السند الحقيقي
تَعالَوا إِلَيَّ جَميعًا، أَيُّها ٱلمُرهَقونَ ٱلمُثقَلون، وَأَنا أُريحُكُم
الخميس 17 يوليو 2025، مت 11: 27- 30
وسط صعوبات الحياة اليومية نحتاج إلى مَن يستطيع أن يشعر بنّا وبالتعب الشديد الذي نعانيه. إلى مَن يستطيع أن يتّفهم أن قوانا وطاقتنا قد استنفذت. لا استعداد لدينا إلى أن نسمع نصائح أحد، ولا نقوى حتى على الكلام، نحتاج فقط إلى السند، إلى كتف نستند عليه.
الحياة قاسية لكثرين، لكن تتحول إلى كابوس حقيقي متى فقد الإنسان السند، متى لم يجد “كتف” يسند إليه رأسه ويعرف إن هناك مَن يحبه ويقبله كما هو ويشعر بألمه.
يسوع يقدم لنا كتفه كمكان للراحة من تعب الحياة فيقول لنّا: “تَعالَوا إِلَيَّ”. إن العيش في اتباع يسوع هو راحة عميقة، لأنه يعني العيش دائمًا مع من يحبنا بلطف لا يوصف، وينظر إلينا ويقبلنا دون ادعاء، دون كبرياء، دون قسوة، بمحبة مليئة بالرحمة والفرح. مَن لا يرغب في مثل هذه الصحبة وهذه الراحة؟
ثم يقول هذه العبارة الغامضة: “اِحمِلوا نيري”. ما هو النير؟ النير هو خشبة توضع على كتفي الثورين معًا لأجل أن يحرثا الأرض. ويُقصد بالنير أيضًا حالة الخضوع لشخص ما. دعوة يسوع لحمل النير تعني: اتركوا أنفسكم بين يدي، فتجدوا الراحة، “وَعَلَى الأيدِي تُحمَلُونَ، وَعَلَى الرُّكَبِ تُدَلَّلُونَ. وَكَمَا تُعَزِّي الأُمُّ طِفلَهَا، هَكَذَا سَأُعَزِّيكُمْ” (اش 66: 12)،. لكن الناس لا يريدون الخضوع لله. إنهم يطالبون بحريتهم واستقلالهم. لا يرغبون في حمل أي نير ويظنون إنهم قادرون على مواجهة الحياة وحدهم. وهكذا يجدون أنفسهم يفقدون كل شيء، كما عبر دوستويفسكي عن هذه الحالة بصورة مؤلمة: من لا يركع أمام الله، سيركع حتماً أمام البشر.