إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

كيف نقيم حواراً مع أبنائنا

0 1٬129

كيف نقيم حواراً مع أبنائنا

من سن ٧ – ١٣ سنة
• ما هو الحوار
• الحوار مع الأطفال يختلف وفقاً لعمر الطفل.
• إذا أردت أن تقيم حواراً مع ابنك فعليك أن تكسبه الثقة بك.
• هل يمكننا اقامة حوار حر ومتبادل مع الطفل مع البقاء على الحدود بين الوالدين وبينه؟
• إذا أردت أن تقيم حواراً مع ابنك فعليك أولاً أن تحترم آراءه.
• النصح والارشاد، هل هما الحوار المطلوب؟
• لماذا لايصدق الأبناء الآباء فى أحيان كثيرة؟

أولاً: ما هو الحوار
أ- إن الحوار ليس فرض رأى من طرف على آخر، بل هو تبادل أفكار ورغبات – قد تكون متباينة – بينهما. لذلك عند اقامة الحوار مع الطفل يجب أن يكون لدى الوالدين مصادر دعم تؤيدهم وتقويهم، بمعنى آخر، معلوماتهم الشخصية.

ب – ولعل من أهم صفات الحوار أو التواصل مع أبنائنا هو العمل على تنمية القدرة على الاصغاء لدينا، فكلما اتجهنا إلى الاستماع والانصات الجيد لابننا – مهما كانت آراؤه طفولية، متناقضة، شاذة، خاطئة – كلما استطعنا ادارة حوار صحى معه.

حـ – العمل على اثارة انتباه الأبناء، فإن ابنى أو ابنتى لن يكمل الحوار معى إلا إذا كان هو (هى) تريد الاصغاء بالفعل، فهو لن يتحاور معى إذا كان حديثى مملاً، مكرراً.

ء – العمل على اختيار الوقت المناسب للحوار، فالطفل هو الذى يخلق هذا الوقت، هو الذى ينتقيه ويسعى إليه، اترك طفلك يأتى إليك بذاته ليسأل عما يحتاج معرفته.

هــ – العمل على انتهاز الفرص، ففى أحيان كثيرة نرغب أن نعطى أبناءنا العديد من المعلومات وذلك للمساهمة فى التربية، بالتالى يمكن أن ننتهز الفرص بشكل لايلحظه أبناؤنا حتى نستطيع بدء الحوار معهم.

و – العمل على تجنب المباشرة المبالغ فيها : إن أطفال هذا الجيل يميلون إلى عدم تقبل الحديث المباشر أو النصح المباشر إن هذا النوع من الحوار له أهميته الكبرى، لكنه إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، أى أن المباشرة الدائمة تعمل على هروب الأبناء من الحوار معنا.

ز– احترم عقلية ابنك، ولاتحدثه بشكل يوحى بمعرفة كل شئ وبالتحكم فى جميع الخيوط فى يدك، وإلا لن يقبل على الحوار معك ثانية.

ثانياً : الحوار مع الأطفال يختلف وفقاً لعمر الطفل
علينا كآباء أن نعرف من هو الطفل الذى نتعامل معه، وفى هذه المحاضرة سوف نتحدث عن الأطفال بين عمر ٧ سنوات و ١٣ سنة.

إن هذا العمر بشكل مرحلة تكوين الذات أو الشخصية للطفل، ويرى إريكسون أن هذه المرحلة تشكل خروج الطفل عن ذاته وأسرته ليحقق التوازن والاندماج مع المجتمع، ويبدأ معها التنافس.

كما يذكر بياجيه أن هذه المرحلة تعتبر طفرة فى تفكير الطفل، فهو يكتسب فيها ثلاث قدرات للتفكير، تندمج جميعها فى مستوى التفكير المنطقى، وهى :

– التحفظ : حيث يبدأ يتعرف على الأشياء كشئ أساسى لايتغير أو وضعه الأساسى بينما قد يتغير شكله الخارجى (اللون – الوزن – الحجم).
– قواعد المنطق : فهو يفهم العلاقات من حيث التشابه والاختلاف والنسب.
– التصنيف.

كذلك فإن هذه المرحلة تعتبر بداية أو أساس للتفكير التجريدى.
ومما سبق نرى أن الطفل فى مرحلة مابين السبع سنوات والثلاث عشر سنة هو بداية تكوين الذات، بداية كونه رجلاً أو امرأة، فهو يريد تكييف ذلك مع طفولته التى هى لا مفر منها.

وهنا أحب الاشارة إلى أن الحوار فى هذه الفئة العمرية يمكن أن يقسم إلى فئات متعددة حيث :

من سن ٧ – ٩ سنوات
هنا تكون بداية الطفل مع تكوين الذات، فهو لازال طفلاً يقبل سلطة والديه، ويقبل نقدهم، لذلك فإن الحوار فى هذه المرحلة هو – للوالدين – حواراً سهلاً، بسيطاً وقصيراً.

إن الطفل فى هذه المرحلة بامكانه استيعاب جميع المعلومات لكن بشكل غير مفصل ودون التحدث فى التفاصيل، إلا إذا بدأ هو هذه التفاصيل وفقاً لمعلومات تحصل عليها من خارج الأسرة.

ولعل من أفضل أوقات الحوار للأطفال فى هذا العمر هو وقت ما قبل النوم فهم يكونون فى استعداد لتقبل آراء الوالدين كما يكونون أقل مقاومة.

وسوف يتساءل الآباء، هل نتحدث فى جميع المجالات؟
أى هل يمكن اقامة حوار سياسى أو حوار جنسى أو حوار تربوى فى هذا السن؟ الاجابة هى بالايجاب، لكن، وكما سبق الاشارة، يجب الابتعاد عن الخوض فى التفاصيل، فإن هذا من شأنه احداث الكثير من الخلط لدى أبنائنا.

من سن ١٠ – ١١ سنة
هنا الطفل يبدأ فى نقد آراء الآباء، والبعد عن الطاعة الدائمة، فهو يبدأ فى اكتشاف قدرته على اعطاء أرائه الخاصة، كما يبدأ فى اكتشاف قدرته على نقد آراء والديه.

كما تزيد وتنمو لديه القدرة على رفض آرائهم وعلى تكوين التفكير المنطقى والتفكير التجريدى، ومن ثم يرى أنه ليس مجبراً على تقبل آراء الراشدين خاصة والديه لذلك فإذا لم نبدأ فى احترام بعض هذه الآراء وتقبلها مع نقدها بشكل بعيد عن السخرية أو الاحباط، سوف نواجه عقبات متعددة فى اقامة حوار مع الطفل. لذلك يجب فى هذه المرحلة العمل على احتضان أبنائنا مع بداية عمل علاقة صداقة معهم جنباً إلى جنب مع العلاقة الوالدية وليس بديلاً عنها، فالطفل يجب أن يعرف أننا سوف نقبل آراءه لكن مع ابداء رأينا الخاص، ومناقشته فيما يبديه من آراء.

وتوقيت الحوار فى هذه المرحلة يمكن أن يكون مرناً ووفقاً لما يطلبه الطفل.

كذلك فإن الخوض فى الموضوعات يمكن أن يشمل العديد من التفاصيل، ويمكن أن يشمل شتى الموضوعات.

ورغم ماسبق فإن على الطفل أن يعلم أن هناك خطوطاً حمراء يجب ألا يتجاوزها مع الوالدين، فهو عليه أن يدرك أنه رغم تقبلنا لآرائه إلا أن هناك العديد من الأوقات التى سوف يبدى الآباء آراءهم فيها وبحسم شديد، ومن أمثلة ذلك يمكن التحدث عن الممنوعات من المشروبات ولكن لايمكن تجربتها، وإلى ذلك من الموضوعات المختلفة.

كما أنه من الهام والضرورى أن نبدأ فى تقديم العديد من المعلومات الهامة لأبنائنا عن البلوغ وعن نوعية الأصدقاء وكيفية الحكم عليهم….. الخ

من سن ١٢ – ١٤ سنة
هنا يبدأ الأطفال فى تكوين العديد من المفاهيم التى يصعب على الآباء فى ثقافتنا الحالية تفهمها، ولعل من أهم هذه المفاهيم الحديث عن الجنس بشكل أكثر تعمقاً، والحديث عن أنواع المخدرات أو المكيفات. ولعل أول ما سوف أشير إليه للآباء هو عدم ابداء الاندهاش أو الانزعاج أو علامات الخوف (حتى وإن وٌجِدَتْ)، فإن ذلك من شأنه أن يثير فضول الأبناء بشكل أكبر.

لذلك يجب تقبل حديث الأبناء عن مثل هذه الموضوعات بشكل تلقائى ثم البدء فى الحديث عنها وفقاً للمعلومات الواردة لديهم بالفعل كما يفضل أن نقدم للأبناء فى هذه المرحلة المعلومات بشكل علمىّ، وبالطبع فى اطار حدود مجتمعنا المحلى – حتى لايحاولوا معرفتها من خارج الأسرة.

كما يجب علينا تقبل العديد من السلوكيات التى قد يقوم بها أبناؤنا، ومن ذلك مصاحبة أصدقاء غير مرغوب فيهم، التفكير الخيالى فى السلوكيات السلبية (السرقة – العصابات ..) رغم التحفظ عليها ومراعاة مراقبتها)، وعند رفضنا للسلوكيات فإن يجب أن يكون الرفض القاطع والحاسم للسلوك السلبى الجذرى وليس لمجرد خيال أو رغبة أو محاولة اثبات الذات.

ويكون للحوار غير المباشر فى هذا المجال أهمية كبرى، فإن الطفل يتقبله ولكن لايوافق على نصح الآباء فبدلاً – كمثال – من قول لاتصاحب الفتاة، نقول له وماذا عن سائر زملائك (اعطاء المثال بالتفصيل كما يجب أن يتسم الآباء ببعض التسامح للأفكار الخيالية للأبناء وأن يناقشوها معهم بدلاً من أن يلجأوا هم لأصدقاء المدرسة.

وعلى الآباء أن يتقبلوا الحديث فى جميع مايرغبه الأبناء، كما أن العلاقة الحميمية بين الآباء والأبناء لاغنى عنها فى هذه المرحلة.

إن هذه المرحلة هى مرحلة ما قبل المراهقة، ويبدأ فيها الأطفال فى اكتساب بعض صفات المراهقة من عناد وتطلع، والغاء للقوانين وإثبات الذات فإذا لم نفهمها فقدنا صداقة ابننا.

ثالثاً : اذا أردت أن تقيم حواراً مع ابنك فعليك أن تكسبه الثقه بك
كيف إذاً نعمل على اكتساب هذه الثقة؟
– إن الطفل الصغير أو الطفل الأكبر يفقد الثقة فى والديه إذاعلم أنهم لايحفظون سرهم، حتى لأقرب المقربين، لذلك فإذا كنا سنضطر لاشراك الأب (أو الأم) سر ابننا فعلينا أن نستأذنه أولاً أو أن نبقيه سراً أولا يتدخل الطرف الآخر (أب / أم) فى هذا السر بشكل مباشر أو غير مباشر مع طفله.

– إن الطفل الصغير أو الطفل الأكبر يفقد الثقة فى والديه إذ الم نحترم رأيه بشكل دائم حتى وإن رفضناه علانية.

– لاتعامله كطفل لايدرك عقله الكثير من الأمور أو لن يفهم ما تقوله.

– إذا اضطررت لتأجيل مناقشة مشروع ما، فعليك أن تحقق وعدك فيما بعد.

– إذا وعدت ابنك بشئ فعليك تنفيذه دائماً سواء فى الحوار أو فى أساليب التربية.

– اذا رأى ابنك مدى قدرتك على الحوار مع الآخرين الراشدين بشكل موضوعى ورأى تقبلهم لآرائك فإنه سوف يكتسب الثقة بك.

– لاتكذب فى حياتك أمام ابنك سواء فى التفاصيل الصغيرة أو الكبيرة، إن الكذب يفقد ابنك الثقة فيك.

– اشعره بأهميته عندك ستشعر أنت بأهميتك عنده.

– شاركه أنشطته وحثه على أدائها وشاركه ألعابه وقراءاته حتى يقبل على الحديث معك ومشاركتك اهتماماته.

– يجب أن تعلم أن هناك اخطاء قد تحدث نتيجة عمر الطفل، وعند حدوث هذه الأخطاء لابد من التسامح، ومن أمثلة ذلك فى سن ٧ سنوات قد يسرق الطفل، هنا لانعاقب ونضرب ونحبس، بل نتفهم ونناقش ونحذر ثم نسامح، وهذا ما يجعله يكف عن هذا السلوك. وهكذا فى الأعمار المتتالية، فإن الوقوع فى الخطأ فى حد ذاته ليس مشكلة ولكن حقيقة المشكلة هو تكرار الخطأ.

إن هذا التسامح يُكسب الطفل الثقة فيك وفى قبولك له بأخطائه.

رابعاً : هل يمكننا إقامة حوار حر ومتبادل مع الطفل مع البقاء على الحدود بين الوالدين وبينه؟
بالطبع، فإن إقامة حوار أو علاقة صداقة أو علاقة حميمية مع ابننا لاتعنى فقد الاحترام لديه .
فإنه منذ بداية نشأة الطفل وحتى بلوغه الرشد يجب أن نعلمه أن للأب والأم الحق فى قول كلمة لا وهو عليه أن يطيعمها.

وهنا يجب أن نحرص دائماً على أن تكون “هذه اللا” قليلة وليست هى الكلمة الأولى فى المنزل.

– فمثلاً عند كونه صغيراً لا نقول “لا” على اللعب أو على “الشقاوة” لكن نقول لا على التخريب والعدوان .

– عند سن ٧ سنوات لا نقول “لا” على أفكاره السلبية أو على محاولته، لكن نقول “لا” على عدم طاعة الوالدين فى احترام القواعد المنزلية (مثلاً مراعاة واجبه، فى غرفته).

– عند سن ١١ سنة لا نقول “لا” لارتياحه لاحدى زميلاته والتحدث معها واعتبارها صديقته، لكن نقول لا عندما تكون هذه العلاقة حميمية وبعيدة عن سائر أصدقائه أو أنها تكون فى السر .

– كذلك فإن احترام الوالدين بعضهمها لبعض يؤدى إلى احترام الأبناء لهما، فإذا كان الأب يعتدى على الأم والأم تسب الأب، فكيف إذاً يمكننا أن نتوقع أن يحترم الابن أيا منهما؟ قد يخاف الأب لكنه لن يستطيع إقامة حوار معه .

– أيضاً اتخاذ أحد الوالدين (الأب مثلاً) للابن كطرف ضد الطرف الآخر منها، فإن ذلك يفقد الطفل احترامه له ويبعده عنه وان لم يكن فى القريب العاجل فسيكون فى البعيد الآجل .

– من الهام كذلك اتفاق وثبات الوالدين على نفس الرأى عند إنشاء الأبناء فإن ذلك من شأنه أن يكسب الابن احترام الوالدين وطاعتهما .

– وجود نوع من الديمقراطية وتبادل الآراء والتسامح داخل المنزل، يؤدى إلى المزيد من احترام الابن لوالديه وتقبله لوجود حدود فى ظل هذه الديمقراطية .

– اكتساب ثقة الطفل أيضاً من شأنه أن يزيد من احترام الطفل لوالديه واحترامه للحدود بينهما .

– يجب أن نعلم أن حوار ابنك معك هو بداية القدرة على تكوين رأى وبداية التعامل مع المجتمع بشخصية مستقلة، وأنه لابد من تنمية ذلك دون التعدى على حدود الوالدين وأن سلطة الوالدين لاتنبع من فرض الرأى والغاء شخصية الطفل، وانما تنبع من القدرة على احتواء الطفل وتوجيهه وحمايته دون افقاده قدراته الشخصية.

خامساً : إذا أردت أن تقيم حواراً مع ابنك فعليك أولاً أن تحترم آراءه
فلنتساءل لماذا يقبل أى منا على الحوار ؟ لأننا واثقين من تبادل الآراء .
أليس هذا هو ذاته ما سيجعل الطفل يقبل على الحوار مع الآباء ؟
فإذا افترضنا أننا بدأنا – بشكل دائم – الحوار مع أبنائنا بآراء مسبقة مفروضة ومعلومة، فهل نتخيل معاً أن الطفل يمكنه قبول ذلك؟ قد يحدث ذلك حتى سن ٧ سنوات كحد أقصى . . ولكن! هل يستمر ؟
إذا عندما تقيم حواراً مع ابنك عليك أن تعلم جيداً أنه يمكنه :
– أن ينقد آراءك.
– أن يشير إليك بمعلومات لا تعرفها .
– أن ترى أن آراءه قد تكون صحيحة بخلاف آرائك .
– أنك قد تضطر إلى قول “لا أعرف” وتطلب منه مهلة للرجوع إلى المراجع للبحث ثم تجيبه عن هذه الآراء، فقد يقول لك رأياً لكنك تراه غير صحيحاً أو أنت غير متأكد منه، أو قد يسألك سؤلاً لا تعرف اجابته، فليس عيباً أبدأ أن تقول أنك لاتعرف وأنك سوف تبحث وتجيبه فإذا بحثت وأجبته وإن بعد فترة، فسوف تكتشف ثقته فيك، كما سوف يقبل عليك ثانية ليشاركك الرأى، أما إذا لم تجبه وأهملت أسئلته فإنه سوف يهمل إنشاء حوار معك
– أما إذا أجبت اجابات عامة أو خاطئة فإنه سيفقد ثقته، لأنه يدرس ويعرف ويفكر ويسأل .
– كذلك فإنه من المثير للاهتمام أن الأبناء يسعدون بشكل مبالغ عندما يقول الآباء سوف “نبحث ونرى”، فهم يكتشفون أن آباءهم جادين فى إقامة حوار متسق ومتعمق معهم.
– وكذلك فإن اشاركهم فى البحث فى الأعمار الأكبر (بدءاً من سن ٩ سنوات)، هو شئ له أهمية كبرى حتى يقبلوا الحوار المشترك مع الآباء، وحتى يقبلوا النقد واحتمال الخطأ .
– كما أنه يساهم فى حثهم على الدراسة والبحث .
– أثناء الحوار مع أبنائنا لابد أن نتجنب الوقوع فى خطأ الملل والضيق من أسئلتهم أو من الحوار معهم، فذا من شأنه أن يثير نفور ابنك وبعده عنك.

سادساً : النصح والارشاد هل هما الحوار المطلوب ؟
إن النصح والإرشاد من العوامل الهامة جداً فى تنشئة أبنائنا ولكن كيف يتم هذا النصح؟
إن ذلك قد يكون عن طريق المباشرة حتى بلوغ ابننا السبع سنوات.
أما بعد ذلك فقد نلجأ فى أحيان كثيرة إلى النصح غير المباشر أو المباشر البسيط، فبدلاً من قول شعارات علينا أن نسرد الأحاديث وأن نقيم الحوارات وأن نشير إلى الأمثلة سواء فى الدين أو فى الحياة الاجتماعية، فطفلنا الأكبر لا يقتنع بالكلام النظرى المكتوب فقط ، لكن يقتنع عن طريق الرؤية والتصديق .
كذلك فإن اقامة علاقة جيدة فى رؤية الرب والعمل على ترغيب الأبناء فى اكتساب رضا الاله له شأن كبير فى اكتساب الأبناء النصح والارشاد .
أيضاً كلما اقتربنا من مرحلة المراهقة كلما ابتعد أبناؤنا عن تقبل النصح المباشر، لذلك علينا أن نكون أكثر تعمقاً فى حديثنا إليهم وأكثر استخداماً للعلوم الدينية والحياتية عند مناقشتنا لهم .
أيضا فإنهم سوف يتقبلون منا النصح إذا كانوا قد اكتسبوا ثقتهم بنا واحترامهم لنا كما سبق الاشارة .

وفى هذا السن يجب أن نعمل على أن نكون قدوة لأبنائنا من خلال سلوكنا الفعلى ونلاحظ هنا أننا فى عصرنا الحالى أصبحنا عائلات نووية أى صغيرة، القدوة فيها قد تقتصر على الأب أو الأم، بينما كانت العلائلات من قبل ممتدة أى القدوة متعددة، فإذا اختلف احداها كانت الأخريات موجودة فوراً، لذلك فإن دور الأب والأم أصبح أكثر تعقيداً وصعوبة لكونه القدوة الأساسية أمام الابن.

سابعاً : لماذا لا يصدق الأبناء الآباء فى أحيان كثيرة؟
إن عدم مصداقية الآباء مع الأبناء من أهم عوامل فقد الثقة ومن أمثلة ذلك :
– خلف الوعد (شرح)
– عدم احترام الوالدين لسائر الراشدين.
– الكذب
– عدم تماسك الأسلوب التربوى (العقاب أو الثواب المثابر على المواقف ذاتها، فمثلاً العقاب على الصوت المرتفع أمام الآخرين والتسامح معهم فى المنزل وعكس ذلك) .
– الادعاءات الزائفة المختلفة (الادعاء بالمرض – الادعاء بعدم التواجد بالمنزل) .
– عدم احترام الوالدين لعملهم .
– عدم احترام الوالدين للمثل الأخرى أو لسائر الشخصيات المؤثرة للطفل، مثل عدم احترام المدرسين بالمدرسة أو عدم احترامهم لأحد المدرسين لأنه يعطى الطفل درس خاص، ومن ثم يعتقد الآباء أنهم يتحكمون فى المدرس بنقودهم (يحدث هذا كثيراً) فيفقد الطفل احترامه لهم.
– عدم وجود قدوة للطفل أو مثل أعلى.
– السلوك غير السوى فى التعامل بين الوالدين (كما سبق الإشارة).
– مطالبتهم بما لانلتزم به.

قد يعجبك ايضا
اترك رد