إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

“أبانا” حياة تعاش 

0 45

٨ اكتوبر ٢٠٢٥؛ لو ١١: ١- ٤

ما الذي يدفع التلاميذ إلى الاهتمام بالصلاة؟ رؤية يسوع وهو يصلي. لا شيء أكثر تأثيراً من الشهادة الحية التي تُرسم أمام عيوننا. غالباً ما يسألني الآباء والأمهات كيف يمكنهم حث أبنائهم على الذهاب إلى الكنيسة. أجيبهم بأن عليهم ألا يفعلوا شيئاً سوى أن يشهدوا بإيمانهم بطريقة بسيطة ودون مواعظ أو تنبيهات. الشهادة مؤثرة، على الأقل الشهادة الحقيقية. لا يمكن إجبار أو إكراه الابن، خاصة في سن المراهقة، على الذهاب إلى الكنيسة والقداس. ولكن إذا كان الأب يعيش إيمانه بتواضع وفرح، فمن المؤكد أن الابن سيطرح أسئلة عن الله. 

عندما رأى التلاميذ معلمهم يصلي، أرادوا أن يفعلوا الشيء نفسه وطلبوا من يسوع أن يعلمهم الصلاة. 

لكنني أتساءل هنا: هل يمكن تعليم شخص ما الصلاة؟ إذا كنا نعني تعليم الكلمات التي تتكون منها نص الصلاة، فهذا ممكن. لكن تعليم الصلاة، أي الدخول في علاقة حوارية مع الله، هذا لا يمكن تعليمه. الصلاة مسألة شخصية، مسألة حميمة، هبة، نعمة. لا تتعلمها بتكرار عبارات عن ظهر قلب، بل تعيشها في علاقة حيوية مع الإيمان. لا ينبغي النظر إلى الصلاة التي علمها يسوع على أنها صلاة لتُتلى، بل لتُعاش، بدءًا من الكلمة الأولى: أبانا. 

معرفة أن صلاتنا موجهة إلى الله الذي هو أب، يغير كل شيء. التحدث إلى أب هو تجربة رائعة، معرفة أنه يستمع إليك ويشركك أو يصححك، تمامًا مثل الأب الذي لعب معك وأنت صغير، مثل الأب الذي يأخذ بيدك ويرافقك على طول طرق الحياة.

هذا هو إلهنا، أب…

قد يعجبك ايضا
اترك رد