الدخول إلى العمق (5): دعوة لعدم التأله
كانت التجربة الشيطان الأولى للمسيح، ولكل إنسان، هو زرع قناعة فكرية تتحكم في حياته بأنه مجرد جسد. قال المجرب للمسيح: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً» (متى 4: 3). الناس تريد خبزًا، تريد متعة الجسد ورفاهية العيش. إذا أردت أن تكون أنت الآتي الذي سينهي الدهر القديم ويبدأ الدهر الآتي الجديد فأعلم إن محور حياة الإنسان هو “الجسد”. إذا حققت له ما يحقق له متعة الجسد سيؤمن بك كابن الله الآتي.
تلاقت تجربة إبليس مع تجربة الشعب في البرية عندما صنعوا عجلاً مسبوكًا من ذهبٍ. استدعى الشعب من خلال رمزية العجل الآلهة الوثنية القديمة. في اللقاء السابق تناولنا صورة إله الجسد، الجنس والخصوبة التي لجاؤا إليها للتغلب على الخوف من الفناء والموت في البرية. تجربة تدفع الإنسان للتفكير في كل ما هو خاص بالجسد والمرتبط به مثل المتع الحسية والجنسية دون الاهتمام بالله: “اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” فالآب السماوي يعلم ما يحتاجُ إليه الإنسان. حذر الوحي الإلهي على لسان القديسين العظيمين: بطرس وبولس من الاهتمام بالجسد واهمال الاهتمام بالروح. فالاهتمام بالجسد هو موتٌ والاهتمام بالروح هو حياةٌ وسلامٌ.
- رمزية القوة المسيطرة
استدعى الشعب في البرية صورة عجل أبيس رمز القوة الجسدية المسيطرة. وتلك كانت تجربة المسيح الثانية والتي فيها قدم الشيطان قناعة فكرية ثانية:-
متى 4: 5 ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ،6 وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».
إذا كنت ابن الله وتريد أن تنهي الدهر القديم وتبدأ الدهر الآتي، لكي تكون ملك لا بد لك أن تبدو قويًا مسيطرًا في نظر الناس. القيادة هي القدرة على السيطرة والتحكم بالآخرين. وهناك طريقتين للسيطرة: الأولى بالقوة الغاشمة، والثانية بالقوة الناعمة.
الأولى معروفة، لكن إبليس لجأ إلى الثانية واقترح على المسيح فكرة السيطرة بالقوة الناعمة. أنت ابن الله وتريد أن تقيم مملكة الدهر الآتي، إذهب إلى المدينة المقدسة حيث المتدينين ينتظرون المسيا المخلص، هم بالألاف وعشرات الألاف يروادهم الحلم القديم أنه سيأتي “الآتي”. منذ أجيال يتطلعون إلى ذلك اليوم، كما تنبأ أشعيا النبي: “لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ!” (أشعيا 64: 1). الجميع في انتظارك! اذهب إلى المدينة التي تعج بالحجاج والمصليين وأصعد على جناح الهيكل وأطرح نفسك. تنزل من الأعالي أمامهم تهوي، وبينما ينتظرون تحطمك على الأرض يُرسل الله ملائكته ويحملونك لئلا تصطدم رجلك بحجرٍ. وعندما تُبهر وتُقنع سيتبعك الجميع. السيطرة من خلال الإبهار والإقناع هذا فكر شيطاني. لسنا مدعوين لكي نسيطر على الناس أو لكي نبهر الناس، لسنا مدعوين لكي نختزل الناس في مجرد عقول تنتظر الإقناع.
هي تجربة الحية لآدم وحواء: “فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». السؤال: لماذا أكلت المرأة؟ لكي تكون كالله، مستقلة عنه وغير تابعة له، تريد أن تكون “المركز”، تريد أن تصبح إله.
ماذا يعنى أن نتأله؟
أن أكون أنا في المركز، مسيطر على الأوضاع، أنا القوى المبهر الذي يدور في فلكه الآخرين. لا يوجد شيء في الخليقة إلا هناك مركز، النواة في الخلية، المجموعة الشمسية الشمس مثلا. (تصور رغبة الأرض في أن تبعد عن المركز الشمس). تصميم الله في الخليقة في أن هناك مركز، تستمد ا لخليقة من خضوعها في مدارها للمركز. لا ينفع الإنسان أن يكون المركز لأنه مصمم على عكس ذلك، كالأرض في دورانها حول الشمس. أنا كائن محدود ومخلوق ليخضع لقونين: أنت ليس المركز، تستمد حياتك من آخر.
“أنا النقطة المرجعية في الكون” لاحظ كيف تفكر! عندما تأخذ قرار، أو تعطي رأي في أي شيء، عندما تقيس الأمور ستلاحظ أنك تضع نفسك في المركز. فالآخرين جيدين لأنهم يحبونني ويفهمونني ويشعرون بي. كل شيء يدور حولي أنا. أنا قوي، مسيطر، مبهر الآخرين بامكانياتي… بمواهبي… بقدرتي… بذكائي… بنجاحي…
تتطلب السلطة مهارات خاصة من كفاءة وفكر وثقافة وقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة في توقيتات مناسبة. أما التسلط فهو الاستفادة الكاملة من موقع السلطة والتجبر والأنانية واجبار من يقع تحت نطاق هذه السلطة على تنفيذ القرارات دون النقاش أو تبادل الآراء مما يتسبب في ضرر نفسي بالغ بالواقعين تحت نير المتسلط.
قد أظهرت الكثير من الدراسات أن الثقافة وأساليب التنشئة الاجتماعية تلعبان دورا أساسيا محوريا في تشكيل الشخصية المتسلطة. الشخص المتسلط هو شخص الذي يتمتع بقليل جدًا من المرونة في التعامل مع الآخرين، يتعامل معهم وكأنهم مسخرون لتلبية رغباته، ولا يعترف بحاجات الآخرين ورغباتهم ولا يحترم أحيانًا إنسانيتهم. كما أنها مستعدة لعمل أي شيء في سبيل أن تظل الأشياء تدور في فلكها وتحت سيطرتها. الشخصية المتسلطة ضعيفة في أعماقها تتستر خلف جمودها وسلطويتها من أجل قمع الآخرين. هي شخصية عاجزة عن النقاش المرن والديمقراطي وعاجزة على تقبل الآخرين وتقبل الحقائق كما هي.
إله التسلط هو إله قاسي على الآخرين الواقعين تحت سلطة الشخصية المتسلطة التي تسعى إلى إخضاع الآخرين له بصفة دائمة. يظهر التسلط في الأوامر الناهية والنقد غير البناء للآخرين والعتاب أو اللوم المستمر وعدم الاعتراف بإنجازات والتقليل من قيمتها وتبخيسها. الأمر الذي يفقد الآخرين الثقة بأنفسهم وبما يستطيعون إنجازه، وقد يصل بهم الأمر فقدان القدرة على المبادرة ويستسلمون ولا يعودون يقدمون الإنجازات والأفكار طالما أن نتيجة عملهم معروفة لهم مسبقاً، أي طالما يعرفون أن نتيجة عملهم لن تحقق لهم الاعتراف والنتيجة الاجتماعية والمادية المرغوبة. غالبًا ما يتصور الدكتاتور المتسلط بإنه هو المُلهم وإنه هو الإله.
موقف يسوع
ماذا كان رد المسيح على تجربة إبليس، علىى تجربة السيطرة والقوة: “فقالَ له يسوع «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». (متى 4: 7). أعلن المسيح أن الملكَ ليس بالسيطرة بل بالخدمة، عندما لخص سبب مجيئه على الأرض قائلا: “لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس” (مرقس 10: 45). يأتي هذا التأكيد بعد أن رفض طلب يعقوب ويوحنا ابنا زبدي: «اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ» (مرقس 10: 37)، رغبة في السيطرة والقوة، بأن يكونا أحدهما على اليمين والآخر على اليسار.
صحِّح الربّ يسوع مفهومَ السلطة وغايتَها في الكنيسة والمجتمع والدولة. إنّها تضحيةٌ بالذات وخدمةٌ وتفانٍ في سبيل الخير العام. هذه الممارسة للسلطة مطلوبة بالدرجة الأولى من المسيحيِّين الذين دُعوا بحكم المعمودية للسَّير على خطى المسيح ولاعتماد نهجه، كما ذكره ليعقوب ويوحنا، وهو نهجُ بذلِ الذات في الخدمة العامة، فسمّاه “شربَ كأس الألم والاصطباغَ بمعمودية الدَّم”. وشجبَ الربُّ، في الوقت عينه، كلَّ استبداد وتسلّط في ممارسة السلطة: “تعلمون أنّ الذين يُعتبرون رؤساءَ الأمم يسودونها، وعظماء الشعوب يتسلّطون عليهم. أمّا أنتم فليس الأمرُ بينكم هكذا. بل من أرادَ أن يكونَ فيكم عظيماً، فليكن لكم خادماً” (مر10: 43). وقدّم ذاته المثالَ والقدوةَ لكلِّ صاحب سلطة: “إبن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدم ويبذل نفسه فداءً عن كثيرين”(مر10: 45).
أساس القوة عند الشيطان هي أن تسيطر، وأساس القوة عند المسيح هي أن تَخدُم. أساس العلاقات مع الآخرين عند الشيطان هي أن استفيد من الآخرين، في حين أن عند المسيح هي أن أكون نافعًا لهم، أصنع الخير لهم. ننتمي إلى المسيح، ومن الممكن أن نكون مُكرسين له ولخدمة الكنيسة، إلا إنه في العمق، يسيطر علينا فكر إبليس: “كيف أنتفع من هذا الإنسان ومن هؤلاء”! يقول بولس الرسول:
“فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا. فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ،لأَجْلِ الْبُنْيَان. لأَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ” (رومية 15: 1- 3).
يسوع لم يرضى نفسه. يسوع لم يكن يُشبع ذاته من خلال علاقاته، بل كان يَشبع من خلال أن يكون نافعًا للآخر، ساعيًا لأجل خيره وبنيانه الشخصي. ما يحكمنا في علاقتنا ببعضنا لبعض ليس أن أسعى لسعادة الآخر، بل لأجل أن أخدمه وأن أحقق له الخير الذي يبنيه ويبنى حياته.
يرضى كل واحد قريبه لأجل الخير للبنيان، الخير الذي يبني. إبليس لا يفهم في الخير، لأنه لا يعرف الصلاح أو الحب، لهذا كل مرة أفعل الخير أهزم إبليس، لا يعرف أن يبذل نفسه لأجل الآخر. هو يعرف القوة الناعمة، أن يسيطر من خلال الإبهار.
الإبهار: حاول تتخيل المسيح وهو يهبط من فوق، حاول تتخيل كمية الإدرينالين في أجساد المشاهدين! شيء مذهل أندهاش وتصفيق حاد، فالعرض مبهر جدًا، هناك ملائكة من السماء تظهر لتحمل يسوع قبل أن يصطدم بالأرض. يسوع لا يريد السيطرة من خلال إبهار الآخرين.
هناك البعض الذي يسعى إلى نوال اعجاب الآخرين بهذه الطريقة، إلا أنه في الغالب لا يحصل على ما يتمنى لذا هو في حاجة إلى علاج نفسي. كل كذبة يقولها إبليس، كل إله تعبده، كما قال الفيلسوف الملحد ديفيد والاس: “أن أي شيء تعبده سيقضي عليك حيًا”.أي كذبة يقولها إبليس ستصل بك إلى الطبيب النفسي أجلا أو عاجلاً. إذا ظننت أنك ستبهر في علاقاتك بشطارتك ومواهبك وبلغتك ذكائك بامكانياتك، أو شكلك الخارجي (هوس النساء بعمليات التجميل)، إذا لم أبُهر لن أُقبل.
للأسف منذ الصغر تم زرع قناعة عقلية بأنك لن تُقبل لأجل ذاتك، بل لقدرة على الإبهار، إلا إذا كنت قوى مسيطر. إذا كففت عن الإبهار كف القبول في الحال، فكن دائمًا مبهرًا، هذا سيؤدي إلى الدمار النفسي لأنك ستركز على ما تفعل لا على ما تكون. النتيجة سيموت الإنسان في الداخل بعدما تضعف كينونته الداخلي لأهتمامه بما يفعل في الحياة ليكون مبهرًا. ستدمر من الداخل لسببين:-
للأسف في علاقتنا مع الناس نحاول أن ننتفع منهم، كذلك في علاقتنا مع الله نريد أن ننتفع من الله. إبليس يغذي هذه الفكرة بقوله للإنسان: “تقول أنك ابنه (ابن الله) قول لي بماذا نفعك؟ أنت جائع وعطشان في هذه الأرض القاحلة، أما كان يجب أن يعطيك طعامك على الأقل؟ وإذا وقعت يحفظك لئلا تصطدم رجلك بحجر؟
نفكر بنفس المنهجية في علاقتنا بالله. لم يحفظ؟ لم يهتم بك في الأزمة التي تتعرض لها؟ لم يشفك من مرضك؟ تخلي عنك؟
العلاقة مع الله ليست لأجل أن تنتفع منها، فلا تجرب الرب إلهك. يؤكد الشيطان على الوعد بأنه يوصى ملائكته بك فلا تصطدم رجلك بحجر، واستعمل الوعد بتأكيده على أنه حان الوقت لكي تستفيد من وعد الله ليك، أطلب الوعد، أنتفع من الله. لكي المسيح قال له “لا تجرب الرب إلهك” علاقتي مع الله ليس بهدف النفع منه.
موقف بطرس
نعود إلى حادثة الصيد العجائبي. في فجر ذلك اليوم، كان الجمع يزدحم ليسمع كلمة الله. المسيح وحده كان يُعلم، أم بطرس ورفقاءه كانوا مشغولين بذواتهم، بمشكلاتهم الشخصية. في لقاءه السابق مع المسيح أعلن له بوضوح عن رسالته في الحياة: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ” (متى 4: 20). إلا بطرس مازال مشغولا بأموره الشخصية. كيف تصرف المسيح معه؟ لنعود إلى النص:-
لوقا 5: 1- 3: ” وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ، كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ. فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ الْبُحَيْرَةِ، وَالصَّيَّادُونَ قَدْ خَرَجُوا مِنْهُمَا وَغَسَلُوا الشِّبَاكَ. فَدَخَلَ إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ الَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاً عَنِ الْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ الْجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَةِ”.
لماذا طلب الربّ من بطرس أن يُبعِدَ قليلاً عن البر؟ هل ليصل صوته للجموع بصورة أفضل؟
أعتقد إن الأمر متعلق ببطرس وليس بالجموع!!
عندما يبعد بطرس عن البر، ستتضح رؤيته للناس الذين يسمعوا يسوع. سيرى بصورة أفضل الجموع التي بكرت لسماع الكلمة. في حين إنه محصور في مشكلاته الشخصية ولا يري الآخرين. إذا كنت على البر فأنت إله نفسك، تظن أن الكون يدور حولك، حول مشكلاتك وطموحاتك، ترغب في أن تكون مركز الكون ولا ترى الآخرين ولا تشعر بهم. هناك مؤمنين يحتاجون سماع الكلمة، يعانون من الفشل الروحي والأخلاقي والنفسي.
لن ترى هؤلاء وأنت مشغول بنفسك، تظن إنك مركز الكون كله. حياتي، عائلتي، أولادي، تلاميذي، مشروعاتي. هناك الكثيرين مثلك يظنون إنهم مركز الكون. لم ينتبهوا إن هناك رسالة في الحياة، فالآخرين يحتاجون إليك. قصد الرب أن يجعل بطرس يبعد عن البر ليرى الناس المحتاجين إلى الملكوت. في وسط الفشل كان بطرس يفكر فقط في نفسه، عندما ابتعد عن البر رأي احتياجات الناس.
الله له مشروع عظيم لكل شخص يجريه الآن في التاريخ، هكذا يقول بولس عن داود بالرغم من أخطائه الكبيرة “لكِنَ داوُدَ، بَعدَما عَمِلَ بِمَشيئةِ الله في أيّامِهِ، رقَدَ ودُفِنَ بِجِوارِ آبائِهِ” (أعمال 13: 36).أدرك إن الله له خطة في التاريخ وخدم تلك الخطة بنجاح بالرغم من أخطائه. أصبح الله اليوم وسيلة لخدمة أغراضنا وليس لخدمة مشيئته وخطته بأن نتبعه لكي نُصبح صياديين للناس. نحن شركاء المسيح، في خلاص العالم.