إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

أنتم آلهة

0 269

في انجيل اليوم يتحاور يسوع مع اليهود والكتية، الذين أرادوا أن يرجموا يسوع فقال لهم: عملت أعمالا حسنة من عند أبي، بسبب أي عملٍ منها ترجموني. فقالوا له لسنا نرجمك لأجل عملٍ حسن، بل لانك تجدف، فأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا. كان رد المسيح بأنه استعان بآية من المزمور 82:  “أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ”.  أكد المسيح على كل إنسان هو ابن لله بالتبنى: “إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ» (رو 8: 15).

منذ أن خُلق الإنسان ولديه هذه الرغبة أن يكون “إله”، تذكروا تجربة الحية في بداية سفر التكوين: قالت الحية: “أَنَّكُما في يَومِ تأكُلانِ مِنه (شجرة معرفة الخير والشر)  تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ”. كان الإنسان يرغب في أن يكون إله، فأكلت حواء وأكل آدم، نعم انفتحت أعينهما…. لكن لم يصبحوا آلهة، بل على العكس فقدوا كل النعم وطردا من الجنة.

عاد لنا الأمل من جديد بتجسد ابن الله، هكذا يبدأ إنجيل يوحنا: “كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ… إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ” (يوحنا 9- 11)، “اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!” (1 يو 3: 1).

بالرغم من كوننا أبناء الله إلا إننا من الممكن أن نفقد هويتنا كأبناء إذا كان هناك شيء ما، غير الله، يقف في وسط “جنة” حياتنا. لا ننسى أن شجرة معرفة الخير والشر كانت في وسط الجنة.. الوسط أي في المركز.. بؤرة الاهتمام. والشيء الذي في مركز حياتي. الشيء الذي أكل منه واتغذى عليه ولا أرى حياتي بدونه. هذا الشيء الذي يحتل كل اهتمامي في الحياة.. للآسف لا بفقدني هويتي كابن الله.

كيف احافظ على هويتي كابن الله؟

يكشف المسيح في حواره مع الكتبة في إنجيل اليوم عن شرطين متى نفذهما الإنسان يحافظ على هويته كابن الله.

الشرط الأول: أن يقبل كلمة الله “ف الشَّريعَةُ تَدعو آلِهَةً مَن صَارَتْ إِلَيهِم كَلِمَةُ الله”.

والشرط الثاني: أن يعمل أعمال الأب، كما صنع يسوع في حياته العملية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد