إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

الملائكة الحراس

0 816

قرأت في الأيام الأخيرة أننا لا نعرف سوى 4 ٪ من الكون اللامتناهي. من 96 ٪ المتبقية لا نعرف شيئا على الإطلاق ، ولا حتى فكرة مبسطة عما يحتوى. لا نعرف عدد المجرات والنجوم ولا مما تتكون. يتكلم الناس عن الجاذبية ولكن لم يستطيع البشر حتى اليوم تحديد ما هي؟ كيف تمنع المحيطات من أن تسكب مياهها وهي تسير بسرعة 1670 كيلو متر في الساعة.

نحن لا نعرف إلا جزء بسيط عن سر الحياة، فقط الخاضع لحواسنا، على الرغم من التقدم القوي للعلوم والتكنولوجيا. يحاول الكتاب المقدس، المدرك جيداً لهذه الأدلة، إعطاء الإجابات من خلال توجيه أنظارنا إلى حقائق لعالم غير منظور، غير معروف لنا، لا ندركه بحواسنا. أنت لا تدرك روحك، كذلك لا تدرك بحواسك العالم الغير منظور من مخلوقات نقية: الملائكة. يدعونا الكتاب المقدس لأجل أن ندرك ما لا ندركه بالحواس. هناك حضور الله الدائم معنا، ملاك حارس، يدعم الإنسان ويحفظه في مسيرة حياته ضد هجمات الشيطان.

هل أنا مميز لأن يجعل الله لي حارسًا خاص يحفظني من الشر؟ الحقيقة إن حب الله هو الفريد، كحب الوالدين لأطفالهم، فهو يخص كل طفل فيهم بعنايته واهتمامه ومحبته لكل منهم فريدة وخاصة. فالله محبة لا يمكن أن يتخلى عن خلائقه بعد أن أتي بهم إلى الوجود. يُخصص لنا ملائكة حُراس ليرافقونا في الطريق، في مسيرة الحياة، علينا أن نسمع لهم ونصغى إلى توجيهاتهم وإلا نفقد الطريق ونسير في طريق خاطئ ويكون الرجوع عنه صعبٌ. هل تصغي إلى ملاكك الحارس؟ هل تسمح له أن يُمسك بيدك على الطريق؟

“لأَنَّه أَوصى مَلائِكَتَه بِكَ لِيَحفَظوكَ في جَميعِ طرقِكَ” (مز91[90]: 11). إنّ دور الملائكة في حياتنا مهمّ، لأنّهم لا يساعدوننا للسير في الطريق فقط، بل يدلّوننا إلى أين يجب أن نذهب. ومكتوب في إنجيل اليوم بحسب القدّيس متى إنّ يسوع قال إنّه يجبّ ألّا نحتقر الأولاد، “لأنّ ملائكتهم في السماء يرون دائماً وجه أبي الذي في السماء”. إذاً، في سرّ حماية الملاك لنا، هناك أيضاً “تأمّل وجه الله الآب” الذي على المسيح أن يُعطينا نعمة فهمه

إنّ ملاكنا ليس معنا فحسب، بل هو يرى الله الآب، وهو على صلة به. إنّه الجسر اليوميّ الذي يرافقنا والذي يكون على صلة بالآب منذ لحظة نهوضنا مِن فراشنا حتّى لحظة صعودنا إلى الفراش مجدّداً ليلاً. إنّ الملاك هو البوّابة اليوميّة لارتفاعنا نحو الأعلى، نحو اللقاء مع الآب. الملاك هو مَن يساعدني على سلوك الطريق الصحيح، لأنّه ينظر إلى وجه الآب ويعرف الطريق الذي يجب سلوكه. لذا، دعونا لا ننسى أبداً رفاق الطريق!

قد يعجبك ايضا
اترك رد