كل ما له في الحياة لنحيا به، يعطينا شفيعتنا الدائمة لتصحبنا في الحياة. نظر إليك في هذه اللحظة قائلا لأمه مريم: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».

هنا أسأل نفسك هل مريم معك خارج الدار؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد