إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

احتضان الميت!

0 567

يوم الأحد 2 أبريل 2023: يوحنا 11: 1- 45

“أَما كانَ بإِمكانِ هذا الَّذي فَتَحَ عَينَيِ الأَعمى أَن يَرُدَّ المَوتَ عَنه؟”

جميعنا فقد شخص عزيز ومحبوب للغاية. شعر أن الحياة فقدت معانها، وإن كل شيء توقف مع صدمة الموت. حتى يسوع شعر بتلك المشاعر أمام فقدان الصديق وألم الأختين مريم ومرتا! لكن الغريب إنه لم يسارع إلى نجده صديقه، بل فضل البقاء يومين بعيدًا!!

بقي يسوع بعيدًا ولم يسارع لنجدة صديقه، لا ليبرهن على قوته بإقامته من “أَنتن” في القبر. بل ليرد الإيمان إلى مريم ومرتا، إلى التلاميذ، إلى الجموع التي قالت: “أَما كانَ بإِمكانِ هذا الَّذي فَتَحَ عَينَيِ الأَعمى أَن يَرُدَّ المَوتَ عَنه؟”. جاء يسوع ليفهمنا أن هذه الحياة لا تنتهي بالموت، بل هناك حياة جديدة أبدية تلي هذه الحياة التي نظن إنها فانية.

لم يدفن لعازر في قبرٍ من حجر، لكنه دفن في قلب الأختين وفي نظر التلاميذ والجموع، فجاء (تجسد) يسوع ليدعوه إلى حياة جديدة. لذا سنقرأ اسم لعازر في نص يوحنا بالكامل عدا الآية الأخيرة فلا يقول أن لعازر خرج من القبر، بل “الميت” الذي يأمر يسوع بأن تفكك أربطة كفنه «حُلُّوهُ ودَعوهُ يَذهَب»!! يذهب إلى أين. من المنطقي أن يذهب إلى حضن أختيه أو إلى حضن صديقه يسوع شاكرًا له ما صنع…. لكن يصمت الإنجيل عن وصف المشهد لأن المقصود بـــــ “الميت” هو كل ميت. يأمر يسوع بأن تحل عنه رباطات الموت ليذهب إلى حضن الأب في حياته الجديدة: أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟” (1 كو 15: 55).

نعم لقد هُزم الموت إلى الأبد بموت يسوع على الصليب وقيامته فهو «القِيامةُ والحَياة مَن آمَنَ به، وَإن ماتَ، فسَيَحْيا وكُلُّ مَن يَحْيا ويُؤمِنُ بي لن يَموتَ لِلأَبَد.

 أَتُؤمِنون بِهذا؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد