إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

حياتك شكل تاني

0 930

قوة التصور الذهني
يولد الطفل وتربي في رعاية أبوين يصوغان له حتى سن معينة خطواته الأولي، ولكي يساعد هذان الأبوان مولودهما على الاعتماد على نفسه شيئاً فشيئاً حتى يعتمد على نفسه، فإن مصلحته أن ينسحب الأبوان تدريجياً من كونهما مركز صنع القرار بالنسبة لمفردات حياة هذا العضو الجديد في المجتمع. إن الإنسحاب التدريجي من مسؤولية اتخاذ قرارات نيابة عن الطفل هو أول لبنة في بناء الشخصية المميزة لهذا الوافد الجديد إلى المجتمع الإنساني. وبعد أنسحاب الوالدان يبدأ الولد في صوغ قراراته و اختياراته في الحياة اعتماداً على الأساس الذي أرساه الوالدان، والذي يجب أن يكون مبنياً على القيم الدينية والأخلاقية والعرف والتقاليد.

وهكذا، فبقدر ما يشكل الوالدان أساس التفكير لدى الابن فإنهما يساعدانه في سن معينة على أن يفكر ويبدع ويتخذ قراراته بنفسه في مواجهة الحياة وتلك هي دورة الحياة. فالحياة تعني مواجهة المشكلات، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، مما يعني إعطاء العقل الفرص لينمو ويتمكن من الوصول إلى الحلول المقبولة.

التصور الذاتي:
ينشأ الفرد ولديه تصور عن نفسه وعن العالم، ولكن تصوره ليس هو الحقيقية في حد ذاتها. وهذا هو مفهوم التصور الذهني الذي من خلاله نري العالم، ندركه، نفهمه، نفسر أحداثه. التصور الذهني هو بمثابة الخريطة التي من خلالها نستطيع أن نصل إلى المكان الذي نرغب في الوصول إليه. ولكن الخريطة ليست هي الموقع الذي على الأرض. وكل منا يختزن في رأسه الكثير والعديد من الخرائط والتي يمكن تقسيمها إلى فئتين رئيسيتين: خرائط خاصة بالأشياء كما هي. وخرائط خاصة بالأشياء كما ينبغي أن تكون. ونقوم بتفسير كل ما يمر بنا من تجارب وفقا لهذه الخرائط الذهنية، ونادرا ما نسأل أنفسنا عن دقتها، إذا نفترض ببساطة أن الطريقة التي نري بها الأشياء هي الطريقة التي هي عليها حقيقة أو الطريقة التي يجب أن تكون.

وهكذا فإن توجهاتنا وسلوكياتنا تنبثق من هذه الفرضيات، وتكون الطريقة التي بها نري الأشياء هي المصدر للطريقة التي نفكر بها والطريقة التي نتصرف بها. ويميل كل منا للاعتقاد بأننا نري الأشياء كما هي، أي أننا نتسم بالموضوعية، غير أن هذا يخالف الواقع. إننا نري العالم ليس كما هو، بل كما نكون نحن أو، كما تم تعليمنا على رؤيته. وعندما نتكلم لنصف ما نراه، فإننا في الواقع نصف أنفسنا، ومدركاتنا، ومعاييرنا، وعندما يختلف الآخرون معنا، فإننا نظن على الفور أنهم على خطأ. فكل منا ينظر من خلال عدسة تجربته الذاتية. وكلما زاد إدراكنا لتصوراتنا، وخرائطنا، أو فرضياتنا الأساسية، وبالقدر الذي خضعنا فيه لتأثيرات تجاربنا، كلما زادت قدرتنا على اختبار تلك التصورات في مواجهة الحقيقة، والاستماع للآخرين والانفتاح على مدركاتهم، الأمر الذي يعني النظر على صورة أكثر رحابة وأشد موضوعية. إن رؤية الأشياء على حقيقتها إذن ليست دائماً بالبساطة التي نفترضها، لأن مقدرتنا على خداع أنفسنا لا حدود لها، حيث يبني كل منا تصوره الخاص عن الحقيقة في حدود عالمه وقدرات حسه وعقله. لذلك فإن ما تراه في خيالك هو ما تفكر فيه، وما تفكر فيه هو ما ستحصل عليه. لذلك، فإن من العبث الدخول في جدل مع من لا يعرف الانضباط أو حسن التصرف مفترضين أنهم سيفهمون ما نتحدث عنه. كما أنه من الخطأ أيضاً أن نفترض أن من نجادلهم سوف يغيرون من قناعاتهم هكذا فجأة لمجرد أنهم فهموا ما نتكلم به. فالإنسان هو نتاج تراكمات سابقة حدثت في ماضيه عبر زمن طويل، فشكلت شخصيته الحالية، وسوف يكون من غير المنطقي الاعتقاد بأنه سيتغير بين عشية وضحاها، بل بالتدريب العملي والجهد المتواصل وإرادة التغيير.

إن كل إنسان يحمل صورتين عن نفسه:
صورة الشخص الحالي الذي يعرفه في قرارة نفسه ويعرف عنه جوانب كثيرة لا ترضيه.
وصورة الشخص الذي يتمنى أن يكون: هادئاً متحمساً واثقاً من نفسه، يعرف ما يريد، يتصف بالتصميم ومستعد لمواجهة أي موقف والسيطرة عليه وينال احترام كل من يعرفه.

والمد والجزر الحاصل بين هاتين الصورتين هو نعمة أسبغها الله علينا تجعلنا نطمح دوماً إلى الأفضل. إن عدم الرضى عن حالتنا الراهنة يدفعنا إلى تغييرها. وعليه، فإن عدم الرضى عن النفس ليس صفة سلبية غايتها بث اليأس والقنوط أو التعاسة في نفوسنا، وإنما هي صفة إيجابية مهمتها دفعنا إلى التقدم والنجاح. وإن دافع الإبداع المتغلغل في داخلنا هو الذي يعزز من رغبتنا في النمو. وقد وهبنا الله مع هذا الدافع، الأداة اللازمة التي تمكننا من هذا النمو والاستمرار فيه عقلياً وروحياً طالما نحن على قيد الحياة.

قوة تغيير الصورة الذهنية
متى أحدث الإنسان تغييرا في صورته الذهنية فإنه يري العالم بصورة مختلفة، والتغيير يكون قويا أشبه بضوء يسطع داخل الشخص. وسواء كانت تغييرات الصورة الذهنية تقودنا لاتجاهات إيجابية أو سلبية، فإنها تقودنا من طريقة لرؤية العالم إلى طريقة أخرى. والتغييرات تخلق تغيرا قويا يحدد توجهاتنا وسلوكياتنا وعلاقتنا بالآخرين.

والمؤسف إننا نقضي وقتا طويلا نحاول أن نغير في سلوكياتنا وتوجهاتنا، فلا نتغير لأننا لم نحاول الاقتراب من ظاهر التغير الذي يحدث تلقائيا عندما نري الأشياء في صورة مختلفة. وهذه هي المحصلة: إذا رغبنا في إجراء تغييرات طفيفة نسبيا في حياتنا فيمكن أن نركز على توجهاتنا وسلوكياتنا. أما إذا رغبنا في إجراء تغير جوهري وكمي، فإنه يتعين أن تنصب جهودنا على تصوراتنا الذهنية الأساسية، فتتغير صورتنا الحالية إلى الصورة التي نطمح أن نصل إليها.

المشكلة هي طريقة النظر إلى المشكلة

العادة الأولي
كن مبادرا

من خلال العرض السابق للقيم فأن الإنسان يشعر بأنه محكوم إلى حد بعيد بالظروف التي تحيط به، وبالأفكار الجمعية التي تعلمناها منذ الصغر وكونت القيم التي نؤمن بها ونتحرك وفقا لها. هناك ثلاث خرائط اجتماعية عن الحتمية لشرح القيم التي على أساسها يحكم الإنسان. الحتمية الوراثية التي تقول أن اجدادنا هم المسؤلون عما نحن فيه، أنهم السبب في تلك العصبية. وهناك الحتمية الجسدية بمعنى أن التجربة التي مررت بها في نشأتك وطفولتك تركت أثارها العميقة على توجهاتك الشخصية وعلى شخصيتك. فأنت تخشى من أن تواجه الجمهور لأن التربية الأسرية كانت متحفظة. هناك الحتمية البيئية بمعنى أن البيئة مسئولة عن أفكاري التي بها أحكم على العالم.

وجميع هذه الخرائط تستند إلى نظرية المنبه/ الاستجابة، أي أننا مجبرون على الاستجابة بطريقة معينة أمام المؤثير. لكن الواقع يقول أن بين المنبه والاستجابة هناك حرية الإنسان التي بها يقبل الاستجابة لذلك المنبه أم لا. “يوجد مسافة بين المنبه والاستجابة عند الإنسان”, وهذا معناه أن الإنسان من خلال هذه المسافة يستطيع اختيار الاستجابة المناسبة لأي منبه يحدث له, وهذا يعني أن الإنسان ( حر ) ومسؤول عن تصرفاته, وأنه لا توجد ( ردة فعل ), أو ( استجابة ), حتمية, ومن هنا تأتي مسؤولية الإنسان في اختيار مصيره, وبشيء من التدقيق في كلمة “مسؤول” في اللغة الإنجليزية ( Responsible ) نجدها تعني شخص قادر على اختيار استجابته.

والإنسان الذي يملك روح المبادرة العالية، أو المسئولية لا يلقي باللوم على الملابسات أو الظروف أو تلك الحتميات لتبرير سلوكه. إن السلوك هو نتاج خيار واعي مرتكز على القيم التي يؤمن بها الشخص أكثر من المشاعر. والشخص الإنفعالي عادة ما يكون متأثرا بالبيئة المادية الملموسة، فإذا كان الطقس صحوا، كانت الأحوال جيدة. أما الطقس بالنسبة للمبادرين فأن يصبح محايدا، لأن الذي يوجههم هو القيم التي يؤمنون بها. كذل يتأثر الإنفعالي بالبيئة الاجتماعية، أي الطقس الاجتماعي فإذا لاقي معاملة حسنة من الآخرين، فهو يشعر بالرضا، والعكس صحيح. ويقيم الإنفعالي حياته الوجدانية بناء على سلوكيات الآخرين.

إن القدرة على إخضاع إندفاعة الشخص لقيمة ما هو جوهر الشخص الذي يتمتع بروح المبادرة، فالأشخاص الإنفعاليون تسوقهم المشاعر والملابسات والظروف والبيئة المحيطة بهم، في حين أن الأشخاص المبادرون تدفعهم القيم تكون قد خضعت لتفكير متأن، قيم تم اختيارها بعد خبرات. الأشخاص المبادرون هم الذين يلجأون إلى تغير تصوراتهم الذهينة، أي تشكيل استجاباتهم وفقا للمبادئ التي يؤمنون بها.

امتلاك المبادرة: أن طبيعتنا الاساسية هي أن نكون فاعلين وليس أن نكون عرضة لأفعال الآخرين. إن الآخذ بزمام المبادرة يعني إدراك مسئوليتنا في صنع الأحداث. معظم الناس يظلون منتظرين حدوث شيء ما أو أن يأتي أحد ليهتم بهم، غير أن الذين ينتهي بهم المطاف إلى تولي وظائف جيدة هم أولئك الأشخاص الذين يملكون روح المباردة، الذي يسعون لحل المشكلة ولا يبقوا هم المشكلة.

حتى الحب يكون فعلا تجاه الآخرين جعل منه الانفعاليون شعورا. إن المشاعر تدفعهم، تتحكم في أفعالهم. بينما الحب هو شيء تفعله، إنه التضحية التي تقدمها، إنه بذل الذات. إن الحب قيمة يتم تجسيدها عبر أفعال تتسم بالمحبة. دائرة الهموم/ دائرة التأثير.

لكل منا دائرة من الهموم تشغله ويصرف فيها وقته وهي أشياء ليس له عليها أي تحكم فعلي. وهناك دائرة أخري للتأثير. يركز الانفعاليين جهودهم في دائرة الهموم. يركزون على نقاط الضعف، على المشكلات المثارة، على الظروف التي ليس هلم عليها سلطان، ويسفر تركيزهم على إلقاء اللوم على الظروف، وعلي لغة ردة الفعل، وعلى الشعور المتزايد بأنهم ضحايا، وينتج من ذلك إنكماش دائرة التأثير بسبب تعاظم الطاقة السلبية الناجمة من التركيز على الهموم. على العكس فأن الشخص المبادر فأنه يركز على دائرة التأثير التي تتسع كلما أهتم بذلك. يركز الشخص المبادر على الأفكار الإيجابية: “أستطيع أن أكون أكثر صبرا، أكون عاقلا، أكون محبا، أكون… أكون.

في أي وقت تفكر أن المشكلة هي “هناك بالخارج” فأن هذا التفكير هو المشكلة نفسها. إننا نعطي القوة لما هو هناك بالخارج ليتحكم فينا. إن تغيير الصورة الذهنية إلى ما هو الأساس قبل أن نفكر في المشكلة. أن تكون مختلفا وبهذا الاختلاف تحدث تغييرا إيجابيا فيما هو هناك بالخارج، إني أستطيع أن أكون أكثر ثراء في الامكانيات، إني أستطيع أن أكون أكثر اجتهادا، إني أستطيع أن أكون أكثر إبداعا، أني أستطيع أن أكون أكثر تعاونا.

إنه من الأيسر أن نلقي باللوم على الآخرين، والظروف، غير إن المسئولية تقع علينا في السيطرة على ظروفنا وبذل الجهد للتغيير. فإذا ألقيت باللوم على الآخرين إعتبرت نفسي غير مسؤولا، إفاني أصنع من نفسي ضحية لا حول لها ولا قوة، واحصر نفسي في موقف سلبي، إضافة إني أقلل من قدرتي على التأثير. فإذا كنت راغبا في تحسين الموقف مع أحد، فبإمكاني بذل الجهد على الشيء الوحيد الذي أملك السيطرة عليه. بإمكاني التركيز على ماذا أستطيع أن أفعل، على دائرة التأثير.

العادة الثانية:
أبدا والمنال في ذهنك.

هذه العادة تتطلب منذ اليوم تصور وتخيل تموذج لما ستكون عليه حياتك كإطار مرجعي وقاعدة تضبط عليها كل أمورك. يمكنك اختبار كل جزء من حياتك وسلوكك اعتبارا من اليوم وغدا وفي الأسبوع المقبل أو الشهر القادم على ضوء ما يهمك، وأن كل ما تقوم به في أي يوم محدد لن يخالف القاعدة التي حددتها على إنها بالغة الأهمية. إن كل يوم في حياتك سوف يسهم في اكتمال الرؤية التي كونتها عن حياتك بشكل عام. أنت حددت بوضوح ماذا سيكون مصيرك، وسوف تدرك إلى أين أنت متجه وذلك حتى تستطيع أن تفهم بشكل أفضل وضعك الحالي، وتتأكد من أن خطواتك على الطريق الصحيح، وقد تجد نفسك متحمسا للعمل الشاق لتحقيق هدفك.

حياتنا تكون شكل تاني عندما ندرك حقا ما هي الامور البالغة الأهمية بالنسبة لنا، ونظل نحتفظ بهذه الصورة في عقولنا، ونحاول أيضا ترويض أنفسنا كل يوم لتحقيق ما نصبو إليه، ولهذا إذا كانت خطواتنا لا تستند على السلم المناسب الذي سيصل بنا إلى الهدف فأننا سنبذل جهدا في الطريق الخاطئ.

تجري كل الأمور على مرحلتين: مرحلة أولى هي مرحلة الوجود الذهني، ثم المرحلة الثانية هي الوجود الفعلي. فعندما تعتزم بناء منزل فإنك تقيمه في ذهنك بكل تفاصيله قبل أن تدق مسمارا واحدا في مكانه، كما أنك تحاول أن تصل إلى إحساس واضح بنوع المنزل الذي تريده، ويظل عقلك نشطا حتى تصل إلى صورة واضحة لما تريد أن تقيمه. ثم تأتي المرحلة الثانية هي الشروع بالبناء، وإذا تجاوزت الشق الأول وتجاهلته وشرعت في العمل على الفور في الشق الثاني فإن هذا الجانب المادي سوف يكلفك تعديلاته عالية التكلفة قد تصل إلى ضعف قيمة المنزل الحقيقية.

تعتمد العادة الثانية على استراتجية أن تنظر إلى أهدافك كما لو أنك حققتها بالفعل، أن تكون موجودة في الذهن أولا، أي تبدأ بالنهاية في مخيلتنا. أي تضع كل طاقتك وكل قوتك وامكانياتك في سبيل الوصول إلى هدفك، فلا تذهب في اتجاه خاطئ فلا يضيع الكثير من الوقت والجهد. وهذا معناه أن نغير طريقة التفكير، تأتي في البداية الفكرة، ثم يأتي التنظيم في صورة خطط وأفكار جديدة لتنفيذها، ثم تحويل هذه الخطط إلى حقيقة، ولابد أن تعرف أن البداية كلها كانت فكرة كلها في مخيليتك.

ولهذا ينصح ستيفن كوفي بكتابة رسالة الحياة الشخصية، رسالة الحياة، أي ما تريد أن تصبو إليه، وتعود إلى مراجعتها بانتظام وتقوم بإدخال تغييرات طفيفة طبقا لما تأتي به الأيام من إضافات وظروف متغيرة. تصبح رسالة الحياة دستورك والتعبير عن أفكارك وقيمك، لقد أصبحت القاعدة التي بموجبها يمكنك قياس كل شيء آخر في حياتك. إلا إنه قبل كتابة رسالة الحياة يجب أن تسأل نفسك عن مركز حياتك المرتكزة على المبادئ التي تسير عليها في حياتك. كلما كانت المبادئ قوية وصحيحة ستصبح رؤيتك واضحة، وبالتالي رسالة الحياة واقعية ممكنة.

العادة الثالثة:
أبدا بالأهم قبل المهم

يقول ستيفن كوفي أن الاستثمار الوحيد القوي الذي يمكننا تحقيقه هو الاستثمار في أنفسنا، في الإداة الوحيدة التي نملكها والتي من خلالها نتعامل ونساهم في الحياة. وتأتي العادة الثالثة للتتوج المراحل الثلاثة الأولي في تنمية الشخصية والتعامل مع النفس. فكما تقول العادة الأولى: أنت المبرمج لحياتك. العادة الثانية: أكتب برنامج لحياتك. العادة الثالثة: نفذ البرنامج. برنامج حياتك الذي كتبته في العادة الثانية يحتاج الآن إلى القليل من التنظيم والترتيب، وهو أن ترتب ما كتبته حسب الأهمية والأولوية. فيأتي في المقدمة الأهم ويليه المهم، ثم الأقل أهمية، وهذا ما يعرف بإدارة الوقت. فإذا أردت أن تستغل وقتك الأستغلال الأمثل، لابد أن تعرف الأهم أولا، ثم تعطيه الأولوية القصوى. ويمكننا تقسيم مصفوفة الزمن إلى أربعة أقسام رئيسية:

المربع الأول: أمور مهمة ومستعجلة (مثل الأزمات والكوارث)
المربع الثاني: أمور مهمة وغير مستعجلة (التخطيط والقدرة على الإنتاج بناء العلاقات)
المربع الثالث: أمور مستعجلة وغير مهمة (مكالمات هاتفية، مقاطعات
) المربع الرابع: أمور غير مهمة وغير مستعجلة (تضييع الوقت التسكع الكلام عن الناس)

الناس الأكثر فعاعلة يبتعدون عن المربع الثالث والرابع، الغير مهمين، ويقلصون اهتمامهم بالمربع الأول، ليظلوا في المربع الثاني فترة أكبر. التخطيط ووضع الخطط الطويلة والقصيرة المدي، وتنمية القدرات العقلية عن طريق التفكير بعمق والقراءة وتنمية العقل خاصة إذا كانت في مجالات كثيرة. استثمار وقت الفراغ. يجب أن نتعلم أن نقول لا للأنشطة في المربعين الثالث والرابع.

ويتضمن تنظيم المربع الثاني أربعة أنشطة رئيسية: المهمة الأولي تحديد الأدوار، أي تسجيل لدورك الرئيسي اعتمادا على رسالتك في الحياة،كفرد أو عضو في عائلة، عملك. المهمة الثانية هي اختيار الأهداف، أي تحديد الأهداف المرحلية لكل دور، ثم تأتي المهمة الثالثة وهي الجدولة، أي تضع برنامجا زمنيا لتحقيق أهداف كل دور، ادمج البرامج كلها في برنامج زمنى على أساس وقت محدد، نفذ البرنامج، بالوقت المحدد، ولابد من تقييم أداءك، لا تتخلى عن تقييم نفسك في كل مرحلة وكل دور قمت به، التقييم مهم جدا.

إذا لم تخطط لحياتك، فتقع عادة في أحد خطط الآخرين، وتخيل ماذا يخططون لك؟؟ ضع خطة مرنة لكل دور تقوم به سجل الهدف المراد إنجازه في قمة القائمة، يمكنك تقسيم كل مهمة إلى خطوات لكل منها ميعاد نهائي لإنجازها، فكرة الخطة المرنة هي أن تقسم الخطوات باستمرار لخطوات أصغر، وفي كل سلسلة قم بتدرج الأعمال حسب الأهمية، تزودك الخطة المرنة بحلول للمواقف الحرجة مما يسهل عليك إنجاز مشروعك.

هناك الكثير من الأشياء التي قد تصرف انتباهك وبالتالي تعطلك عن عمل ما قمت بالتخطيط له ومن ثم ستؤجل الخطة لوقت الخطة لوقت لاحق وبالتالي تأجيل هدفك.. كل ذلك يؤثر في حياتك، لابد أن تلتزم بما كتبت.. في نهاية يومك ضع عشرة دقائق للتحضير لما ستفعله غدا، سيوفر لك وقتا ثمينا في الصباح.

قد يعجبك ايضا
اترك رد