الحاجة إلى اللمس
هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي
الخميس 3 يوليو 2025؛ يو 20: 24- 29
إذا شاركت يومًا في “مولد” من الموالد المسيحية المعروفة، كمولد العذراء أو مار جرجس وغيرها، يمكن أن تندهش من تدافع المؤمنين البسطاء لأجل “لمس” صور أو تماثيل القديسين. البعض يفضل أن يكون عقلاني ويشكك في روحانية البسطاء مَن ضرورة اللمس والتقبيل كتعبير عن الإيمان. أليس يسوع يقول في إنجيل اليوم ”طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا“؟
من الممكن أن نفهم تلك الممارسات الحسية للتعبيرعن شيء أعمق بكثير. هي تشبه الحضن. نحن في حاجة إلى الحضن للنمو ولا تكفي عبارات الحب والمودة التي يمكن أن ينطق بها الوالدين. الحضن هو حاجة إنسانية أساسية، يمثل لغة تعبر عن الحب والاحتواء والأمان، وله تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية والجسدية.
اليوم نحتفل بعيد توما الرسول الذي رغب في أن “يلمس” علامات المسامير على جسد القائم من بين الأموات ليتأكد ويؤمن. لقد سمح له المسيح بذلك، كان من الممكن أن يختار طريقة أخرى، لكن “اللمس” ضروري، لأنه يعزز الثقة والشعور بالأمان. كم هي جميلة وحسية لوحة كارافاجيو التي تظهر لنا يد يسوع وهي تمسك بإصبع توما بحزم وتغمسه في جرح جنبه.
اللمس ضروري أحيانا، هكذا عبر يوحنا عن تلك الخبرة في رسالته الأولى: “ذاك الَّذي كانَ مُنذُ البَدْء ذاك الَّذي سَمِعناه ذاك الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه ولَمَسَتْه يَدانا مِن كَلِمَةِ الحَياة” (1 يو 1: 1).