سيد الخواتم
فحَيثُ يَكونُ كَنزُكُم يَكونَ قَلبُكم
10 أغسطس 2025؛ لو 12: 32- 48
هناك تعبير باللغة الإيطالية، يعجبني كثيرًا، تقوله الأمهات إلى أطفالهن: “tesoro mio” التي تعني “كنزي”. فكل شيء في الحياة يعتمد على الكنز الذي أختاره، لأن قلبي سيحبه ويتعلق به. هناك علاقة غامضة بين الكنز والقلب.
لمن تابع سلسلة “سيد الخواتم” يعرف أن سّر القصة يكمن في الخاتم الذي حصل عليه سميغول وظل سنوات يمسك به، ناظرًا إليه، فأفسدت قوى الخاتم جسمه وعقله، وأطالت حياته أبعد من الحدود الطبيعية، وتحول إلى مسخ، وفقد كل شيء حتى اسمه وكرامته وعاش وحيدًا في كهف تحت الأرض لأكثر من أربعمائة عام، يكرر كلمة «غولوم» التي تعني “الثمين”.
هكذا كل شيء تظنه “كنزك” سيتعلق به قلبك أيضًا وتبحث عنه طيلة الحياة وتظن إنه فيه سعادتك، لكن للآسف يقودك إلى التعاسة. يسألنا يسوع اليوم: أين نستثمر طاقاتنا ووقتنا ومحبتنا؟ ما هي الكنوز التي نتعلق بها؟ كم من الأشياء نجمعها ونظن إنها تمنحنا السعادة والأمان؟ أحدث موبايل، سيارة جديدة، شقة الاحلام؟ كل هذه الأشياء، متى كانت ضرورية هي مشروعة، لكن المشكلة متى حسبتها هي “الكنز” وتعلق بها قلبك.
يقول لنا: “اجعَلوا لَكُم أَكْياسًا لا تَبْلى، وكَنزًا في السَّمواتِ لا يَنفَد”. الكنز الحقيقي هو أن تبني اليوم ما هو أبدي. إذا استمعت لصديق في وقت محنته فأنت تدخر لك كنزًا تزداد قيمته يومًا بعد يوم. في كل مرة تساعد فيها زميل في المكتب دون أن تتوقع شيئًا في المقابل، تمتلئ «حقيبتك السماوية». في كل مرة تغفر لمن أساء إليك، تودع رأس مال من الحب لا يمكن لأحد أن يسلبك إياه. هذا هو الكنز الذي لا تخاف عليه من اللصوص ولا يفسده السوس.