إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

رياضة روحية 4 إله الجنس

0 1٬261

لِكُلِّ أَمرٍ أَوان ولكُلِّ غَرَض تَحتَ السَّماءَ وَقْت الفصول الأربعة للحياة الروحية- فصل الصيف (زمن الاهتداء)

خر ٢٠: ١- ٥

“وتَكَلَّمَ اللهُ بِهذا الكَلامِ كُلِّه قائلاً: «أَنا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذي أَخَرجَكَ مِن أَرضِ مِصرَ، مِن دارِ العُبودِيَّة. لا يَكُنْ لَكَ آِلهَةٌ أُخْرى تُجاهي. لا تَصنَعْ لَكَ مَنْحوتاً ولا صورةَ شَيءٍ مِمَّا في السَّماءِ مِن فَوقُ، ولا مِمَّا في الأَرضِ من أَسفَلُ، ولا مِمَّا في المِياهِ مِن تَحتِ الأَرض. لا تَسجُدْ لَها ولا تَعبُدْها، لإِنِّي أَنا الَرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيور”

اللقاء الرابع: التعارض بين الجسد والروح
يجمع عجل الذهب ثلات رموز هامة وواضحة. ففي الثقافات القديمة كان الثور رمزا للخصوبة وللقوة الجسدية في حين يرمز الذهب للمال. في لقاء سابق تكلمنا عن القناعة أو الفكرة التي يكونها البعض في أن في السلطة القوة التي يمكنها أن تعطي الحياة، فالعالم ينظر باحتقار للضعفاء والودعاء. اليوم سنكمل حديثنا عن الآلهة التي تسيطر على حياتنا والتي نعبدها ونقدم لها فروض الطاعة والولاء. الخصوبة، الفحولة الجنسية هي ما يميز الثور. أقوى الآلهة التي تسيطير على الإنسان هو إله الجنس؟ أن أول التحديات أمام الكهنة اليوم هي انتشار ثقافة صنمية الغريزة الجنسية، وضرورتها للوصول إلى السعادة وتوزان الإنسان. الكاهن مدعو لعيش طاقته الجنسية بعفة كاملة، سواء كان متزوجا أو مكرساً.

يقول القديس باخوميوس: “ليكن لك بتولية في كل أعضائك، بتولية في أفكارك، وطهارة في جسدك، وطهارة في قلبك، رأس منحنٍ وقلب متضع”.

موقفي من الشهوة الجنسية:
لنتفق في البداية أن مشاعري ورغباتي ليست منفصلة عن كياني الانساني. اذا كان المسيح قد تجسد فلكي يقول لي ان جسدك ومشاعرك واحاسيسك وشهواتك ليسوا بالعار ولا موضوع خوف او خجل. والله خلق لي جسد وهو يستحق الراحة والاستجمام واللهو والفرح والاعتناء وخاصة العاطفة والحب. هذا “الأنا المتجسد” محتاج الي ان يشعر انه محبوب وانه قادر ان يحب بواسطة التعبير الجسدي. ولكن المشكلة تكمن بان تعبير “حب” اصبح مستهلك ووجب اعادة النظر به. فمن اراد ان يقول للأخر انا احبك قال له اريدك ان تعيش الى الابد واريد ان ابقى معك الى الابد ومتى كان هذا الحب حب الغرام فأقول للاخر اريد ان اتحد بك وان تكون لي فقط وانا لك فقط.

إنجيل متي (٢٥ من الآية ٣١) وما يليها حول الدينونة الاخيرة هو مختصر جميل جداً لمضمون البشارة التي حملها لنا يسوع: الله صار انساناً، صار كل انسان. “كنت جائعاً فأطعمتموني عطشاناً فسقيتموني… الله موجود في كل انسان وهو موجود في انا. العالم النفسي يونغ يشدد على هذه النقطة عند المسيحيين. اذا امنت بكل قدرتي ان الله موجود في كما هو موجود في كل انساناً تمكنت من ان احبب نفسي وان احبب الاخرين واستطيع بذلك ان اكون اسعد الناس لانني سأعي وجود الله في حياتي ويكون اساس كل لقاء مع كل انسان. ولأتذكر قول يسوع “كلما اجتمع اثنان باسمي اكون بينهم”. الله اصبح معنا وداخلنا عندما قبل ان يتجسد. فلأنظر لنفسي وللاخرين من خلال نظر الله لي ولكل ابناءه.

سر التجسد يثبت لي ان كل ما في العالم هو خير طالما انا استخدمه للخير. قدرة الانسان هي بوضع كل شي مكانه. التفكير الذي يعتبر ان ما هو روحي يتناقض مع ما هو مادي ليس تفكير مسيحي. فالقيامة تكشف لنا أن الجسد الذي ولد من بتول أصبح جسداً ممجداً. جسدي هذا، المشتعل بالشهوة، سوف يقوم على مثاله في اليوم الأخير، بجسد ممجد.

فما قيمة الجسد في حياتي؟ عندما أذكر كلمة “جسد” ما هي التصورات التي تأتي في عقلي: «الضعف»، «المحدودية»، «اللذة»، «المرض»، «الألم والموت»، «التعب»… يتكلم الآباء عل مقارنة «ثقل الجسد» «واستعباده» و«طهارة الروح» «وترفعّها». فاصبح الجسد هو نقيض الروح بعد أن كان بحسب المفهوم اللاهوتي الصحيح وبطرقة رمزية عميقة: «الإنسان الجسدي» (أي الذي يتبع أهواء الجسد) هو نقيض «الإنسان الروحي» و «العيش بحسب الجسد» هو نقيض «العيش بحسب الروح». وهذا رمز عميق مختلف!

فالعيش حسب الجسد لا تعنى الأهواء الجنسية، بل «الإنسان الجسدي». يحمل لنا الأدب الرهباني هذه الصورة: “قيل عن أخ كان مُّحارباً بالزنى فسأل شيخاً أن يبتهل لأجله حتى لا يقهره الشيطان. فطلب الشيخ من الله بخصوصه لمدة سبعة أيام، ثم سأل الأخ عن حاله، فقال له: “لم يخف القتال”. فتعجب الشيخ من ذلك. وإذ بالشيطان يظهر له قائلا: “إني منذ أول يوم من ابتهالك إلى الله بخصوصه قد انصرفت عنه، وإنما هو الذي يقاتل نفسه لأنه يأكل ويشرب وينام كثيرا”. وقول أخر: “إذ قوتل الراهب بالزنى وحفظ بطنه ولسانه وغربته، فلي إيمان أنه لا يسقط في معونة الله”.

فاللاهوت المسيحي لا “يفسخ” الإنسان بين جسد وروح، فاننا نكرّم أجسادنا على أنها «هياكل الروح القدس» إذ نحن نتعمد بجسدنا ونلبس روح الله. نكرّم الجسد بالعماد فيدخل بسر الله ومن خلاله نصبح اولاد الله بالتبني. هل يمكن لهذا الجسد العائش والذي خلقه الله، والذي هو معدّ للقيامة والمعمّد «كهيكل للروح القدس» هل يمكن لهذا الجسد الذي تبناه الله، ان لا يحمل قيماً ومعاني وحقائق إلهية سامية داخل حياتنا المسيحية اليومية، قيم تتخطى كونه “تراب والى التراب يعود”.

“الجسد” كمركز للأهواء ومصدر للخطيئة وللفساد وللموت حيث تتجسد ميول سلبية تُبعد الإنسان عن خالقه. وربما كانت هذه المعاني هي التي رُكّز عليها لمدة طويلة من تاريخ الكنيسة إذ تأثر اللاهوت المسيحي بتيارات فلسفية كثيرة، إما حاربها واما تأثروا بها. هناك روايات عديدة في تاريخ الكنيسة تجعل من الجسد عدو للروح يجب أن نقرأها بعناية وحذر شديد، لأنها أساليب أديبة كانت مناسبة للقرون الوسطى، لكنها ليس من الإيمان المسيحي.

فما هي الخطيئة وما هي علاقتها بالجسد؟
الخطيئة هي اجحاف ونقص ورفض لمحبة الله وبذلك رفض لمحبة الذات ولمحبة القريب.

هذا الرفض يمكنه أن يشمل كل أبعاد الإنسان: إذا سرقت ما لقريبي خطئت ضد بعده الاقتصادي. إذا أهنته خطئت ضد كرامته النابعة من كونه ابن الله. المشكلة اننا نربط الخطيئة دائما بالجسد وبالأخص بالجنس ونرى أن الخطيئة الجنسية هي أفظع الخطايا. ربما في بعض الحالات هذا صحيح: الاغتصاب، استغلال الاطفال جنسيا ودفعهم لممارسة الدعارة… ولكن هناك خطايا أفظع من الخطيئة الجنسي بشكل عام: حتى يسوع أدان خبث الفريسيين بطريقة جازمة بينما غفر للمرأة الزانية التي تابت ودعاها للسير نحو الأمام وعدم العودة إلى الخطيئة. أي ارادتها أن تسير على طريق العفة.

ما هي العفة
الحياة الجنسية عند الإنسان تتخطى الجنس، فكل خلايانا طُبعت منذ تكويننا بالطابع العاطفي، الإنساني. فلا يمكن أن نقيم الإنسان انطلاقاً من تصرفاته الجنسية التناسلية لا غير. فالعفة هي التوازن العاطفي، لا الامتناع عن الجنس، أي المشاعر العفيفة التي تساعد الإنسان وشريكه على تحقيق الذات. هي تنظيم الميول والغرائز والعواطف الجنسية لكي تفسح المجال لبنيان علاقة متوازنة مع الآخرين. فالحياة الجنسية عند الإنسان هي مجموعة من الغرائز الاندفاعية الجزئية، وليست غريزة جنسية غير مجزأة. بمعنى أن الإنسان ليس آلة إفراغ شحنات شهوانية، بل هو اندفاع لغرائز جزئية يمكن توجيهها واستغلالها في تحقيق الإشباع، حتى لو لم يكن هناك لقاء جنسي. العفة هي ان أمتنع عن امتلاك الآخر وعن الذوبان فيه. هي ايضا عيش التوازن بين كل أبعادي الإنسانية وهي عيش التوازن بعلاقاتي مع نفسي، مع الاخر ومع الله.

الأم، مثلاً، عند فقدانها لزوجها أو الزوج لزوجته، يستطيع كل منهما أن يعايشَ حياته “العاطفية الجنسية” بتوظيفها وإدخالها وتحقيقها ضمن حياة عفة وبتولية وتضحية ومحبة إنسانية وإلهية موجهة لأولادهم دون اللجوء إلى عمل جنسي عاطفي للحفاظ على التوازن. وهنا نذكر أيضاً حياة المكرسين ذواتهم لنهج روحيّ خالص أو الذين وقفوا حياتهم على عمل اجتماعي وإنساني، أو حياة الفتاة التي تتخلى عن حياتها الخاصة لتلتزم برعاية اخوتها بعد وفاة والديها. فالإنسان لا يُحَدُّ بحاجة جنسية تناسلية لا غنى عنها لأن هذه الحاجة يمكن توظيفها داخل البعد العاطفي الذي يضم الحاجة “الجنسية التناسلية” إنما يتخطاها.

الحب والحميمية في حياة المؤمن:
مهما تنوعت وجوه الحب تبقى الحقيقة التالية ثابتة:

ليس هناك من إمكانية لاكتشاف حب الله إلاَّ من خلال حب الإنسان للانسان. مار يوحنا ” كيف يمكنك أن تقول انك تحب الله الذي لا تراه ولا تحب أخاك الذي تراه؟

انطلاقاً من اختبارات عدد كبير من المؤمنين والمؤمنات، فهم يتألمون ويضيعون وقت طويل من حياتهم جارين وراء “الرغبة بعيش الحب” بمعنى أخر “الشوق لعيش الحميمية” مهما كان وضعهم: مكرّسين أو متزوجين أو يعيشون العزوبية المختارة أو المفروضة.

فالشوق يبقى نفسه: عيش الحب والحميمية مع شخص يبادلني الشعور نفسه. أن أحب واشعر وأتصرّف على أنني محبوب.

عدد كبير من المؤمنين ومنهم المكرسين يعيشون علاقة روحية جميلة جداً مع الله بالصلاة والاسرار والتأمل والعمل. يعيشون علاقة جميلة في رسالتهم مع الناس: يستمعون لهم، يساعدونهم، يشهدون امامهم، يصبحون مرشدين لعدد كبير، يعكسون الثقة، فيرموا المرافَقون كل همومهم عليهم… بينما يبقوا هم متعطشين لعنصر اساسي لا يمكن لأي انسان التخلي عنه وهو اختبار الاتحاد مع انسان اخر: اختبار علاقة صداقة وشركة حب صادقة ومتبادلة. شخص يمكنني أن القي همومي عليه، ضمن علاقة حب تحلم بالوصول للقاء الحميم، للاتحاد الكلي.

واغلب الاحيان يعبّر المكرّس بهذه الطريقة فيها نوع من الغموض والتردّد: لا يهمني العلاقة الجنسية بحد ذاتها، يهمني التمكّن ان اضع راسي على صدر شخص اثق به واغمض عينيّي بكل ارتياح. ان ابعد عني الشعور بالوحدة وبالخوف.

ماهي الحميمية Intimité:
– الحميمية معناها الدخول في علاقة حب مع الأخر والشعور انني استطيع ان اشاركه كل ما لدي واقاسمه كل ما لدي وانتظر منه المعاملة بالمثل.

– أن اشعر انه يمكنني أن اقاسمه كل افكاري واسراري وبنفس الوقت بأني ليس كجبر على اتمام ذلك. (وهذا هو فرق مهم بين الحب الغرام وبين حب الصداقة)

– هي المعرفة انني أهل أن احب وان أُحب والثقة التامة أن هذه الحقيقة قد تحققت مع هذا الشخص بالذات. وهذا الحب ليس نتيجة جمال أو ثروة أو ميزة محدّدة: أنا محبوب لأني أنا! وهو يحبني لانه هو!

– هي ايضا الرغبة بالوقوف امام الأخر دون اللجوء الى أقنعة ولا الى حماية أو ضمانة. هناك نوع من عدم الخوف من المجهول أمام من نحب أو نرغب بعيش الحميمية معه رغم عدم الضمانات والحمايات الخارجية. هذا ما نسميه “الثقة”.

– حينها لا يشعر فقط الشخص بالامان بل يسعى ايضا بمشاركة صعابه وضعفه دون خوف. بمعنى آخر: مشاركة ما هو شخصي وحميم، احلامه، اماله، مخاوفه. اسمى الافكار وانبلها. في هذه اللحظات يزول الخوف والغم.

هذه الحميمية والشعور بالأمان وبالحب ليست محصورة باشخاص محدّدين ولا بخيار حياتي واحد بل تعاش بوسائل عديدية: العلاقة مع الله، بالعلاقة الزوجية وبالعلاقة بين الاصدقاء: اساسها الثقة، التضحية، المشاركة ولكنها تختلف من طريقة تعبير الى اخرى. من هنا نتكلم عن الحميمية intimité من ناحية العلاقة مع الأخر ومن ناحية اخرى هناك الاتحاد بالمتسامي transcendence أي الشعور بالغبطة، بحالة الخروج من الذات ومحدوديتها. امام هذه الحالة نلمس محدودية الانسان وكم هو قادر على تخطي هذه المحدودية وهذه الحاجة المزدوجة هي في قلب كل انسان، هي لمسة الله في الانسان: تخطي الذات الانانية وتخطي المحدودية المادية الانسانية. منها يسعى الى إرواء وحدته بلقاء الأخر ويروي رغبته بالامحدود بسعيه وراء ما نسميه روحانيات أو علاقة مع اللامتناهي (الله).

كل انسان مدعو الى عيش هذه الحميمية التي تعكس صورة الله في الانسان أي ما وضعه الله منه في الانسان: ما وضعه من حقيقة عيش الحب داخل الثالوث.

من ناحية اولى، ليس المتزوجون وحدهم مدعوون لهذه الحميمية.

ومن ناحية ثانية، حتى الحميمية الجنسية بين الرجل والمرأة لا تستهلك كل الحميمية التي يحتاجها الانسان! فالحميمية تتخطى العلاقة الجنسية.

وهنا نجد مكان نذر العفة وحب الصداقة وحب الانسان لله. المتزوج الذي لا يعيش هذه الابعاد يبقى منتقص من ناحية عيش الحميمية حتى لو عاش التعبير الجنسي مع الشريك. كل انسان بحاجة لشخص يعيش معه هذه الحالة التي يمكن ان نسميها صداقة، التي تسمى عيش الحميمية أو عيش الحب. على كل الاحوال، هذه الحميمية لا يحصل عليها الإنسان بالسعي ورأها بالعكس، هي نوع من الهبة التي تصله كنعمة نتيجة العيش العفوي والمحب وخاصة نتيجة التضحية وعدم السعي وراء الشيء.

هذا المبدأ الإنجيلي لا يفهمه دائماً علم النفس الذي يتمسّك غالباً بمبداء الانانية والتي تفرض السعي، مهما كلف الأمر، لخير يراه صاحبه ضروري لتوازنه. من هنا، قد يسعى الانسان الى حميمية باللقاء مع شخص اخر بينما عندما يصل اليها يجدها غير كافيه.

في الإنجيل هناك عالمين يتصادمان: المرأة الخاطئة، التي أحبّت كثيرًا وفقدت طهارتها؛ وسمعان، الفريسيّ، الطاهر جدًا، لكنّه قاسٍ وقد خسر قدرته على الحبّ.

المرأة، التي أغواها يسوع وصلاحه، ليست خائفة من تجريد ذاتها – أمام أعين الطاهرين، سمعان ورفاقه – من كلّ الوسائل التي تستخدمها للإغراء: دموعها، قبلاتها، شعرها وعطرها. إنها حركة تُعبّر من خلالها أمام يسوع عن تجرّدها من «الإنسان القديم»، واثقة من حبّها المُرهَف وغير خائفة من تعريَة ذاتها أمامه .

سمعان، الذي حافظ على طهارته (وخاصّة الشرعيّة) حتى أنّه قسّى قلبه خوفًا من فقدان هذه الطهارة الثمينة. فبالنسبة له، لا يمكنه النظر إلى هذه المرأة سوى كدخيلة تأتي لتلوّث الأجواء التي أراد أن يخلقها لاستقبال هذا «المعلم». فاحتقر المرأة وأدان يسوع .

يسوع، المُحبّ الكامل، الذي يعرف ما في قلب الإنسان؛ يقول لسمعان: صحيح أنّك طاهر. ولكن إن لم تكُن الطهارة وسيلة إلى الحُبّ إنّما تُعطيك بدلاً عن ذلك الحقّ بأن تحتقر أخاك وحتى أن تُدينه فإنّها تصبح عقيمة. عندما دخلتُ بيتكَ، فأنت ما قبّلتني قُبلة، ولم تغسل قدميّ أو تدهن رأسي بزيتٍ مُعطّر. محبّتك طاهرة، لكنّها قاسية! إنّني أفضّل أولئك الذين فتحوا قلوبهم، حتى وإن كانت مُثخنة بالجراح. «سمعان، أترى هذه المرأة؟» هل يمكنك أن تراها بطريقةٍ أخرى غير الازدراء؟ لتكُن طهارتكَ سبيلاَ للمغفرة، ولأنّها أظهرت حبًّا كبيرًا فقد غُفرت لها خطاياها.

أفكار للتأمل:
١. ما هو موقف من الجنس؟ وكيف تقيم حياتك الجنسية؟ هل تعتبره إلهاً؟
٢. كيف تعيش الحميمية؟ وما هو موقفك من الجنس الأخر؟
٣. هل تدفعك الطهارة إلى الغفران؟

نصوص للتأمل:
٢ صموئيل ١٢: ٧-١٠ و ١٣

لوقا ٧: ٣٦-٥٠

قد يعجبك ايضا
اترك رد