إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

لا شيء صدفة

0 55

فاتَّفَقَ أَنَّ  كاهِناً كانَ نازِلاً في ذلكَ الطَّريق،

6 أكتوبر 2025؛ لو 10: 25- 37

يروى لنا المسيح اليوم مثل السامري الصالح، وأكثر ما يدهشني هو استخدام كلمة “فاتَّفَقَ” التي بها يقدم لقاء الكاهن واللاوي مع الجريح على الطريق. في اللغة: اتَّفق الأمرُ وقع عَرَضًا وصُدْفة. حدث الأمر صدفة للرجلين، إذا انتبهتم، فإن الظرف نفسه لا يقدم السامري الصالح. نقرأ في الواقع ما يلي: وَوَصَلَ إِلَيهِ سامِرِيٌّ مُسافِرٌ وَرَآهُ فَأَشفَقَ عَلَيه…

نصادف الكثير من الأمور في رحلة الحياة اليومية والمهم كيف نحول لقاء حدث صدفة إلى علامة خلاص، إلى نقطة تحول جبارة نحو الملكوت.

كان لكل من الكاهن واللاوي أسباب معقولة منعتهم من الاقتراب من الرجل الطريح على الطريق. إنه جريح ولمسه يعني أن يصبحوا نجسين وبالتالي لم يكن بإمكانهم دخول الهيكل أو الاحتفال بالعبادة إلا بعد سبعة آبام من طقوس التطهير. أو أنهم خافوا أن تكون خدعة، وأصدقاء الرجل مختبئين في مكان ما فاسرعوا بالابتعاد طلبًا للنجاة.

كل موقف في الحياة يمكن نعتبره صدفة، لكن لنأخذ نفسًا عميقًا ولنفكر إنه ربما تقودنا الصدفة إلا ما هو أبعد. لجبران خليل جبران عبارة رائعة: “ربما تقودك صدفة لم تكن تفكر بها، إلى واقع لم تكن لتفكر به”. معيار المفاضلة هو الضمير الإنساني، هناك شيء يصرخ داخلنا يطلب أن نكون أكثر إنسانية مع الآخرين، لكننا نقاومه رغبة في عدم الدخول في مشكلات، في عدم الإزعاج، في… عندما عاد السامرية إلى قريتها بعد لقاءها مع يسوع قال: “رأيتٌ إنسانًا”.

من الممكن أن تجعلنا من الصدف أكثر إنسانية، أو أكثر أنانية وإنغلاق على الذات.

قد يعجبك ايضا
اترك رد