إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

بشارة الناجي الوحيد

1٬131

مَن منّا يتذكر هذا الاسم: أكثم السيد اسماعيل؟ المهندس الشاب الذي كان أخر الناجين في زلزال 1992. حكى الشاب للتليفزيون المصري -لم يكن هناك غيره وقتها- سر نجاته وماذا حدث منذ لحظة الزلزال وكيف قضى أربعة أيام تحت ركام الأنقاض. اهتم الناس وقتها بالشاب الناجي من الموت بصورة كبيرة وأصبح حديث وسائل الاعلام وقتها وأصبح نجمًا اجتماعيًا.

لنا أن نتخيل ما حدث مع الشاب وحيد الأرملة الذي أقامه يسوع من بين الأموات. كيف تناقل الناس الخبر، وكيف رغبوا في أن يشاهدوه حيًا، أن يلمسوه ليتأكدوا من أنه حي. لنا أن نتخيل موقف الناس الأقارب وأهل القرية الذين شاركوا في جنازته ثم رأوه حيًا يعيش حياته بصورة طبيعية. أصبح الشاب عنوانًا على افتقاد الله لشعبه، وأنه حاضر بينهم. منذ سنتين كان هناك أيقونة للعذراء تنضح بالزيت تجوب الصعيد، فازدحم الناس لكي يروا المعجزة، لنا أن نتخيل ماذا فعل الناس وقتها ليروا الشاب العائد من الموت. إذا حدث مثل هذا الأمر اليوم ما هو التأثير الذي يتركه الشخص العائد من الموت؟ سينقل أخبار الحدث لملايين البشر الذين يمكن أن يتأثروا أو يؤمنوا من جراء الحدث.

ذات الأمر حدث مع لعازر فيقول يوحنا: “أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ ويُؤْمِنُونَ بِيَسُوع. لذا َعَزَمَ الأَحْبَارُ على قَتْلِ لَعَازَرَ أَيْضًا” (يوحنا 12: 11، 10). جثة لا حياة فيها كان سبب لإيمان وخلاص كثيرين: “فَآمَنَ بِيَسُوعَ  يَهُودٌ كَثِيرُونَ مِمَّن جَاؤُوا إِلى مَرْيَم، وأَبْصَرُوا مَا قَدْ فَعَل” (يوحنا 11: 45).

أحيانا يكون للبعض تأثير في الآخرين حتى بعد انتقالهم إلى حياة أخرى. لكن لن يكون لهؤلاء تأثير إلا إذا كانت حياتهم هي عطاء للآخرين. هناك تأثير فرنسيس مثلا بعد 800 سنة مازال قادر على جذب الآلاف من الشباب والشابات إلى المسيح، لكن هذا لم يحدث إلا إذا كان في الحياة قد أعطى ذاته للآخرين.

كيف نعطي ذواتنا للآخرين؟ العطاء ليس في شيء نقدمه ونفعله، بقدر ما نكون. ليست خدمة بل ما أكون. فرحي ورجائي وصبري وطول آناتي واحساسي بالحياة.

إذا كان الشاب قد عاد إلى الحياة وتسبب في خلاص كثيرين، فكم كل واحد منّا وقد أُعطى الحياة من العدم. لقد خلقنا الله من العدم. لا تقُل: مستحيلٌ أن أَجذب الآخرين، لأنك، إن كنتَ مسيحيا، فمستحيلٌ ألاّ تجذبهم. لا تُهِن الله، لأنك إن قلتَ ان الشمس لا تشعّ تهينه، وإن قلتَ ان المسيحيّ لا ينفع فأنت تهينه أيضًا، لأنه أسهل على الشمس ألاّ تدفئ ولا تشعّ من أن المسيحيّ لا يشعّ.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.