إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

تاريخ الحياة المكرسة (4)-كتابات الرحالة

0 937

هستوريا موناخورم: Historia monachorum in Ægypto

  1. “تاريخ الرهبان” للرهبان الفلسطينيين السبعة

“تاريخ الرهبان في مصر” هو وصف لحياة الرهبان وظروفهم المعيشية قام بها سبع رهبان فلسطينيين لبراري مصر في القرن الرابع الميلادي. قام الزائرون برحلة طويلة امتدت من الإسكندرية إلى أسيوط للتعرف على الرهبان المصريين وتصور حياتهم في البرية، وبالطبع هي صورة رآها الذين من الخارج، وتعتمد على ما لاحظوه، خلال تلك الزيارة، وعلى ما قيل لهم. وبالرغم من اعتراضات بعض الباحثين، سيظل تاريخ الرهبان في مصر، رحلة حقيقية قام بها بعض الرحالة إلى ناسكي مصر في القرن الرابع. فالمواقع الجغرافية تتبع ترتيبا جغرافيا منظمًا من الجنوب إلى الشمال، يصعب معه على أي شخص وصفه ما لم يكن قد مر به على أرض الواقع، (تخطئ الكتابات في وصف موقعين فقط من 12 موقعًا جغرافيًا جاء تحديدها بصورة دقيقة جدًا). كما أن الأعمار التقريبية للمتوحدين الرئيسيين المذكورين في النص في سنة 394/395، تاريخ الرحلة، أعمار دقيقة.

قام الأب A.-J. FESTUGIÉRE  بطبع النص اليوناني كعمل منفصل. ويظل هذا العمل، بالرغم من بعض الانتقادات، العمل الأكمل، وقد ترجم النص في عام 1964 للغة الفرنسية[1]. ولكن مؤلف النص اليوناني يظل مجهولاً، وهناك افتراضات[2] إنه تيموثيئوس أرشيدياكون الإسكندرية حوالي 412م، إلا أن المؤلف يصف قيامه بالرحلة هو نفسه وستة رهبان آخرين.

  1. تاريخ الرهبان” لروفينوس

يعتمد النص اللاتيني لروفينوس على زيارته لنيتريا سنة 375م، ومكوثه مدة ست سنوات في مصر، ومقابلته لقديسي البرية العديدين فكتب عنهم، وأنه رجع إلى مصر مرةً ثانيةً مدة عامين. ويُرجح أن رحلته الأخيرة هذه بدأت عام 394م، لأن يوحنا الأسيوطي الذي قابلهم تنبأ لهم عن خلع الإمبراطور بواسطة ثيئودوسيوس، وتحقق في نهاية العام ذاته[3]. اعتمد روفينوس على النص اليوناني للرهبان السبعة ولكنه لم يتقيد به حرفيًا، بل أعاد صياغة النص بألفاظ مختلفة، مع المحافظة على المعنى، وأدخل مواد توضح المقصود من خلال خبرته الشخصية التي كونها من خلال زيارته للمنطقة[4]. أضاف روفينوس فقرات معينة للنص اليوناني مثل: المديح الذي يقال في عيد سانت سيسيليا، في الجزء الأول من الفصل الأول، كذلك عظة إرادة المسيح المعنونة باسم بولس البسيط، ولكن جذورها في نظام القديس بندكتوس، كما أظهر بتلر من خلال دراسته النقدية لنص روفينوس[5].

  • اختبارات الرحلة

ليس القيام برحلة إلى مصر في عام 394م أمرًا سهلاً، ولهذا يهنأ يوحنا اليكوبولي الرحالة على عزمهم زيارة البرية: “أي شيء جدير بالملاحظة تتوقعون أن تجدوه، يا أولادي الأعزاء، حتى أنكم تكبدتم مثل هذه الرحلة الطويلة بتعب كثير، لاشتياقكم لرؤية بعض البسطاء المساكين، الذين لا يملكون شيئًا جديرًا بالإعجاب والمشاهدة؟ إني معجب بحماسكم، كيف إنكم لم تبالوا بأخطار كثيرة كهذه، كي تأتوا إلينا، لتنتفعوا، في حين نحن من كسلنا لا نرغب حتى في الخروج من مغائرنا”[6].

جاء الرحالة إلى البرية ليتعلموا من الرهبان المصريين ماهية الحياة النسكية، فسجلوا كل شيء رأوه، وسمعوه من الرهبان أنفسهم. ويبدو أنه لم يكن لديهم مشكلة لغوية في الاتصال بالرهبان، فوجدوا دوما مترجمين، أو أشخاصًا قادرين على التفاهم باليونانية. تحدثوا أيضا مع بعض الفلاحيين عن رأيهم في الرهبان، وكيف يرونهم. صور النص الرهبان كمدافعين عن العالم وحارسين لسلامه، وساهرين باستمرار عليه من هجمات الشيطان. كان الرهبان منفصلين عن المجتمع، ولكنهم مثل الأشجار ينقون الهواء بواسطة حضورهم. هم مدافعون عن المجتمع في الحروب الروحية.

  • مكانة الرهبان في المجتمع المصري

تظهر “هستوريا موناخورم” الرهبان عملين على ازدهار البرية، هناك الحديث عن مشروعات زراعية مزدهرة مثل حدائق الخضروات لاستخدام الرهبان وزائريهم، ونباتات خضراء لم تنمُ من قبل، وأعمال فلاحة في تربة غنية، وحدائق للنخيل. فمن حديقة كوبرس، كانت تؤخذ خضروات للطهي لأجل زائريه، وكانت مثار حسد جيرانه. وتظهر النصوص أنه كان منشغلاً بصفة خاصة بإستصلاح الصحراء للزراعة. وكان سرابيون يقوم بتجارة منتظمة بين الفيوم ومدينة الإسكندرية على نطاق واسع، حيث يرسل القمح والملابس للفقراء. والسبب المقدم هنا هو عدم وجود فقراء بالقرب من الأديرة. وعندما حدثت مجاعة في طيبة، اعتقد الناس أن جماعة أبولو الرهبانية سيكون لديها طعام، وقد كان كذلك.

  • النمط الرهباني في مصر

سجل الرحالة كل ما أمكنهم ملاحظته عن حياة الرهبان، حتى بعض الأشياء البسيطة، والانطباع العام الذي يمكن استخلاصه هو تنوع أنماط الحياة الرهبانية التي تتفاوت بين العزلة التامة داخل دير إيسيذورس المسوَّر، وبين نساك متجولين مثل يوحنا. ونتوقف قليلاً عن الأرقام الواردة في النص، فإننا إذا جمعنا سائر الأعداد المذكورة في هذا النص عن الرهبان والراهبات، في هذا الجزء الذي زاره الفلسطينيون، سنحصل على رقم يفوق عدد السكان الإجمالي[7]. كما أن عدد الرهبان يُذكر دائما كرقم صحيح:  فأور لديه “عشرة آلاف” من التلاميذ و”ألف” راهب. وكان لآمون “ثلاثة آلاف” راهب، وكان في أوكسيرينخوس “عشرة آلاف” راهب، و”عشرون ألف” راهبة. وتدل هذه الأرقام على أن الرحالة شاهدوا أعدادًا كبيرة من الرهبان والراهبات في الأماكن التي زاروها. أما إذا أُخذت حرفيا فإنها تثير الشك. كما أن أعمار النساك الرئيسيين جميعها تقترب من التسعين، لدلالة على حكمة هؤلاء وعظم خبرتهم.

سجل الزائرون نظام حياة الرهبان اليومية بكل دقة، وعلقوا على ممارساتهم للأمور الأساسية للحياة، من مأكل وملبس ونوم، وأعمالهم اليدوية. احتل العمل اليدوي حيزًا مهمًا في حياة النساك، ليس لأجل سد الاحتياجات الضرورية للحياة وتوفير القوت اليومي، بل كأداة من أدوات النسك، والتي من خلالها يسيطر الإنسان على أهوائه الشخصية. عملوا بالزراعة واستصلاح للأراضي البعيدة عن مجرى النيل، وحولوا بجهودهم البرية إلى موضع مزدهر. كما عمل الرهبان كحصادين في أون الحصاد، ليكتسبوا قوت يومهم. هناك أيضًا أنواع أخرى من المهن مثل تضفير أطقم الحمير، كيوحنا الناسك، أو صنع السلال. وعمل آخرين كحدادين ونجارين وفي غيرها من المهن الحرفية.

اندهش الرحالة من قدرة الرهبان على التحكم في النوم (السهر الليلي) والبقاء متيقظين للصلاة والتسابيح الليلية: “لقد رأيتهم أنا نفسي بعيني، يبدأون تسبحتهم في المساء ولا يكفون عن الترنيم حتى الصباح” هكذا نقرأ في النص عن رهبان بويط[8]. وقد بدأ الناسك يوحنا حياته النسكية بوقوفه تحت صخرة مدة ثلاث سنوات، في صلاة لا تنقطع، لم يجلس مطلقًا، أو يرقد للنوم، بل كان يغفو بعض الوقت وهو واقف. كذلك مارس رهبان نيتريا السهر الليلي فيقول الكاتب عنهم: “كان بعضهم لا ينامون ليلاً، بل كانوا يداومون على الصلاة وقوفا، أو يجلسون أحيانًا حتى الصباح”.

مزجت صلوات الرهبان وفقا لنص “هيستوريا موناخورم” بين المزامير والأناشيد التي تتلي أثناء اليوم وفي أوقات العمل. أما القداسات فهي أيام السبوت والآحاد فقط، وفيها يجتمع الرهبان المشتتون في القلالي ومغاور الجبال في كنيسة واحدة للصلاة. وجاء وصف صلاة القداس تفصيليًا عند زيارة الرحالة لبويط، وأشاروا إلى احتفال به يوميا في دير أبولُّو في بويط.

اعتاد الرهبان تناول الطعام مرة واحدة يوميا المساء، أما الرهبان الأكبر سنَّا، فيأكلون قليلاً بسبب العمر. الطعام بسيط من الخبز الجاف والأعشاب الخضراء. أما في الأديرة فقد رأى الزائرون الخبز الطازج والحساء والزيتون والبقوليات. إلا أن النصوص تعكس لنا تطرفًا بشأن الصوم، فبالإضافة إلى الأصوام القانونية يومي الأربعاء والجمعة، صام بعضهم يومين أو ثلاثة. وهناك يوحنا الناسك الذي قيل أنه قد بدأ حياته النسكية بالامتناع عن الطعام مدة ثلاث سنوات باستثناء التناول من السرائر المقدسة أيام الآحاد. ويجب قراءة هذه القصة بشيء من الحذر لأنها تأتي في سياق حديث كوبرس لزائريه ليدلل على أن ما حققه من نسك أقل بمقارنة بالآخرين. الأصوام القاسية للرهبان انعكست على تصوراتهم للملكوت السماوي، ففي الفردوس هناك أقراص العسل واللبن الطازج والخبز الساخن، أما ثمار الفردوس فهي من جميع أنواع الفاكهة، كالعنب والتين والرمان..

يتحدث الرحالة أيضا عن ملبس الرهبان اللذين يجولون بأسمال أو ثياب بسيطة للغاية، قيل إن بولس الناسك قد نسج لنفسه ثوبًا من الليف. ولكن ارتداء ثياب مميزة عادةٌ راسخة، فقد وصفوا استلام الراهب لطقم من الملابس، ثوبا وغطاء للرأس من الكتان. أما ملابس الكنيسة فهي بيضاء.

  • مساكن الرهبان

تنوعت مساكن الرهبان وفقا للنص محل الدراسة، بين القلالي، وما بين المغارات الجبلية المتناثرة في الجبال. ما بين قلاية يوحنا الليكوبولي المكونة من غرفتين، بها نافذة يتطلع منها لرؤية الذين يزرونه يوميًا، وقد استقبل الفلسطينيون بقلاية “الضيافة” أيامًا عديدة، والشيخ إيلياس الجالس تحت صخرة، مرتعدًا في شيخوخته من البرد.

كان النمط الأكثر شيوعًا بين الرهبان هو السكن داخل قلالي صغيرة مبنية من الطوب اللبن، ومغارة في تجاويف الجبال. وفي حالة تجمع الرهبان في مساحة جغرافية صغيرة، كانت القلاقي متقاربة، يقوم ببنائها الرهبان أنفسهم. كل قلاية مكونة على الأرجح من غرفتين صغيريتين، تُخصص الغرفة الداخلية للنوم. يختلف الحال في نظام الأديرة الباخومية التي كانت بمثابة قرية صغيرة، يحوطها سور عالٍ، تضم منازل متعددة يُخصص كل منها لفئة معينة من الرهبان، فهناك منزل الخبازين، وآخر للحصادين، والنجارين، والبنائين… الخ. (سنعود بالتفصيل لهذا الموضوع في دراستنا لنظام حياة الشركة الباخومية). كانت هناك مدن مخصصة كاملة للرهبان والراهبات مثل أوكسيرينخوس والبهنسا.

  • غاية الحياة النسكية

لقد سجل الرحالة سلوك الرهبان الخارجي بكل دقة، فاهتموا بأن يتعلموا من الشيوخ المعنى العميق للحياة الرهبانية. ففي وصفهم مادة جيدة عن مُثُل البرية ومعانيها، وغاية الحياة النسكية: الواقعية والتجرد من الوهم، والصراع المستمر مدى الحياة، والجدية، والتشبث بالعلاقة مع الله حتى يصير الراهب صديق الله. فلا تظهر من النص أن الدعوة الرهبانية هي الدعوة المسيحية الأمثل، لكن التجارب تأتي على الذين اختاروا طريقة الرهبنة من خلال التشتت بالطرق الأخرى للحياة.

قدمت حقيقة الشر في هذا النص في صورة شياطين. وهنا يراعى أن الآباء لم يكونوا سُذّجًا إلى هذه الدرجة، بل كانوا خبراء العالم القديم في سيكولوجية الحياة الروحية، يصفون المواقف المختلفة للنفس البشرية في التجربة والسقوط، في حالة الخطيئة، وحالة اليأس، وطريق التوبة الضيق، والندم. فهدف روايات التجارب ليس في وصفها وشكلها الأدبي وأشخاص الحدث، بل في التعليم عن التجربة وطرق التغلب عليها.

إذن غاية الحياة النسكية الانتباه إلى الذات والعناية بالمشاعر والأفكار، فليس الحاجة جحد الممتلكات فقط، بل الرغبة فيها. كيفية ضبط الأهواء الداخلية من خلال العمل اليدوي والصلاة المستمرة، فيقف الإنسان دون عائق أمام الله. عندما يتحرر الراهب من الأهواء الداخلية يصل إلى السلام الداخلي والسكون، الذي هو عمل روح الله المُثمر حضوره تلك الفضائل الأساسية في البرية وهي: الحب، والدعة، وطول الأناة، وعدم إدانة الآخرين.

ليس الأساس الجوهري للحياة النسكية في التدريبات النسكية في ذاتها، بل الأمر الجوهري هو التوبة “ميتانويا”، أي التحول من التمركز حول الذات، والتخلي عن الإرادة الذاتية وقبول صليب المسيح في الحياة. الراهب هو الخاطئ الضال، العائد من بلد بعيد، إلى حضن الآب. وهذه العودة هي أولاً مادية، وعملية، كما أنها في النهاية روحية. لقد كان باترموثيوس لصًا وقاتلاً، وكان فليمون “عازف مزمار” يشترك في احتفالات وثنية. وهناك رئيس عصابة صار راهبًا بواسطة أبولُّو، وآخر بواسطة بفنوتيوس، في حين أتي أخرون من حياة أكثر شقاء. وما يُركز عليه النص هو ضرورة التخلي عن العالم أو الجهاد الجسدي حتى الموت تقريبًا.

هذا الانفصال عن الحياة السابقة هو الخطوة الأولى من “الميتانويا” للراهب. إن الابتعاد بالجسد فقط بداية التحول. ثم يتلوها القتال ضد الأهواء والخطايا الباطنية. يقول أبولُّو: “إن الراهب يقترب من الأسرار المقدسة كخاطئ وينال باستمرار المغفرة من السيد المسيح. الناس ينظرون إلى الرهبان كصانعي سلام، ولكن الرهبان ينظرون إلى أنفسهم كفقراء بالروح، “نائحين” على خطاياهم”.

يصور الرهبان في النص كملائكة، وكأناس يعيشون حياة ملائكية لأنهم ينتظرون بتوقع مجيء السيد المسيح. يعيشون على هذا الرجاء الاستكاتولوجي.

  • حقيقة المعجزات في النص

يجد قارئ النص نفسَه أمام معجزات عديدة يقوم بها الرهبان. فمن المستحيل التأكد من درجة الإعجاز أو ما هو فوق طبيعي في مثل هذه القصص. ولكن لا جدال في أن الذين سجَّلوها قد اعتقدوا أن الله قد تدخل في الأمر على نحو ما. فمن المفيد أن نقرأ المعجزات في شكلها الأدبي: ماذا تُخبرنا هذه المعجزة؟ وأن نكون فكرة ما عن كيفية معالجة الأمور لدى كل كاتب، ومعرفة الذين شاركوا في الأحداث. فهي علامات لشيء آخر، هي تربط حاضر الرهبان بماضي الأنبياء في الكتاب المقدس. المعنى أنهم أيضا أنبياء الله الجدد: فمثلما أوقف يشوع بن نون الشمس (يشوع 10: 12)، وقفت الشمس لباترموثيوس؛ وكان الخبز يُرسل للرهبان مثلما أُرسل إلى إيليا في البرية؛ ويجتاز كوبرس في النار مثل إيليا في صراعه مع أنبياء البعل؛ ويفتقد ملاكٌ أبولُّو كما فعل مع بطرس في السجن. ولهذا يسأل الشيطان أبولُّو: “أأنت إيليا أو أحد الأنبياء أو الرسل الآخرين؟”

وتنوعت المعجزات ما بين القدرة على التنبؤ بالمستقبل وقراءة الأفكار، كالأنبياء، مثلما قيل على يوحنا الليكوبولي، أو تفسير الرؤى والأحلام، أو معجزات الشفاء التي تظهر الدالة التي لدى الرهبان عند الله. وأخيرا السيطرة على الطبيعة والحيوانات المفترسة التي تكشف عودة الرهبان إلى مكانة آدم الأول وسيطرته على المخلوقات (الفردوس المستتر). فتأثير الراهب قوي جدًا لدرجة أنه يمتد إلى الحيوانات. فهناك مثلا قصة عن أحد الرهبان وهو يتحدث بلطف مع فرس النهر والتمساح، ويحثهما على أن يكونا في سلام وألا يخربا أرض الناس. ويطلب آمون من ثعبانين أن يحرسا قلايته. ويستعمل هيلِّي تمساحًا كمعدية له عبر النيل، بل يشفي مقاريوس السكندري الوليد الأعمى لضبعة. وقيل عن ثيون إنه يخرج ليلاً ليسقي الغزلان والحمير الوحشية والضِباء. ويدوس ديديموس العقارب بقدميه العاريتين.

[1] Historia monachorum in Ægypto, in: A.-J. FESTUGIÉRE, Historia monachorum in Ægypto, in: SH 34, Bruxelles 1961, (tr. francese in: IDEM, Les moines d’Orient, vol. IV/1: Enquête sur les moines d’Égypte, Paris 1964).

[2]  Derwas Chitty, The Desert a city, Oxford, p. 51.

[3] Historia monachorum in Aegypto sive de vitis Patrum, PL 21, 388-462; in: G. TRETTEL (a cura di), Rufino di Concordia. Storia di monaci, in: Tpat 91, Roma  1991; P. Devos, “Fragments coptes de l’Historia monachorum (S. Jean de Lycopolis)”, in«AnBoll» 87, 1969, p. 417-440.

[4] Historia monachorum in Aegypto sive de vitis Patrum, PL 21, 388-462; in: G. TRETTEL (a cura di), Rufino di Concordia. Storia di monaci, in: Tpat 91, Roma  1991; P. Devos, “Fragments coptes de l’Historia monachorum (S. Jean de Lycopolis)”, in«AnBoll» 87, 1969, p. 417-440.

[5] C. Butler, The Lausiac History of Palladius, Vol. 1-II, (Texts and Studies), Cambridge 1904.

[6] بولا ساويرس البراموسي، التاريخ الرهباني في أواخر القرن الرابع الميلادي، القاهرة 2013، ص 202- 203.

[7] Paul Devos. Les nombres dans les histoire monstique in Aegypto, in “Anal. Boll.” 92(1974), pp. 97- 108.

[8] قرية تبعد 75 كيلو متر شمال محافظة أسيوط

قد يعجبك ايضا
اترك رد