الشهوة قاتلة
الاثنين 29 أغسطس 2022- مرقس 29-17:6
كانَ يَهابُ يوحَنّا لِعِلمِهِ أَنَّهُ رَجُلٌ بارٌّ قِدّيس. وَكانَ يَحميه
إن رؤية ملك مثل هيرودس يحكم منطقة صعبة ومعقدة في الإمبراطورية الرومانية العظيمة، وهو مستعد أن يتنازل عن نصف مملكته وممتلكاته، في ضربة واحدة، لأجل شهوة عابرة تجعلنا بالتأكيد في حيرة من أمرنا. ولكن إذا نظزنا إلى واقعنا اليوم فإننا نرى كيف يستسلم الناس لإغراء الشهوة، فيرتكبون سلسلة من الأخطاء، واحدة تلو الأخرى. فخطيئة الشهوة لا تأتي وحدها، بل غالبًا ما تكون مصحوبة بخطيئة الغضب والعنف. نتذكر داود الملك داود، الذي استسلم لإغراء رؤية بتشابع، فغاب عقله وضعف إيمانه، وراح يخطط لقتل زوجها المسكين. قُتل الرجل ومات الطفل المولد، ثمرة الشهوة، لأن كل فكر وكل عمل لا يُوحى به من الله من خلال عقل مستنير بالإيمان لا يثمر أبدًا.
هيرودس أمام شيء تافه، فتاة راقصة، فقد عقله وأخضع نفسه لها ولسلطان الشهوة فكانت النتيجة مروعة، قتل نبي هو أول من يقدره ويحب أن يستمع إليه.
لماذا وصل هيرودس إلى هذه المرحلة، على عكس داود الذي فاق فندم على خطيئته ندمًا شديدًا، لأنه تحت وطأة خطايا أخرى: يعيش مع امرأة أخيه التي لا تحل له، كما إنه ممتلء من الكبرياء فلم يستطيع أن يتراجع على وعده أمام ضيوفه. هنا نتعلم أن من يملك ارادته يملك مصيره، ومن يتواضع يصلح لمنهج الملكوت، فالكبرياء هي أصل كل الخطايا، لذا يطلب داود بلجاجة من الله أن يمنحه قلبًا منسحقًا، فالتواضع يمنح الإنسان الفرصة لمراجعة ذاته والاعتراف بخطأه وتصحيحه.