يده ممدودة نحوك
السبت بعد أربعاء الرماد- لوقا 5: 27- 32
أَبصَرَ يسوع عَشَّارًا اسمُه لاوي، جالِسًا في بَيتِ الجِبايَة فقالَ له: «اتبَعْني!»
أدعوكم أحبائي للتأمل اليوم في هذه اللوحة الرائعة للرسام العالمي كارفاجيو والتي يصور فيها دعوة يسوع لمتى العشار. يظهر في اللوحة خمسة رجال حول طاولة ونرى شابًا على اليسار منهمك في عد العملات المعدنية، خلفة شخص أكبر سنًا يراقب عملية جرد النقود، ممسكًا بنظارته. في منتصف اللوحة هناك رجلين أحدهما عجوز ذو لحية كثيفة وشاب يرتدي زي جندي وآخر، ظهره للمشاهد ويرتدي زيًا داكنًا بأكمام بيضاء وخطوط سوداء. جميعهم، عدا الأول، ينظران إلى الرجلين اللذين دخلا إلى اليمين. الرجلان هما يسوع – الذي نرمز إليه على الفور بالهالة – والرسول بطرس. يرفع يسوع المسيح يده اليمنى ويشير إلى شخصية كما لو كان يدعو الرسول المستقبلي متى إليه. يرتدي السيد المسيح والقديس بطرس سترة وعباءات بينما يتم التأكيد على أن الشخصيات الجالسة على الطاولة يرتدون ملابس عصرية. في الخلفية نافذة بزجاج داكن. نور يأتي من خلف المسيح ينير المشهد.
يصور كارافاجيو في لوحة “دعوة القديس متى” اللحظة التي التقى فيها يسوع بالتلميذ ودعاه ليتبعه.الضوء هو بطل الرواية في هذه اللوحة. إنه يشع المشهد بطريقة واضحة جدًا ، مما يمنحنا المفتاح لفهم معنى المشهد: من اليمين إلى اليسار. إنه نور الرحمة الإلهية. النور يضيئ لمَن يجلس في الظلام وتأتي أشارة يسوع وهي صورة طبق الأصل عن اليد الأكثر شهرة في تاريخ الفن والتي رسمها مايكل أنجلو ليد الله التي تمتد لتلامس يد آدم في بداية الخليقة.
تلك اليد تشير إليك أيضًا (لا تنسى أن الرسام جعل ملابس الحضور هي ملابس العصر الذي رسم فيه اللوحة)، والصوت الذي يناديك أيضًا قائلاً “أتبعني” ونور الرحمة الإلهية يشرق عليك بالرغم من وضعك الآن كخاطئ.