لا تزني (6): وسائل تنظيم النسل
تنظيم النسل
أختلطت بعض المفاهيم المسيحية بسبب واقع المجتمع الذي نعيش فيه حتى أصبح الحديث عن الجنس والحب محفوف بالمخاطر ، نظراً لتداخل المفاهيم ، فكان يجب قبل أن نبدأ الحديث عن تنظيم النسل ، ورؤية الكنيسة له كان لابد إضافة هذا الفصل حتى نقوم بشرح المفهوم الصحيح عن الحب والجنس وليس المفهوم الذي نتلقاه من التليفزيون أو غيرها من وسائل الاعلام.
نعرف أن الله خلق الجنس لسببين ، واحد على المدى البعيد وهو بقاء الجنس البشري ،وآخر على المدى القريب وهو لكي يعبر الزوجان عن حبهما لبعض حتى يصبح الجماع ليس وسيلة للاتحاد الجسدي فقط بل أيضاً وسيلة لأتحاد الارواح والشعور بوحدة الزواج ” ليكون الزوجين ليس بعد اثنين بل واحداً ” ، وحيث يستطيع الزوجين أن يقوما باعطاء ذاتهما كلاهما للآخر ويتبادلا الحب ليكون الله حاضراً في وسطهم لأن الله هو المحبه . و حين يكون هناك شيء يدمر الحياة الزوجية يكون أحد أهم هذه الاشياء هو اساءة استخدام الجنس .
دخول الملل:
هناك اوقات يدخل فيها الملل إلى الزوجين ويفضل أحداهما أن يكون وحيداً بعيداً عن الطرف الآخر وهنا قد يصبح الجنس نوع من ( تأدية الواجب) يغلب عليه عدم الصدق في التعبير ، في حين أنه عند بداية الشعور بهذا الملل على الزوجين أن يجلسا ليتحدثا سوياً بدل من الادعاء بالحب .
ولابد أن يتعلم الأزواج ضرورة الامتناع عن الجنس في بعض الوقات مثل المرض أو التعب الزائد ، أو إحترام كل طرف الآخر ومن هنا ينشأ التوازن الذي يؤدي إلى زواج سعيد متوازن بين الجسديات والروحيات ، حيث تتحول أوقات الامتناع عن الجنس إلى أوقات حوار بين الزوجين وكذلك إلى أوقات صلاة ، فنحن لسنا ماكينة جنس ، هناك أوقات يريد فيها الناس الجنس وأوقات لا يريدون ذلك ، ومن هنا لابد ان يتعلم الزوجين ضرورة التعبير عن الحب بدون جماع وقطعاً ذلك يأخذ وقتاً وجهداً ويحتاج إلى قوة شخصية لكي تكون المفاجأة هي رفاهية عاطفية للزوجين .
لابد أن يعلم الزوجين أن الامتناع عن الجنس لا يعني الامتناع عن الحب بل على العكس قد يكون الامتناع عن الجنس هو تعبير أقوى عن الحب .
فمثلاً يصبح الزوج مليء بالاحترام العميق والحب لزوجته ، وقد يساعدها في بعض أعمال المنزل ويراعي الكثير من احتياجاتها ولا يستطيع الجماع فقط عندما يريد هو ، لكن عندما يحين الوقت الصحيح لذلك فتكون المكافأة من الزوجة وهي زيادة التقدير والامتنان لذلك الزوج المحب ، فلابد ان يكون الزواج الكنسي به مساواة بين الجنسين ، فحرية المرأة تحرر الرجل أيضاً ويرفع الحب الحقيقي من قدر المرأة والرجل .
ولا أريد أن أزيد في هذا الفصل عن الحب ، لكني اود أن أطرح موضوع حوار بين الزوجين ليعبرا كلاهما للاخر عن احتياجاته ورغباته ، بدون كسوف وخجل ، وتحدثنا عن الامتناع عن الجنس لأنه يكون أحد أهم اسباب المعترضين على طريقة بلينجز لتنظيم النسل وكيف يواجهون فترات الامتناع سويا.
- المقصود بتنظيم النسل
يجب التميز بين تنظيم النسل وتحديد النسل، التحديد هو رفض النسل كلياً, بينما التنظيم فهو عدم اللجوء إلى الحمل في فترة معينة, ويكون التنظيم لفترة يختارها الزوجان معاً. يتم تحديد النسل باللجوء إلى إحدى العمليات الجراحة التي توقف احتمال الحمل لدى المرأة بشكل قاطع, إلى حين اللجوء الى عملية أخرى تعيد الأمور إلى مجراها الطبيعي. وهذا أمر غير جائز أخلاقياً لأنه يخالف الضمير الإنساني, كما يخالف أسس الزواج التي تتمثل في الإنجاب وتربية البنين. يتم تنظيم النسل باتباع بعض الطرق الطبيعية أو الاصطناعية التي تؤدى إلى تأجيل أو توقف احتمال الحمل لمدة معينة, تطول أو تقصر حسب استعمال هذه الطرق والمواظبة عليها. من الناحية الأخلاقية تدعوا الكنيسة الى تحكيم العقل في تنظيم النسل, فهي لا تمانع من اللجوء إلى الطرق الطبيعية في تنظيم النسل, لأن هذه الطرق تحفظ كرامة الأزواج وتصون العمل الزوجي كتعبير عن الحب الحقيقي المتبادل. بينما تعارض الكنيسة تنظيم النسل بالطرق الاصطناعية, لأنه يتنافى وكرامة الأزواج وغاية الزواج. كما تشجب الكنيسة بشدة تحديد النسل الذي يتنافى مع غاية الزواج التي هي الحب وإنجاب البنين[1].
أما المقصود بوسائل منع الحمل الاصطناعية: فهي كلُّ فعلٍ بشري، تُستعمل فيه وسيلة غير طبيعية، بهدف حرمان الجماع الجنسي من قدراته الطبيعية على الإنجاب. من الأفضل أن نركز على عبارة تنظيم النسل بدلاً من عبارة منع الحمل، لأن منع الحمل تنطلق من عملية تقنية غايتها منح الأخصاب، أما تنظيم النسل فتحمل في ذاتها بعداً أخلاقياً، إذ لا تهدف إلى رفض الإخصاب بحد ذاته بل إلى تنظيمه[2].
- أسباب أنتشار وسائل تنظيم النسل الاصطناعية[3]
- الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيئة.
- عدم الاستقرار الاجتماعي والوطني.
- القلق الذي يعيشه آباء وأمّهات اليوم على مستقبل أولادهم.
- التراجع الملحوظ في الحياة الروحية والالتزامات الإيمانية.
- عدم الاطلاع الكافي على تعليم الكنيسة والتعمّق بفهمه.
- أنواع وسائل تنظيم النسل
1.3. الوسائل الكيميائية
1.1.3. حبوب منع الحمل
وهي متعددة الأنواع وتتكون جميعها من هورموني الاستروجين والبروجسترون، وتؤخذ في اليوم الخامس من بدء الحيض ولمدة 20يوم متتالية كل شهر، وهي بغالبيتها تمنع عملية الإباضة من المبيض، أو نزول البويضة الناضجة القابلة للتلقيح. تُسبّب ضعفاً في جدار بيت الرحم، تجعله غير قابل لاستقبال الجنين[4]. وبعض هذه الحبوب إجهاضية.
2.1.3. الرغوة المانعة للحمل والقشرات والعجائن المانعة للحمل والأقماع، وجميعها تحتوي على مواد قاتلة للحيوانات المنوي.
3.1.3. الغسل المهبلي. يجب عمل الغسل بعد عملية القذف مباشرة.
4.1.3. حقن الهرمونات الطويلة المفعول.
تعتمد على حقن مادة البروجسترون بالعضل مانعةً بذلك الإباضة مدّة ثلاثة أشهر.
5.1.3. المضخّات المزروعة تحت الجلد
تعتمد هذه الطريقة على زرع مضخّة تحت الجلد في الذراع، وتحتوي على كميّة من البروجسترون تكفي لمنع الإباضة لمدة خمس سنوات[5].
2.3. الوسائل الميكانيكية
1.2.3. الغلاف الواقي للرجل
هو غلاف يلبسه الرجل ليمنع وصول الحيوانات المنوية إلى المهبل. ومن عيوبه أنه يمنع الاحتكاك المباشر للأعضاء التناسلية للرجل والمرأة، مما قد يحرمهما من متعة العلاقة[6].
2.2.3. الغطاء الحاجز المهبلي
وهو غلاف من المطاط مستدير، ويوضع في أعلى المهبل حيث عنق الرحم، وهو يفصل عنق الرحم عن الجزء السفلي الذي يقذف فيه الرجل حيواناته المنوية، ويستعمل معه مراهم تدهن عليه لتزيد من فاعليته[7].
3.2.3. اللولب
وهو عبارة عن شريط من مادة بلاستيكية يأخذ أشكالاً مختلفة، يدخل إلى الرحم بواسطة الطبيب فقط، ومهمة اللولب هي أت يمنع البويضة الملقحة من أن تَثبُت على جِدار بيت الرَحم[8]. وتُعتبَر هذه الوسيلة إجهاضيّة.
4.2.3. الغطاء الحاجز المغلف لعنق الرحم
هو غلاف مستدير أجوف يُصنع من المطاط، يُوضع على عنق الرحم البارز في المهبل، ويمكن بقاءه طول الشهر ويستخرج قبل نزول الطمث[9].
3.3. الوسائل الجراحية
1.3.3. تعقيم المرأة
تعتمد هذه العملية على قطع الطّريق الموّصل بين الحيوان المنوي والبويضة مع الاحتفاظ بالدّورة الشّهرية وانتظامها إذ أن البويضة التي يكون حجمها بحجم نقطة القلم لا زالت تنزل من المبايض في موعدها المحدد كل شهر، لذلك لن تشعر المرأة بأي تغيير، وتتم هذه العملية بعملية فتح بطن مصغرة تتمّ تحت التّخدير العام، ويتم إغلاق قناتي فالوب أو وضع كلبس عليهما[10].
2.3.3. تعقيم الرّجل
تتم هذه العملية بقطع القناة النّاقلة، وبذلك يقطع الطّريق الذي يؤدّي إلى خروج الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى السّائل المنوي، ويمكن إجراء ذلك تحت التّخدير الموضعي أو العام، ومن الممكن الوصول إلى القناة النّاقلة بسهولة، حيث تقع تحت الجلد مباشرة، ويتم استئصال قطعة من الأنبوب[11].
4.3. الوسائل الطبيعيّة
1.4.3. الإباضة والدورة الشهريّة
تسمى طريقة «أوجينيو الحسابيّة»، تعتمد ببساطة على الامتناع عن العلاقة الزوجيّة في الأيام العشر الوسطى من الدورة الشهريّة[12].
2.4.3. ارتفاع درجة الحرارة
تعتمد على قياس المرأة لدرجة حرارة الجسم يومياً بعد الاستيقاظ مباشرةً وتسجيل ذلك، وعند ارتفاعها بشكل ملحوظ، هنا يجب تجنب العلاقة الزوجيّة[13].
3.4.3. طريقة الرضاعة الطبيعيّة
من المتعارف عليه طبياً وواقعياً أن فترة الرضاعة الطبيعيّة لدى أغلب السيدات هي فترة عقيمة حيث لا تحدث عملية الإباضة[14].
4.4.3. طريقة بيلينغز
تنسب هذه الطريقة إلى مكتشفيها وهما طبيبان استراليان يدعيا إيفلين وجون بيلينغز، هي طريقة جديدة لتنظيم الأسرة طبيعياً. ولا نستعمل فيها حبوب أو لولب أو واقي ذكري أو طريقة القذف خارجاً كل هذا طرق صناعية. وتعتمد على مراقبة المادة المخاطية اللزجة التي تظهر عند عنق الرحم قبل عملية الاباضة بأيام قليلة وتختفي بعدها بأيام قليلة[15].
تقوم على معرفة أيام الإخصاب لدى المرأة خلال فترة الدورة الشهريّة والتعرف على الوقت الذي فيه يمكن حدوث حمل. ثم مراقبة دورة المخاط اللزج الذي يتكون عند عنق الرحم قبل عملية الإباضة بأيام قليلة وتختفي بعد ذلك بأيام، حيث أنّ وجود المادة اللزجة دلالة على وجود الخصوبة، هذا يتطلب نوعاً زائداً من الحذر وترك أيام كافية قبل وبعد ظهور المادة اللزجة. كما تتطلب هذه الطريقة من المرأة الانتباه إلى أحاسيسها الخارجية وملاحظاتها. كما يجب أن تترك سجلاً بسيطاً لتلك الملاحظات. ولتجنب حدوث الحمل، يجب تجنب العلاقات الزوجية في الأيام التي توجد فيها مادة مخاطية لزجة في عنق الرحم، وتُترك ثلاثة أيام بعد اختفاء هذه المادة من باب الحذر[16].
- خطورة استخدام وسائل تنظيم النسل الاصطناعية[17]
- من مخاطر استخدام وسائل منع الحمل، إذا تعود الرجل عليها ينتهي به الأمر إلى أن يفقد احترامه للمرأة ولا يهتم بتوازنها النفسي والجسدي ويعتبرها مجرد أداه لمتعته ترضي رغبات، لا شريكة ورفيقة حياته.
- لأنّها تُحدثُ خللاً في هذا العمل الجسمي الدّقيق للمرأة، وقد يُسبّب كبتًا مُضرًّا للحالة النفسيّة.
- لأنّها تبتذل العمل الجنسيّ، مجُرّدة إيّاه من قواعد الحُبّ البشري، مُضعفةً إيّاه شيئًا فشيئًا.
- كذلك تعد وسائل منع الحمل أحد أهم أسباب أنتشار الفساد الخلقي في المجتمعات لأنها توفر طريقة آمنه وسهله للخيانة الزوجية والسماح بتعدد العلاقات للرجل والمرة.
- الكثير من هذه الوسائل هي وسائل إجهاضيّة، أي أنها تساعد بكل سهولة على إجهاض الأجنة البريئة وقتلها، مثل اللولب، كما أنّ لبعض العقاقير تأثيرات إجهاضيّة.
- توثر هذه العقاقير على المرأة حيث يمكن أن تسبب عدم انتظام الدورة الشهرية، أو انقطاعها بشكل مؤقت، ويمكن أن يودي بعضها إلى العقم الدائم. وهناك أعراض جانبية لحقن منع الحمل، وأهمها انقطاع الدورة الشهرية لمدة طويلة حتى بعد وقت نهاية مفعول الحقنة، فتؤدي إلى العقم المؤقت وقد تؤدي إلى العقم الدائم[18].
- تسبب الحبوب للمرأة بعض الأعراض الجانبية مثل: الغثيان، الصداع، القلق والتوتر العصبي، زيادة الوزن، زيادة كمية الافرازات المهبلية أو الالتهابات الناتجة من الاصابة بالفطريات، سيولة الدم مما يساعد على حدوث تجلط وتخثر الأوردة، خمول في وظائف الكبد[19].
- قد تتفاعل حبوب منع الحمل مع أدوية أخرى، مما قد يودي إلى حدوث الجلطات أو إلى الإصابة بالسرطان.
- موقف المسيحية والاسلام
1.5. موقف المسيحية
وفيه سوف نعرض موقف كلاً من الكنيسة الكاثوليكية، والكنيسية القبطية الأرثوذكسية، والجماعات الكنسيّة الإنجيلية.
1.1.5 موقف الكنيسة الكاثوليكيّة
موقف الكنيسة الكاثوليكية ثابت في تعلمها تجاه وسائل منع الحمل فنجد إنها كثيراً ما كانت ترفض كل ممارسة تعيق الانجاب منها سواء بالممارسة الأونانية، أو بالطرق الاصطناعية. وتستند في ذلك على ما ورد في سفر التكوين، عندما استمنى أونان على الأرض، لئلا يجعل نسلا لأخيه. فقبح ما فعله في عيني الرب، فأماته (تك38: 8-10).
نستطيع التعرف على موقف الكنيسة من خلال إلقاء الضوء على ما تبلور خلال حبرية باباوات الكنيسة، فيما يتعلق بتنظيم النسل:
يخبرنا قداسة البابا بولس السادس في رسالته البابوية العامة “الحياة البشرية” إن الكنيسة متسقة مع نفسها عندما تعتبر اللجوء على الفترات غير الخصبة أمراً مشروعاً بينما تحكم على إستخدام الوسائل التي تعوق الاخصاب بطريقة مباشرة بأنها دائما غير مشروعة حتى ولو دعت إليها أسباب تبدوا شريفة وجادة، إذ يوجد
في الواقع بين الحالتين فارق جوهري: ففي الحالة الأولى يستخدم الزوجان تنظيما طبيعياً إستخداماً مشروعاً،أما في الحالة الثانية فإنهما يَحولان دون إتمام العمليات الطبيعية. وإذا كان صحيحاً أنهما في كلتا الحالتين تلتقي إرادتهما الإيجابية على تفادي الإنجاب لأسباب مقبولة، باحثين وراء الضمان الذي يكفل عدم وقوعه. إلا أنه صحيح أيضاً أن الزوجين في الحالة الاولى فحسب يعرفان كيف يتنازلان عن إستخدام أفعال الزواج في الفترات الخصبة عندما يكون الإنجاب غير مرغوب فيه لأسباب صحيحة بينما يستخدمانه في الفترات غير الخصبة للتعبير عن حنانهما بعضهما لبعض، وللحفاظ على وفائهما المتبادل. وهكذا يقدمان دليلاً على حب شريف حقاً ومتكامل”.[20]
من خلال هذه الرسالة نفهم أن البابا يؤكد على تعليم الكنيسة الذي يقتضي عدم إستخدام الوسائل الصناعية لتنظيم النسل وإستخدام الوسائل الطبيعية التي هي الإمتناع عن إتيان الفعل الزوجي في فترة الخصوبة.
مع متطلبات الحياة الجديدة وإزدياد السكان وزيادة البطالة وإرتفاع عدد ساعات العمل التي تجعل الزوج خارج البيت دائما بسبب العمل لتوفير المعيشة للإسرة فإن اللإمتناع لفترة طويلة عن العلاقة الزوجية هو طريق تصعب ممارسته, لأنه” حيثما تنقطع الحياة الزوجية الحميمة، لا يندر أن تتعرض الأمانة للأخطار ومصلحة الأبناء للمساءة”.[21]
ولكن هذا لا يعني أن قرار الزوجين في ما يتعلق بإستخدام وسائل تنظيم النسل لا ينبغي اتخاذه بنوع من عدم الاكتراث أو التفكير الجدي. بمعنى أخر عندما يتم التوفيق بين العلاقة الزوجية الحميمة (الحب الزوجي) والإنجاب (النقل المسئول للحياة) لا يجوز الاكتفاء بأن يكون التصرف مبني على النية السليمة والهدف السليم بل يجب أن يقام التصرف على مقاييس موضوعية تستخرج من طبيعة الشخص ومن أعماله, مع الحرص النابع من الحب الحقيقي على الاحترام الكامل لمعنى العطاء المتبادل والتناسل البشري.
يخبرنا تعليم الكنيسة بشأن تنظيم النسل أن المعاني الأساسية لسر الزواج التي هي الإتحاد في الحب والإنجاب، لا ينفصلان أبداً لذلك كل فعل زوجي ينبغي أن يبقى منفتحاً على نقل الحياة.بمعنى أخر أن هدف اللقاء الزوجي هو الإنجاب (نقل الحياة ) فلا زواج بدون إتحاد ولا إتحاد بدون ثمر (إنجاب).
يوضح التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الأساليب المتوافقة والمقاييس الأخلاقيّة الموضوعيّة لتنظيم النسل ، فيقول:” ان العفة من حين إلى آخر، وأساليب تنظيم النسل المرتكزة على المراقبة الذاتية واللجوء إلى أوقات العقم هي متوافقة والمقاييس الأخلاقية الموضوعية. هذه الأساليب تحترم جسد الزوجين وتشجع الحنان بينهما، وتعزز تربية حرية صحيحة. وبخلاف ذلك يكون سيئاً في حد ذاته “كل فعل يَقصِد، كغاية أو وسيلة، أن يجعل الإنجاب مستحيلا، سواء كان ذلك استعداداً للفعل الزوجي، أو في وقت القيام به، أو في تطور نتائجه الطبيعية” .
“لذا يكون سيئاً في حد ذاته كل فعل يقصد،كغاية أو وسيلة، أن يجعل الإنجاب مستحيلاً، سواء كان ذلك إستعداداً للفعل الزوجيّ أوفي وقت القيام به أو في تطور نتائجه الطبيعية”[22] والمقصود من هذا، أنه مرفوض إستخدام الوسائل الصناعية في أي مرحلة من مراحل اللقاء الزوجي فلا يمكن استخدام الوسائل التي تسبق عملية اللقاء الجنسي مثل تناول بعض الأدوية قبل اللقاء او وضع مواد عازلة في المهبل تحول دون وصول الحيوان المنوي إلى البويضة وأيضاً لا يمكن استخدام الوسائل التي تصاحب اللقاء مثل الواقي الذكري وأيضاً لا يمكن استخدام وسائل صناعية بعد اللقاء مثل اللولب النحاسي يقوم بإجهاض البويضة الملقحة المغروسة في الرحم.
المقصود من هذه التصريحات، انما هو دفاع عن قيم نظام الشخص الإنساني ومعانيه. فالتدخل في هذا النظام (بالوسائل الكيمائية أو الميكانيكية مثلاً)، يَحرم الفعل الزوجي من انفتاحه على نقل الحياة (الإنجاب) ويسبب إنفصالاً مقصوداً في معاني الفعل الزوجي. لكن الأمر يختلف، وهذا ما يُشدَّد عليه بصراحة، في التنظيم الطبيعي للولادات. لذا يجوز الأخذ بعين الاعتبار الدورة الطبيعية لوظيفة الإنجاب وتحديد العلاقات الزوجية بالدورات التي لا يمكن أن يتم فيها الحبل. هذه الطريقة لا تطعن بالمبادئ الأخلاقية التي عُرضت سابقاً.
لأسباب مختلفة، تلاقي طريقة تنظيم “الولادات الطبيعية” اليوم إهتماماً متزايداً، كما تلاقي أيضاً رفضاً. وبالنسبة للأزواج المهتمين بطريقة تنظيم الولادات بطريقة طبيعية فهي منطلقة من الإبوّة المسؤولة أي المدركة لمسؤلياتها التي تعني معرفة وإحترام الطبيعة البيولوجية , ذلك أن العقل يكتشف في القدرة على الإنجاب (نقل الحياة) قوانين بيولوجية تعتبر جزء لا يتجزأ من الإنسان. وكذلك بالنسبة لميول الغريزة والشهوات, فالأبوة المسئولة تعني ضرورة السيطرة التي ينبغي أن يباشرها كل من العقل والإرادة وأما بالنسبة للظروف الطبيعية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية فالأبوة المسئولة المدركة لمسؤولياتها إما أن تمارس بنوع من التصميم المنفتح والحكيم على الاضطلاع بأعباء أسرة متعددة الأولاد وإما بقرار يتخذ لأسباب قوية وفي ظل احترام القانون الأخلاقي بتفادي مولود جديد بصفة مؤقتة أو لزمن غير محدد.
على صعيد أخر كثير من النساء يرفضن استخدام الوسائل الصناعية, إذ ينتابهن الشعور بأن تلك الوسائل الصناعية تقوم بالطعن بهنَّ؛ وهناك من يتململن (ينزعجن) من أن تناول المستحضرات الكيمائية يرمي عليهم وحدهن ثِقل تنظيم النسل، في حين لا يشترك الرجال في مشاكل المرأة. لذا تجد كثيرات منهم في الحفاظ على دورات الخصب عند المرأة واحترامها الطريقة المثلى التي يسهم فيها كلا الشريكان معاً إسهاماً حقيقياً في تنظيم النسل بدون أن يشعر طرف بعبء هذا التنظيم دون الطرف الآخر.غير أن هناك أزواجاً ليس بوسعهم أن يروا في الطريقة الطبيعية لتنظيم النسل طريقة يمكن إتباعها كسلوك في حياتهم الزوجية. والأزواج الذين يتوصلون إلى اقتناع ثابت بأنّ حالتهم الشخصية لا تسمح لهم بالتقيد بتعليم الكنيسة المتعلق بتنظيم النسل، يعودون إلى مسؤولية ضميرهم.
والضمير هو مكان التقاء الله ولإنسان فالله يكتب شريعته في قلب الإنسان وبهذا فهو متروك لذاته لكي يحدد طريقة تصرفه الملزمة الموجودة في كيانه الإنساني بالذات واختبار هذا يتم في الضمير المرتبط بالله الذي فيه يُسمع صوت الله الذي يدعونا إلى الإصغاء لصوته، والتوجه نحوه، والعيش بالتالي بمقتضى إرادته. وهذا يتم لنا بقدرة الروح القدس[23],الذي إنما يهدي إلى معرفة الخير.
أعطى الأساقفة الألمان بعد ظهور الرسالة العامة “الحياة البشرية” بعض الإرشادات الرعوية للمساعدة في هذا الموضوع.ومن ضمن هذا البيان كونيغشتاين الذي صدر في أغسطس 1968 الذي يقوم بالنداء على قبول تلك الرسالة: “بما أن البابا قد أعلن موقفه، بعد أن محّص المسألة طويلاً, ينبغي لكلّ كاثوليكيّ, وإن كان حتى الآن قد كوَّن لنفسه رأياً مغايراً, أن يقبل بتعليمه”[24].
إن بيان كونيغشتاين لا يناقض إذن تعليم الرسالة العامة “الحياة البشرية” التي فيها ينص أيضاً على العواقب الخطيرة لاستخدام وسائل التنظيم الصناعي للنسل” يستطيع الناس المستقيمون أن يزدادوا اقتناعا بصحة مبدأ الكنيسة في هذا المجال لو أنهم عَمَدوا إلى التفكير ملياً في النتائج التي تترتب على استخدام وسائل التنظيم الصناعي للنسل. فليتأملوا أولاً كم هو واسع وسهل الطريق الذي يفتحونه للخيانة الزوجية وللانحطاط الأخلاقي العام. وليس ثمة حاجة إلى خبرة واسعة للوقوف على مدى الضعف الإنساني, ولإدراك أن الناس _ وبخاصة الشباب الذين هم أكثر تعرضاً للتأثر في هذا الصدد _ يحتاجون إلى التشجيع حتى يكونوا أوفياء للشريعة الأخلاقية, وأنه لا ينبغي أن يتاح لهم سبيل ميسور للتملص من صراعاتها. ويخشى كذلك من الرجل إزاء تعوده استخدام الوسائل المانعة للحمل قد ينتهي به الأمر إلى أن يفقد احترامه للمرأة, ولا يبالي بتوازنها الجسمي والنفسي ويعتبرها مجرد أداة لمتعة ترضي أنانيته, لا رفيقة يحترمها ويحبها.
لذلك يذكر البابا يوحنا بولس الثاني قائلاً:”على الأسلوب التعليمي في الكنيسة أن يعمل أيضا على إطلاع الأزواج على عقيدة الرسالة البابوية المعروفة باسم “الحياة البشرية”, وعلى اتخاذها قاعدة لهم في ممارسة الجنس، باذلين ما في وسعهم لإيجاد الشروط اللازمة للتقيد بها” [25]. لقد حاول البابا أن يعمق ما عالجته الرسالة العامة “الحياة البشرية” من خلال تحليل يتم بتوجيه شخصاني[26]
أيضاً يحزر بيان كونغيشتاين من القرارات المختلفة من ضمير قائم على ذاته مغرور وطائش، بل يجب سؤال الضمير بعيدا على أن كل مغرور وطائش,بل يجب سؤال الضمير بعيداً على كل غرور طائش او ذاتي, إذا كان بوسعه أن يدافع بمسؤولية عن رأيه أمام دينونة الله [27]
أما في ما يتعلق ” بالقرارات الضميرية التي يتخذها المؤمنون بوعي ومسؤولية”, وكيفية تقويمها من الناحية الأخلاقية, فينبغي للكهنة في عملهم الرعائي وخصوصاً في ممارستهم للأسرار, أن يحترموا حكم الضمير هذا؛ بيد أن ذلك لا يعني أي قبول لهذا الحكم أو اعتراف به أو تبرير له. [28]
في النهاية كلما ازداد المسيحيون المتزوجون وعيا بأنهم مدعوون لفهم زواجهم كشركة حياة وحب, ازدادت قدرتهم على عيش إتحادهم الزوجي في مسؤولية الواحد عن الآخر أمام الله. لذلك فإن التنشئة الدائمة لضميرهم ضرورية للغاية.
حيث تراهن الكنيسة على نمو ونضج تدريجي للأشخاص في الزواج[29]. فعليها هنا أيضاً أن ترافق الناس في كل مراحل مسيرتهم وفي بحثهم عن الحقيقة الأخلاقية
2.1.5. موقف الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة
لم تُصدر الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة قراراً مجمعيّاً، أو وثيقة توضح فيها تعاليمها حول موضوع تنظيم النّسل وطرقه. فنجد الآراء تختلف، فالأنبا غريغوريوس، أسقف التعليم، يرفض وبشدة استخدام الوسائل الصناعيّة سواء الكيميائيّة أو الميكانيكيّة حيث يقول “التدخل لتحديد(تنظيم) النّسل بالوسائل الصناعيّة الكيميائيّة أو الميكانيكيّة فهي جميعها وسائل تقف في سبيل القانون الطبيعي وتُعطل عمل الطبيعة، وتُفسد غائيّة الطبيعة في الاتصال الجنسي. والكنيسة تعتبر من يستعين بهذه الوسائل في درجة روحية منخفضة من الوجهة الدينيّة المسيحيّة “[30]. ويظهر رفضه لاستخدام الوسائل الصناعيّة في أنّها تعوق عمل الجسم الطبيعي، فالله خلق الإنسان وبداخله نظاماً طبيعيّاً يعمل بطريقة رائعة. فالوسائل الصناعيّة عند استخدامها تُحدث خللاً في هذا النظام. ويؤكد على أنّ الوسيلة الشرعيّة الوحيدة المقبولة هي العفة يقول: ” كنيستنا الأرثوذكسيّة تعتبر التعفف الوسيلة الشرعيّة الوحيدة لتنظيم النّسل”[31].
يشير الأب متى المسكين في كتابه: رأي في تحديد النسل، أن اللقاء الجنسي الزوجي الذي ينجب النّسل له أوقات محددة ببضعة أيام قليلة من كل شهر بالنسبة للمرأة. ومن هنا يتحدث عن فترة الأمان كوسيلة طبيعيّة لتنظيم النّسل، مؤكداً أنّ هذه الوسيلة قد وضعها الله في صميم التركيب الجنسي للمرأة حتى يُقلل من فرص الإنجاب، وقد اكتشفها العلم الفسيولوجي الحديث، وجعلها في متناول الجميع للانتفاع منها، فهي( فترة الأمان) وسيلة إلهيّة وعلميّة في آن واحد. بعد ذلك يُظهر إمكانية استخدام وسائل التنظيم الصناعيّة[32].
3.1.5. موقف الجماعة الكنسيّة الإنجيليّة
لم تصدر الجماعة الكنسيّة الإنجيليّة، على مثال الكنيسة الأرثوذكسيّة، أية وثيقة رسميّة تُعبر فيها عن رأيها حول تنظيم النّسل ووسائله، بينما نجد هناك بعض الأراء فقط إذ يرى القس صموئيل حبيب إنّ تنظيم النّسل واجب ضروري ومقدس، ويقول: إنّ الكثيرين والكثيرات يجهل وسائل منع الحمل الصناعية والطبيعية لذلك فالتوعية بها أمر ضروري، وهذه التوعية من مسئولية الكنيسة والمسجد كما هي مسئولية الأسرة ورجال التعليم، ويؤكد أنّ هذه الوسائل تمنع التقاء الحيوان المنوي بالبويضة وبالتالي تمنع تكوين الجنين[33].
2.5. موقف الاسلام
نستطيع التأكيد أنّ الاتجاه السائد اليوم في الإسلام هو الاتجاه المؤيد لتنظيم النّسل عبر الوسائل الصناعيّة، فنرى وزير الأوقاف السابق محمود حمدي زقزوق، يؤكد إجازة الإسلام لتنظيم النّسل باستخدام الوسائل الصناعيّة حيث يقول: ” الإسلام يرفض رفضاً قاطعاً تحديد النّسل، والتعقيم بهدف منع الإنجاب مطلقاً. ولكن يُجيز تنظيم النّسل وذلك بتباعد فترات الحمل ويتطلب ذلك ضرورة استخدام الوسائل المتاحة لمنع الحمل”[34].
- بعض الصّعوبات العملية والرعوية
في حديثا عن تنظيم النسل، من المهم عرض بعض الصعوبات التي قد تحول دون تنظيم النسل بشكل طبيعي:
- دور الإعلام الذي يروّج لاستخدام وسائل منع الحمل، دون النّظر إلى الآثار السّلبيّة من الناحية السّيكولوجيّة أو الفسيولوجيّة أو الأخلاقيّة.
- استخدام الوسائل المانعة للحمل من قِبَل قاعدة عريضة مما جعلها واقع مفروض وأمر مباح.
- يعتبر البعض أنَّ عدم استخدام وسائل منع الحمل هو تخلف وجهل وعدم مواكبة التّحضر والتّطور.
- آثار الثّورة الصّناعيّة والمعلوماتيّة وما نتج عنها من ابتكار واختراع وسائل مانعة للحمل بأشكال متنوعة وأنواع متعددة.
- ضغط الجانب الاقتصاديّ وسيطرته على الحياة البشريّة ، وغضّ النّظر عن الجّانب الإنسانيّ والأخلاقيّ.
- تفشي وسائل الإثارة والسّعي إلى اللّذة بالإضافة إلى فقدان معنى الحبّ والسّمو الأخلاقيّ للعلاقات الزّوجيّة.
- الهجرة تجعل استخدام الوسائل الطّبيعيّة صعبة خصوصًا، مَن تكون أجازتهم فترة قصيرة، قد تتزامن مع فترة الخصوبة.
- لعادات والتقاليد المتباينة، فمثلاً الإسلام والأرثوذكس يؤيدون الوسائل الصّناعيّة لمنع الحمل مما يمثل ضغطًا اجتماعيًّا على من يريد إتباع الوسائل الطّبيعيّة[35].
[1] المعهد الإكليريكي، أخلاقيات طب الحياة، مطبعة البطريركية اللاتينية، بيت جالا- القدس، 2003، صـ81.
[2] جوزيف معلوف (الأب)، الأخلاق والطب، المكتبة البولسية، جونيه- لبنان، 1997، صـ131.
[3] عاطف أبو الخير (الأب)، حلقة بحث في اللاهوت الأدبي عن “الفعل البشري”، كلية العلوم اللاهوتية والانسانية بالمعادي، القاهرة، 27يناير 2016، الساعة العاشرة ونصف صباحاً.
[4] محمد رفعت (دكتور)، الحمل والولادة العقم عند الجنسين (=مكتبة البيت الطبية رقم5)، دار المعرفة، لبنان، ، 1988، صـ17.
[5] عاطف أبو الخير (الأب)، حلقة بحث في اللاهوت الأدبي عن “الفعل البشري”، مرجع سابق، 27يناير 2016، الساعة العاشرة ونصف صباحاً.
[6] صموئيل حبيب (الدكتور القس)، تنظيم النّسل من وجهة نظر مسيحيّة، دار الثقافة، القاهرة، 1994، صـ44.
[7] محمد رفعت (دكتور)، مرجع سابق، صـ16.
[8] معن ريشا (دكتور)، مرجع سابق، صـ 83.
[9] محمد رفعت (دكتور)، مرجع سابق، صـ16.
[10] معن ريشا (دكتور)، مرجع سابق، صـ 81-82.
[11] المرجع السابق، صـ79-80.
[12] المعهد الإكليريكي، مرجع سابق، صـ88.
[13] المرجع السابق، صـ89.
[14] المرجع السابق، صـ89.
[15] المرجع السابق، صـ89.
[16] المرجع السابق، صـ90.
[17] بولس السادس (البابا)، الحياة البشرية، د.ن، روما، 1968، بند17، صـ20-21.
[18] المعهد الاكليريكي، مرجع سابق، صـ86-87.
[19] محمد رفعت (دكتور)، مرجع سابق، صـ179-182.
[20] بولس السادس (بابا), رسالة بابوية عامة, “الحياة البشرية”:(16)
[21] “الكنيسة في عالم اليوم”.دستور راعوي للمجمع الفاتيكاني الثاني (1965)، 51
[22] ت م ك 2370؛ح ب 14، ش ع 32
[23] (رو9/1)
[24] بيان كونيغشتاين (11)
[25] ( ش ع 34)
[26] (ش ع 32- 34)
[27] بيان كونيغشتاين (12)
[28] (ر:- 11, 12و:- 16)
[29] (ر:- ش ع 34)
[30] غريغوريوس (الأنبا)، الرأي المسيحي في تحديد النّسل أو تنظيم الأسرة (= المباحث المتصلة بالأسرة والشباب والمجتمع، رقم 27)، منشورات أسقفيّة الدراسات اللاهوتيّة العليا والثقافة القبطيّة والبحث العلمي، القاهرة، 1976، صــ66.
[31] المرجع السابق، صـ68.
[32] متى المسكين (الأب)، رأي في تحديد النّسل، مطبعة دير أنبا مقار، وادي النطرون، القاهرة، 2001، صـ6-7.
[33] صموئيل حبيب (الدكتور القس)، تنظيم النّسل من وجهة نظر مسيحيّة، دار الثقافة، القاهرة، 1994، صـ34.
[34] محمود حمدي زقزوق (الشيخ)، تنظيم الأسرة في الإسلام (= قضايا إسلاميّة، وزارة الأوقاف- المجلس الأعلى للشئون الإسلاميّة، رقم107)، القاهرة، 2004، صـ58-59.
[35] جوزف معلوف (الأب)، مرجع سابق، صـ130-135.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.