كيف تكون ناجحًا في حياتك؟

ليس للنجاح صورة واحدة، لأننا مختلفون، فكل إنسان شخص فريد ومميز للغاية، لذا لكل منا قصة نجاح مميزة ومختلفة عن غيرها من قصص النجاح. لكن عملية النجاح نفسها لها مبادئ ثابتة لا تتغير يشترك فيها جميع الناجحين. المبدأ الأول هي أن يعرف الشخص هدف وقصد حياته. وأن يعرف امكانياته جيدًا ويستفيد منها لأقصى درجة ممكنة. وأخيرًا لا يوجد نجاح يستفيد منه الشخص وحده، بل النجاح الحقيقي في أن يزرع بذورًا يفيد بها آخرين.

لكي تنجح في الحياة لابد لك من ثلاث أمور متشابكة فيما بينها:

  1. أن تعرف مقصدك في الحياة
  2. أن ترتقي إلى أقصى امكانياتك
  3. أن تزرع بذورا تفيد الآخرين

أولاً: معرفة قصدك في الحياة

إذا كنت لا تحاول باجتهاد أن تكتشف غايتك في الحياة، فأنه ستقضي حياتك وأنت تقوم بالأمور الغير صحيحة، كما يقول فكتور فرانكل: “أن لكل شخص دعوته أو رسالته الخاصة في الحياة، وعلى كل إنسان أن ينفنذ مهمة محددة تتطلب الإتمام. ففي هذا المجال لا يمكن أن يحل أحد محله، ولا يمكن كذلك أن تتكرر حياته ولهذا فأن مهمة كل شخص فريدة بمستوي فرصته الخاصة لتنفيذها”. أن لكل منا غاية خلق لأجلها ومسؤوليتنا أن نميزها وهذا ما يعطي طعم للحياة.

كثير من الناس يقمون برحلة حياتهم دون أن يكون هناك مقصد محدد، وفي رحلة النجاح لا يكون الإنسان ناجحا إولا إذا وصلت إل مكان مخصص أو تحرز هدفاً منشوداً. فلا يمكنك أن تبلغ غايتك وترتقي نحو إمكانياتك القصوى إن لم تكن تدري في أي إتجاه عليك أن تذهب. ينبغي أن تحدد مقصدك وتبحر نحوه.. أو بتعبير آخر لأبد لك من أن تكتشف حلمك وتستفيد من طاقة الحلم الخلاقة. لكل واحد منا حلم كامن في قلبه.. إنه الشيء الذي خلقنا كي نعمله وهي تستمد عزمها من مواهبنا وقدراتنا، وتوافق مثلنا العليا، وتضرم مشاعرنا وهي مرتبطة بغايتنا في الحياة ارتباطا وثيقا لا ينفصل. يقول هنري فورد: “إن كامل سر الحياة الناجحة هو أن يكتشف الشخص ما هو مقدر له أن يعلمه ويعمله”.

هناك بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على نفسك كي تعينك على تميز غايتك في الحياة:

1.ماذا تريد؟ ما هو حلمك؟

لدينا جميعا شوق شديد كامن في قلوبنا، شيء يتكلم إلى أعماق أفكارنا ومشاعرنا، شيء يلهمنا. وهناك البعض من يشعرون شعورا قوياً بماهية هذا الشيء منذ الصغر، والبعض الآخر يقضي نصف عمره تقريبا حتى يكتشفه.
يعطي الحلم اتجاهاً محدداً، يعمل عمل البوصلة، مبينا الاتجاه الذي ينبغي أن نسلك فيه. يضاعف الحلم امكانيات الشخص ويساعد الإنسان على ترتيب أولوياته. من كان لديه حلم فهو يعرف أن عليه أن يتخلي عن الأمور الأقل أهمية والتركيز على الحلم الواحد. أن عدم الوصول إلى الغاية او المقصد التي خلق من أجلها الإنسان يكون نتيجة تشتت تركيز الشخص على أمور كثيرة غير ذات أهمية ويجعلون أمامهم كل الخيرات مفتوحة، فيكون الوصول إلى الحلم صعب للغاية. كما يعطي الحلم قيمة لعملنا، حتى للخطوات الصغيرة التي يقوم بها الإنسان في سبيل الوصول إلى حلمه. فكل خطوة نخطوها في أتجاه تحقيق الحلم تبنى مستقبلنا. أن الأمر العظيم في العالم، ليس أين أنت بمقدار في أي إتجاه تتحرك.

2. لماذا خلقت؟

كل منا يختلف عن الآخرين، فلا أحد غيرك يمتلك نفس القدرات والمواهب والمستقبل وهذا هو السبب الذي من أجله تكون قد أخطأت خطأ فادحا إذا حاولت ان تكون شخصا آخر غير ذاتك. فكر في مقدراتك المتوفرة لديك وتاريخك الشخصي والفرص المتاحة لك. فإذا حددت هذه العوامل واكتشفت شوقك الداخلي تكون قد أنجزت الكثير بصدد اكتشاف مقصدك في الحياة؟

3. هل أثق بإمكانياتي؟

إذا لم تثق بإمكانياتك وأن لديك امكانيات فلن تحاول أن تبلغ أقصى تلك الأمكانيات. وأن لم تكن راغبا في السعي إلى بلوغ امكانياتك القصوى، فلن تكون ناجحا أبدا. “قم بعمل ما في وسعك، بما لديك، وحيثُ انت”. إذا فعلت ما في وسعك وانت تنظر إلى مقصد النهائي ستنجح دون شك.

4. متى أبدأ؟

الآن.. بعض الناس يعيشون حياتهم يوم بيوم ولا يحاولون أبدا أن يكتشفوا غايتهم الحقيقة التي لأجلها يعيشون. وآخرون يعرفون غايتهم، إلا أنهم لا يتصرفون أبدا على أساسها. إنهم ينتظرون إلهاما أو إذنا أو دعوة للبدء. والأفضل دائما هو البدء الآن دون انتظار.

ثانيا: االاستفادة القصوى من الامكانيات الشخصية

الامكانيات هي عطية الله لنا، وما نفعله بها هو عطيتنا له. والمشكلة أن إمكانياتنا هي ثروتنا الغير مستغلة، كما يقول هنري فورد: “ليس هناك بين الآحياء، إنسان غير قادر على القيام بأكثر مما يظن أنه يقدر عليه”. إن لدينا إمكانيات قصوى غير محدودة تقريبا، ومع ذلك قلة قليلة جدا أن تبلغها. لماذا؟ الجواب هو إننا نستطيع أن نفعل أي شيء، ولكننا لا نستطيع أن نفعل كل شيء؟ وكثيرون يجعلون آخرين يقرر أجندتهم في الحياة. ونتيجة لذلك لا يكرسون فعلا أنفسهم لإتمام مقاصدهم في الحياة. فيصبح الواحد منهم “صاحب السبع صنائع” بغير أن يتقن آية صنعة منها إلى التمام، بدل أن يكون صاحب صنائع قليلة، مُركزّا على واحدة منها. وإن كانت هذه هي مشكلتك فيجب أن تكون على استعداد للقيام ببضع خطوات في سبيل إحداث تغيير. وإليك المبادئ الأربعة لتضع قدميك على طريق الارتقاء إلى أقصى قدراتك.

1.ركز على الهدف الرئيسي

بلوغ امكانياتك القصوى يتتطلب التركيز على مقصدك أو هدفك الرئيسي حتى تقرر عما انت مستعد أن تتخلى عنه في سبيل الوصول إلى هدفك. وهذا أمر هام فلا يمكن أن يحصل نجاح بغير تضحية، وإذا أردت أن تنجز شيء عظيم، فكن على استعداد للتضحية بالكثير.

2. ركز على التنمية الدائمة

إن التزام التنمية الدائمة هو مفتاح بلوغك أقصى إمكانياتك وإحرازك النجاح. ويمكنك كل يوم أن تصير أفضل قليلا مما كنت بالأمس. وذلك يقربك خطوة واحدة من بلوغ أقصى إمكانياك.

3. اِنس الماضي

لا نستطيع أن نكسب أي تقدم في تحركنا نحو الغد إن كنا نجر الماضي وراءنا. ولكن للأسف هذا حال الكثيرين اللذين يجرون الماضى خلفهم أينما ذهبوا، ونتيجة لذلك، لا يحرزون أي تقدم. علق لافته على غرفتك: “يوم أمس انتهى الليلة الماضية”. ربما تكون في حياتك ارتكبت أخطاء كثيرة، أو تعرضت لصعوبات كثيرة، فلا تدع تلك الخبرات في أن تعوق تقدمك للأمام وبلوغك إمكانياتك القصوى. هناك أمثلة كثيرة لنجاح الكثيرين بالرغم من الظروف القاسية التي تعرضوا لها: “لقد تعلمت أن النجاح يجب أن لا يقاس بالمركز الذي بلغه الإنسان في الحياة بقدر ما يقاس بالعقبات التي ذللها في أثناء محاولته أن ينجح” كما قال روزفلت رئيس أمريكا الذي كان مشلولا. فكر في كل هؤلاء اللذين قهروا الماسي، او أخطاء الماضي وسعوا إلى بلوغ أقصى إمكانياتهم، وبالتالي حققوا نجاح غير مسبوق.

4. ركز على المستقبل

“من لا ينظر إلى الأمام يبقي وراء الآخرين” يعكس هذا المثل الأسباني الحقيقة، فهما كان سن الشخص فإن لديه متسع من الوقت أن يصيرا على نحو أفضل في الغد، لديه فرصة لتطوير أمكانياته والوصول بها إلى أقصى استفادة ممكنة.

ثالثا: زرع بذور تفيد الآخرين

عندما تكون عارفا لهدفك الرئيسي في الحياة عازما على بلوغ إمكانياتك القصوى، تكون قد وضعت قدميك فعلا على الطريق المؤدي إلى النجاح، ولكن لرحلة النجاح جزءً متمما مهما وهو مساعدة الآخرين، فبغير هذا البعد تكون الرحلة هي غير ممتعة، موحشة، لأننا نعيش حياتنا حقا بما نعطيه. كما يقول ألبرت شفايتزر: “أن غاية الحياة البشرية هي أن نخدم الآخرين ونعطف عليهم ونرغب في مساعدتهم”. فمساعدة الآخرين شيء يمكن لكل إنسان أن يقوم به، سواء داخل نطاق الأسرة، أو خارجها. “أن النجاح مرتبط بما تفعله لأجل الآخرين” هذه هي الخلاصة التي تعكس ما هية رحلة النجاح.