إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

كفن المذود

0 522

الثلاثاء 27 ديسمبر 2022- يوحنا 20: 1- 8

أَنَّ الحَياةَ تَجَلَّتْ فرَأَيناها، ونَشهَدُ لها، ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّة، الَّتي كانَت لَدى الآب وَتَجلَّتْ لَنا

تحتفل الكنيسة اليوم بعيد القديس يوحنا الإنجيلي، ويأتي دائمًا العيد في اليوم الثاني بعد عيد الميلاد المجيد حيث تسيطر أجواء الفرح بميلاد المخلص. إلا أن الكنيسة تقرأ حدث القيامة! فكيف نربط هذا الإنجيل باحتفالات عيد الميلاد. ما علاقة القبر والكفن بولادة الطفل يسوع؟

حملت أيقونات العصر الوسيط تفسير الأمر! فمثلا في مشهد مغارة جريتشو الشهير نجد لوحتين متجاورتين، الأولى تمثل ميلاد الطفل وهو مقمط بلفائف تشبه الكفن بدلاً من ملابس المولود الجديد وموضوع في المذود ويسجد أمامه القديس فرنسيس تجسيدًا للحدث الذي تم في عام 1223 بهذه المغارة، وفي اللوحة المجاورة تجلس العذراء مريم بجوار المذود ذاته والذي تحول إلى القبر وبين يديها ذات الطفل بذات لفائف الكفن. الدلالة أن يسوع يولد ليموت من أجلنا ويصرع الموت بقيامته.

في لوحة الميلاد يقف الناس حول فرنسيس والكاهن أثناء صلاة القداس، وفي اللوحة الثانية يوضع المذود في فضاء أسود ليدل على الموت. جميع الكائنات سائرة إليه لا محال، فبالرغم من وجود الطعام فيه إلا الجميع عرضة للموت. هنا يوُلد يسوع في المذود، الخبز الحقيقي للحياة، هو الطعام الوحيد الذي يجعلنا ننجو من الموت. مات يسوع لنحيا. يموت من أجلنا. القديس يوحنا الذي نحتفل به اليوم هو الشاهد العظيم لهذه الحقيقة، لأنه، كما يكتب في رسالته الأولى، رأى، تأمل، سمع ، لمس جسد المسيح بيديه وقبل كل شيء آمن أنه يسوع، هو ابن الله.

قد يعجبك ايضا
اترك رد